إعداد/ بدري نوئيل يوسف
اعلان لقدوم النور والشمس والربيع تحتفل السويد بعيد فالبوري
رغم أن هذا الاحتفال يعود للعصور الوسطى الا أن أصبح موروث شعبي في السويد، اعلاناً دخول الربيع ويقام في كل مدن السويد، ويعتبر عيد فالبوري من أهم الأعياد الشعبية التي يجري الاحتفال بها، ليس في السويد فحسب، بل في دول أخرى، مثل أستونيا وفنلندا ولاتفيا وجمهورية التشيك وسلوفينيا والمانيا.
والتزامن مع عيد العمال يُحتفل في السويد في أخر يوم من نيسان بعيد (فالبوري) كما تشهد جميع المدن والبلدات السويدية مساء الثلاثين من نيسان إشعال النيران في مناطق محددة، ويتجمع الناس حولها محتفلين بالمناسبة والكثير يبالغون في الاحتفال والتعبير عن مشاعرهم فهذه المناسبة تمثل رمزا للخلاص من الشتاء الطويل القاسي وإعلان قدوم النور والشمس والربيع.
منشأ فالبوري:
تستند تقاليد الاحتفال السنوي على العيد الوثني الذي كان قائما في المانيا، الا أنه جرى ربطه بعد ذلك بالقديسة فالبوري، وترمز المناسبة الى طرد الأرواح الشريرة والحماية من السحرة، كما كان يعتقد القدماء، ويرتبط أسم القديسة فالبوري مع التقاليد الوثنية الجرمانية، في اليوم الذي تقام فيه مهرجانات الربيع التي جرى وصفها في الأساطير القديمة بأنه يوم تجمع الساحرات، حيث تشير المعتقدات المسيحية في ذلك الوقت الى ان الساحرات يتجمعن في ليلة الـ ثلاثين نيسان – الأول من ايار، ويطيرن بعيداً على مكانس مصنوعة من القش، او على ظهور ذكور الماعز الى الأماكن المرتفعة القديمة، لمصاحبة الشيطان والقيام بأعمال الشر، وبهدف تفريقهن وتشتيت قوتهن، يصاحب المشهد الضجيج والصياح وإطلاق المفرقعات وإيقاد النيران المضاءة في تلك المرتفعات، وهي أمور تصاحب في العادة أجواء الاحتفال، وترمز المناسبة الى طرد الأرواح الشريرة والحماية من السحرة، كما كان يعتقد القدماء.
من هي القديسة (فالبوري)؟
القديسة فالبوري وفقاً لـ الرواية الشعبية فقد كانت أميرة إنكليزية دُعيت من قبل رئيس أساقفة دير ماينز في ألمانيا الأب (بونيفاتيوس) لمساعدة المسيحيين الألمان، لتصبح لاحقاً المشرفة على دير هايدنهايم للرهبات. وبعد وفاتها عام 779، بسنوات قليلة نُقل جثمانها إلى مدينة آيخستات الالمانية لِتدفن في الأول من أيار (مايو) هناك، وطوبتها الكنيسة الكاثوليكية لاحقاً لقب قديسةً في العام .870
وبغض النظر عما يعنيه عيد القديسة فالبوري وما تخبرنا به كتب التاريخ والأساطير، فإن السويديين المعروفين بحبهم للحياة، يحرصون على عدم تفويت فرصة للفرح، وكحالهم في جميع الأعياد والمناسبات، ينتظرون مناسبة القديسة فالبوري بشوقٍ، إذ لا تعنيهم المناسبة بصفتها الرمزية الدينية، قدر المتعة التي يجدونها فيها وهم يستقبلون الربيع والضوء والدفء ويودعون شتاءً، طويلاً ومظلماً وبارداً.
رغم أن الأمطار قد تصاحب في الغالب عشية الاحتفال بالمناسبة، الا أن ذلك لا يمنع الناس من إقامة احتفالاتهم بالمناسبة، مرتدين الملابس التي تقييهم من المطر أو حتى التجمع في منازلهم لإحياء المناسبة، فالمهم أن يحتفلوا ويسعدوا بذلك.
ضمن المعتقدات المُشاعة عن المناسبة أيضاً، أن الحدود الفاصلة بين الأحياء والأموات تكون في أضعف حالاتها هذه الليلة، فيما تشير معتقدات أخرى، الى أن إشعال النيران ليس من أجل إثارة الخوف، وطرد الساحرات بعيداً بل من أجل إحراق القديمات منهن، وفسح المجال للجديدات القادمات في العام المقبل.ومع هذه المناسبة، كما في المناسبات الأخرى التي تقام في الهواء الطلق، مثل الاحتفال بعيد منتصف الصيف.
ثلاث مناسبات في نفس اليوم
ومناسبة فالبوري ذات طابع وطني فهي تتوافق مع الاحتفال بعيد ميلاد الملك كارل السادس عشر غوستاف، وعيد العمال العالمي إلا أنه ليس عطلةً رسمية، ومعظم نشاطاته تكون في المساء التي و تستمر في بعض الأحيان إلى ساعات متأخرة من الليل، تأتي عشية الاحتفال بعيد العمال في اليوم التالي الأول من أيار (مايو)، الذي هو يوم عطلة رسمية
وأياً كانت المناسبة، فالسويديين، يجدون أن من الأمور الجيدة التي على المرء ألا يفوتها هي المشاركة في الأفراح والشعور بذلك ما دام الأمر ممكناً، بغض النظر عن المناسبة وما يحمله التاريخ من وصف وشرح لها، إذ يرون في الفرح والاحتفالات الجماعية المُقامة بشكل خاص في الطبيعة، راحةً للقلب وصفاءً للذهن.
من هو الملك كارل غوستاف السادس عشر:
والده هو الأمير (غوستاف أدولف) دوق فستربوتن الذي قتل بحادث طائرة عام 1947، وعند تولى جدة الملك غوستاف السادس أدولف الحكم بعام 1950 أصبح وليًا للعهد وهو في سن الرابعة. وقد نشأ وسط أسرته مع أمه وشقيقاته الأربع واللاتي كن كلهن أكبر منه سنًا. وبعد انتهائه دراسته الثانوية أكمل سنتين ونصف السنة من التعليم والتأهيل العسكريين في القوات المسلحة الملكية بفروعها الثلاث جيش البرية والبحرية والطيران، وتخرج ضابطًا عام 1968 وبلغ رتبة نقيب في الجيش والطيران وملازم في البحرية قبل أن يعتلي العرش. وبجانب التأهيل العسكري انتظم في دراسة أكاديمية أنهاها في جامعتي أوبسالا وستوكهولم، حيث درس التاريخ والعلوم السياسية والاجتماعية والاقتصاد.
في سياق تأهيله للنهوض بأعباء الملك، أكمل برامج إعدادية في الأنظمة والتقاليد والأعراف الملكية والمسائل المؤسساتية والقانونية والنقابية. كما تابع بعناية آليات عمل البرلمان وأجهزة الحكومة. وعلى الصعيد الدولي، أمضى بعض الوقت مع بعثة السويد الدائمة في الأمم المتحدة في نيويورك للتعرف عن كثب على آليات عمل المنظمة الدولية وأجهزتها المختلفة، كما عمل في أحد المصارف في لندن بجانب العمل في السفارة السويدية بالعاصمة البريطانية. كما عمل في فرنسا مع كل من الغرفة التجارية السويدية في باريس ومصنع شركة ألفا لافال السويدية في فرنسا.
في 15 سبتمبر 1973 تولى الحكم بعد وفاة جده الملك غوستاف السادس أدولف، ونصب ملك رسميًا في 19 سبتمبر 1973. خرج على شرفة القصر اليوم الأول مالكًا أمام أكثر من 25،000 شخص.
طبقاً لحسابات البلاط الملكي، فإن الملك سيكون قد جلس على العرش لمدة 44 عاماً و223 يوماً، وبهذا سيحطم الملك السويدي الحالي الرقم القياسي المسجل باسم ماغنوس إريكسون، والذي لا يزال صامداً منذ القرن الرابع عشر إلى يومنا هذا.
وهو معروف بتقديمه لجوائز نوبل السنوية. وشهد عام 1974 تعديلات دستورية في السويد حرمت الملك من جميع المراسم الشرفية، مثل افتتاح البرلمان وتمثيل السويد على الصعيد الدبلوماسي.
849 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع