غادة السعد
الإستماع صنعة
لايكثرُ عِلْمُ الإنسان حتى يكثُرُ سماعه، ولابد من أن يتعلَّم كلٌ منّا هذه الصناعة فهي لاتحتاج آله،بل تدّبُر وإستبصار،فقد قيل أن أحد العلماء كان يكتب عن معلمه بعضاً ويدعُ بعضاً فقال له معلمه: أكتب ما تسمعه،فلا تدَّع أن يمر على سمعك شيء فكلّما تحسنُ ما تسمع،حتماً سيعطيك علمه ويجعله محفوظاً،
ولقد كانت القصص والأشياء المسموعة أكثرُ حظاً من الأشياء والقصص المرئية وكانت مجالسة الناس تأتي بقدر ما يُسمع عنهم من متعة الوعظ والحلم والأدب،
ولقد كانت الملوك تسمع لواعظها الشيء الكثير لترى موعظة حسنة وحديثاً مونقاً وتدبيراً وترتيباً خاصاً،
فكل ملذات الحياة تدخل من شباكين،شباك الأذن وشباك العين،فأحسنوا الإستماع وتعلمّوا صنعة الإستماع وأكتبوا ماتسمعون .
فلا حاجة لنا اليوم أكبر وأعظم وأغلى ولا أسبغ ولا أعزُّ من أن يسمع كلٌ منّا الآخر.
477 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع