بقلم: هدى أمّون
تفاؤل وشفاء
أكثر ما أكرهه في حياتي هو شعور أحدهم بالشفقة نحوي. فليس هنالك ما يدعو للشفقة. وليشفق كل إنسان على نفسه أولاً. فأنا أعش حياتي لحظة بلحظة، ولا أسمح لأي شيء أن يقهرني. أعيش لأجعل نفسي سعيدة، وإن كان بأبسط الأمور وأصغرها.مع أنني منذ فترة،اكتشفت بأنني مريضة بمرض، أصاب البشرية بالرعب والغم والحزن. ولكنه لم يؤثر علي أبدًاسوى بالإيجابية وتقدير الحياة. بدأ ذلك، عندما بدأت أشكو من آلام في المعدة.اعتقدت أنها آلام عاديّة، كالبرد وما شابه. لم أعط الموضوع الكثير من الأهمية، وعشت أيامي، ولم آبه لهذه الآلام البسيطة. بدأت الأوجاع تزداد يوما بعد يوم، إلى أن أتى ذلك اليوم الذي لم أعد أقدر فيه أن أتحمل ذلك المقدار من الألم والوجع. في كل مرة كنت أذهب بها للطبيب، كانت صحتي تبدو على ما يرام، ولم يكن يظهر أي شيء إلى أن بان ذلك المرض اللعينالذي بدأ يستحوذ على معظم أعضاء بطني. وهنا ظهرت الصاعقة، حيث أنني لم أكن أتوقع ذلك الأمر. وفي تلك اللحظة، لم أفكر إلا في كتاب السر والطاقة الكونية. أخذت الامور برفاهية، وكأنني ذهبت الى العيادة كالعادة. وقال الطبيب في تقريره بأن كل الامور على ما يرام. وألقى بعض النكات والدعابات،وأختتمت يومي بشراء بعض الملابس وأكل بعض الحلويات. وكنت أعيش يومي، وكأنه يوم عادي. أقوم بأعمالي اليومية، حتى أنني بنيت الكثير من الأحلام، وجعلت حلمي مستمرا بأن أتعلم وأصنع الدواء لكل داء.بدأت في التعلم، وبذلت الكثير من الجهد، وكأنه لم يكن بي أي شيء. لم أعالج بالكيماوي؛ لأنني لم أعتبر نفسي مريضة. وبعد شهرين من زيارتي للطبيب، عدت الى العيادة، والبسمة على وجنتي. وكان هذا الخبر صادمًا هذه المرة أكثر من المرة السابقة، وهو شفائي نهائيًا من المرض، وكأنه لم يكن. وها هي المعجزة تتحقق. فإن كان المرض يريد هزمنا بالحزن، نقهره بتفاؤلنا وبسمتنا. ومنذ ذلك اليوم دخلت الى جمعية لمرضى السرطان؛ لنقهر ونجابه مرضنا بتفاؤلنا. وبكل رحابة صدر، فنحن لا نخجل من تساقط شعرنا أو من مرضنا، كلا، إننا نعتبره اختبارًا لفحص مقدار قوتنا. سنجتاز ذلك الاختبار بنجاح. وسندهش جميع تلك الأعين التي تستمر بإطلاق نطرات الشفقة. سأكمل تعليمي الجامعي؛ لأصبح انسانة، تفيد العالم، وتصنع لكل داء دواء!
1418 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع