سعاد عزيز
الريال و النظام
کما إن الاقتصاد الايراني يعيش أوضاعا صعبة و عسيرة و يکاد أن يشبه شجرة عجفاء تواجه عاصفة فإن العملة الايرانية الريال، تواجه هي الاخرى أزمة عويصة بحيث تشبه الواقف على حافة و هو يتوجس ريبة في أية لحظة من هبوب رياح قوية، والمشکلة بل العقدة الاکبر التي تنتظر الاقتصاد الايراني و حتى الريال نفسه، ماستتمخض عنها الاوضاع من إلغاء الرئيس الامريکي للاتفاق النووي.
الاقتصاد الايراني الذي هو أساسا ضعيف و يعاني من أزمات خانقة ولاسيما بعد أن باتت فرص الاستثمار في إيران تتراجع، جاء هو الآخر کمشکلة کبيرة و بالغة الخطورة تواجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فهو لايکاد أن يغلق بابا للمشاکل و الازمات بألف وسيلة و وسيلة، حتى يجد إن بابا آخرا أکثر تأثيرا عليه ينفتح على مصراعيه، لکن مشکلة الاقتصاد ليست کغيرها من المشاکل فهي تشکل أساس و رکيزة ضمان سير مختلف الامور في البلاد و في حال تضعضعها فإنها تٶثر سلبا على کل تلك الامور بل و تجعل البلاد في حالة شلل کامل، وهکذا إحتمال بمثابة کابوس يرعب النظام کثيرا، ولذلك ليس بغريب التخبط و التناقض بين التصريحات و المواقف الرسمية الصادرة بشأن الموقف الامريکي و ماقد ستٶول إليه الامور بعده.
طهران التي عاشت فترة ذهبية خلال ولايتي الرئيس الامريکي السابق باراك أوباما، حيث قدم الاخير مکسبين کبيرين لطهران التي کانت محاصرة بالمشاکل و الازمات، أولهما الانسحاب الامريکي من العراق في عام 2011، والذإ فتح أبواب العراق لنفوذ إيراني غير عادي، وثانيهما الاتفاق النووي الذي کان أوباما على عجلة من أمره لکي يختتم عهده به، وهذا الاتفاق منح إيران فرصة لبسط نفوذها أکثر في المنطقة ولاسيما بعد أن أعاد أوباما المليارات المجمدة لتقوم بإستغلالها في تدخلاته في المنطقة و تصدير التطرف و الارهاب، لکن يبدو إن إيران تعيش الان عهد معاکسا و مناقضا لعهد أوباما، فهي تعيش عهدا مظلما إن صح التعبير، خصوصا وإن الرئيس دونالد ترامب و منذ أيامه الاولى يشدد الخناق أکثر فأکثر على النظام الايراني على مختلف الاصعدة و بصورة و اسلوب باتت تحرق أعصاب القادة و المسٶولين الايرانيين.
بين الاقتصاد الايراني الهزيل و الريال الايراني المعتل و المعرض للسقوط، يقف بينهما نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مصفرا کأوراق الخريف و لايدري أين و متى و کيف ستأتيه الضربة التالية، ذلك إن مشکلته لاتقف ولاتنتهي مع الاقتصاد الايراني و الريال على الرغم خطورتما فهناك صف طويل من المشاکل و الازمات في مواجهته وإن کل مشکلة و أزمة قد يتداعى عنها مشکلة أو مشاکل أخرى، وفوق کل ذلك فهناك أيضا الشعب المتربص به و الذي ينتظر اللحظة المناسبة لينقض عليه!
894 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع