حوار مع الأستاذ غانم العنّاز حول مصافي النفط واستيرادات العراق من المنتجات النفطية
تقديم
هناك جوانب في صناعة النفط العراقي تستحق البحث المستمر عنها للكشف عن معضلات ظاهرة وأخرى خفية في تاريخ هذه الصناعة، والتي تشكل القاعدة الرئيسية للاقتصاد العراقي.
وكمحاولة أولية لولوج هذا المجال لجأت إلى إجراء حوار مع الأستاذ غانم العنّاز باعتباره واحدا من خبراء النفط العراقيين المعروفين، وعرضت عليه الأسئلة التالية، وقد تفضل مشكوراً بالإجابة عليها.
السؤال الاول
.
في ثلاثينيات القرن العشرين تم تاسيس مصفى الوند وتبع ذلك تاسيس مصافي اخرى للنفط من اهمها مصفى الدورة في بغداد سنة ١٩٥٢ وباشر بالانتاج سنة ١٩٥٥ وكان العراق مصدرا للمنتجات النفطية قبل اندلاع الحرب العراقية- الايرانية اما اليوم فقد اصبح العراق مستوردا لهذه المنتجات وخصوصا البنزين والديزل على الرغم من الزيادة المتواصلة في انتاج النفط الخام. السؤال ما اسباب التخلف في صناعة المنتجات النفطية ؟ هل هناك اسباب فنية او ادارية تقف حائلا دون التوسع في هذه الصناعة الحيوية او على الاقل تطوير واعادة تاهيل مصافي النفط القائمة بالانتاج حاليا والتوقف عن هدر العملة الاجنبية في استيراد هذه المنتجات من الخارج؟
.
السؤال الثاني-
تشير المعلومات الى ان عدد سيارات القطاع الخاص في العراق ( الخصوصي والاجرة والحمل ) المسجلة في دواءر المرور لسنة ٢٠١٦ نحو ٦.٢ ستة ملايين ومائتي الف سيارة ( عدا محافظات اقليم كردستان - اربيل وسليمانية ودهوك) الامر الذي ادى الى تزايد الحاجة المحلية من المشتقات النفطية والتي يقدرها البعض بحو ٦٠٠ ستمائة الف برميل يوميا يستخدم جزء كبير منها في توليد الطاقة الكهربائية فلماذا لا يتم تخصيص كمية معينة من النفط الخام العراقي في انتاج المشتقات النفطية التي يتم استيرادها من الخارج بمليارات الدولارات الامريكية كيف تعلقون على ذلك؟
السؤال الثالث
تشير المعلومات الى رداءة نوعية البنزين المنتج محليا والذي اصبح لا يستعمل في السيارات الحديثة كما ان المنتجات النفطية المستخلصة من برميل النفط الخام تبلغ بحدود ٥٠ بالمائة في حين ان النسبة تصل الى ٨٠ - ٨٥ بالمائة في الدول المتقدمة ما اسباب هذا التفاوت؟
اية معلومات اخرى ترون اضافتها بخصوص تاريخ الصناعة النفطية في العراق
.
مع التقدير
.
فاروق يونس
الجواب
.
الاستاذ الاقتصادي الفاضل فاروق يونس
شكرا لاسئلك الوجيهة التي سأحاول الاجابة عنها باختصار كما يلي :
1 – السؤالين الاول والثاني
كانت شركة نفط خانقين المحدودة صاحبة الامتياز لحقل النفطخانة قد اتفقت مع الحكومة العراقية لانشاء مصفى للاستفادة من نفط ذلك الحقل لتزويد السوق المحلية بالمنتجات النفطية ليتم على اثر ذلك انجاز المصفى في عام 1927 والذي سمي بالوند نسبة الى نهر الوند الذي يمر بالمنطقة.
تم تأسيس مصلحة مصافي النفط في عام 1952 لتدريب الكادر الوطني خلال عملية انشاء مصفى الدورة الذي تم انجازة وتشغيله عام 1955 بطاقة انتاجية قدرها 24,000 برميل من النفط باليوم ليتوسع مع مرور الزمن الى طاقة انتاجية قدرها 130,000 برميل باليوم.
تلى ذلك انشاء مصافي البصرة و صلاح الدين والشمال بطاقة 140,000 برميل باليوم لكل منها هذا بالاضافة الى عدد من المصافي الاصغر كمصفى المفتية والقيارة وكركوك وكي3/ حديثة والسماوة والناصرية والصينية والكسك ليصل عددها الى 13 مصفى بطاقة اجمالية قدرها 695,000 برميل باليوم
لذلك فان شحة المنتجات النفطية الحالية في العراق لا تعود الى عدم توفر النفط الخام المطلوب لتزويد المصافي بل تعود بالدرجة الاولى الى تدمير مصافي صلاح الدين والشمال والوند بطاقة اجمالية قدرها 300,000 برميل باليوم اي خسارة ما يقارب 43% من الطاقة المتوفرة قبل قيام الحرب العراقية الايرانية. وبالدرجة الثانية الى عدم اصلاح وتأهيل مصفيي صلاح الدين والشمال اضافة الى عدم انشاء وانجاز مصافي جديدة بعد الاحتلال بالرغم من الاعلان عنها كمصفيي كربلاء وميسان.
ملاحظة
وقد يكون من المفيد ان ادرج ادناه المنشور التالي الذي نشر تحت اسم (شباب كربلاء) ا الذي عثرت عليه على الفيسبوك والمنشور بتاريخ 14/4/2017 الذي يحكي قصة تعثر وتأخير مشروع انشاء مصفى كربلاء خلال السنوات السابقة.
""""""""""
كما نشرت السومرية نيوز ما يلي :
1 شباط 2018
السومرية نيوز/ بغداد
باشرت شركة مصفى ميسان الدولية، الخميس، بتنفيذ اهم مصفى استثماري في العراق بطاقة 150 الف برميل يوميا.
وقالت الشركة في بيان لها تلقت السومرية نيوز نسخة منه انها "باشرت اليوم بتنفيذ اهم مصفى استثماري في العراق بطاقة 150 الف برميل يوميا"، مشيرة الى ان "انشاء المصفى من شأنه تقليص حجم المشتقات النفطية المستوردة من الدول الاخرى، اضافة الى توفير العملة الصعبة للدولة جراء هذه الاستيرادات ".
واضافت الشركة ان "مصفى ميسان الاستثماري يعد علامة فارقة في الصناعة النفطية الاستثمارية في العراق حيث سيوفر المشتقات النفطية عالية الجودة وفق دليل المواصفات التسويقية العراقي ووفق احدث التكنولوجيا العالمية".
وتابعت الشركة ان "مشروع المصفى النفطي في ميسان، له اهمية كبيرة في زيادة المنتوجات النفطية، وتطوير انتاج الحقول، وتوفير فرص عمل"، لافتاً الى ان "المصفى سيوفر الالاف من فرص عمل لابناء المحافظة، وسيقضي على البطالة بشكل كامل".
وحضر محافظ ميسان علي دواي الى مقر المشروع، للاطلاع على اعمال الشركة.
وأعلن وزير النفط جبار علي اللعيبي، في 4 كانون الثاني 2018، أن وزارته تولي اهتماماً كبيراً بمشروع مصفى ميسان الاستثماري، مؤكداً أن الاخير من ضمن خطط الوزارة الاستراتيجية لزيادة معدلات انتاج المشتقات النفطية في البلاد.
ووضعت وزارة النفط في 25 تموز 2016 حجر الاساس لمصفى ميسان الاستثماري بطاقة 150 الف برميل يوميا، مبينة ان المشروع يعتبر اول صرح اقتصادي على ارض ميسان ويعد احد اكبر المشاريع الاستثمارية في قطاع التصفية بالعراق.
وكان وزير النفط جبار اللعيبي اوعز، في (9 تموز 2017)، بإنشاء مدينة نفطية متكاملة في محافظة ميسان، مشيراً إلى أن المدينة ستكون نواة لمشاريع أخرى تسهم في إضافة لمسات جمالية وتطويرية للمحافظة.
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
لقد سمعت عن انشاء هذين المصفيين قبل سبع سنوات لاقوم بادراجهما في كتابي العراق وصناعة النفط والغاز في القرن العشرين الصادر في ايار 2012 عن دار نشر جامعة نوتنكهام البريطانية. اي لقد مضى منذ ذلك الوقت الى الآن حوالي سبع سنوات للتوصل الى تنفيذ 35% من مصفى كربلاء وسبع سنوات للتوصل الى توقيع عقد مصفى ميسان والمباشرة بالتنفيذ!!!.
يا ترى كم ستستغرق عملية الانشاء والتشغيل ليتم الانتاج؟؟
أن هذا يذكرني بالمثل القائل (موت يا حمار الى ان يجيك الربيع)
2 – السؤال الثالث
ليس لدي معلومات عن اسباب انخفاض نسبة انتاجية المنتجات النفطية وتردي نوعيتها ولكن على الاكثر ان الاسباب تعود الى قدم منشآت المصافي العاملة الآن وشحة المواد والادوات الاحتياطية وغيرها من الاسباب التشغيلية الكثيرة.
راجيا ان اكون قد وفقت بالاجابة على اسئلتك
دمت بخير
غانم العناز
734 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع