صديق المجلة / بغداد
يعتبر الكثير من المؤرخين والباحثين في التاريخ السياسي للدول ان العراق من الدول الحديثة التكوين وانه نشأ بعد الحرب العالميه الاولى حيث اوجده الاحتلال الانكليزي بعد ان كان جزءا من ممتلكات الامبراطوريه العثمانيه وعليه يعتبرون عمره السياسي لم يكمل القرن الواحد بعد ولذلك فأنهم يتحدثون دائما عن اعادة توزيع الخرائط وخريطة الشرق الاوسط خصوصا حيث يكون للعراق حصة فيها كما لغيره ولا يأخذون بنظر الاعتبار التاريخ العميق للحضاره العراقيه ويعتبرونا خارج مفهوم العراق الحالي ويستشهدون بالاردن كمثال على تكوين دوله لم يكن لها تاريخ وفيها من الآثار الكثير ..
بدأ الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق ينتظر ربيعه القادم وقد تعددت الاراء في هذا الربيع بين قائل يقول انه ثورة شعبيه واخر يقول مخطط اسرائيلي وثالث يقول انه سايكس بيكو جديده ولكني وبالرغم من قلة خبرتي في دهاليز السياسه اراه خليط من كل هذه وانه حركه لصعود الاسلاميين المعتدلين لغرض تخفيف الصغط عن الغرب من حدة التطرف الاسلامي وقيام الانظمه الجديده بمحاربة التطرف والارهاب عوضا عن الغرب وتجنيبه الخسائر التي كلفته الكثير واخرها افغانستان والعراق ورب سائل يسأل لماذا اذا الربيع العراقي وهو تحت حكم اسلامي منبطح تحت رغبة الامريكان بكل ما للانبطاح من معاني وهنا اقول لان النظام في العراق شاذ ولايتوافق مع الخط العام لدول الجوار وخاصة السنيه منها وانه يلعب دورا اكبر من حجمه بكثير ويحاول ان يمد الجسور المقطوعه بحذر مع ايران التي تشكل مصدر قلق مستمر لدول المنطقه ولدول اوربا والعالم ولذلك لابد من التغيير ولانتفاء الحاجه من الحكومه الشيعيه المواليه لايران بعد ان استنفذت الاغراض المطلوبه منها ...
يدور الحديث اليوم حول الاقاليم والسؤال الذي يقفز الى الواجهه بقوه لماذا يقف المالكي ضد الاقاليم وهل هي وطنيه ظهرت فجأة منه ام هناك دوافع اخرى ؟ والسؤال الاخر الذي يقفز ولماذا لايكون للسنه اقليمهم كما للكورد اقليم وكذلك للشيعه لكي لايلوم احدهم الاخر ويتهمه بالاخفاق في مجالات الاداره والفساد وغيره وآخرين من السنه يعرضون الاقليم وهؤلاء على انواع منهم من يرى العراق الواحد موضوع مقدس مهما يحدث ومهما كان مقدار الحيف والظلم الذي يتعرض له السنه والثاني يرى ان الاقليم سوف يكون بمثابة انتحار سياسي ومصلحي له وهؤلاء هم الشله المتشبثه بكراسي الحكومه واخر يرى ان الاقليم غير قابل للحياة بدون باقي اجزاء العراق وهؤلاء يجهلون ماهية الاقاليم اما الحكومه الحاليه فانها تعلم جيدا ان اقامة اقليم سني سيكون بمثابه انهيار للحكم الشيعي في العراق وبدأ صراع شيعي شيعي ينهي ماكسبه الشيعه في غفلة من الزمن ..
ماهي الخيارات المفتوحه امام السنه العرب في الظروف الحاليه :
لايملك السنه العرب الكثير من الخيارات ولابد هنا ان نشير الى الخيارات المفتوحه امامهم ومن ضمنها الاعتصامات والتظاهرات التي وصلت الى ما بعد المائة يوم وقبل الخوض بالخيارات لابد ان تكون للاعتصامات ايضا خيارات فليس من المعقول ان يستمر الاعتصام الى مالانهايه وخاصة ان المقابل يسوف ويعاند ويوعد والكل يعلم صغيرا او كبيرا ان الحكومه لن ولم تنفذ المطاليب وان كانت هناك بعض الاجراءات فانها ذر الرماد بالعيون ويعلمها المعتصمون جيدا ولذلك فلابد ان يكون لهم واحد من الخيارات العامه التي ساذكرها في ادناه :
الخيار الاول
فض التظاهرات والاعتصامات وتفرق الجمع والقبول بالامر الواقع والعيش تحت ظلال الحكومه وخاصة ان النظام ذاهب باتجاه الاغلبيه السياسيه وهذا يعني انكم ايها السنه عليكم ان تكونوا مواطنين من الدرجه الثانيه وان تقبلوا بحكومه طائفيه تنفذ مايراه الولي الفقيه قبل مصلحة البلد وتصبحون مثل اخوانكم سنة ايران وعرب
الاحواز وبعد عقد من الزمان وحسب المخطط الايراني سوف تتحول الاغلبيه السنيه الى التشيع على الطريقه الايرانيه كما هو حال العرب الشيعه في العراق اليوم بعد انك انو ذو غالبيه سنيه في يوم ليس بعيد ..
الخيار الثاني
قد يكون هذا الخيار من اصعب الخيارات وهو اللجوء الى حرب التحرير الشعبيه لكل العراق وهنا لابد من تطهير العراق من العناصر الاجنبيه التي اصبحت مخابراتها قوه لايستهان بها في العراق اضافة الى الجيش الجديد والشرطه او بالاحرى ما سيتبقى منهم في المواجهه وكذلك الميليشيات الشيعيه المدعومه من ايران ..
هذا الخيار سيحول العراق الى ساحة قتال بين ايران وعملائها من جهه وبين العراقيين اصحاب مشروع التحرير من جهه اخرى ويجب ان لايعول على الشيعه العرب في هذا المجال لانهم مأمورين بفتاوى مراجعهم وكلهم ( اي المراجع ) مع ايران وتوجهات ايران في تشييع المنطقه ومشروع الامبراطوريه الفارسيه الساسانيه التي يلهج بذكراها القوميون الايرانيون تحت ستار المذهب والدين ..
هذا الخيار سيكلف الكثير من الاموال والارواح والجهود وسيفقد العراق الكثير من ابنائه وبناه التحتيه وسيكون لنا لاجئين كما لغيرنا الان ولكن سينجح هذا الخيار في كل الاحوال في النتيجه النهائيه ولكن يمكن تسهيل هذا الخيار وتقليل الوقت لانجازه مبكرا وبسرعه وجود بعض العوامل :
1 – سقوط النظام السوري وبالتاكيد سيكون موقف القوى الجديده ضد حكومة المالكي وضد الشيعه الايرانيين عموما بسبب موقفهم من الثوره السوريه وكتحصيل حاصل سيكون موقفهم مع حركة تحرير العراق ويجب ان لاننسى ان موقف حكومه العراق بمساعدة الاسد والسماح بعبور الاسلحه والاشخاص برا وجوا الى سوريا الاسد عمل غبي ضحى بالعراق مستقبلا وبالتاكيد لن ينسى مقاتلوا سوريا هذا الموقف .
2 – تحييد ايران في هذا الصراع المفترض باي وسيله ممكنه بتوجيه ضربه او تهديد ولكنها سوف تتدخل بقوه في هذا الصراع لانه يعتبر مصير المشروع الايراني في المنطقه ..
الخيار الثالث
قد يكون هذا الخيار الاكثر ملائمه كحل مرحلي وهو القبول بالاقليم وما يترتب عنه ولغرض الفرز بين من يعمل من اجل بلده وبين من يسرق بلده وهنا لابد ان يكون الاقليم بمواصفات الاقليم الكوردي وامتيازاته والاتفاقات المبرمه او التي ستبرم لاحقا وان يكون هناك تنسيق قوي مع اقليم كردستان لانه يعتبر الاساس في تأسيس الاقاليم وهنا ستترتب بعض التوقعات من جراء اقامة الاقليم العربي السني اولها سيكون هناك اقليم شيعي وثانيا سيكون هناك صراع بين الفصائل والفرق الشيعيه والتي تقف اليوم موحده والسبب في توحيدها هو الوقوف ضد السنه وعند غياب هذا السبب فسترى الانقسامات والصراعات على الاموال والنفوذ والولاء لايران او عدمه علما ان الشيعه اليوم في العراق اكثر من عشرة فرق تتعارض بعضها مع البعض الاخر في العقيده والاراء والتوجهات والولاء..
اما موضوع التمويل فأن الاقليم العربي غني بما يكفي ولااريد ان اذكر اهل الاقليم انهم محظوظون بمرور اكبر نهرين في العراق من ارضهما و هما دجله والفرات اضافة للنفط والغاز والمعادن والزراعه وغيرها .
وفي الختام لابد هنا من وقفه جاده في هذا المجال من رجال الدين وعليهم باخف الضررين وعليهم العمل لرفع الحيف والظلم الذي وقع ولايزال على اهلنا في كل مجالات الحياة ولابد ان نذكر هنا في بغداد عاصمة الخلافه العباسيه وروح اهل السنه ومشاعرهم وان لاتترك بسبب التدفق الهائل عليها من قبل الاغراب وان يصار الى تعداد عام 1957 كما هو الحال مع كركوك وان يكون العمل تحت رعاية الامم المتحده والمؤسسات العالميه لكي يكون العمل قانونيا ومضمونا ..
نسأل الله ان يلهم اهلنا ما هو صحيح وفيه فائده للعباد وللبلاد ...
صديق المجله / بغداد
2144 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع