إقليم الرافدين للسُنّة أم لكل العراقيين؟
دراسة من أعداد: قصي المعتصم
تتصاعد هذه الأيام الأحتجاجات وترافقها الشتائم والأتهام بالخيانة للسيد اسامة النجيفي بعد طرحه لفكرة قيام اقليم خاص بالطائفة السنيّة في العراق، لحمايتهم مما يتعرضون له من قتل وتشريد وتهميش، جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية معه على قناة الحرة الفضائية، خلال زيارته الأخيرة الى الولايات المتحدة، وبعد عودته وخلال اللقاء الصحفي الذي عقده، بيّن أن تلك المطالبات ليست جديدة، بان العديد من المحافظات لمّحت للجوئها لهكذا حل بعد فشل الحكومة في توفير أبسط مستلزمات الحياة لأبناء العراق ولأن التغيير والتحسن لايبدو أن له أمل سواء على المدى القريب أو البعيد .
ولكوني واحداً ممن عانى ويعاني منذ ثمان سنوات مابين خسارتي لعائلتي وبيتي ومهاجر في اديم الأرض بسبب رفضي التعاون مع المحتل ومن جاء معه، عانيت ماعانيت من شظف العيش، أحمل آثار جراح الحرب، وتستقر في جسدي شظايا الغدر والعدوان، والليالي الطويلة التي غادرها النوم، بل وحتى الأحلام، حمينا الوطن، دفعنا مئات آلاف الشهداء، ومنهم أصدقاء ورفاق سلاح أبطال، لكي يبقى العراق مرفوع الرأس، ودمائهم أمانة في أعناقنا ...وكنت ومازلت أحمل دمي بين كفي لأجل العراق، كل العراق، بقومياته، وأديانه، وطوائفه .
أحب البصرة وذي قار والنجف وديالى والانبار وكركوك واربيل ، وكل شبر من أرض العراق، أفخر بتاريخه، وأعتز بابطاله، وقد نذرت نفسي لأمجد كل ما من شأنه أن يعيد الثقة، لمن ضعفت ثقته بالوطن ورجاله. وأظن ان من حقي كعراقي قضيت حياتي في خدمة الوطن أن أطرح رأيي بكل صدق ووضوح، داعياً لعدم التسرع في الرد قبل قراءة الموضوع كاملاً وتأمل ماجاء به بكل موضوعية. عسى أن نستمد منها درساً يعيننا على طرد المحتل وأعوانه من أرض الرافدين .
أسمع كل يوم، منذ أن وطأ المحتل واعوانه أرض العراق، خطباً وأحاديث، وتصريحات ... تارة عن خروج المحتل، وتارة أخرى عن الوحدة الوطنية، أو المصالحة الوطنية (مع من؟) واخرى عن الازدهار القادم، وعودة المهجرين ...ووو...والسنين تمضي، وماهي الاّ أضغاث أحلام...
أما الواقع ....فالمحتل باق، ولن يخرج بسهولة، وان خرج الأمريكان، فمن سيخرج الأيرانيين؟ ومن سيخرج الصهاينة من العراق؟ وبعد كم من السنين؟
القتل مازال مستمراً، التهجيرالطائفي مستمر، المفخخات والتفجيرات والقتل بكواتم الصوت، وجرائم الابادة العرقية والمذهبية، التي حصلت طوال سنوات الاحتلال الماضية، انها تعيدنا بالذاكرة الى جرائم الصهاينه في فلسطين وعصاباتها (الهاغانا والأرغن والشتيرن)، ونجد من تقمص أدوار قادتها من قتلة ومجرمين مثل (مناحيم بيغن، وشارون، وغولدا مائير، واسحق رابين) يوازيهم (زعماء كتل وعمائم وقادة ميليشيات)، وكأن التاريخ يعيد نفسه، لايأبهون لمن شرد ولابمن قتل ولابالأرامل والأيتام، ومن أستبيحت أعراضهن في الداخل والخارج ، سواء لأجل رغيف الخبز أو للحصول على فيزا أو اقامة، هذا هو مانواجهه كل يوم طوال السنوات العشر الماضية، وتتصاعد المؤامرات يوماً بعد يوم، وشاء القدر أن يجتمع كل أعداء العراق، صهاينة وأمريكان وفرس... تحالف معهم أشباه رجال، خونة، وفاقدي الغيرة على وطنهم. أجتمعوا معاً لتدمير وطن نشأت على أرضه أولى الحضارات، ومر به، ودفن في ثراه، أغلب الرسل والأنبياء، بلد يغرق في بحر من الدماء، ونساءه تستباح اعراضهن داخل وخارج العراق، وتباع شابات العراق في دول الخليج العربي (العربي بالاسم فقط)، والكويت تسلب كل يوم جزء من أرضنا، وايران تحتل كل شريطنا الحدودي بانتظار لجنة تحديد الحدود التي ستنظر برسم تلك الحدود مجدداً ومن سيكون من الجانب العراقي هم من اتباع ايران وحاملي جنسيتها (يعني حاميها حراميها). وقنابل المدفعية الأيرانية تقصف بشكل يومي مناطق العراق الشمالية وتقيم المعسكرات على اراضينا ، وميليشياتها التي هجّرت وقتلت الملايين من أبنائنا، ومازالت، وماحدث بعد التفجير في مرقد الامامين في سامراء، لهو أكبر دليل على نوايا ايران والصهيونية بتدمير العراق على مراحل وتحويله الى مستعمرة مناصفة بين الفرس والصهاينه، وهل نسينا مئات العلماء واساتذة الجامعات والأطباء والقادة العسكريين الذين اغتيلوا على ايديهم؟ ومازالت حملات القتل والتهجير مستمرة لكل طوائف العراق وأولهم السنّه العرب، والشيعة العرب، ومن ثم المسيحيون والصابئة والايزيديين والشبك... وكل من يحمل نفساً عراقياً، واقضية ونواحي الموصل تشهد بذلك، وكذا حال البصرة، والطامة الكبرى، بغداد، التي أضحت صفوية الهوية والسلوك، بعد أن شرد أهلها الأصليين لمناطق أخرى أو في شتى بقاع الأرض وحل محلهم من هب ودب، وهذا ليس بخاف على أحد، وهناك دراسات بالأرقام والحقائق تثبت ذلك، وأكبر دليل على ذلك، مانادى به المتظاهرين (من بقي منهم من أهالي بغداد الأصلاء) يوم الجمعه (ايران برّه برّه ..بغداد تبقى حرّة)، ولم يستثنى حتى اللاجئين في بلدنا، من اخوتنا الفلسطينيين والعرب، وحتى الأطفال والنساء العزل في مخيم أشرف للاجئين الايرانييين الوطنيين الذين استجاروا بنا هرباً من بطش نظام الملالي في طهران .
واليوم وبعيداً عن الانفعالات العاطفية والمزايدات والخطب والتصريحات الرنانة ( فقد سئمنا منها)، وعلينا أن نفكر بطرق نحمي بها العراق من الضياع والتقسيم الحتمي القادم والواضح للعيان وهي مسألة وقت فقط لينهار كل شيء ... فالآليات التي صيغت في الدستور الجديد للعراق (الصهيوني الفارسي، وأقصد القيادات الكردية العميلة وليس اخواننا ابناء الشعب الكردي) والذي تم تمريره بالتزوير، قد وجد لتدمير العراق وجعله كيانات عرقية وطائفية، عبر شرعنة تقسيم العراق تحت مسمى الفيدرالية (والتي هي فقرة وجدت للأكراد فقط لترسيخ مبدأ الانفصال) وماتدعية ماتسمى بالنخب الوطنية في الداخل من انها ضد الفدرالية والأقاليم ، فلم لاتقف ضد هكذا دستور؟ ولماذا لاتعمل حالياً على تغييره، أوالاستفتاء عليه مجدداً، وكتابة دستور وطني جديد؟ وعندها قد تتاح لنا فرصة لاثبات وجودنا وتحرير وطننا وسط تلك التداعيات الخطيرة التي بانت خطوطها وأهدافها، وسط دعوات بالسكوت ومحاربة أي بصيص أمل يلوح لهذا الشعب للخلاص من تلك المحنة، ودعوات البعض بالصاق تهمة الخيانة بكل من يطرح مبادرة ممكن أن تنقذ العراق !!! ، بحجة ربطها بمخططات أعدت مستقبلاً من قبل أعدائنا!! وقيادات فكرية ومنظرين لسياسات باتت بعيدة عن الواقع الذي نرى ونلمس، قيادات، وللأسف نجد أننا على وشك أن نضع علامة استفهام على ما تنظر له وتعمل عليه، (البعض منهم) وللأسف، اتخذوا من أقلامهم ومواقعهم المعنوية أو السياسية للسير مع الأعداء في تنفيذ مخططاتهم، تحت احتمالية (الغباء السياسي) أو احتمالية (الخيانة المبطنة بغلاف الوطنية)، وتحت شعارات باتت لاتتلائم والزمن الذي نعيش فيه، وغير مؤمنة بالحوار الوطني الجاد الاّ مع من يتوافق مع توجهاتها وأفكارها، ويشمل ذلك من هم في السلطة، أو خارجها، فيما سالت وتسيل دماء طاهرة لرجال المقاومة الأبطال، وهي دين في أعناقنا مهما دارت الأيام، وعلينا أن نرتقي الى حجم تضحياتهم ونعمل بكل السبل لدعمهم ورعاية عوائلهم ، ولنواصل العمل على ماآمنوا وضحوّا بحياتهم لأجله ، لذا فان استنباط أفكار وسبل ترتقي الى حجم المؤامرة التي تحاك ضد العراق، عبر الحوارات الجادة والبعيدة عن المزايدات التي سئمنا منها، ونحتكم الى العقل والمنطق في دراسة جدوى أي طرح يمكن أن يغير المعادلة السائدة الآن والتي نحن فيها أسفل الميزان، قبل فوات الاوان؟ علماً أنني واثق من أن بعض الأقلام وللاسف ستنبري بالهجوم حينما تنتقي بعضاً من كلمات هذه الدراسة لتشن هجومها كما هي عادتها في مناقشة الحوارات والطروحات التي ممكن من خلال الدراسة الهادئة والموضوعية أن نصل من خلالها لحلول قد تنقذنا مما نحن فيه، وأنا لن أتردد في الرد على أي هجوم، أو محاولة التشهير غير الموضوعي (لأن لم يبقى لي وللكثيرين غيري مانخسره، بعد أن وصلت الأمور الى خسارتنا لبلدنا) دون التمعن في دراسة وتأمل ماجاء فيها من مختلف الجوانب حتى لو تطلب ذلك عقد مؤتمرات للنخب الوطنية التي سئمت هذا الصمت على ماجرى ويجري، وأقول مسبقاً لمن سيهاجم هكذا طرح، أن يقدم البديل الواقعي، وليس سفسطة سياسية أكل الدهر عليها وشرب، وثوابت بقيت كما هي منذ عشرات السنين تراوح في مكانها، ولاتتلائم مع الواقع الفعلي الذي نعيشه، أو تحتاج لتكتيك جديد يتلائم وحجم المؤامرة التي نتعرض لها، مع احترامي وتقديري لكل رأي صادق يصب في مصلحة بلدنا الجريح.
ان اقليماً جغرافياً يسمى مثلا ( اقليم الرافدين) وهي التسمية التاريخية المرتبطة بهذا الوطن عبر التاريخ، يضم محافظات نينوى، كركوك، صلاح الدين، ديالى، الأنبار، أو بعضاً منها، سيكون نواة لعراق حر يلجأ اليه كل اطياف الشعب العراقي ممن لا يحمل نفساً فارسياً ويعود اليه المهجرين داخل وخارج العراق سواء من السنة أو الشيعة العرب أو المسيحيين أو الصابئة أو الايزيديين وكل من يعتز بعراقيته وبوحدة العراق أرضاً وشعباً، لحمايتهم من الغدر الفارسي الصفوي ولتفويت الفرصة على من يراهن على شق الصف العراقي .
سيتميز مثل هذا الاقليم بالآتي :-
1.تواجد كتلة سكانية تمثل أكثر من نصف سكان العراق، عدا بغداد، سينظر في امورها لاحقاً بعد طرد الفرس وميليشياتهم منها نتيجة التطور الذي سيحصل في الاقليم لاحقاً وتعود بغداد لأهلها كما كانت وعاصمة لكل العراق
2.بما أن اقليم كردستان يقتطع 17-20 مليار دولار نقداً من ميزانية العراق حسب عائدات النفط، على اعتبار أن نسبتهم السكانية(17%) في حين أن الأكراد في العراق نسبتهم (%13) حسب احصائيات التعداد السكاني عام 1997 وبذلك يكون لهذا الأقليم ثلاث أضعاف مايأخذه اقليم كردستان من ثروة العراق وتعادل تقريباً (50-55 ) مليار قابلة للزيادة طبقاً لمن سينظم اليه من كل أطياف الشعب العراقي، وحسب الميزانية الحالية للعراق وبمبدأ العمل بالمثل، فما دام اقليم كردستان يأخذ حصته كاملة، فالاقليم الجديد يعامل بالمثل والا ّ ...على ماتسمى الحكومة الاتحادية الغاء موضوع الفيدراليات وأقليم كردستان.
3.تواجد نهري دجلة والفرات ضمن هذا الاقليم مما يتيح له امكانية النهوض بالزراعه والتصنيع للمنتجات الزراعية
4.وجود أغلب ثروات العراق الطبيعية في هذا الاقليم مثل (الفوسفات، الكبريت، الاسمنت، الزجاج، اليورانيوم، وعدد غير قليل من ثروات أخرى يستطيع هذا الاقليم أن يكون خلال سنوات قليلة من المناطق المزدهرة في العالم وبدخل للفرد يوازي دخل الفرد في الدول المتقدمة.
5.يتواجد في هذا الاقليم المقترح مخزون نفطي يعادل مخزون أمريكا من تلك المادة وقادر على الانتاج بضعف ماينتج في كل العراق الآن ولمدة 200 سنه قادمة (عدا نفط كركوك) وهذا ماأكده العديد من الخبراء الجيلوجيين ومن عدة سنوات، ويحاول الكثيرون التكتم على هذا الموضوع لأسباب يعلمها الله، ومن يحاول التشكيك بالأمر فهو مشارك بالمؤامرة على ثروة العراق، ولأغراض معروفة يتم التغاضي عن هذه الحقيقة، (هل هذه الثرؤة مخزونة للصهاينه بعد تحقيق حلمهم ، من الفرات الى النيل ؟؟)..
6.سيتمتع هذا الاقليم بموقع مهم التجارة البرية والجوية حيث سيكون محاذياً لتركيا وسوريا والأردن والسعودية وستمر عبره كل الصادرات والواردات من المناطق الاخرى من العراق، اضافة الى صادرات النفط ، سواء عبر الانابيب أو الشاحنات والتحكم حتى بصادرات ايران لتلك الدول ، ولما لذلك من تأثير سياسي واقتصادي واجتماعي .
7.وجود أراضي زراعية شاسعة وبالامكان استغلالها للزراعة بشكل جيد
8.وجود السدود كسد حديثة وسد الموصل والبحيرات المصاحبة لها بالامكان استغلالها للطاقة الكهربائية والزراعة .
9.وجود العديد من الآثار والمناطق السياحية والمراقد الدينية ومع توفر الأمن والخدمات الناتجةعن استغلال الثروة المتاحة فسيكون لهذا الاقليم مورد من السياحة قد يوازي واردات النفط
10.لوفرة المياه وضفاف الأنهار بالأمكان أقامة مشاريع للثروة السمكية والحيوانية وانشاء المصانع لتصنيع منتجات تلك المصانع وتصدير تلك المنتوجات من ألبان ولحوم وغيرها ، أضافة الى أن تلك المصانع والمواد الأولية لعملها ستوفر فرص عمل اضافية ودخل بالعملة الاجنبية لهذا الاقليم .
ان تلك الموارد والثروات ستتيح الآتي :-
1.عودة المهجرين ومنهم الكفاءات العلمية الوطنية حيث ستكون ملاذاً آمناً من غدر الميليشيات التابعة لايران .
2.عودة الجيش العراقي السابق الذي حمى العراق من المعتدين لعشرات السنين .
3.الحفاظ على ماتبقى من النخب الوطنية والكفاءات العلمية. 4. .
4.إمكانية بناء جيش قوي يعتمد في تسليحه على دول تحترم مواثيقها وغير طامعه بثروات وأرض العراق وتستبعد الأسلحة الأمريكية حصراً لكون الأسلحة التي تزود بها الدول الأخرى كفائتها أقل مما هي عليه وبذلك ستكون تلك الأسلحة عديمة الفائدة، ولكون كل مصانع الأسلحة في الولايات المتحدة تسيطر عليها رؤوس الأموال الصهيونية وتسيطر أيضاً على مراكز صنع القرار فيها عبر منظماتها المنتشرة والمهيمنة على أمريكا شعباً وحكومة، وأهمها منظمة (ايباك)، ومئات المنظمات الأخرى.
5.ان بناء جيش حديث ومزود باحدث الأسلحة وبوجود الخبرات العالية لمنتسبي الجيش العراقي السابق وعلمائه لن يستغرق سوى 6-18 شهراً ، وانا على يقين أن رجال القوات المسلحة الأبطال وقادته الأوفياء سيفعلون ذلك وستعود القدرة العسكرية العراقية كما كانت في أوج قوتها حينما مرغت أنوف الفرس في الوحل وأذاقتهم أقسى هزيمة في تاريخهم
6.التحاق الوطنيين المهددين من قبل الميليشيات من جميع أطياف الشعب العراقي سيجعل من هذا الاقليم عراقاً موحداً وآمناً ومستقراً.
7.ان قوة ومتانة هذا الاقليم ستقطع الطريق على التغيير الديموغرافي الذي حصل في كركوك وبغداد والنجف وديالى ونينوى والى حد ما البصرة ، وسيقف حائلاً تجاه تنفيذ أي من المواد التي وضعت في الدستور لتقسيم العراق أو اقتطاع أجزاء منه كما نصت المادة (140) من الدستور حول وضع كركوك وضمها الى كردستان واعلان انفصال الأقليم لاحقاً ليكون قاعدة للصهيونية لتحقيق أحلامها وشعارها ( من النيل الى الفرات) وحسب مشروع بايدن الذي أقره الكونكرس الامريكي عام 1983 باعادة رسم الخريطة السياسية للوطن العربي أو مايسمى سايكس بيكو جديد).
8.ان خطوة كهذه ستسحب البساط من تحت أقدام الخونة والعملاء وسيكون ملاذاً آمناً للقوى الوطنية والمقاومة الباسلة مع توحيدها بالجيش العراقي الوطني الذي تم حله من قبل بريمر وبالتاكيد فان كل الذين شاركوا في العملية السياسية من الوطنيين الذين حاولوا تصحيح المسار الخاطيء للخونة والعملاء وفشلوا سيلتحقون باخوانهم الشرفاء في هذا الاقليم وبذلك تسقط الشرعية الزائفة التي يتشدق بها عملاء ايران والموساد وامريكا في الحكومة الحالية بعد فشلها في توفير الأمن والخدمات والسير بالوطن نحو الهاوية .
مبادرة تستحق الدراسة:
انني أرى في مبادرة الأستاذ اسامة النجيفي مايستحق الدراسة وتحويرها لما يخدم كل الشعب العراقي وهو رجل على اطلاع على مايدور خلف الكواليس وينظر بقلق لما ستؤول اليها الامور ان أستمرت تسير وفق هذا النهج العنصري الطائفي المسيّر من خارج العراق لأجندات مرسومة مسبقاً ، خاصة بعد مرور ثمان سنوات والعراق يسير من سيء لأسوأ.
ان المقاومة العراقية البطلة ومن خلال تضحياتها وصمودها ، قد كبدت القوات الأمريكية خسائر جسيمة أجبرتها للبحث عن انسحاب ينقذ ماء الوجه ، ولكن ماذا بعد الانسحاب الأمريكي؟ وهل ان ايران والكيان الصهيوني سيسمحان بأن يسير العراق في طريق التحرر ؟
هل ستستطيع المقاومة العراقية الباسلة أن تستمر بنفس الوتيرة أو تتصاعد ؟
لاشك أن رجال المقاومة الأبطال قدموا الكثير من التضحيات ومازالوا مستعدين لتقديم المزيد ، وقد كان لهم دور فاعل في تمريغ انوف الامريكان في الوحل ، واجبارهم على الاعتراف بصعوبة مايتعرضون له في العراق ، سواء من خسائر بشرية أو خسائر مادية ( وهذا مايهمهم )..
ولكن الى متى ؟ فالمتغيرات على الساحة العربية والأقليمية قد تحد كثيراً من فعل المقاومة للأسباب التالية :-
1-عدم قدرة الدول المحيطة بالعراق على دعم المقاومة، سواء بتموينها بالأسلحة أو الذخائر بما يوازي حجم المتوفر لدى الحكومة العراقية العميلة وذلك لأسباب معروفة لامجال للدخول بتفاصيلها، وتلعب المصالح والحفاظ على كراسي الحكم دوراً كبيراً في ذلك.
2-صعوبة امكانية توفير حاضنة لتلك المقاومة تساعدها في التدريب والتهيؤ والانطلاق لتنفيذ عملياتها الجهادية.
3-إن تلك الخطوة ستساعد المقاومة العراقية على العمل بحرية من دون أن تكون مكشوفة أمام العملاء والواشين الذين فقدوا كل قيم الرجولة وتسببوا بقتل الآلاف من الوطنيين ، حيث لن يكون بامكان هؤلاء التواجد في هذا الاقليم وهم لايستطيعون ممارسة خيانتهم ، كما تساعدنا على الحفاظ على هؤلاء الأبطال والاستفادة من تضحياتهم بشكل أفضل وباقل الخسائر
4-إن المؤامرة التي أعد لها منذ عشرات السنين لتدمير العراق ، ليس من السهل القضاء عليها ،وتتلخص بحقد فارسي يمتد لمئات السنين، ورغبة فارسية صفوية في تدمير وانهاء شيء أسمه العراق كان سداً منيعاً وعائقاً أمام طموحات الفرس في الهيمنة على الأمة العربية وتدمير كل مايمت بصلة الى العروبة، وبنفس الحقد التاريخي تسير الصهيونية منذ السبي البابلي لليهود والى يومنا هذا، ان تلك القوتين الحاقدتين على العروبة والاسلام، مستعدة لعمل أي شيء لتحقيق أهدافها التي تسعى اليها منذ مئات السنين، وواهم من يتصور أن العواطف النبيلة وحب الوطن والأمل بعودة العراق كما كان سيكون سهلا ً، وان تحقق فقد يمتد ذلك لعشرات السنين ، طبقاً لما متاح من امكانات بشكلها الحالي ، وكمثال على ذلك فقرار التقسيم الذي أقام الدولة الصهيونية عام 1948 وأعلنت دولة الكيان الصهيوني بموجبه ، رفضه العرب ولم تعلن فلسطين قيام دولتها لحد الآن بحجة طرد المحتل ورميه في البحر واعلان الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، وبعد 63 عاماً يحاول الفلسطينيون التشبث بما بقي من الأرض لاعلان دولتهم وعاصمتها نصف أو ثلث مدينة القدس أو مايسمى بالقدس الشرقية (ان تمكنوا من الحصول عليه) وقد أعترفوا باسرائيل وجلسوا يتباحثون معها لتتعطف عليهم ببضعة كيلومترات ليؤسسوا دولة قابلة للحياة، ولو كانوا من الوعي باعلان دولتهم منذ تاريخ التقسيم لما استطاع الكيان الصهيوني أن يمتد على أراضي أخرى تعادل ضعف مامنحته اياه الأمم المتحدة التي تسيرها أمريكا والدول الأستعمارية التي أوجدتها لخدمة أغراضها وسياساتها كدول منتصرة في الحرب العالمية الثانية. ويكفي أن الولايات المتحدة أستخدمت حق النقض الفيتو 23 مره من أصل 27 في تاريخ المنظمة الدولية لصالح منع تمرير قرارات تدين الكيان الصهيوني الذي مازال منذ أكثر من 40 عاما يحتل ألجولان العربية السورية وجزء من جنوب لبنان واجزاء واسعة من الضفة الغربية في الأردن .، وهذا برهان على ماسبق من اشارة الى هيمنة الصهيونية على القرار في الولايات المتحدة .
5-ان المخطط الذي ينفذ في العراق منذ حرب الخليج عام 90 ومن ثم الحصار الذي فرض طوال 13 عاما وأعقبه الاحتلال الكامل للعراق عام 2003 يتوجب علينا أن نعيد حساباتنا في استنباط طرق جديدة للمقاومة والصمود وأن نستفيد من التاريخ بقراءته جيدا ً بعيداً عن العواطف والانفعالات ، والحصول على ملاذ آمن للمقاومة واعادة تنظيم قواتنا ومواردنا وأهمها الموارد البشرية الكفوءة بالشكل الذي يجعلنا قادرين على الصمود وتحقيق النصر ، وبالتالي سنتمكن من اعادة توحيد العراق والحفاظ عليه من المؤامرات التي تحاك ضده.
6-امكانية توحيد جهود المقاومة لايقاع افدح الخسائر بالمحتلين، واعادة النظر في تحديد القدرة في التأئير تجاه أياً من أضلاع الاحتلال الثلاثة، الأمريكي، والفارسي، والصهيوني (بات الضلع الأمريكي هو اضعف الحلقات، على حساب تقوية الفرس والصهاينه، والتي انشغلنا عنها بقتال ضلع واحد فقط ، وبات الاستمرار بهذا النهج الآن مشكوك في توجهاته من منظري عمل المقاومة الوطنية الشريفة وليكون التحرير ناجزاً وتأثير المقاومة فاعلاً ، وبذلك ستسرع تلك الخطوات من امكانية تحرير العراق، وتعطي أملاً حقيقياً لدى من فقدوا ثقتهم في أمل التحرير والعودة القريبة ، وكدليل على ذلك ، بامكان أي شخص أن يسأل اي مهاجر أو مهجر :- ماسبب تركك لبلدك، أو منطقتك أو محافظتك؟ ومن الأجوبة ستعرفون من هم أكثر قتلاً وتدميراً في العراق، ولماذا لايتم التركيز عليهم أسوة بالأمريكان؟ ولماذا نركز بالضرب على ذيل الأفعى ونترك الرأس يتحرك كما يشاء ويلدغ من يشاء ؟!!!!!!! ولا أظن أن من يسير الأمور بهكذا منحى ، لايعرف الحقيقة !!! والنتائج على أرض العراق واضحة للعيان .
7-الخشية من قادم الأيام ووفق المتغيرات التي تحصل على الساحة العربية من قيام دول الجوار العربي قبل غيرها بمحاصرة المقاومة العراقية ، وقد يصل الأمر الى اصدار مذكرات اعتقال بحقهم وتجريمهم كما شاع ويشاع عن مفهوم الارهاب الذي يلصقونه كتهمة لكل من يقاوم الاحتلال ، وامامنا منظمة حماس ، والرئيس الليبي، والسوداني ، ولكثير من المنظمات التي تناضل من أجل الوقوف ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية، ومايخطط له خلف الكواليس تجاه سوريا والسعودية والبحرين واليمن ، والقائمة تطول، حينذاك ماذا سنفعل ؟
8- اننا اليوم اشبه بمن يصعد سلماً كهربائياً نازلاً الى الاسفل، نحن نعم نصعد، ولكن في الحقيقة، نصعد درجة، وننزل درجتين نحو الأسفل، وسيأتي الوقت الذي نجد فيه أنفسنا وكاننا نراوح في أماكننا، ان لم نجد أنفسنا ونحن أسفل السلّم....
9-ان هكذا خطوة ستسحب البساط ممن خططوا لهكذا دستور ، وانظروا كيف يعيش ابناء كردستان في هذه المرحلة (ماقبل الهيمنة النهائية للصهاينة لاحقاً ) وسيضع كل العملاء أمام حالة مربكة لكل مخططاتهم .
من كل ماتقدم وطبقاً لحسابات الربح والخسارة نجمل الآتي :-
خسائر أمريكا
خسر الأمريكان 4500 جندي أو أكثر، وعشرات الآلاف من المصابين بجروح أو بأمراض نفسية (جميعهم من المرتزقة، وطالبي الجنسية، أو من الذين لايعني موتهم شيء بالنسبة للحكومة الأمريكية أو مواطنيها، علماً أن الجنود الأمريكان هم أكثر المقاتلين جبناً في العالم يشاركهم بهذه الصفه جنود الكيان الصهيوني)، وهذه حقيقة يعرفها كل من واجههم بأية معركة منذ الحرب العالمية الثانية، وحرب عام 48، والعدوان الثلاثي على مصر، والحرب الكورية، وحرب فيتنام، وصولاً الى العدوان الثلاثيني، ومن بعدها احتلال العراق، ومافعله بهم رجال المقاومة البواسل)، خاصة وأن الادارة الأمريكية رئيساً ونواباً سواء في مجلس الشيوخ أو الكونكرس ، يأتمرون بأمر الصهيونية وممثلتهم (منظمة ايباك)، وعشرات المنظمات السرية والعلنية، وهذا ليس بخاف على أحد، والصهيونية ستكون سبباً رئيسياً في انهيار أمريكا خلال السنوات القادمة بعد أن استنفذت كل امكاناتها في خدمتهم واتجهوا نحو الاتحاد الأوربي بديلاً، ومايحدث في اليونان والبرتغال هو البداية، وذلك موضوع طويل سيتم نشره لاحقاً وبالتفصيل بعنوان (أمريكا...تاريخ أسود...وسقوط حتمي).
خسر العراق في مواجهته ضد الأحتلال وأعوانه:
- أكثر من 2 مليون قتيل .
- 300 ألف مفقود أو مغيب في السجون السرية .
- 1.5 مليون ألرملة .
- 4 ملايين يتيم .
- تهجيير قرابة 7 ملايين شخص في الداخل والخارج، يعيش أغلبهم في حالة مزرية ،بعد أن رفض غالبيتهم التعاون مع المحتل، واجبروا على بيع كل مايملكون ليحافظوا على حياتهم وحياة ابنائهم .
- ابادة جماعية للعقول، علماء واساتذة جامعات وأطباء وقادة عسكريين ومن تبقى منهم هاجر لشتى بقاع الأرض .
- انتشار أمراض لم يألفها المجتمع العراقي سواء بسبب الأسلحة التي استخدم فيها اليورانيوم المنضب أو الأسلحة المحرمة دولياً، وتلوث بيئي لأغلب مناطق العراق.
- انتشار المخدرات والقيم والسلوكيات التي لاتتماشى وطبيعة الأنسان العراقي.
- انتشار الفساد والدعارة المغلفة بفتاوى لاتمت للدين بصلة، وساعد ذلك في انتشار الجريمة المنظمة ومرض الايدز الذي وصل بآخر احصائية الى 76 ألف حالة مشخصة بعد أن كان عام 2003 فقط 200 حالة .
- تدمير كامل للبنية التحتية للدولة العراقية، وسرقة أكثر من 500 مليار دولار من أموال الشعب العراقي.
- تدمير للبيئة وحدوث التصحر الذي يحتاج لعشرات السنين لاعادته الى وضعه الطبيعي .
- انعدام كامل لمستلزمات الحياة الطبيعية، كالماء الصالح للشرب، والكهرباء، وخدمات الصرف الصحي، والمستشفيات المتخصصة، والأدوية الضرورية، والسكن اللائق.
- وجود (40%) من الشعب العراقي تحت خط الفقر .
- وجود (60%) عاطلون عن العمل أو مايصنّف ضمن البطالة المقنعة .
- ربط مصير كل ثرواتنا الحالية والمستقبلية، بعقود مع شركات أصلها صهيونية ولعشرات السنين القادمة .
- معاهدة أمنية مع المحتل ، يعلم الله ماهي بنودها الحقيقية، أو السرية .
ان قائمة الدمار الذي حل بالعراق طويلة وليس لها آخر في الوقت الذي حصل العراق على موارد من دخل النفط خلال الثمان سنوات الماضية مايعادل ماحصل عليه خلال خمسين عاماً قبل الأحتلال، وبتلك الموارد التي لاتقارن مع ماهو عليه الآن كان العراق بلداً حضارياً تسير فيه الحياة بوتائر متصاعدة بالرغم من الحروب التي فرضت عليه، واستطاع اعادة كل مادمر خلال العدوان بشتى مراحله ويوفر الأمن والغذاء للمواطن العراقي بتلك الموارد البسيطة مقارنة مع الحاضر، وأن يسير بالتطور العلمي والتكنولوجي ويقطع مراحل مهمة في ذلك المجال.
ان حجم الثروة التي دخلت العراق بعد عام 2003 بسبب ارتفاع أسعار النفط ، لاأجد ولانسبة 1% ما يتناسب من رفاهية وحجم تلك الثروة الهائلة .فهي تنهب من قبل العملاء والسراق ومن جاءوا محررين على ظهر الدبابة الأمريكية ،
- ومن نتائج الاحتلال أن البعض من نساء العراق يعملن في البارات والنوادي الليلية في دول العالم، والبعض منهن بيعوا الى مخنثي الخليج الذين ساهموا بتدمير بلدنا ...البعض يدفع ثمناً غالياً للحصول على فيزا أو اقامة، أو عمل شريف ينقذه من الجوع والذل، الى اي مدى ننتظر ...وعرضكم ومالكم وأرضكم تستباح، وننام ونصحو على آمال وأقاويل ونعيد الاسطوانة التي بثها الصهاينة وهي انهم يخططون لتقسيم العراق، وتلك حجتنا بعدم العمل على أي مشروع يحفظ أعراض العراقيات، ويعيد المهجرين في كل بقاع الأرض، وتتوحد المقاومة وتعمل على تحقيق أهدافها بتحرير العراق مع وجود جيش قوي ... ومن يدعي غير ذلك، ليدلني على بقعة أرض في العراق ممكن أن تكون ملاذاً آمناً لمن ضاقت بهم الدنيا، ولايحملون في أفئدتهم غير حب العراق؟ وفلسطين خير شاهد على ماجرى عليهم ويجري ، فهل تستوعبوا التاريخ جيداً ؟
- مازال اهلنا في الجنوب هم أكثر السكان معاناة من تردي تلك الأوضاع وهم أكثر سكان العراق رغبة في الخلاص من المحتل وأعوانه، بعد أن خدعوا طوال ثمان سنوات، وايقنوا أخيراً أن من سعوا لايصالهم لحكم العراق ، لم يكونوا سوى مجموعة من الحاقدين والمرتبطين بجهات خارجية وغالبيتهم مزدوجي الجنسية ولكل منهم دوره التخريبي ، ولن يتركوا العراق الا ّ بعد القضاء على آخر عراقي مهما كانت قوميته أو دينه أو مذهبه ، وقد تكون تلك الخطوة بما ستحققه من انجازات أملاً لمحافظات أخرى مثل النجف والديوانية وواسط وبابل، وثغر العراق البصرة الجريحة للانضمام لهذا الاقليم وهذا هو الهدف الذي سنسعى له، وهو قاعدة لأعادة الوحدة الوطنية، خاصة وان اخواننا الشيعة العرب، والتركمان يتمنون فرصة للخلاص من الهيمنة الفارسية والكردية ، وتلك ستكون نواة لضم كل ابناء الوطن من العراقيين الشرفاء ، وحينئذ لن يستطيع أياً كان أن يتحكم بمصير أي جزء من أرض العراق، وسيكون لنا فعل آخر تجاه محاولات القادة الكرد ، والمخطط الصهيوني .
ولنتأمل قليلا ً ونقرأ التاريخ جيداً عسى أن نستفيد من تجاربنا وتجارب الآخرين وهو مالم نفعله نحن العرب في يوم من الايام ، فلم لانفعلها اليوم ؟
-ولماذا نذهب بعيداً ولنا في رسولنا الكريم ( ص ) قدوة حسنة ، فحينما اشتد الأذى عليه وعلى صحابته والمسلمين الأوائل من قبل المشركين في مكة، أمر الرسول الكريم (ص) صحبه بالهجرة ومنهم من وصل الى الحبشة وتلك قصة معروفه، وبعدها هاجر مع رفيق دربه ابو بكر الصديق(رض) في خفية من أعين المشركين ونام الأمام علي ( رض) في فراشه ليوهم المشركين، وتمر السنين، وكان صلح الحديبية، ومن ثم اشتد عود الاسلام ليعودوا منتصرين فاتحين لمكة وليسقطوا أصنام المشركين ولتنعم هذه الأمة بدين الأسلام وليمتد نوره الى كل بقاع الأرض الى يومنا هذا وسيستمر باذن الله حتى قيام الساعة .
ما يتبين من المثال أعلاه (وارجو أن لايفسره البعض تفسيراً طائفياً أو خاطئاً ) يوضح، أن مامن متغير حصل، الاّ بدعم ومساندة آخرين، أو باللجوء لتحالفات آنية بغية استغلال الزمن، أو أي تكتيك لآخر، لحين تغير الأمور واتاحة فرصة تحقيق الأهداف الموضوعة فهل لدينا من يساندنا من دول الجوار؟... اشك في ذلك، لأسباب ليست خافية على أحد، والعدوان الثلاثيني عام 91 ومن ثم الاحتلال الغاشم عام 2003 يؤكد توجهات ونوايا من يوهمونا أنهم مساندون لنا ولكن (لايلدغ المؤمن من جحر مرتين) ولو أننا لدغنا مرتين فهل نتحسب من الثالثة والتي سيكون فيها مقتلنا مؤكداً.
-اليس الأحرى بنا وسط هذا العالم أن نتلمس لنا بصيص أمل أو منفذاً نلجأ الية لنعيد توحيد صفوفنا استعداداً للمعركة الحاسمة ؟ أوليست الخسائر والنكبات التي مازالت مستمرة منذ ثمان سنوات ستستمر بوتيرة أعلى وأشد؟ ....لا بل وقد نخسر ماتبقى .
لأجل كل ماتقدم فانني أجد أن هذا الاختيار يجب أن ينظر اليه من عدة زوايا وليس من زاوية واحدة ، فأسامه النجيفي قد برر ذلك نتيجة الاحباط مما يراه ، ومايحاك خلف الكواليس ، وهو نفس الاحباط وحالة اليأس التي يعيشها أغلب العراقيين الآن ، والأحرى بنا أن نتريث في اصدار قرارات متسرعة كعادتنا ، خاصة وأن الوضع في العراق ومايحيط به قد يجعلنا نندم لعدم استغلال هذه الفرصة الآن للم شمل العراقيين والسيطرة على الأمور وفق المعطيات التي أشرت اليها بعيداً عن الأحكام المسبقة على الأمور .
انا عراقي ويؤلمني ماحصل لوطني وما سيحصل، وكل شبر يقتطع منه ، يدمي قلبي ، واتمنى الموت على أن أرى العراق مقسماً، أرفض الفيدرالية، لا بل أرفض كل الدستور الذي وضعه المحتل ومن جاء معه، دولاً وأفراد ، كما هو حال الملايين من العراقيين ،
ولكن
حينما أجد فرصة لاستخدام السلاح الذي حاولوا قتلنا به، لتدميرهم، فغباء ان لاأستخدمه.
وتلك بعض الفقرات من الدستور الذي وضع لتدمير العراق ويبين بعضاً من الفقرات التي يمكن الاستفادة منها في هكذا مقترح المادة 120
يقوم الاقليم بوضع دستورٍ له، يحدد هيكل سلطات الاقليم، وصلاحياته، وآليات ممارسة تلك الصلاحيات، على ان لا يتعارض مع هذا الدستور.
المادة 12
ثالثاً :ـ تخصص للاقاليم والمحافظات حصةٌ عادلة من الايرادات المحصلة اتحادياً، تكفي للقيام بأعبائها ومسؤولياتها، مع الاخذ بعين الاعتبار مواردها وحاجاتها، ونسبة السكان فيها
خامسا:ـ تختص حكومة الاقليم بكل ما تتطلبه ادارة الاقليم، وبوجهٍ خاص انشاء وتنظيم قوى الامن الداخلي للاقليم، كالشرطة والامن وحرس الاقليم.
المادة 126
رابعاً :ـ لا يجوز اجراء اي تعديل على مواد الدستور، من شأنه ان ينتقص من صلاحيات الاقاليم التي لا تكون داخلةً ضمن الاختصاصات الحصرية للسلطات..
وعسى أن نعود في مرة قادمة للموضوع ونناقشه بهدوء
قصي المعتصم
833 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع