عبد الكريم ابراهيم
مسجل ( السانيو) بين جيلين
في ذروة موضة الخنافس التي ظهرت في سبعينيات القرن العشرين ،كان الكثير من الشباب يحاولون اقتناء مسجل ( السانيو ) الياباني وجعله يحظى بمكان مميز على مقدمة دراجاتهم الهوائية الهندية والنارية كـ( mz ) و(جاوة ) مطلقين العنان لأشريط الكاسيت ، وهي تصدح أصوات عبادي العماري وحسين سعيدة وقحطان العطار وحسين نعمة وغيرهم من جيل لا يتكرر اليوم .
في حين أن بعض الشباب كانوا يفضلون تعليق المسجل بواسطة حمالة على أكتافهم مكتفين بعض أغاني الأفلام الهندية حيث (شاشي كابور) و(اميتاب بابجان) و(دارامندار) و(هيمي ماليني) و(امجد خان ) وهم يتمايلون بأحذية الكعب العالي وحجل البنطلون يلعب فيه الهواء بحرية كاملة . واللافت للنظر أن هذه الدراجات كانت عبارة عن البوم صور متنقل من ممثلين ومطربين ولاعبي كرة القدم فضلا عن مجموعة من الاكسوارات تزين كل أرجاء المكان لدرجة التخمة والثقل ،ولا تكاد سيارة نقل تخلو من مسجل يفرض سائقها ذوقه على الركاب.
اليوم بعد مرحلة زمنية استطاع فيها أن يكون مسجل (السانيو )هو وسيلة التسلية الوحيدة لدى الشباب ، أصبح ذكرى جميلة لمن عاش تلك الفترة ليجد طريقه كتحفة إلى سوق الانتيكات والخردة حيث تقلبه أيدي الجيل الجديد هازئة به وكيف كان يعمل هذا الجهاز البدائي؟ غير عارفين أن هذه التحفة التي لم تعد تنفع المعاصرة كان شباب وقتذاك يجدون أنفسهم في شرائها ، وصاحب الحظ الحسن من يمتلك هذا الجهاز السحري . ربما يكون ( الموبايل ) أو ( ثري دي ) هما الوريثان الشرعيان لمسجل ( السانيو ) حيث شباب اليوم من سواق (كيات) و( تكسي ) و ( توك توك ) يجهدون أنفسهم في أعادة مجد عابر ولى ولم يبق منه سوى الذكريات الجميلة وأصوات مطربيه الذين كانوا يصدون بأجمل الأغاني ، ولكن بعض ملاحمه عادت بصورة مختلفة عن ذي قبل قد نجد الشعر الطويل والقميص والسروال الضيق ولكن لم نجد (عبادي العماري) و فريق الانتصار الشعبي ولا ساحة الفتيان و(كهوة أبو علي) و(استكان الجاي والحامض) هما يتابعان فيلم الرابعة العربي مع محتسيهما . نجد بدل عن كل هذا ، (النركيلة) بيد مراهق في قارعة الطريق وبيوت احتلت الشارع العام وساحات كرة القدم تؤجر مقابل أموال وووو .
899 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع