سعاد عزيز
مسعى مميز من أجل التغيير
الهدوء الذي يسبق العاصفة، هذا هو الوصف الذي ينطبق تماما على الاوضاع في إيران، حيث شهدت إيران خلال الاشهر الماضية و تحديدا منذ 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، حرکات إحتجاجية واسعة النطاق غطت مختلف أرجاء إيران و شملت مختلف الطبقات و الشرائح و الاطياف الاجتماعية المختلفة للشعب الايراني، وهو مادفع بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى تشديد إجراءاته القمعية و تکثيف حضور مختلف أجهزته الامنية و جعلها على أهبة الاستعداد لمواجهة مختلف التطورات.
إيران التي يعيش شعبها حالة من الغليان بسبب الاوضاع السيئة جدا التي يعاني منها على مختلف الاصعدة الى الحد الذي صار معظمه و بإعتراف قادة و مسٶولين إيرانيين يعيشون تحت خط الفقر وإن الاوضاع تسوأ أکثر فأکثر کلما بقي و إستمر هذا النظام، ولذلك لم يکن غريبا عندما صار شعاري"الموت لخامنئي" و "الموت لروحاني" أهم شعارين في الانتفاضة الاخيرة حيث يعني رفض النظام بجناحيه.
تزامنا مع ذلك، تنشط المعارضة الايرانية النشطة و الفعالة المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بصورة غير مسبوقة، حيث تتحرك سياسيا و إعلاميا على مختلف الاتجاهات و الاصعدة و تقوم بفضح و کشف مخططات نظام الجمهورية الاسلامية و مساعيها المشبوهة من أجل إستغلال الاوضاع في المنطقة لصالح أجندتها المتعارضة مع مصالح الشعب الايراني و شعوب المنطقة، وقد برزت خلال الاسابيع المنصرمة نشاطات مکثفة لهذا المجلس تجسدت بمٶتمرات صحفية و جلسات أسئلة و أجوبة لقادة في المجلس من أجل الاستعداد لعقد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، في 30 حزيران في العاصمة الفرنسية باريس، والذي ينتظر أن يکون واحدا من أکبر و أهم التجمعات قوة و تأثيرا على النظام خصوصا بعدما صدرت تصريحات و مواقف من جانب السلطات التنفيذية و التشريعية و القضائية للنظام ضد هذا التجمع يظهر فيها جليا التوجس و الخوف منه، بما يٶکد أنه لن يکون تجمعا عاديا.
التحرکات و النشاطات الاحتجاجية للشعب الايراني والتي تزداد و تتصاعد في ظل أوضاع إقتصادية و إجتماعية تتجه للمزيد من التأزم و التعقيد خصوصا بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، حيث أن إزدياد نسبة أبناء الشعب الايراني الذين يعيشون تحت خط الفقر و وجود قرابة 5 ملايين إيرانيا يواجهون المجاعة، الى جانب تقارير تتحدث عن زايدة الادمان على المواد المخدرة بسبب من الاوضاع الوخيمة و إزدياد البطالة بشکل غير عادي، الى جانب إزدياد الغلاء و تفاقمه، وهو ماجعل الاوضاع المعيشية أصعب ولذلك فإن الشعب و في ظل هذه الاوضاع التي فقد معها کل شئ ولم يعد لديه من شئ يفقده لايجد أمامه من خيار سوى التحرك للإحتجاج و رفض الاوضاع و المطالبة بالتغيير.
المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يقوم سنويا بعقد تجمعا حاشدا في العاصمة الفرنسية باريس، يحضره الالاف من الايرانيين و المئات من الشخصيات السياسية و الفکرية و الثقافية و الاجتماعية من أنحاء العالم بما فيها البلدان العربية، يقوم من خلال هذا التجمع بتسليط الاضواء على الاوضاع في إيران و المنطقة و دور طهران السلبي الذي يستهدف توظيف و إستغلال الاوضاع السلبية المتأزمة في إيران و المنطقة و العالم لصالحها، وهذه التجمعات ساهمت کثيرا في لفت أنظار المنطقة و العالم و الشعب الايراني بحد ذاته الى خطورة الدور الذي يضطلع به نظام الجمهورية الاسلامية في ايران و المنطقة و العالم و الذي يدفع بالاوضاع الى مفترق لايخدم السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، وان التزامن الملفت للنظر بين غليان الاوضاع في الداخل و النشاطات و التحرکات غير العادية للمقاومة الايرانية في الخارج، ترسم في الافق مسعى مميزا للعمل من أجل التغيير الکبير في إيران و الذي هو الحل الامثل للشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم.
727 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع