صديق الكاردينيا الدائم
اليوم الوطني للعراق..
يصادف هذا اليوم العيد الوطني للعراق، فقد تم اعتماد 3 تشرين الاول من عام 1932م كيوم وطني للعراق، وهو يوم انتهاء الإنتداب البريطاني وقبول عضوية العراق في عصبة الأمم ليصبح العراق الدولة التي تحمل الرقم 57 في هذه المنظمة الدولية...
سافر نوري السعيد إلى جنيف بسويسرا حيث مقر العصبة مرتين الأولى في 3 حزيران-يونيو 1931 والثانية في 4 كانون الأول –ديسمبر 1931.كما سافر للمرة الثالثة للتمهيد لدخول العصبة وحل بعض الإشكالات المتعلقة بالتعامل التجاري ، وبموضوع ضمان حقوق الأقليات العرقية والدينية، وأكد أن القوانين العراقية تحتوي من النصوص ما يضمن تلك الحقوق رافضا مقترحا بتحديد أماكن معينة للأقليات الدينية .كما وافق الملك فيصل الأول على إيفاد 11 عضوا من مجلس الأمة يمثلون مختلف قوميات وطوائف العراق إلى جنيف ليحضروا احتفال عصبة الأمم بقبول العراق عضوا جديدا .
وعندما زالت جميع العقبات أمام دخول العراق العصبة ابرق نوري السعيد إلى بغداد مبشرا بصدور قرار مجلس عصبة الأمم قبول العراق عضوا مستقلا ، وتم الاحتفال برفع العلم العراقي فوق سارية مقر العصبة مع أعلام الدول الأخرى في اليوم الثالث من تشرين الأول –أكتوبر سنة 1932 وقد عين نوري السعيد نفسه ممثلا للعراق في عصبة الأمم وعد أول مندوب عربي يدخل العصبة . وبعد صدور القرار القي نوري السعيد خطابا شكر فيه كل الذين عملوا من اجل تحقيق هذا الهدف ، وعد إلغاء الانتداب البريطاني ودخول العراق عصبة الأمم كأول دولة عربية مستقلة مكسبا وطنيا وقوميا بارزا وحدثا مهما من الأحداث التي يحتفل بها العراقيون حتى يومنا هذا .
قال الملك فيصل الأول " أن العراق أصبح حرا طليقا ،لاسيد عليه غير إرادته ...نحن احرار ،مستقلون " وطلب من الصحفيين أن يكتبوا ذلك إلى الشعب بأحرف بارزة قائلا لهم : " اذهبوا بين إخوانكم وانشروا عليهم كلماتي هذه ...إنني وبلادي مستقلون ، لاشريك لنا في مصالحنا ولارقيب علينا بعد دخولنا عصبة الأمم إلا الله " سبحانه وتعالى .
وقد أرسل الملك فيصل الأول برقية إلى رئيس مجلس العصبة بول بونكور قال فيها أن قرار العصبة "جاء محققا للمبادئ السامية التي ...ترمي اليها عصبة الأمم في تمكين الشعوب من التمتع بحريتها واستقلالها ...إن شعبي ليقدر هذا القرار من قبل المجلس حق قدره ،ويعده اكبر مشجع له على السير في سبيل التقدم ،ودخول العراق سيكون مؤيدا كل التأييد للغايات السامية التي تسعى العصبة لتحقيقها من سلم عالمي دائم " .
وعندما تسلم الملك فيصل الأول التهنئة من الملك جورج الخامس ملك بريطانيا رد بالشكر على ما قدمته بريطانيا من مساعدات للعراق في سبيل دخول العصبة . كما أعلن الملك بأنه تسلم آخر رسالة من وكيل المندوب السامي البريطاني والذي أصبح رئيسا للبعثة الدبلوماسية البريطانية في العراق .
كما تسلم الملك فيصل الأول برقيات التهنئة من ملوك ورؤساء الدول الجارة والصديقة ومن الشخصيات العالمية ومن قادة الأحزاب. وألقى الملك فيصل الأول في بهو أمانة العاصمة خطابا في 6 تشرين الأول –أكتوبر 1932 أي بعد ثلاثة أيام من دخول العراق عصبة الأمم قال فيه : " اشكر الله واهنيئ نفسي وشعبي على هذا اليوم الذي نفضنا فيه غبار الذل ،وفزنا بعد جدال سياسي دام ما ينوف عن 11 عاما بالأماني الكبرى التي كنا نصبو إليها وهي إلغاء الانتداب واعتراف الأمم بنا وبأننا امة حرة ذات سيادة تامة ... " كما أكد الملك بأن الاستقلال كان نتيجة لجهود مشتركة اعتمدت الصبر والحكمة ...وعلينا أن نثبت أنفسنا بأننا عند حسن ظن الأمم التي دخلنا في مصافها " وأشار إلى ضرورة أعمار العراق وتحديثه وتقدمه دون تردد ووجل .
هذا اليوم الوطني ...بلا يوم ..لااحد يستذكره وهو من اهم الايام في تاريخ الدوله العراقيه الحديثه
صديق الكاردينيا الدائم
772 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع