د.منير الحبوبي
علاجات طبيه بدون دوخه وبدون عياده ايام زمان
لعلاج " البواسير" يروي لي اخ كريم كيف عالج والده نفسه بنفسه من البواسير بالخمسينيات من القرن الماضي . وما أرويه هنا هو قصه حقيقيه وليست من محض الخيال وبسماعي لها كنت حائر بين الضحك والألم والأندهاش او الأنبهار وهنا احببت مشاركتكم لي بهذه الروايات التي ينقلها ابن الشخص الذي عالج نفسه بنفسه بالطرق الشعبيه التقليديه المعروفه آنذاك حيث كانت الناس سابقا وحتى الرجالات والفحوله والأشقياء بسماعهم برأي الطبيب لأجراء عمليه جراحيه فأن شعر رأسهم يقف ويخافون خوفة الحيه وتراهم حتى يرجفون من ضربة الأبره.
يروي لي هذا الأنسان العزيز حينما كان عمره حوالي عشر سنوات وأبيه أحد قصابي سوق بالفضل ان لم اخطأ حيث ان الأب حضر أو أتى" بلية الخروف " بحوالي ربع كيلو وسخنها على النار وطبعا يرفعها من على النار قبل ان تنصهر او تذوب وطبعا هي كالدهن الحر وتم مرغلتها بالكركم وحاشاكم الله ادخلها في مخرجه وبسرعه وبقوه وأفسح لكم المجال لتصور الوضعيه والالم والصياح من هذا العمل الرهيب. وبالفعل بعد أيام تخلص هذا الأب من البواسير طيلة حياته. ما أذكره هنا هي ليست دعوه للعمل مثله ولكنها كانت واقع حال حيث بعد الأستفسار فهمت كيف تم شفاؤه بهذه الطريقه الوحشيه التي من الصعب تصورها كرؤية المصاب بطلق ناري ايام زمان ويريدون اخراج الطلق من جسمه دون تخدير حيث يتم وضع عوده او عصا صغيره بين فكي فمه لتجنب انقطاع لسانه من قوة الألم الذي يعانيه بفعل السكين التي تقطع العضلات للوصول الى مكان الطلق الناري..
طبعا تسائلت لم الليه وليس شيء آخر ؟ فالأجابه كانت لأنها ماده دهنيه يسهل تمريرها بمسار ضيق وتكتسب الحراره بشكل كبير وسريع وتفقدها بسرعه للجسم المتصل بها وبالتالي تحرق او تشقق الخروصات او الاورام بالأوعيه الدمويه المحتقنه في منطقة الأحتقان بالمخرج وهكذا الحال سألته عن دور الكركم للضحك وليس مثلا السماگ او الهيل او الكاري او فلفل ناعم أسود او ابيض ؟ !! فكانت الأجابه لأن الكركم هو ماده معقمه ومطهره تعمل كعمل المطهرات الطبيه حاليا ولها حسب ما يعتقد دور في الشفاء ومقاومة الالتهابات كدور الأنتي بايتك . طبعا يركز الراوي على التذكير بأنه عموما حتى او غالبا بعد أجراء عمليه طبيه بالمستشفيات للبواسير فالبواسير بعد سنوات ترجع من جديد ولكن بهذه الطريقه بالليه والكركم كانت هي علاج نهائي ولا يتكرر خطر رجوع البواسير والله اعلم
لعلاج "الحصى بالكليه " يروي لي هذا القريب ان والده القصاب بعد استشاره طبيه عند طبيب مختص لأنه كان يعاني من آلام مبرحه بمنطقه خلف الظهر اي منطقة تواجد الكليتين وكذلك حرقه وصعوبه بالتبول فأخبره الطبيب بضرورة عمل عمليه لأستئصال الحصى من المجاري البوليه والمثانه وكالعاده فأبيه يخاف من العمليه فقرر علاج نفسه بنفسه فطلب الأب من ابنه ان يصعد على نخلة البيت البغدادي ويقطع له سعفه كامله منها وخاصة سعفه وسطيه بين بقية السعف اي ليست حديثه من قلب او قمة النخله ولا من اسفل سعفها اي ليست لا بالقديمه ولا بالحديثه ويكون لونها ما بين الأخضر والأصفر وحيث انه الأب قصاب وعنده مايكفي من احسن انواع السكاكين فقام بقطع الخوص المتواجد على طرفي السعفه وطبعا للمعلومات هذا الخوص ليس من السهل قطعه ويكون قوي جدا وهكذا يحضر الخوص فقط على شكل خيوط او اوراق ويتخلص من الجريده في نهاية السعفه ويتخلص ايضا من ساق السعفه ويضع الخوص بقاع جدريه كبيره ويضيف عليها كميه كبيره من الماء ويتم تسخين الجدريه على النار ومن أول فوره يتم ايقاف التسخين ويتخلص من الخوص ويتم وضع السائل بأباريق وكل يوم يبدأ بشرب گلاص واحد على الريگ صباح كل يوم. هنا لا اريد ان ان أثير ضحككم بأن الأبن اخبر أبيه بابا تره يوجد الكثير من آثار " ضروگ الطيور" على خوص السعفه حيث اراد ان ينظفها له منها قبل التسخين ولكن الاب رفض ذلك وهذا ما اضحكني كثيرا.
ويروي ابن القصاب ان ابيه وبعد حوالي اسبوع رجع من السوق مبكرا على غير عادته وعنده آلام رهيبه ومغص في اسفل البطن وذهب الى تواليت البيت بسرعه وطلب قبل ذلك من ابنه ان يأتي له بطاسه ليتأكد حال خروج البول سقوط الحصوه او الحصوات بها لأن تبوله بالتواليت رأسا لا يجعلك تتأكد من سقوط الحصى ام لا. وهنا لا أريد ان انسى ما ذكره لي من مواصفات تقنيه للتواليتات بذلك الزمان حيث هي عموما شرقيه ولا يوجد بها باب ولا سقف من الاعلى وموضوع او معلق على فتحتها برده اي ستاره بسيطه وطبعا ألاب كان يصيح ويبكي من شدة الألم وحتى الجوارين تسمع صياحه حيث ان الام الحصوه معروف للجميع بأنها مؤلمه جدا جدا والراوي لا ينسى هذا المنظر الرهيب والمؤلم لصياح وآلام ابيه حيث كان عمره صغيرا لا يتجاوز العشر سنوات وهو أكبر أخوته وهو لا ينسى هذا المنظر طيلة حياته ويشفق كثيرا على حال ابيه في تلك اللحظات ويروي بعد ذلك خروج ثلاث حصوات صلبه للغايه ومختلفة الأحجام وناعمة الملمس كالسطح الخارجي للدعبل الزجاجي الذي نلعب به ايام الطفوله بحيث لا يمكن حتى دعسها وكسرها بالضغط عليها وطبعا خروجها هو متنفس للصعداء الى أبيه ومن بعدها ارتاح كثيرا وذهبت الى غير رجعه آلامه طول حياته وطبعا لونها كان يشبه لون السمنت او أفتح او بلون قريب من الأخضر البيجي وطبعا مخلوطه بالدم مع البول بالطاسه.
وللمعلومات كانت هناك ايام زمان طريقه اخرى للتخلص من حصى الجهاز البولي ومقويه للكلى ومسكنه لآلامها وكان البعض من الناس يعمل بها للتخلص من حصاة الكلى حيث يتم غليان الكرفس والمعدنوس بالماء وكل صباح يوم يشرب المريض كأس منه على الريق فيساعد هذا بعد عدة ايام على اسقاط او خروج الحصى وتقليل الآلام على المصاب بها..
كذلك الحال لأزالة التهاب اللوزتين او ما نسميه بالتهاب البلاعيم فيتم استخدام الفروك ويقصد بذلك مسحوق او باودر أقرب الى لون الدارسين المطحون لونا ويكون لاذع الطعم ومزعج وغير طيب ويوضع على حافة الأصبع للسبابه للوالده او الجده التي تريد معالجة الطفل المريض فيطلب منه أخراج لسانه وتقوم الأم بمسح اللوزتين والضغط عليهما بقوه بواسطة أصبعها بالأتجاهين يمينا ويسارا لأخراج الجراحه منهما وفعلا تختفي الآلام ولا حاجة بعد ذلك للبنسلين ولا الى انتي بايتيك.
للعلم "الفروك" يحضرها العطار حيث يكون غالبا سيد ولهم محلات عطاريه بالمناطق الشعبيه مثل الصدريه او الدهانه او قنبر علي او سوق حنون وأصل الفروك هو ماده نباتيه تستخلص من جذور النباتات. وطبعا دور العطار كان بديل عن الصيدليات وكان عنده دواء لكل داء وللعلم كان هناك ايضا طريقه اخرى متطوره جدا !!! يستغنى بها عن الفروك حيث يتم وضع سبع نوايات تمر من كل جهه من البلعوم من الخارج للرقبه اي تحت الفك السفلي للفم ويتم لفها او احاطتها بمنديل او چفيه ويتم رفع حافتي الكفيه للأعلى بقوه حيث سيعمل هذا على تسليط ضغط خارجي على البلاعيم المحتقنه فتنفجر ويخرج الخراج منها وهكذا يشفى المريض من البلاعيم دون تدخل جراحي او علاج كيمياوي..
وهكذا ايضا يصادف ان احد الأطفال الرضع يكون" ممتون " اي ان الأم او احدى النساء حملته بشكل غير جيد فيؤتى بهذا الطفل الى سيده او "حجيه" او حبوبه او جده فتبدأ بتحريك يدي الرضيع وارجله بطريقه تجعل الطفل يبكي كثيرا ومن كثر بكاؤه وبعد تگميطه بطريقه اجراميه !!! فتذهب الأم به وهو هادئ ونايم اي ان كثر ما جرى له من تعذيب ان سمحت الكلمات فبعدها الطفل ينام ويرتاح..
هذه الطرق من العلاجات حينما اتذكر وأتمعن به تجعلني أصفن كثيرا هل هي اعجاب ام هي سوء حال وهذا يجعلني ايضا افكر بما كانت تعمله الحبوبات من طرق توليد الامهات والتي كانت مصحوبه بوفاة العديد من النساء حسب طرق بدائيه جدا جدا ولكن هذا لا يمنع من تواجد العديد من الجدات الفاهمات لعملية التوليد وهنا اتذكر وفقط للضحك بوجود جده بمحافظة ديالى حيث كانت وخلال عملية توليدها للأم الحامل فهذه الجده تقوم بالتوليد والجگاره بحلگها ويروى لي انه كلما تحس بالطلوگه المرأه الحامل فالحبوبه اي الولاده تطلب من النساء المتواجدات بالغرفه بالخروج وتبدأ تطلب بصوت عالي من الحامل ادفعي او عصري ونفخي وجري نفس وبعد شويه,,, وطلع راسه وأبنچ وابنچ يالله سباعيه او گولي يا علي ياعلي يا داحي باب خيبر وتلفظ او تنطق ببعض الآيات القرأنيه وبسم الله وما شاء الله وصلي على النبي وأل النبي ولا اعرف المصطلحات الأخرى وهكذا الى ان ييسر الله على المراه الولاده..
طبعا ان تمت الولاده بسلام فالأب يكرمها بأكراميه ماليه وان لم يكن عنده فلوس فيعطي كم زوج دجاج او بط وان كان المولود ولد فأكراميتها تكون اكبر وطبعا طرق التعقيم والعنايه حدث ولا حرج ولكن مع ذلك وببركة الله معظم المولودين ولحد خمسينيات وستينيات القرن الماضي كان يتم توليدهم من قبل هؤلاء السيدات اللاتي نسميهن بالحبوبات او الجدات وكن بصوره عامه يقمن بهذا العمل المضني ويتدخلن بعمليات الولاده حتى ليلا وفجرا وخاصة ان لم يكن هناك مستشفيات قريبه وقد نقلت لي احدى الامهات ان على يدي هذه السيده مات الكثير من الأطفال..
طبعا لختام الموضوع لا انسى عمليات ختان الأولاد من قبل حلاق المنطقه او العفو قصدي المزين او العفو أفصد المطهرچي !!! وكم من الاولاد التهبت منطقة القطع او الصلخ بعباره أصح ولكي لا اظلم اصحاب هذه المهنه كلهم فالبعض الآخر منهم كلش زينين والطفل المختون يطلع يركض بعد ساعه من الطهور, وهنا احب ان اذكر ايضا بدور "الحدادين او العفو أقصد المجبرچيه" حيث نقلت لي احدى السيدات ان يدها كسرت وهي بعمر التاسعه وكانت بالصف الثالث ابتدائي وكم هو مؤلم رؤيتها وهي تبكي وتقول كيف الحال الآن قائلة كيف سأكتب بعد الآن لأن المجبرچي بعد ان سحب اليد بقوه وارجاعه للعظم المكسور والخارج من اليد الى محله ولكن بطريقه فنيه رائعه وأحسن من بعض الأطباء وأرجع العظم المكسور الى محله ومسح الساعد المكسور ببياض البيض وشد من حولها بأربع عصي متوازيه وشدها بأحكام وعلقت اليد بالرقبه وأنهي بالقول ان هذا النوع من العلاجات قد يكون موجود لحد ايامنا هذه ولكن بالمناطق البعيده جدا عن المدينه وعن المدنيه واكرر وأشهد وأعترف بدور اجدادنا القيم بالعمل الصالح وتطبيب الناس من دون ان يكونوا قد مارسوا مهنة الطب او التمريض
وقديما وفقط للمعلومات السارق ايام زمان ان قطعت يده فيضعوها في زيت حار جدا لكي تذوب الأنسجه في طرف اليد المقطوعه فتذوب او تنصهر بالحقيقه وبأخراج اليد من الزيت فتبرد وتنسد ولا تنزف دما بعد ذلك فقط للمعلومات وهي اسلوب او علاج طبي لمنع اليد من النزف ولا ننسى هنا دور المخادعين كدور الفوال بعلاج المرضى او النساء اللواتي لا يلدن بالخزعبلات وقراءة بعض المقولات العجيبه غريبه واستخدام البازبند مثلا او استخدام السحر للعلاج
ولكي انهي الموضوع فأتذكر حاله طريفه رواها لي اخ كريم ويعود اصل الحكايه لثمانينيات القرن الماضي وخلال الحرب المشؤومه بين الجارتين العراق وأيران والتي حصلت في احدى البنايات او الدوائر الأمنيه في بغداد حيث كان بها طبيب يعالج مرضى هذه المؤسسه او الدائره وكالعاده في ايام الحرب كانت القوات المسلحه قد وضعت مقاتلين على اسطح البنايات مجهزين برشاشات مقاومة الطائرات الرباعية الأطلاق او الرمي ويروي لي صاحبي انه في يوم من الأيام اتى الطبيب وكان على سوء مزاج وعلى غير عادته وصادف ان نزل احد جنود هذه المقاومات الى عيادة الطبيب مشتكيا له بأن ما وصفه له مسبقا من علاج لم يكن جيد لعلاج حب الشباب على وجهه فرد عليه الطبيب وهو منزعج جدا هل استخدمت الدواء الذي اعطيتك اياه فأجابه بنعم فقال له الطبيب وهل اخذته بالوقت الذي طلبته منك فقال نعم ولكنه لم يفدني فزهگ الطبيب وقال له هل غسلت وجهك عشر مرات قبل استخدام الدواء فقال له العسكري دكتور كيف تريدني ان اغسل وجهي عشرة مرات وأنا عندي واجب خطير ومهم حيث يجب علي ان اكون خلف سلاحي كل وقت تخوفا من قيام طائرات العدو بقصف البنايه وهنا صاح الطبيب بصوت عالي وهو متعصب فكيف اذن تريد ان تطيب ولم تغسل وجهك "عشرة مرات" كما طلبت منك !!! اي انها كانت حيله بالحقيقه للتخلص من شكوى هذا الجندي حيث من المعلوم ان علاج الأمراض الجلديه ليس بالسهل ويتطلب صبر وجهد كبير جدا وهذه الحادثه كانت قد اضحكت الكثير من الأشخاص الذين كانوا يسمعون الحوار بين الطبيب العصبي في هذا اليوم مع هذا الجندي البسيط وهي فعلا مضحكه
الحنظل
من العلاجات الطبيه القديمه ايضا لمعالجة آلام الظهر فكانوا يحرقون قطعة قماس ويعملون منها على شكل فتيله ومن ثم توضع الوصله بنيرانها غلى مناطق الألم ويضغط عليها بقوه حتى يحترق الجلد وتنتفخ المنطقه تحتها ولنتصور الآلام والمعاناة بوضع النار لحوالي دقيقه على الجسم. ومن هنا كانت المقوله الشائعه والمعروفه عند كل العرب وهي أن" آخر الدواء الكي " وهو ما كان يعمل به البعض منهم بمعالجة المجانين او من به الصرع بچويه بصيخ مسخن على نار قويه وهكذا الحال فبعض المعالجين يقترحون "شرب الحنظل" لمن عنده مرض السكري حيث يتم طحن ازهار الحنظل المعروفه بمرورتها القويه جدا وتوضع بكبسولات وكل وقت يشربون كبسوله ومبدأهم بهذه العمليه ان كل شيئ سكري يعني الحلو ولمحاربة الحلو او القضاء عليه فينصحون بالمر ومن هنا اختيارهم للحنظل وطبعا شجرة الحنظل تسمى ايضا بالشجره الخبيثه.
3747 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع