ماجد عبد الحميد كاظم
م/ قراءات في صحف عراقية قديمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ان غايتي باطلاع قراء مجلة :" الگاردينيا الغراء " على بعض ما كتبته الصحف العراقية القديمة وبخاصة في الايام الاولى لتأسيس الدولة العراقية الحديثة في مطلع القرن العشرين هي اطلاعهم على الحالة السياسية والاجتماعية في ذلك الوقت ، واليوم اخترت للقراء الكرام اطلاعهم على مقالة مقالة نشرتها جريدة " الفضيلة " لصاحبها السيد عبد الرزاق الحسني بعددها 58 الصادر في بغداد في يوم الاحد 18 ربيع الاول سنة 1345 الموافق 26 ايلول سنة 1926 والمتعلقة بظاهرة اجتماعية شغلت المجتمع العراقي في ذلك الوقت وكما يلي
في سبيل الاسطوانات
لقد ابتليت هذه البلاد في هذه الآونة بمسألة الصناديق الحاكية فتجد الشغل الشاغل لاعظم العائلات التحدث في هذا الشأن الامر الذي يأسف عليه كل غيور
اني اعلم من بعض العائلات انها تضايق نفسها وتبتاع الاسطوانات وان شركات الاسطوانات عندما رأت كثرة المزاحمين لها ومسابقتهم لشرائها اخذت تبيع اسطواناتها باثمان باهضة جدا سيما اسطوانات ( بيضافون كومباني ) فانها لما شعرت بكثرة المراجعين لها رفعت اثمان اسطواناتها حسب ما شأت وارادت لانها واثقة من انها امينة من عدم مراقبة اولياء الشأن عليها. ومن اولئك الذين ابتلاهم الله بهذه البلية العظمى امرأة فقيرة الحال فهي بالرغم من فقر حالها استقرضت دراهم لابتياع الاسطوانات كلفها العسر وهكذا اصبحت شغوفة بابتياع كل اسطوانة جديدة وقد ورد اخيرا على شركة " بيضافون كومباني " اسطوانات جديدة فلما لم تجد هذه المرأة المسكينة دراهما لديها للابتياع منها اضطرت لان تبيع ( لبدتها ) الشتائية الوحيدة التي كانت تكسيها في الشتاء فباعتها واشترت بعض الاسطوانات وقد علمت انها استحضرت ما تملكه من اللوازم البيتية ( كالكن ) وبعض اثاث بيتية من هذا القبيل في سبيل ابتياع الاسطوانات. مسكينة هذه المرأة التعيسة الحظ فهي تبيع اثاث بيتها في سبيل الاسطوانات ومن المضحك والمبكي في وقت واحد ان اكثر الاسطوانات التي تشغف بها هذه المرأة وتبتاعها هي اسطوانات شركة ( بيضافون كومباني ) تلك الشركة الوحيدة المعلومة بغلائها وياستبداد ما تبيعه من الاسطوانات فان هذه الشركة تبيع اكثر اسطواناتها فان لم قل كلها بضعف ما تبيعه بقية شركات الاسطوانات فاني الفت نظر من يهمه الامر الى هذا الامر لاتخاذ التدابير الواجب اتخاذها في هذا الشأن وتخليص الناس من شر الاسطوانات وصناديقها والرأفة والعطف على هذه المرأة الفقيرة مع لزوم تحديد سعر الاسطوانات وتوحيد سعرها من قبل الشركات بصورة واطئة معقولة مناسبة لان الامر على ما هو عليه من استبداد بعض الشركات وعدم مداخلة اولياء الشأن في هذا الامر مما يضاعف آلام هذه الامة ويزيدها بؤسا وشقاء متألم.
انتهى الاقتباس
يلاحظ القارئ الكريم انه تمر على المجتمعات حالات ينشغل فيها الناس بأمور ثم لا تلبث ان يحل غيرها وربما يتذكر العديد من القراء كيف انشغل المجتمع في الثمانينيات من القرن الماضب " باقتناء شرائط الفديو وتبادلها " اما الان فينشغل العديد من الناس صغيرم وكبيرهم والمتمكن وغير المتمكن بالهواتف الحديثة فتجد سائق المركبة والسابلة وقد الصق معظمهم الهواتف في آذانهم أو السير في المركبة واصوات الاغاني الهابطة يسمع حتى الجالسين في بيوتهم ، ولا ندري ما يخفيه المستقبل لنا
مع تحيات معد قراءات في صحف عراقية قديمة
ماجد عبد الحميد كاظم
615 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع