فارس الجواري
باحث واستشاري طيران
صراع أدارة الاجواء بين الرقيب العراقي والاجنبي ..
للسنة الثامنة على التوالي وزارة النقل العراقية تجدد عقد الخدمة السنوي مع شركة «سيركو» البريطانية لإدارة حركة الطائرات العابرة فوق الاجواء العراقية لقاء مبالغ مالية تصل قيمتها الى 20% من واردات المستحصلة من عبور الطائرات فوق سماء العراق والبالغة قيمتها الكلية بحدود 65 مليون دولار سنويا ( اي 13 مليون دولار ) مما يؤشر على باب استنزاف لاموال الحكومة العراقية .
بعد احتلال العراق عام ٢٠٠٣ أشرف الأمريكان على إدارة الطيران فوق سماء العراق بغياب سلطة الطيران المدني العراقي حيث كانت تدار من قبل الشركة الامريكية Washington Group وبإشراف مستشار النقل والطيران في السفارة الامريكية لحد عام 2011 تم تسليم هذه أدارة الاجواء الى شركة سيركو البريطانية بعقد شامل يضم أضافة الى الادارة وضع خطط سريعة لاعادة تنظيم الاجواء العراقية من خلال زيادة عدد الممرات الافقية والعامودية بالاضافة الى سمعة الشركة عالميا في نشاطها حول العالم الذي وحسب مختصين انها كانت ضمانة كبيرة للأمن والمصداقية مع شركات الطيران العالمية للمرور فوق الاجواء العراقية , كما كان لها الدور في تدريب وتاهيل عدد 214 مراقبا جويا وهم حاليا يتولون ادارة ملف الأجواء العراقية بحرفية وكفاءة عالية لحد الان.
ان الكوادر العراقية تتمتع بالخبرة الكافية والتخويل اللازم لإدارة الأجواء العراقية، من خلال شركة الملاحة الجوية العراقية التي تاسست منذ سنتين مضت وفعليا هم من يقومون حاليا بادارة الاجواء منذ بدايات عام 2017 في حين ان موظفوا الشركة الاجنبية يقومون بالاشراف على عمل العراقيين فقط , برغم مايتقاضوه من رواتب ضعيفة (مليون دينار كمعدل ) قياسا بما يتقاضى موظفو الشركة البريطانية 17 الف دولار , فكان من الاجدر بالمسؤولين عن هذا الملف تخصيص المبلغ الممنوح للشركة الاجنبية الى تحسين الظروف المعاشية للمراقبين الجويين وباقي كوادر شركة الملاحة الجوية العراقية لتشجيعهم بالعمل على تطوير اليات عملهم المتمثلة في تنظيم الممرات الجوية والفصل الافقي والعامودي اي بين الطائرات ببعضها ، وبين الطائرات والمطارات ومستويات الارتفاع بالاستفادة من هذه الشركة اوغيرها .
تعتبرعملية أدارة الاجواء عملية تسويقية حيث ان تفعيل الأجواء وتنظيم الحركة الجوية يؤدي الى زيادة الإيرادات المالية والاقتصادية للبلد فالخطط لادارة الاجواء تهدف الى الوصولفي عام 2020 الى 10,000 رحلة مرور في الاجواء العراقية يوميا , علما انها حاليا تصل الى حوالي 420 رحلة مما يعني ان الناتج سيكون مليون دولار يوميا بدل من 185 الف دولار حاليا وهذه المبالغ تساعد في دعم ميزانية العراق وهذا الامر لايحصل بوجود شركة بريطانية التي جدد لها العقد حيث ستبقى شريكة بل ناهبة من خير العراق نسبة ثابتة 20% من اي مبلغ مستحصل
ألم يحن الوقت لجعل الوطنية معيار عملنا بجانب معايير الكفاءة التي يتمتع بها الخبراء من الموظفين العراقيين من خلال وجود رقابة جوية كفؤة من حيث الاشخاص والرادارات واجهزة الاتصالات التي توفرها الادارة الحالية لشركة الملاحة الجوية من خلال الاسراع في وضع اليه رصينة لتطوير المراقبين الحاليين والعمل جديا على توفير مستويات معيشية عالية المستوى تليق بهم كمراقبين جويين اسوة باقرانهم في العالم .. ألا يكفي أنتقاصا من مكانة رجل الطيران العراقي
ملاحظة /
المبالغ المستحصلة سنويا ( حاليا ) تحسب كالاتي
420 طاءئرة يوميا * 430$ (للطائرة) = 180600$ * 30 (يوم) = 5418000$ شهريا *12(شهر) = 65016000$ سنويا
فارس الجواري
باحث واستشاري طيران
572 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع