سعاد عزيز
الهدف في طهران
لم ينتهي المؤتمر السنوي العام للمقاومة الايرانية لهذه السنة کما کان حالها في الاعوام السابقة، بل إنه أعلن في نهايته الاستعداد لمرحلة إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي حدد مؤتمر ملامحه الاساسية في ثلاثة مطالب أساسية وهي:" تشكيل جبهة داخلية موحدة من كافة قوى المعارضة الإيرانية لإسقاط نظام طهران ودعم الانتفاضة في الداخل الإيراني وطرد قوات الحرس الثوري من المنطقة والعمل على "البديل الديمقراطي لإيران غير نووية ومحبة للسلام"، وهي مطالب أخذتها الوساط السياسية و الاعلامية على محمل الجد، خصوصا وإن أرضيتها و أجوائها متوفرة على أفضل مايکون.
عندما يخرج مؤتمر باريس للمقاومة الايرانية بالمطالب الثلاثة أعلاه و التي أولها تشكيل جبهة داخلية موحدة من كافة قوى المعارضة الإيرانية لإسقاط نظام طهران، فإن ذلك يعني بأن المقاومة الايرانية تفتح أحضانها لکافة القوى و التيارات الايرانية المعارضة الاخرى بحس و حرص وطني وتسعى من أجل تجاوز کافة الخلافات والاختلافات و الترکيز على العدو الاساسي والمشترك والخطر الاکبر بوجه الجميع دونما إستثناء، وإن هذه الدعوة تؤکد الجدية البالغة بإتجاه إسقاط النظام.
مؤتمر هذه السنة الذي شهد إجماعا عالميا غير مسبوقا من أجل العمل و التنسيق المشترك من أجل إسقاط هذا النظام الذي ثبت بأنه الاخطر على السلام و الامن على مختلف الاصعدة وإن العالم مطالب وبإلحاح من أجل العمل و التعاون مع المقاومة الايرانية بإعتبارها اللاعب والطرف الاهم فيما يخص و يتعلق بالملف الايراني، بل إن لها دينا في عنق المجتمع الدولي لدورها البارز جدا في کشف وفضح مخططات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تحذير العالم منها بصورة مستمرة.
مايجمع بين الشعب الايراني والمقاومة الايرانية و شعوب و بلدان المنطقة و العالم، کان ولايزال هدف مشترك في طهران، حيث مرکز النظام الذي ألحق ويلحق الاضرار البالغة بالجميع دونما إستثناء، وإن ترك هذا النظام أو تجاهله لأي سبب کان يعني توفير و تهيأة الاجواء المناسبة ليس له فقط وانما لإستمرار تصدير التطرف الديني والارهاب، ولذلك فإن هناك حاجة ماسة من أجل القضاء عليه من خلال دعم إنتفاضة الشعب الايراني ودعم نضال المقاومة الايرانية.
أهم منجز لمؤتمر باريس لهذه السنة هو نجاحه في إقناع العالم کله من أن بقاء و إستمرار هذا النظام يتسبب في إلحاق المزيد والمزيد من الضرر والاذى بالعالم کله وإن خيار إسقاطه حتمية لامناص منها أبدا، ومن هنا، فلايجب أن يستغرب أحدا المخطط الارهابي الذي حاول من خلاله النظام تنفيذ مخطط إرهابي للهجوم على التجمع السنوي لأنه وبعد أن تعالى أصوات الاحتجاج من جانب السلطات التنفيذية و التشريعية و القضائية التي طالبت فرنسا بعدم السماح بعقده وعدم إهتمام الحکومة الفرنسية لهذه المطالبات البائسة، فقد کشف النظام عن وجهه الحقيقي ولکن، ومرة أخرى يفتضح أمام العالم کله وهو برهان جديد على ضرورة وأهمية إسقاط هذا النظام وتغييره.
721 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع