داود البصري
لقد أفرزت الصفوية الشعوبية السياسية الجديدة في العراق خلاصة إفرازاتها وقدمت للعراقيين و العالم نماذج ثرية من قياداتها الميدانية التي إستطاعت في ظل غفلة الزمن الأغبر و النكوص و التراجع الحضاري المريع الذي يعيشه العراق و المنطقة التسيد و التزعم بل و التحول لقيادات كارتونية ومنفوخة و تعبر عن الخواء الحقيقي لسلطة متسلطة تمارس التخريب الممنهج تحت شراع الديمقراطية المزيفة ،
ولعل من أبرز النماذج السائدة حاليا في عراق النكوص و التراجع و النكبات هو نائب رئيس الجمهورية الوحيد الباقي بعد تشريد و مطاردة النائب الآخر الدكتور المهندس طارق الهاشمي وتشويه سمعته و تحويله لإرهابي ، فيما بقي الملا خضير موسى جعفر الخزاعي القاريء والروزخون السابق في إحدى حسينيات ( كندا ) وحامل الجنسية الكندية! و الحاصل على شهادة دينية من جامعة الإمام الصادق في ( قم ) الإيرانية وهي بالمناسبة جامعة تابعة للحرس الثوري الإيراني ولا يعترف بشهادتها أحد سوى خبازي قم وطهران والبصرة وعبادان!! ، كما أنه حاصل على الدكتوراه في التفسير من إحدى الجامعات ( الهندية )!! تصوروا أي أن الملا خضير هندي الشهادة والخبرة!! ، وقد سبق للملا خضير أن كان وزيرا للتربية في الحكومة السابقة وحيث شهد التعليم في العراق في عهده قمة إنهياره من خلال المشاريع الفاشلة و المشبوهة لبناء مدارس لم تكتمل وبقيت هياكلها المعدنية شاخصة حتى اليوم تندب حظها ، كما ارتبطت ولايته الوزارية بفضيحة طبع الكتب المدرسية العراقية في المطابع الإيرانية و تجاهل المطابع العراقية!! وحدثت في عهده الميمون أيضا فضيحة قيامه وحمايته عام 2008 بإطلاق الرصاص الحي على متظاهرين من الطلبة رشقوا موكبه المدجج بالنعل مما أدى لمصرع طالبين وتمت لفلفة الموضوع و طمس القضية وإسدال ستائر النسيان عليها ، وطبعا الملا خضير الذي مثل العراق مؤخرا في قمة الدوحة العربية له تاريخ حافل بالهروب و التواري فهو حاليا أحد قيادات حزب الدعوة/ تنظيم العراق المنشق عن الدعوة المقر العام وهو المرتبط الأكثر ولاءا بالمرجعية الإيرانية وحيث يؤكد بأنه لاداعي للإستقلالية الأحزاب الشيعية طالما أن دولة الولي الفقيه الجامع للشرائط موجودة وقائمة وعلينا بالإندماج في تلك الدولة ( الإيرانية )!! المهم إنه رسميا وعلنيا لم يندمج بعد ولكنه في الحقيقة آخر إندماج من الرفاق في طهران ، لذلك كان موقفه عامرا بالحقد والغل و المرارة على وفد المعارضة السورية وعلى الثورة السورية في أروقة مؤتمر الدوحة العربي ، وكان منزعجا للغاية من الإعتراف العربي الرسمي بالمعارضة... المهم من هو خضير الخزاعي ؟ وماهو تاريخه ؟ هذا ما نحاول الإجابة عليه عبر السطور القادمة لتوضيح الصورة ولإلقاء الضوء على الرئيس التنفيذي الحالي لجمهورية العراق ( بعد أن ظل البيت لأم طيره وطارت بيه فرد طيره )!.
إنه خضير موسى جعفر كان معلما لمدرسة إبتدائية في قضاء المجر الكبير التابع لمحافظة ميسان ( العمارة ) ، إبتدأت قصته عام 1980 حينما القى الأمن العراقي القبض عليه لإنتمائه لحزب الدعوة العميل الذي مارس العمل المسلح لإقامة جمهورية الولي الفقيه في العراق ، وقد تم إعتقاله مع زميله ورفيقه المعلم ( حميد الدريبي ) الذي تم إعدامه فيما بعد ، بينما تمكن الحاج موسى جعفر والد الملا خضير من رشوة شرطي في أمن المنطقة الذي لم يكن يضم وقتها مبنى خاص لمديرية الأمن وكان إسم الشرطي ( جبار كبيان ) الذي سهل مهمة تهريب الملا خضير من خلال فتحة مبردة الهواء الموجودة في مركز الشرطة!! فهرب خضير لإيران فيما تم إعدام رفيقه حميد الدريبي ، وهنا حدثت واقعة ستكون مثالا لوفاء الملا خضير!! ، فقد صادرت الحكومة العراقية وقتذاك منزل المعلم ملا خضير في قضاء المجر و باعته لآخرين فأشترى المنزل أحد المواطنين الذي سرعان ماباعه للسيد ( يوسف بن المعلم حميد المعدوم ) رفيق خضير الذي هدف من شراء المنزل السكن فيه كحارس له حتى عودة خضير بعد سقوط صدام ووفقا لمشورة ورأي المرجع الشيعي الراحل أبو القاسم الخوئي فدارت الأيام و مرت الأيام و تبدل الزمان وقام الأعمام الأمريكان بإنجاز مهمة إسقاط نظام صدام و أعادوا خضير وجماعته من أهل الأحزاب افيرانية للعراق وسلموهم السلطة تحت حمايتهم ورعايتهم فإنتعشوا من بعد ذل و شبعوا من بعد جوع ، وكان أول خطوة فعلها الملا خضير العائد من الديار الكندية بعد أن شبع لطما هناك هو قيادته لجماعة مسلحة قامت بطرد السيد يوسف شر طردة من المنزل الذي تكفل هو بحمايته طيلة 23 عاما ولم يمهله الملا خضير حتى أيام لترتيب وضعه ووضع عائلته وحيث يقيم السيد يوسف اليوم في خرابة يندب حظه ويلعن الزمان الغادر الذي جعل الملا خضير يتنكر لتضحيات رفيق له لم يجد مايقدمه رشوى للشرطة من أجل إنقاذ رقبته من مقصلة نظام صدام و مفرمته التي لا ترحم أحدا... فتأملوا ياسادة ياكرام مكارم أخلاق من نهل من دوحة النظام الإيراني و مكارم أخلاقه... إنها صفحات غامضة من تاريخ الملا خضير نائب رئيس جمهورية العراق ( قدس سره ).. فتأملوا و تفكروا و أعتبروا يا أولي الألباب..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
2024 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع