د.منير الحبوبي
هل صحيح بائع الرگي الفطير أعور!!؟
عذرا ليس من عادتي الشماته او التعييب او استخدام كلمات بذيئه ولكنها تسميه وارده في مجتمعنا
موضوع المقاله الحقيقي يتعلق بالرگي وكذلك كيفية معرفة الرگيه حمره لو فطيره؟ وهل بائعي الرگي يغشون او يخدعون الشاري؟
من ذكريات الطفوله الجميله فانه بالعركه بيننا نحن الأولاد قديما واللعب بالشارع والدرابين فأننا نتشامر بگشور الرگي ومن ذكرياتي ايضا هو كثرة المتزحلقين بالشارع بگشور الرگي والضحك عليهم
قديما كان الوالد عندما يگص الرگيه بالسچين بالبيت ونحن في ايام الصيف الحاره والكل منتظره وملتفه حول الصينيه وبعد الغداء او العشاء وتطلع الرگيه فطيره اي بيضه وبدون طعم يگوم والدي رحمه الله " يسب البايع ويگول عليه أعور " ولا ادري وقتها اي قبل خمسين سنه هل كان البائع فعلا اعور ؟ ام لا فقط هي للسب وللنيل منه لأنه خدعه وقال له انها رگيه حمره وكلش زينه. وهذه الكلمه أعور لا اعرف ان كانت لها علاقه بنفس الكلمه اعور بالسينمات حيث عندما يكون هناك مشهد ولا بد وحسب تعليمات الرقابه فيجب قطعه وهكذا في بعض المشاهد لأفلام معينه ترى كل رواد السينما في لحظات معينه يصوفرون وقسم كثير منهم يبدأ يصيح أعور..أعور...أعور!!!!
بالخمسينات والستينات بائع الرگي حينما يطلب المشتري من البائع ان يبيعه رگيه حمره وزينه فترى البائع يطبطب على أكثر من رگيه ويقترح عليه اخيرا احداها وهذه الطريقه تجعلني افكر هل هي فعلا الطريقه المثلى للتحكم والقول انها جيده وليست فطيره ام هي عملية غش ومظاهر حيث نرى البائع يختار الرگيه ويطبطب عليها وينزلها لأنه حسب معرفته عرف انها غير جيده ويأخذ رگيه ثانيه وثالثه فيقرر عندئذ انه هذه هي الأحسن ويقترحها على الشاري. ولكن بعض الأحيان اي مع ذلك يتفاجىء الشاري وهو بالبيت ان الرگيه موزينه وليست حلوه وليست حمراء بعباره اخرى نقول عنها أنها فطيره.
السؤال الذي اريد ان اطرحه هنا حينما البائع قديما يطبطب على الرگيه ويرى انها غير جيده ويرجعها الى مكانها ولا يرميها بالزباله فهذا يعني انه مع شاري ثاني سيعمل نفس الشيء وبالتالي سيبيعها لآخر . أي ان المنطق يقول لو انه فعلا لا يريد تغشيش الناس اي المشتريه فلماذا بعد الطبطبه يرجعها مع باقي الرگي. هناك سؤال آخر نرى البائع لكي يبيع رگيه وحده للشاري فتراه يفحص ثنين او ثلاث او اربع رگيات فيجد واحده هي صالحه فأن كان هذا العمل صحيح وبدون تغشيش فهذا يعني انه اكثر من نص الرگي تالف وموزين فكم سيربح من خلال البيع علما انه دافع ثمن كبير ولكل الرگي فأذن من غير المنطقي انه لا يغش بالبيع والا ستكون خساره كبيره له. أناقش هذه القضيه ولا اجزم ان كل الباعه يغشون وليسوا كلهم عوران بل من الأكيد يوجد ايضا الكثير منهم من يصدق في عمله ويحرم الغش بالبيع.
بعد ان فقد اكثر المشترين ثقتهم ببائعي الرگي فالعمليه تطورت بالستينات والسبعينات ولأيامنا هذه حيث اصبح المشتري يشترط ان يتم البيع بالفتح بالسچين للرگيه وهكذا بدأنا نرى كل بائعي الرگي حاط بحزامه سچينته مثل القصاب وبها يگص شيف من الرگيه يثبت انها حمراء والبعض الآخر ذهب بعيدا حيث الرگيه فعلا حمراء لكنها بدون طعم فيطلب من الشاري ان يتذوقها ليتأكد من حسن اختيار البائع له للرگيه الزينه
مما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو لأننا بهذه الأيام دناكل رگي هوايه ومن خلال نقاشي مع أحد أقربائي تعرفت على شغله رهيبه لم اكن اعرفها ابدا وأعتقد بأنها ستكون مفاجئه للذين لا يحيطون بعالم الرگي وهي :
ان أصحاب مزارع الرگي تأتي ايام عند سقي المزرعه بالماء فيبدأ الكثير من الرگي وخاصة التي وصل حجمها الى حجم كبير نسبيا فتبدأ تتفلع اي تنفجر او أطگ وخاصة صباحات الأيام البارده وهي بعدها لم تنضج كليا اي لم يصبح داخلها احمر ولم تتغذى بشكل كامل فلتجنب هذه الظاهره يعمل المزارعون على لف عرگ الرگيه المغذي للرگيه من نبتتها واللف يتم حول نفسه للعرگ " والعرك يلفظ بكسر العين وليس فتحه والعياذ بالله " وهكذا يقللون من امتصاصها للماء وبالتالي تقليل فرص التفلع وهكذا يضمنون بقاءها لفتره اطول لأنهم لا يستطيعون قطع كل الرگي بنفس اليوم حيث ان تجارتهم لا يستطيعون ان يصرفوها اي يبيعوها كلها بيوم واحد بل يفضلون القطف شويه شويه ولأيام عديده والبيع حسب طلبات السوق.
لتحديد هذه العمليه اي عملية تدوير الگمع الموصل بين الرگيه والنبته فهم يعرفون تواريخ تقريبيه لحصول هذه الظاهره فلهذا هم عصرا من التاريخ المحدد يقومون بعگد الگمع الواصل لكل رگيه وذلك لتقليل وصول ماء كثير الى داخل الرگي. قد يسأل البعض ونحن بأيام الصيف فعن اي برد نحن نتكلم ؟ الجواب هو ان مزارع الرقي تقع في مدن او قرى مجاوره او محاذيه للصحراء كسامراء على سبيل المثال والتي ليلا او فجرا تنخفض فيها درجة الحراره بشكل كبير عنها نهارا. مما اريد ان ابينه هنا هو ان هذه العمليه بتقليل وصول الماء طبيعيا الى الرگيه لها دور سلبي على طعم ولون الشحم الداخلي للرگيه وهذا ما قد يفسر ان البعض من الرگي يكون فطيرا اي لا طعم له ولونه غير أحمر او شبه محمر وفي اكثر الأحايين أبيض .
لأنهاء الموضوع أتذكر كلما يشتري الوالد طلي او خروف للضحيه فهو يشتري الكثير من الرگي وأرى الوالد يتونس ويرتاح بتقطيع گشور الرگي لأعطائها للطلي حتى ياكل والطلي يحب گشور الرگي كلش وكذلك هذه الگشور برميها فترى الدجاج والطيور تتجمع وتنگر بيها وللمعلومات فقط التسميه للرقي هي فقط بالعراق في حين في معظم البلاد العربيه فهي تسمى ب - البطيخ الأحمر - ولكن في بلاد المغرب العربي تسمى ب- الدلاع – وأخيرا وليس آخرا الآن نرى بالأسواق رگي بدون حبوب ورگي وداخله اصفر وليس احمر اي نحن الآن نعيش في عالم تغيير الجينات وتغيير الصفات الوراثيه ومع كل هذا التغيير تبقى بعراقنا الحبيب الطريقه لفحص الرگي هو ان تشترط شراؤه بالگص على السچين
من ناحيه اخرى امهاتنا من وقت لآخر يجففن بالصينيه وبالسطح الحب للرگي ومن ثم يتم قليه بالطاوه بعد اضافة الملح عليه وبعد ذلك يمكن تكريزه والتكريز هو اخراج لب الحبه داخل الفم بأستعمال الأسنان واللسان وحدهما وما احلى الوضعيه وأنت تكرز الحب وتبصق الگشور على اصدقاء الطفوله وخاصة بالصف بالمدرسه وكذلك هو منظر مضحك جدا ان ترى گشور الحب تتساقط على راسك وشعرك لأنه بالصف الخلفي بالسينما احدهم گاعد يكرز حب .
بالعراق قديما ايام بيع معلبات كربلاء فأحلى مربه كانت عندي هي مربة الرگي او بالحقيقه مربة گشور الرگي وكلما زرت بلد عربي او اجنبي احاول ان ابحث بين معلباتهم للمربيات على هذا النوع النادر من المربيات الذي ينتج فقط بالعراق ولا ادري ان هو موجود لحد الآن بالعراق ام توقف انتاجه وبيعه؟ وكم هو مؤلم حيث اني في احدى المرات بزيارتي الى عمان الأردن وجدت علبة مربه الرگي العراقي فأشتريتها ووضعتها في حقيبتي الصغيره التي ادخل بها بالطائره ولكن بمطار فينا الطائره عملت اسكال وهناك المضيفه التي تشرف على تفتيش الجنط أخذتها ورمتها بالزباله لأنها من المواد الخطره او الجارحه وهذا آلمني كثيرا
اخيرا وبما يتعلق بذكرياتي عن الرگي كنت في زياره الى لبنان ورأيت ان بائعي ال آيس كريم او البوظه كما هم يسموها بلبنان بعضها معموله بنكهة الرگي وكانت طيبه جدا ولم ارى هذه الآيس كريم او الدوندرمه في اي بلد آخر وكنت يوميا أأكل منها كما هو الحال مع بوظة السيترون اي تلك المصنوعه بنكهة عصير الليمون . ومن المفارقات التي تخص الرگي هو انه قديما حينما شاب يريد الزواج فينصح ان يسأل عنها وعن اهلها وأخلاقهم ويحصل مرات ان تقع على احد الحكماء وانت تسأله عن فتاة تريد الأرتباط منها والذي يكون الجواب عادة بنيه عفيفه شريفه بنت ذوات وأبوها فلان وأخوها كذا ولكنك بعد الزواج تصطدم بوضعيه مخالفه جدا لما قيل فلهذا ترى احدهم ينصحك بالقول ابني لا تسأل ولا تتعب نفسك المره مثل الرگيه تاخذهه ومن تكسرها تطلع بطنها لو حمره لو بيضه اي انت وحظك!.
ومما كان يبهرني قديما بالعراق هو رؤية بعض النساء بالأسواق يحملن الرگيه الكبيره على رؤوسهن دون ان تمسكها باليد وهي تمشي بالشارع او من السوق الى البيت أي انها توازن الرگيه وتمنعها من السقوط بشكل رهيب وكأنهن لاعبات اكروباتيك . كذلك من ذكرياتي والوالد المرحوم رحمة الله عليه وعلى والديكم يسألنا نحن ابنائه ما هو الشيئ الذي لونه الخارجي اخضر وبطنه احمر وبعض الاحيان أبيض وبداخله حب رگي؟ وهنا سترى الأجابات الذكيه التي لا حصر لها الا الرگ,,,, !! وكذلك لتبيان ان الأمه العربيه لم تتوحد كلمتها يوما والدليل على ذلك هو ان البطيخ الأحمر هي التسميه الغالبه في عديد من الدول العربيه ولكنه بالجزائر يسموه دلاع وبالمغرب يسموه دلاح وفي نجد وعمان ان لم اخطأ يسمى جح وفي الحجاز واليمن يسمى حبحب وبالعراق وبعض دول الخليج يسمى بالرقي ختاما شيف رگي بارد يلوگ لحلوگكم بهذا الحر القاتل.
728 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع