بقلم زهراء السياب
هل أن مصير 《العراق》 المقبل كمصير 《هاييتي》..؟؟
ماهي أوجه التشابه بين ما حصل في {هاييتي }وما يحصل حاليا في {العراق }..؟؟؟
التفاصيل:
جزيرة هاييتي كان يحكمها جنرال عسكري بطريقة ديكتاتورية وهو الجنرال (دوفالييه)وعائلته طوال ٣٠ سنة. ومثل حكم صدام حسين وعائلته في العراق .وكان الجنرال مدعوم من واشنطن. وكانت ال Cia تعمل في هاييتي بالاتفاق مع سرايا الموت وممارسي التعذيب ومهربي المخدرات .
وكان هناك من يعارض حكم الجنرال وعائلته وهو الكاهن الإصلاحي والمحامي (جان برتراند اريستيد ) .
وبوسط هذه العلاقة المريبة والتي أفتضحت بين واشنطن والجنرال الديكتاتور تظاهرت إدارة كلينتون بدعم المحامي آريستيد. والذي انتخب ديموقراطيا عام ١٩٩١ واطيح به فعادت له السلطة عام ١٩٩٤ بشروط قاسية منها :--
١- عدم مساعدة الاكثر فقرا على حساب الاكثر غنى.
٢-- الوفاء لسياسة اقتصاد السوق
٣- بقاء هاييتي العامل الوضيع للعالم الغربي.
٤-- التعهد بان يعمل العمال الهاييتيون بالعمل بأجور بائسة.
٥-والتعهد بالموافقة على تواجد القوات الأميركية بالقرب من قصره وفي مفاصل البلاد المهمة
الليلة الظلماء !!!
وعندما نشطت بعض المنظمات الاجتماعية والحقوقية الهاييتية المطالبة بتحسين ظروف العمال،وتحسين الأجور، وتطوير البنية التحتية في المدن الفقيرة.وظهور مظاهرات شعبية تطالب بتحسين الظروف اعتبرته واشنطن تواطىء من الرئيس (آيريستيد) وتنصل عن الاتفاقيات المبرمة بينه وبين الجانب الأميركي والتي وردت اعلاه !.
فحدث السيناريو التالي
اولا:-
هنا سيرت ورعت المخابرات الأميركية Cia مظاهرات بالضد من الرئيس المنتخب آيريستيد مع حرق منشآت خاصة وعامة .فتبرر دخول واشنطن بحجة حماية العملية الديمقراطية في هاييتي.
ثانيا:-
فتقدمت ليلا (فرقة عسكرية أميركية )مسنودة بالطائرات المروحية العسكرية مع قوات الكوماندوز المسنودة بالدبابات ودخلت هاييتي. فحاصرت القصر الرئاسي والمنشآت العسكرية المهمة وقطعت الاتصال بين القصر الرئاسي وجميع مفاصل الدولة .
ثالثا:-
فدخلت قوة أميركية خاصة لغرفة الرئيس آيريستيد وغرف عائلته فصادرت هواتفهم الخيلوية(النقالات)وجميع المقتنيات وخيروهم بين الموت أو التنازل والهجرة الى أفريقيا الوسطى. فأختاروا أفريقيا الوسطى وحملت الطائرات الأميركية آيريستيد الى هناك وأسكنوه في فندق بائس من الدرجة المتدنية جدا. وبقي هناك هو وأسرته لأشهر ليست لديه وسائل اتصال وليست لديه أموال يعطي للفندق او للطعام فتراكمت عليه الديون وعاش فترة بائسة حتى سمحت واشنطن لرجل أعمال هاييتي بدفع ديونه وكفالته وضاعت أخباره للأبد (وهكذا فعلوا مع رموز سلطة آيريستيد )
رابعا:-
وبالعودة ل السيناريو :-لقد نصبّت الإدارة الأميركية حكومة بديلة في هاييتي جاءت بها مع الفرقة الأميركية الأميركية التي غزت هاييتي وأسقطت نظام الرئيس آيريستيد. وأبقت واشنطن الفرقة الأميركية الغازية هناك وتحديدا حول المجمع الرئاسي وحول مفاصل الدولة المهمة مهمتها (حراسة النظام الجديد وتوجيه التعليمات له) .
نقطة نظام :-
لم يمنع الولايات المتحدة ان هناك في هاييتي نظاما ديمقراطيا منتخبا.ولم يمنعها ان الرئيس آيريستيد حليفا لواشنطن فهي التي أتت به على أنه معارض للحكم الديكتاتوري في هاييتي وفرضته وأنتخب ديموقراطيا بدعم واشنطن.. كل هذا لم يمنعها ..فقررت خطف الحكم منه، و إسقاطه ونفيه الى أفريقيا الوسطى، وإخراجه من التاريخ السياسي الهاييتي وللأبد!!!!
ومن هنا تُطرح الأسئلة المهمة :-
١- هل ان العراق مقبل الى سيناريو هاييتي..؟؟؟؟؟
٢- هل ان نهاية الحكم الديموقراطي المزعوم في العراق كنهاية الحكم الديموقراطي في هاييتي؟؟؟؟؟....حيث سيتم القبض عل زعامات المنطقة الخضراء ونفيهم بعد مصادرة ممتلكاتهم وأموالهم ومقتنياتهم وهواتفهم واعادتهم لوضعهم المزري الذي دخلوا فيه العراق عام ٢٠٠٣؟
٣- هل ان المظاهرات الجارية في العراق مرتبة كترتيب مظاهرات هاييتي التي بررت غزو هاييتي بليلة ظلمة و إسقاط النظام الديموقراطي الذي صنعته واشنطن في هاييتي. وتبديله بنظام سياسي جديد وحمايته عسكريا وامنيا من قبل واشنطن!!
٤-- الحاقا ب النقطة (٣):----- فهل سيتكرر سيناريو تبديل النظام العراقي الديموقراطي حسب زعم واشنطن الى نظام سياسي جديد سيُحمل قادته بالطائرات الأميركية وانزالهم في بغداد بحماية ورعاية أميركية؟
ولكن هل العراق يشبه هاييتي ؟
الأجابة عن هذا السؤال :
اولا:--
العراق لا يشبه هاييتي أجتماعيا وسياسيا وديموغرافيا ولا حتى في الثقافة واللغة وعدد السكان .
ثانيا:-
العراق يشبه هاييتي من حيث الرعاية الأميركية لنظامه السياسي، ومن حيث الاهتمام الأميركي سياسيا وأمنيا وأقتصاديا وأستراتيجيا.ومن حيث الهيمنة الأميركية على القرار السياسي.
ثالثا:-
العراق لا يشبه هاييتي من حيث الهيمنة والرعاية الدينية في العراق.(نعم ان الكنيسة في هاييتي كان لها تأثير قوي جدا في البلاد واختيار النظام السياسي.ولكنها لم تفعل شيء عندما قررت واشنطن أسقاط ابنها وربيبها القس آيريستيد ..) فعندما قررت واشنطن استبدال الرئيس المنتخب القس آيريستيد المسنود من الكنيسة والفائز ديموقراطيا وبطريقة (الغزو الخاطف )فهي أسقطت النظام السياسي وحيدت وانهت هيمنة الكنيسة في هاييتي أيضا!!
(يا ترى هل عندما ستعتزم واشنطن استبدال النظام السياسي في المنطقة الخضراء(هكذا الملامح) على الأرض حتى اللحظة... فهل سيتم تحييد وأبعاد المرجعية الشيعية التي ترعى النظام السياسي في الخضراء(بغداد) أيضا ومثلما فعلت مع الكنيسة في هاييتي؟
رابعا:-
العراق لا يشبه هاييتي من حيث تواجد منظمات ومليشيات مسلحة ولها سطوة في العراق واكثر قوة و نفوذ منظمات تهريب المخدرات والجريمة في هاييتي.
اذن ان (الغزو الأمريكي الخاطف )لاستبدال الحكم في العراق و . والذي بانت ملامحة.. يختلف نوعا ما عن الغزو الخاطف الذي تم تنفيذه في هاييتي لأستبدال النظام السياسي وتحييد الكنيسة في هاييتي!!!
ولهذا على ما يبدو هناك خطوات يجب توفرها في العراق قبيل الغزو الخاطف واستبدال النظام السياسي. والخطوات هي :
اولا:-
دعم اميركي الى حالة النقد والهتاف والشعارات ضد المرجعية الشيعية(والتي تصاعدت بشكل ملحوظ هذه الايام)بمحاولة أميركية لضرب العصافير بحجر واحد لإنهاء
--- دور المرجعية الشيعية سياسيا مثلما أنهت دور الكنيسة في هاييتي .حيث استفادت منها واشنطن في ظروف معينة وانتهى دورهما تباعا...
وهو السر الذي فلت من لسان وزير الدفاع الاميركي في الأسبوع الأول من عمله في البنتاغون عندما قال ( على بريطانيا سحب يدها عن السيستاني فنحن نريد نبني عراقا جديدا )ونشر التصريح في الصحف الأميركية والخليجية و العالمية. وعتم عليه مباشرة!
ثانيا :-
محاولة واشنطن وقوى عالمية يهمها العراق جدا لجر المظاهرات العراقية نحو العنف والدماء من أجل خلط الاوراق تماما وتبرير الغزو الخاطف وفرض التغيير الذي تقرر في العراق .
ثالثا:-
من رحم النقطة(ثانيا):-تريد واشنطن وقوى عالمية وإقليمية مدعومة من الخليج أحداث صدام(شيعي-شيعي) لتحقيق الأهداف التالية:--
١-
لكسر عنفوان الشيعة عندما زهوا جدا بهيمنتهم على الحكم .مثلما كُسر عنفوان وزهوا السنة على أن السلطة لهم وحكموا العراق منذ عام ١٩٢١ حتى عام ٢٠٠٣ فجعلوهم في متاهة وفرقة ودمار في نفوسهم وفي مدنهم وتدمير ديموغرافياتهم السياسية والمذهبية والثقافية والاجتماعية!!.
٢-
لكي تُجبر فصائل الحشد الشعبي والمنظمات والقوى الإسلامية العراقية الموالية لإيران للدخول في الصراع (الشيعي-الشيعي) من اجل تدميرها هي اي المنظمات والفصائل ،وتدمير البنية التحتية للمدن الشيعية لتتساوى مع المدن السنية ليكون العراق جاهز للشركات الأميركية والإسرائيلية والبريطانية والعالمية لتبنيه من جديد عراق خاص بأميركا والغرب !!.
٣--
واشنطن تريد اضعاف النفوذ الإيراني في العراق ثم انهائه تماما .ولن يحدث هذا حسب رأي واشنطن الا بصراع (شيعي-شيعي)مفتعل. وهذا التوجه مدعوم من السعودية والخليج بقوة بهدف إنهاء الدور الإيراني في العراق إنهاء الفصائل المسلحة العراقية .وإبقاء العراق ضعيفا وخاويا .ولن ينهض ويجذب فينافس الخليج ويسحب رؤوس الأموال الاجنبية والخليجية وغيرها !!.
٤-
واشنطن تريد عراقا أميركيا تابعا لها ولثقافتها ونفوذها بنسبة ٩٥% ..وتريده عاصمة سياسية للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط والمنطقة،،، وعاصمة مال وأعمال وامن ل المنطقة كلها و برعاية أميركية.ولا تريد اي شريك معها .وكذلك لا تريد اي هيمنة دينية في العراق المقبل
.فهذا هو النموذج الذي تريده أمريكا للمنطقة والذي سمعناه عل لسان بوش ورامسفيلد وكونداليزا رايس وغيرهم من قبل!
فللأسف!
العراق مقبل على تداعيات خطيرة جدا في المحافظات الشيعية. وخصوصا في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة. وان ما تقوم به الحكومة العراقية مجرد ترقيع ومسكنات ليس لها تأثير.
فوضع الحكومة العراقية حاليا مثل وضع حكومة ( شاهبور بختيار) التي عملت بإيران أواخر عام ١٩٧٨ بعد ترنح نظام الشاه. فلم تستطع عمل شيء. وفقط بدأت بسياسات ترقيعية ومسكنات فسقطت وحدث التغيير في إيران!
التغيير في العراق قد تقرر اميركيا. ولا تفصلنا عنه الا فترة زمنية قليلة جدا.ولكن وللأسف بعد احداث مثيرة يشوبها التدمير والخراب والدماء في المناطق الجنوبية.
اتمنى ان اكون مخطئه
ولكن وللأسف في العراق ساسة وقادة لا تفهم ولا تفقه في الإدارة والحكم ويحب اسقاطهم بسرعة لأنهم سيكونوا سببا في حرق المدن الشيعية أولا ورهن العراق وللأبد الى الشركات الأميركية والاسرائلية .
النصيحة الذهبية:-
كان يفترص بالقادة السياسيين قطع الطريق على السيناريو الأميركي وإنقاذ العراق يشكل عام ...وإنقاذ الشيعة ومدنهم وديموغرافياتهم بشكل خاص.. وان لا يحدث لهم مثلما حدث للمناطق و الديموغرافيات السنية.
ولكن لن يفعلوها لانهم فاشلين ومنبوذين وليسوا وطنيين ومعزولين عن الشعب وولاءاتهم لدول خارجية.
وبهذا سيكون هؤلاء سببا في تدمير ما تبقى من العراق
فالأولى ان تتحرك المرجعية الشيعية بسرعة لقطع الطريق على السيناريو الأميركي. وذلك لإنقاذ العراق من الجحيم القادم.
وبهذا سوف تنقذ المرجعية الشيعية نفسها من مصير خطير...
فيجب عليها قيادة الشارع لإسقاط نظام اللصوصى والفاسدين والفاشلين وانتخاب مجلس أعلى عسكري مدني لقيادة البلد لفترة انتقالية يؤسس لانتخابات جديدة على ضوء نظام رئاسي على غرار النظام المصري. ثم تتنحى المرجعية عن السياسة تماما لتبقى رمزا عزيزا على العراقيين !.
المرجعية قادرة تنقذ نفسها وتنقذ العراق والمدن الشيعية من مصير كمصير المدن السنية الذي تقرر فعلا للمدن الشيعية في الدوائر الأميركية والصهيونية ... تنقذ العراق من خلال قيادة ودعم التغيير وبسرعة وقبل التغيير الأميركي الصهيوني
المرجعية قادرة على إنقاذ العراق من مخطط دموي هذه الأيام ..وان لم تتحرك فهي متخاذلة او شريكة اي مخترقة!!
1019 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع