الطاف عبد الحميد
انا من بلاد مابين النهرين
علقت جنائنها
وطيرت ثيرانها
وكتبت شرائعها
وضربت المحتل بحذائين
ماء النهرين رقراق
ذاك دجلة الخير وذا فرات
ينحدران يسقي ارض هذا دجلته
وأرض ذاك الفرات
يموتا في البحر ، انتحارا
دجلتنا الوديعة يقظة
وما كان فراتنا في سبات
عيونهما بزرقة الخير اكتحلت
عجيب امر الشارب منهما
لايرويه ماءهما ، لايشبع
لايبني هرما أو زقورة ..
أو قل : لم يعد ينفع
لا يحسب الايام والسنين
سلام على رافدينا
فوق الارض
ونفط ماتحت الارض
منهما المال ومنهما البنون
نفوط أرضنا ، ملأت بالمال
جيوب الكسالى والنائمون
والبرلمانيون
صنعنا الف تمثال
وقتلنا الف زعيم
وساوينا بالقتل
بين القتل ظلما
والقتل الرحيم
لافرق بين الاطفال والشيوخ والحريم
الحجاج ليس ولينا
كان علينا ،قتلنا
لم يسمع سامع ندانا
لم يكن رحيما
سالت دمائنا بين عمائمنا ولحانا
بعد وضع العمامة
ياأهل الكفر والنفاق
قال لاهل العراق
ياحجاج اهي البلوى ؟
أم زرعت فينا جرثومة القسوة ؟
مذ كنت فينا كنا كما وصفتنا
ام من وادي ثقيفك استجلبت الاثاما
زرعت نبتة الاختلاف فينا
ام أيقظتنا من سباتنا
منذ العصر الطباشيري
وهتكت سر موميائاتنا وموتنا السريري
علقت مفاوضات تصالحنا
منذ اربعة قرون
والف عام
وبات من خلق من الطين العجين
في شباب كينونته يقتل
ليعود باكرا الى الطين
تبكي اراملنا دموع من دم
وترمي الحوامل ايتامها على الارصفة
ليبيعوا البابونج او الخباز البري
او علك ابو السهم
ثم يكبرون يمتهنون الرذائل
تسيح تجاراتهم ،
يرفدون مابين النهرين
بالمعاصي والامية والجهل والاثم
ايتها الارملة نوحي ماتنوحين
انت في بلدي ضفدعة
لا الماء تعكرين
ولا الشارب تمنعين
سيدتي عذرا ،
انا اعتذر لك عن كل العراقيين
انا لم اقتل معيلك
معيلك لو لم يقتل ، لقتل أخر
روبسبير يقتل روبسبير
تبادل للادوار بين الحين والحين
كأن العراق يأبى التصالح ابدا
إنشطرالى قسمين
شطره الاول مجروحا
وشطره الاخر يحمل السكين
إذا فلان فينا قال هذا أسود
زجره علان وقال
ملعون انت اعمى
اسودكم ابيض عندنا
وطويلكم نقزمه ليصير قصير
وغبينا عالم وألاعمى بصير
ومن سما منكم
مجرد نكرة أو حقير
سمعت كل حكايات جدتي
عشنا مع سعاليها ودفىء حضنها
واستجارتنا بها من عقاب ابائنا
لااذكر أين تقع مقابرنا
او مركز الشرطة
او مستشفى الطوارىء
لكني اذكر مستشفى الولادة
امي كانت ولادة
يتكرر حملها كل حولين
هي فخورة بعديدنا
وانا كذلك
انا عاشر اخوتي
تدخل المتشفى واحدة
وتخرج منها إثنين
وسيارة حينا الوحيدة
التي تنقل الخضر والرقي والبطيخ
نتكأ عليها ونستظل بظلها
لكنها لم تنفجرفي عصر ماقبل التفخيخ
والله يازمن ، مازرعنا الشوك في حقول القمح
وماكدنا لكائن أو بشر
ولم نطلب من الغيمة السوداء ..الجود بالمطر
بكيت وأخي قطة بيتنا النافقة
ورفضت مشاهدة أخر لحظات خروف العيد
وعندما مات جدي
هربت بنا امي بعيدا
كي لانرى الروح بلا روح
جدكم ، بعد رحلة السنين
سافر الى مكان بعيد
هو سعيد
مع الصديقين وحور العين
لم نتعنتر بعنترنا العظيم
لكن عنتر ، عنتر
اصبح العراق كله من ال عنتر
كرده وعربه
في الشرق منه وفي الغرب
علق النسابون معارفهم ومزقوا اشجار النسب
كل الانساب تلاقت
امنا زبيبة في قديم زماننا
من شداد تلقحت
فكان مما كان بينهما ،
ثمرة إسمها عنتر
جدي وجدك وجدهم
والمعلقات السبعة على الجدار الحصين
باتت واحدة ..بلا ندم
كل المعلقات بات مطلعها
هل غادر الشعراء من متردم...
تكتب بلغة االكورد ولغة العرب ولغة الصين
لايهم فزبيبة اعترفت بإمومتها للجميع بلا تمييز
لم تكن طائفية
أو كشداد عنصرية
وما كالت بمكيالين
لكنها قديسة بمفاهيم الحلب والسلب
وعبلانا معشوقة لكافتنا اليها يجرفنا الحنين
كافتنا عنتر أو عناترة أوعنتريون
حتى شيبوب امسى إسمه عنتر
لما ذا نطلق على مابين نهرينا عراق ؟
انا وانت سنجري إتفاق
نستبدل تسمية العراق
بجمهورية الفراق
في دستورها
صلاحية كل عنتر
مساوية لأخيه العنتر
عنتر لايحكم من غيره
سيحكم عنتر ذاته
ويقسم يمين الولاء
كل عنتر يقسم بعنتر
سنتوحد تحت سقيفة زبيبة
إختلفنا في السقيفة ، ونتفق في السقيفة
سوداء أمنا زبيبة وأمة ، وشدادنا أبيض حر
تلاقي الاضداد فأل حسن
وأفعالنا جميعا بالدم تقطر
شداد شد شدائدنا بشدة
قال لنا
أنتم احرار في بحر الكر والفر
كر وانت حر
لنا من الحرية مالعنتر
سيوف نصفنا ، على نصفنا فاعلة
العين بالعين والعنتر بعنتر
كبنات طارق ، نمشي على النمارق
ولكن بلا ..نعاتق
نفارق ... نفارق
مات الوئام ومات العناق ومات الوفاق
وعاش الاختلاف في زمن الاملاق
عاش عنتر
يسقط عنتر
يعيش ، ويسقط
قل : إن شئت هذا نفاق
لاعليك كي تبقى جمهوريتنا موحدة
فوق الرأس والعين
ويستمر في مجراهما النهرين
و يرضى عني
ويرضى عنك العنترين
2876 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع