علاء الدين الاعرجي
باحث عراقي يًعنى بظاهرة تخلف العرب الحضاري
المرأة مواطن من الدرجة الدنيا في المجتمعات العربية الإسلامية
المرأة في المجتمعات العربية الإسلامية توضع غالبا في مستوى أدنى كثيراً من الرجل. كانت المرحومة والدتي تقول حين تذهب لزيارة المرأة النفساء:" أذهب لتهنئتها إذا كان المولود ذكراً، بينما أذهب لأعزيها إن وَلدتْ أنثى". وعلِمتُ من والدتي أيضا أن بعض النسوة في الجيّ الذي كنا نعيش فيه في بغداد،(وهي منطقة تعتبر متوسطة الحال، فيها الفقراء والأغنياء)، يخنقن الوليد الأنثى بعد الولادة، خشية أن يطلقها زوجها، أو تقوم بذلك بمساعدة الزوج نفسه . وقد اعترف لي أحدهم فعلاً أنه أقنع زوجته، فتعاونا على قتل ابنتهم الرضيعة. وأحياناً تمتنع المرأة عن إرضاع الوليد الأنثى حتى تموت جوعاً، خوفاً من أن يطلقها زوجها.(من السهل عندنا أن تدعي الأم أو القابلة أن الوليد مات أثناء الولادة وتُصدق بدون تحقيق ) وهذا يعني أن وأد البنات الذي كان سائداً في الجاهلية ما زال جارياً، رغم النص التشريعي الصريح (وإذا الموءودة سئلتْ بأي ذنبِ قُتلتْ). وذلك خضوعاً " للعقل المجتمعي" الحافل بالثقافة الشعبية، غير العالِمة(بالكسر)، الذي يحتقر المرأة ويعتبرها عاراً كما كان في الجاهلية (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيم (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُون (59 النحل). وعلِمتُ من طبيبة عراقية أنها أصبحت تمتنع عن إبلاغ الأسرة بجنس الوليد قبل الولادة، لأنها تحققت من حالات إجهاض متعمدة حين إبلاغ الأسرة بجنس الوليد الأنثى قبل الولادة. وهذا مظهر آخر من مظاهر الوأد. وهنا نلاحظ أن الإسلام جاء بمبادئ وشرائع ثورية تقدمية، بالنسبة لزمانه. لكن "العقل المجتمعي العربي الإسلامي" أغفلها بل خالف العديد من مبادئ الشريعة، ( التي يسميها الجابريّ ثقافة عالِمة)، لأن سلطته أقوى من سلطتها.
هذه القيم السائدة، النابعة من العقل المجتمعي المتخلف، والغارق في الثقافة الشعبية غير العالِمة، أدت إلى شلل نصف المجتمع، ما أدى، بين أمور أخرى، إلى اعتبارنا من أكثر الأمم تخلفاً.
-انظر نظرية كاتب هذه السطور في "العقل المجتمعي" الذي يستند إليها في معظم كتاباته:
https://drive.google.com/file/d/0B7-yP9NKQgUrR1lITUlkNmUyWjA/view?usp=sharing
انظر برنامج الأمم الإنمائي، تقارير التنمية الإنسانية العربية، للأعوام 2002إلى 2009، ولاسيما تقرير عام 2005، حول تمكين المرأة. انظر أيضا؛ علاء الدين الأعرجي "تعقيبا على تقرير الأمم المتحدة: الوطن العربي من أكثر المناطق تخلفا في العالم، والأشد جهلاً واستبداداً واستعباداً للمرأة" مقالة مسهبة نشرت في عدة صحف منها صحيفة القدس العربي(لندن).
وحول اختلافي مع الجابري بشأن الثقافة الشعبية والثقافة العالمة أنظر أيضا كتابي الصادر مؤخراً :
https://books.google.de/books/about?id=sihgDwAAQBAJ&redir_esc=y
1224 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع