هل إنه من دون بديل فعلا؟

                                                    

                                 سعاد عزيز

هل إنه من دون بديل فعلا؟

في خضم الازمة المندلعة بين الولايات المتحدة الامريکية وبين النظام الايراني، ومع تسارع الاحداث والتطورات المتداعية عنها، وخصوصا بعد أن صارت تأثيرات العقوبات الامريکية على الاوضاع المختلفة في إيران تبدو واضحة وليست بحاجة الى تعليق وبعد فرض عقوبات جديدة في مجال البتروکيمياويات وهو قطاع يهيمن عليه الحرس الثوري بصورة ملفتة للنظر، فإن التصورات بخصوص الاقتراحات الامريکية بشأن التفاوض، والتي بالغ قادة النظام الايراني في التعويل عليها وظنوا بأن الادارة الامريکية قد بدأت بتغيير نهجها وتسعى لمغازلة طهران، ولکن العقوبات الاخيرة والتي رافقتها أيضا سلسلة تهديدات من جانب شخصيات أمريکية، أکدت بأن النهج الامريکي لايزال على سابق عهده وإن شيئا لم يتغير بهذا الخصوص، وهذا ماقد أضاف المزيد من القلق والتوجس على الاوساط السياسية في طهران ولاسيما وإن النظام يتخوف کثيرا من ثلاثة أمور تحدق به کتهديدات جدية وهي: إحتقان شعبي غير مسبوق يمکن أن يٶدي الى إندلاع إنتفاضة لايمکن مواجهتها بإعتراف قادة النظام، الى جانب الدور والحضور غير العادي لمقاومة الايرانية في داخل إيران ونشاطات معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة وأخيرا السياسة الامريکية الجديدة التي تتسم بحزم غير عادي مسدلة الستار على سياسة الاسترضاء القديمة، وإن طهران تعلم جيدا بأنه وفي ضوء ذلك قد تدخل نفسها منعطف جديد هي في غنى عنه تماما.

أکثر شئ يتابعه قادة النظام الايراني بدقة ويحذرون منه الى أبعد حد، هو الدور المتصاعد للمقاومة الايرانية وخصوصا بعد أن صار واضح فعاليته وقوته بعد الانتفاضة الاخيرة التي إعترف المرشد الاعلى بأن منظمة مجاهدي خلق(أقوى فصيل في المقاومة الايرانية)، هي من قادته، ولأن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يمتلك برنامج عمل سياسي منظمة للمرحلة الحالية(مرحلة الصراع ضد النظام) ولمرحلة مابعد سقوط أو إنهيار النظام، فإن الاخير يعلم جيدا بأن هذا المجلس ليس کأية معارضة تقليدية وإنما هي بالغة الجدية ويعتبر بنظر المراقبين أکبر معارضة فعلية لها إمتدادات قوية ومٶثرة في داخل وخارج إيران ولايمکن تجاهلها بسهولة.
في ضوء کل ذلك، وفي ضوء تسارع الاحداث والتطورات والتکتيك السياسي الذي يمارسه الامريکيون والذي يبدو فيه إنهم يراهنون على الداخل الايراني وعلى دور المقاومة الايرانية، فإن النظام الايراني ولکي يقلل من الخطر والتهديد الذي يمثله هذا المجلس بإعتباره ليس أقوة معارضة ضده فقط وإنما حتى بمثابة بديل جاهز، فإن النظام يحاول جاهدا الإيحاء بأنه لايوجد أي بديل له وإن سقوطه وإنهياره سيکون بمثابة کارثة ووبال على المنطقة والعالم وذلك لکي يموه ويغطي على المجلس الوطني للمقاومة الايرانية کبديل جاهز له من کل الجوانب، ولکن، هل سيتمکن هذا النظام من تحقيق هدفه هذا وخداع العالم من إنه لابديل له؟ من المٶکد الاجابة بالنفي إذ أن ذلك الزمن الذي کان فيه العالم ينخدع بمزاعم وإفتراءات هذا النظام قد ولى الى غير رجعة وإن الکذب والخداع لايمکن أبدا أن ينقذ هذا النظام من المصير الذي ينتظره.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

802 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع