بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة -اللحن القاتل (الجزء الثاني)
اللحن القاتل - الجزء الأول:
https://algardenia.com/maqalat/38796-2019-01-26-16-40-43.html
قال السيد نايت لمارتن،
- ارجو منك ان تذهب الى المختبر وتأخذ حاجياتك الشخصية وان تعيد للقسم المواد التي اعطيناك اياها.
- حسناً سيدي.
خرج مارتن من مكتب رئيس القسم وهو في اوج غضبه وعندما وصل المختبر، صار يلملم اغراضه لكن شيئاً ما قال له ان يقوم باستنساخ برنامجه الذي طوره في تجاربه لعله يصل الى سبب موت تلك الحيوانات. فهو غير مقتنع تماماً بانه هو المسؤول عما حصل. اخرج اصبع الفلاش من جيبه وصار يستنسخ كل الخوارزميات التي طورها من الحاسوب النقال ثم قام بالغاء كل البيانات والبرمجيات التي كتبها ثم قام بمسح القرص الصلب مسحاً جذرياً كي لا يقع بيد غيره. وعندما فرغ من ذلك صار يفرق ما بين اغراضه الشخصية والمواد التي اعطيت له من قبل الجامعة. ثم قام بعد ذلك باخذ الصندوق الى مكتب رئيس القسم وسلمه للسكرتيرة مارغريت وودعها ثم غادر المكتب والمبنى متجهاً الى بيته.
في طريقه للبيت كان يفكر بما ستؤول اليه اموره وحالته المالية المتردية وتطلعاته المستقبلية وما إذا ستسمح له الجامعة بمزاولة الدراسة مرة اخرى. لكن الصورة كانت سوداء قاتمة لا تبشر بخير ابداً. ابتدأت افكار سوداوية ترتطم كامواج البحر الهائج على رأسه وصار يتسائل ما الذي قتل تلك الحيوانات؟ أيعقل ان تكون احدى النوطات الصوتية هي السبب؟ وكيف ذلك؟ ولم لا؟ الا تستطيع النوطات الصوتية ان تكسر الزجاج إذا ما عُزِفت بارتفاع معين و بذبذبة محددة؟ علماً انه لم يطلع على تقرير الجامعة في سبب نفوق تلك الحيوانات. لذلك يجب عليه ان يبحث بالامر بنفسه، فهو لا يستطيع ان يستمر بحياة طبيعية دون معرفة السبب. وصل الى بيته في الساعة الرابعة ظهراً وبدلاً من ان يغير ملابسه ويتناول وجبة طعامه الوحيدة لذلك اليوم قرر ان يبدأ في اعادة تقييم التجربة بنفسه. وضع قائمة بالاشياء التي تتطلبها التجربة وصار يراجع افكاره:
1. حاسوب "انا املك حاسوب متنقل اضعف قليلاً من الحاسوب الذي كان لدي بالمختبر الا انه يفي بالغرض"
2. مضخم صوت "لدي مضخم صوت سأفصله عن نظام الموسيقى الذي ببيتي"
3. سماعة "أجل، يجب عليّ شراء سماعة جديدة وشرائح من مادة التايتينيوم، آه تذكرت لقد وضعت في جيبي بعض من تلك الشرائح عندما كنت اجمع اغراضي بينما كنت أهم بمغادرة المختبر للمرة الاخيرة"
4. "يجب عليّ اعادة تنزيل الخوارزميات كي أجربها في حاسوبي الشخصي. فقد استنسختها في اصبع ال USB"
5. يجب ان يكون لديّ على الاقل حيوان واحد او اكثر كي ألاحظ مدى تأثير الاصوات عليه"
بهذا يكون قد وفر كل شيء لاعادة تكرار تجاربه المختبرية دون الحاجة الى مختبر الجامعة. نظر حوله فوجد ان شقته الصغيرة المتواضعة لا تصلح لتلك التجارب خصوصاً وان الشقق في لندن بشكل عام صغيرة وشقته بالكاد تتحمل معيشته. فجأة رن جرس الباب فاستجاب واذا به صديقه المقرب فريدي. رحب به وادخله الى الصاله. نظر فريدي الى الاغراض التي امامه وقال،
- ما هذا يا مارتن؟ ما الذي دفعك لان تضع كل هذه الاغرض بوسط الصالة؟ ولماذا جئت باغراض دراستك هنا؟
- لقد خسرت كل شيء يا فريدي. لقد طردتني الجامعة ومنعتني من مزاولة دراستي بسبب قرد حقير.
- ماذا؟ قرد؟ هل انت تمزح؟ حدثني كيف حصل ذلك؟
صار مارتن يحدث صديقه فريدي عن الحادثة التي ادت الى موت جميع الحيوانات بلمح البصر وكيف ان الجامعة قامت بوضع اللوم عليه وحرمته من مزاولة دراسته. صرخ فريدي بصوت مرتفع إذ قال،
- هذا شيء مدهش. انك فعلاً محظوظ وانا احسدك على ذلك.
- مدهش؟ محظوظ؟ هل جننت يا فريدي؟ كيف اكون محظوظاً وجميع امالي تهاوت وتحطمت. ليس لدي الآن عمل وحلم حياتي في مزاولة الدراسة قد تبخر.
- اي حلم هذا الذي تتحدث عنه يا متخلف؟ الآن بامكانك ان تصبح مليونير.
- وكيف ذلك يا عبقري؟
قالها وهو يصنع فنجان الشاي لصديقه فريدي.
- بامكانك ان تطور هذا الجهاز وتبيعه. سيشترونه بملايين الجنيهات.
- من يريد ان يقتل الحيوانات في بريطانيا يا فريدي؟ هل انت معتوه؟
- ليست الحيوانات يا فالح، بل البشر. الا ترى الصورة كاملة؟ بامكانك ان تطور سلاح فتاك يقَيّم بملايين الجنيهات.
- ومن يريد ان يضع عدوه في غرفة ويفتح عليه اصوات فتاكة فيقتله؟ هل جننت؟
- انا لا اتحدث عن الجيوش والحكومات. افتح مخك معي وفكر جيداً يا معتوه. ستكون هناك الكثير من الجماعات التي تريد شراء جهازك الفتاك هذا لاغراضها الخاصة.
- جماعات مثل من؟ اتقصد الجماعات الارهابية؟
- نعم، بالتأكيد.
- وتريدني ان ازود الارهابيين بسلاح فتاك كي يقتلوا الناس الابرياء؟ هل اصبت بالهوس يا رجل؟
- انت تزودهم بجهاز الكتروني وحسب. ما يفعلون به هي مشكلتهم وليست مشكلتك يا مارتن. هناك الكثير من المعامل التي تصنع سكاكين للمطبخ. كيف يعرف المصنع ان من يشتريها سوف لن يستخدمها لارتكاب جريمة ضد البشر؟
- لا يا فريدي انت جننت رسمي مع شهادة من مستشفى المجانين.
- انها مجرد فكرة يا مارتن، فكر بها جيداً واذا اردت مكاناً لاجراء تجاربك فانا عندي كشك صغير وهو عبارة عن ملحق فارغ في حديقتي يصلح لان يكون مختبراً.
- انسى الموضوع يا صديقي. انا لا اصنع اداة لقتل البشر.
قالها وهو يصب الشاي لصاحبه ويجلس. بعد ان غادر فريدي صار يتذكر ما قاله له فيضحك على فكرة صنع الجهاز بيعه ثم يضحك بصوت عالي ويقول، "سامحك الله يا فريدي يا ملك المعتوهين"
في اليوم التالي ذهب الى شركته چب كي يحاول استعادة وظيفته ثانية الا انهم اخبروه بان بامكانه العمل بنصف الوقت اي ايام الاربعاء والخميس والجمعة فقط. وهذا يعني ان مرتبه سوف ينخفض الى النصف الا انها فكرة لا بأس بها كونها حل مؤقت حتى يجد عملاً افضل. بعد ان غادر چب وركب سيارته متجهاً نحو سوق الخردة كي يشتري سماعة يقوم بعمل التجارب عليها. اثناء قيادته للسيارة صار يفكر بما قاله صاحبه فريدي مرة اخرى لكنه نبذ الفكرة ثانية واعتبرها فكرة غبية لا تستحق التأمل والتفكير. رفع هاتفه واتصل بصاحبه فريدي وقال،
- مرحبا فريدي، كيف حالك؟
- انا بخير يا مارتن. هل فكرت بما اقترحته عليك؟
- هذا جنون يا فريدي. لكني اتمنى ان تمكنني من استعمال الملحق الفارغ بحديقتك إذا كان عرضك مازال قائماً.
- بالتأكيد، تعال وخذ المفاتيح متى ما يحلو لك.
- شكراً عزيزي، سامر عليك بعد نصف ساعة.
- سيكون ابريق الشاي بانتظارك.
وصل مارتن الى بيت صديقه فريدي، اغلق المحرك وصار يفرغ الخزان الخلفي لسيارته من الاجهزة والمعدات التي سيحتاجها لتجاربه. وعندما دخل الدار وجد صاحبه بانتظاره إذ قال،
- لقد خبزت لك كعكة بالشكولاتا ستكون رائعة مع الشاي. تفضل بالجلوس.
- هل تذكرت الحليب؟ فانا لا اشرب الشاي من دون حليب يا فريدي.
- كلما جئت الى بيتي تكرر عليّ نفس الموال. نعم سيدي اطمئن لقد اعددت لك الشاي ومعه حليب قليل الدسم. هل يأمر جلالته بشيء آخر؟
- كلا بامكانك ان تنصرف يا خادمي المطيع.
جلس الصديقان يشربا الشاي ويأكلا الكعكة اللذيذة، وعندما فرغا من ذلك قال فريدي،
- ها هي مفاتيح الملحق، بامكانك ان تأتي وقت ما تشاء. علماً اني زودته بادوات لصنع الشاي بداخل الملحق مع ثلاجة صغيرة كي تضع فيها الحليب. هل انت راضي علي سيدي؟
- بالتأكيد. شكراً يا صديقي العزيز.
- تذكر فقط إن اصبحت مليونيراً بسبب تجاربك هذه ارجو ان لا تنساني بسيارة من طراز فراري.
- حسناً هي لك ومعها عمارة بوسط ماي فير.
قهقه الاثنان وخرجا سوية. راح فريدي الى سيارته بينما سار مارتن نحو الملحق الذي بالحديقة. كان الملحق واسعاً وبه كراسي وطاولة كبيرة وهناك نقاط للكهرباء بكل مكان. لقد فكر فريدي بكل شيء من اجل صاحبه مارتن. وعندما وضع صناديقه على الارض، صار يفتح العلب ويوزع الاجهزة ويربط الاسلاك حتى استكمل جميع المعدات التي يحتاجها كي يعيد تجاربه. فتح كتاب للفيزياء وصار يقرأ عن الامواج الصوتية. تطرق الى الامواج الهارمونية harmonic waves ومضاعفاتها ثم تعمق اكثر حتى وصل الى موضوع تحويل لابلاس laplace transform فعلم انه قد نسي كيفية التوصل الى هذا الموضوع عن طريق التفاضل بالرياضية لذلك فتح كتب الرياضيات وصار يقرأ من جديد معلومات عن laplace transform وعن معادلات رون كوتتا وطرق تكاملهما حتى ابتدأت الصورة تتوضح لديه لان الامواج الصوتية لا تحتوي على امواج احادية فقط بل تحتوي على امواج ثانوية متألفة من اجزاء من الامواج الاصلية. وهذا ما يمكن ان يكون السبب في تسرب احدى هذه الانصاف امواج التي قتلت الحيوانات.
ابتدأ بتنزيل خوارزمياته التي استعملها في تجاربه من اصبع ال USB الى حاسوبه النقال. ثم قام بتسخير تلك الخوارزميات كي تولد النوطات التي ترسل الالحان لمضخم الصوت ومنه الى السماعة. بعد ذلك قام بازالة طبلة السماعة التي اشتراها للتو واستبدلها بطبلة من مادة التايتينيوم. لكنه لم يقم ببدأ التجربة بعد خوفاً من ان تقوم الامواج بقتله هو. خرج من الملحق وذهب الى سيارته وتوجه الى مركز مدينة هاكني القريبة منه وصار يبحث عن متجر لبيع الحيوانت. وبعد عناء طويل وجد متجر حيوانات صغير في محل نائي فاشترى منه ثلاثة خنازير غينيا ورجع مسرعاً الى بيت صاحبه فريدي فدخل الملحق ووضع في القفص احد الخنازير هناك واخرج الخنزيرين الباقيين. ثم وقت الخوارزميات على الحاسوب بوقت محدد كي تبدأ العد التنازلي ثم خرج من الملحق مسرعاً وابتعد بمسافة بعيدة. بعد ربع ساعة عاد الى الملحق، فتح الباب ونظر الى قفص الخنزير فوجده قد نفق. علم وقتها ان التجربة قد نجحت. لكنه لا زال لا يعرف الذبذبة المحددة التي تسببت في اللحن القاتل. قلص ارقام الدوران loop values وحاول ثانية فنفق الخنزير الثاني. عاد فقلص القيم بـ 10 وعاد التجربة فنفق الخنزير الثالث. توصل الى ان اللحن القاتل هو واحد من الالحان العشرة المتبقية. خرج مسرعاً كي يشتري عشرة خنازير غينيا اضافية. وعندما وصل الى متجر الحيوانات وجد عنده خنزيرين فقط. فطلب منه ان يدله على متجر آخر لديه خنازير غينيا الا انه لم يكن يعرف اي متجر آخر لذا اخذ منه 8 طيور صغيرة وعاد مسرعاً. عندما هم بالدخول الى الملحق وجد صاحبه فريدي يقف امام الملحق فقال له،
- كيف تسير الامور معك يا مارتن؟
- عظيم جداً. لقد كررت العملية بنجاح حتى توصلت الى 10 نوطات فقط. وهذا يعني ان ضالتي هي احدى هذه النوطات.
- لماذا لا تترك الامور الى الغد فالوقت قد تأخر.
- حسناً ساترك الحيوانات التي اشتريتها للتو بالملحق وساعود في الغد لاكمل التجارب.
- حسناً يا صديقي. اراك غداً.
عاد مارتن الى بيته والحماس ينتابه كي يعرف اي واحدة من تلك الذبذبات العشرة هي التي يبحث عنها. باليوم التالي جاء مبكراً وصار يجرب الالحان وانصاف الالحان وارباع الالحان حتى وصل الى اللحن السابع بذبذبة قدرها 340.25 هرتز هي التي تؤدي الى نفوق تلك الحيوانات. بعد قليل سمع سيارة صاحبه فريدي تدخل مراب البيت فركض مارتن نحوه وقال،
- لقد وجدت اللحن يا فريدي، وجدت اللحن القاتل.
- إذا اصبحنا اغنياء.
- ماذا؟ هل لازلت تفكر بجدية في الموضوع؟ هل تفكر حقاً ببيع اكتشافي للارهابيين؟
- ربما فيما بعد يا مارتن. اولاً يجب عليك تطوير اختراعك. فليس هناك ارهابي يستطيع ان يدخل السينما ويحمل معه حاسوب نقال ومضخم صوت ومكبر صوت كي يقتل من في القاعة.هاهاها
- عندك حق يجب ان اعمله اسهل للحمل.
رجع الى الملحق وصار يفكر بطريقة تمكنه من تصغير اختراعه. فالحاسوب ليس له دور كبير سوى خلق خوارزميات مبنية على لغة الباسيك البسيطة وهذه اللغة بامكانه ان يبرمجها على جهاز هاتف نقال. كذلك مضخم الصوت بامكانه استعمال المضخم الذي بداخل الهواتف الذكية. اما السماعة فيستطيع ان يصمم سماعة مصنوعٌ غشاء طبلتها من التايتينيوم. في اليوم التالي ذهب الى السوق واشترى هاتف ذكي مستعمل وعاد الى الملحق. بعد فتح الهاتف صار يطوره كي يتناسب مع اختراعه. بهذه اللحظة جائت فرصة تجربة الاختراع الجديد. وضع احد الطيور بداخل الملحق ووقت الهاتف كي يقوم بارسال اللحن بعد دقيقتين ثم خرج مسرعاً قافلاً ورائه الباب. وبعد ان مرت 4 دقائق فتح الباب ونظر الى الطير فوجده قد نفق. فعلم ان التجربة قد تمت بنجاح لكن الهاتف الذي استعمله كان كبيراً واراد ان يجرب تصميم الجهاز على علبة خارجية اصغر من الاولى. فخرج الى السوق واشترى جهازاً صغيراً جداً لقياس جهد الكهرباء في امل ان يقوم بتحويره كي يستطيع ان يتسع لدارة الهاتف الاول.
حالما وصل الملحق صار ينفذ التحويرات حتى انتهى من جميع مراحلها وصار الجهاز صغيراً جداً بالامكان ان يحمله براحة يده. هم بتجربته بآخر طير لديه.
ضغط على الزر الاخضر ووضعه على الطاولة وخرج من الملحق. بعد خمس دقائق دخل الملحق فوجد الطير قد نفق. وبهذه اللحظة طرق فريدي باب الملحق وقال،
- هل استطيع الدخول؟
- ادخل يا فريدي، انظر الى هذا الجهاز، لقد نجحت التجربة وصار الجهاز صغيراً جداً. بامكاننا ان نسوقه الآن.
- تعال معي يا مارتن. ساخذك الى العز والغنى والشامبانيا والثراء الفاحش. اعطني جهازك هذا ساضعه بجيبي كي اتبارك به وسنحتفل اليوم.
- اين سنذهب يا فريدي؟
- لا عليك تعال معي وسنحتفل بمستقبلنا الباهر بالملايين التي ستهطل علينا كالمطر.
- يا فريدي بما انه اختراعي فانا اريد ان احتفل به بسيارتي. سيارتي قديمة لكنها ربما ستكون آخر مرة اقودها قبل ان اصبح من اصحاب الملايين. سنذهب الى ساحة لستر ما رأيك؟
ركب الاثنان سيارة مارتن وتوجها الى ساحة لستر بقلب لندن. وعندما وصلا الساحة، اوقف مارتن سيارته باحدى المواقف الآلية وعندما اراد فريدي ان يفك حزام الامان من كرسيه ضغط من خارج بدلته على جيبه الذي يحتوي على الجهاز عن طريق الخطأ فانضغط الزر الاحمر سهواً مشغلاُ القنبلة الصوتية دون علمهما وابتدأ العد التنازلي الذي يمنحهم دقيقتان فقط قبل ان يعزف اللحن القاتل. قال مارتن،
- تمهل قليلاً يا فريدي. اعطني القنبلة كي اضعها عندي.
- كلا يا عزيزي كلا انها ستبقى معي طوال اليوم وستنام معي بفراشي هذه الليلة واليوم سنشرب نخبها.اما غداً فساعمل اتصالاتي لنبدأ طريقنا نحو العز. هل فهمت ما اقول ام تريدني ان اكرر؟
- نعم فهمتك ولكن ماذا ستشتري باول ثروة ستحصل عليها من الاختراع يا فريدي؟
- ساشتري سيارة لامبارجيني وطائرة خاصة من نوع لير جت. وساغير منزلي فاشتري قصراً اكبر من قصر الملكة. وانت يا مارتن ماذا ستعمل؟
- اولاً وقبل كل شيء اريد شراء سيارة رولز رويس واريد ان اذهب بها الى الجامعة كي يراها السيد نايت رئيس القسم والسيد باتيل. ثم استدعي السكرتيرة مارغريت على مشروب في البار.
- حسناً ستعمل كل ذلك واكثر. فقط اترك الموضوع عندي وانا ساحقق لك كل احلامك. فانا شاطر بالتسويق. لقد عملت بشركة كبيرة لمدة عشر سنين وكنت من افضل البياعين فيها. لكنك يجب ان تعطيني نسبة مئوية كي نتفق عليها من الآن. انا اريد 10%.
- كلا ساعطيك 5% فقط.
- حسناً عزيزي مارتن دعنا نحتفل الآن.
- انا ساقوم بـ... ما هذا؟ ما هذا الصوت؟ انه يشبه ازيز الصراصير يا الاهي انه القنبلة لقد إبتدأ...
بعد ثلاث ساعات مرت سيارة شرطة بالقرب من سيارة مارتن فتوقفت ونزل شرطيان منها كي يتفحصا سيارة مارتن فوجدا جثتان هامدتان بداخل السيارة. وعندما هم رجال الاسعاف بأخراج جثة فريدي سقطت من جيبه القنبلة الصوتية وتوارت تحت الكرسي دون ان يشعر بها احد. نقلت جثتا الرجلين مارتن وفريدي الى مركز الطب العدلي بلندن وهناك شخص الطبيب الشرعي الذي فحصهما بان سبب الوفاة هو السكتة القلبية الطبيعية. ارسلت السيارة الى مكب نفايات السيارات كونها قديمة جداً ولا تصلح لشيء ثم كسرت باجهزة الكبس وبداخلها القنبلة المشؤومة. فتهشمت وتهشم الشر معها الى الابد.
4758 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع