عبدالكريم الحسيني
تمهيد
مهما تقدم العلم ومهما تطورت الاجهزه والاستكشافات الا ان هناك الكثير من الحالات التي تظل عصية على العلماء تفسيرها او على الاقل تعليلها او اعطاء فكرة ما عنها ويقف امامها الكثير من العلماء موقف الحائر الذي لايدري بماذا يجيب ..
هذه الظواهر قد تكون في البشر او الحيوان والشجر وقد تكون ظواهر كونيه فضائيه سماويه او ظواهر ارضيه او ممارسات شخصيه من اشخاص فوق العادة ويمتلكون خواص خارقه ...
وفي مقالنا اليوم سأتناول بعض من هذه الظواهر التي حيرت العلماء والناس واصبح الحديث عنها اشبه بالخرافات لعدم وجود ولو بصيص امل للاجابه عليها ..
بالرغم من التوصل الى علم الاستبصار او ما يسمى علميا ( الباراسايكولوجي ) والذي كشف الكثير من الاسباب التي كانت معلقه او تعتبر من المعاضل اصبحت تنسب الى امكانيات العقل البشري وقابلياته في الاستبصار والتخاطر ولكن مع ذلك تبقى الكثير من الظواهر تتطلب التفسير .
الظاهره الاولى
عندما قررت العائله اصطحاب ولدهم الصغير ( ادوارد سابريرو ) الى مدينه غريبه لاول مره استغربوا من تصرف الطفل حيث ركض وكأنه يعرف البلده منذ سنين ووقف يتحدث مع اصدقاء وناداهم بالاسم وهم رجال وركض ياتجاه امرأه في منتصف العمر واحتضنها وقال هذه هي امي الاخرى .. وهنا سالت الدموع من عيني والداه وقد تيقنوا ان ولدهم هذا يحمل شخصية شخص آخر عاش في زمان آخر ..
يعيش ادوارد اليوم مع والديه في هافانا في كوبا وهو يقص باستمرار عن حياته الثانيه لاصدقائه ولاهله وزوجته واولاده ... ولم يتمكن العلماء من ايجاد تفسير لهذه الحاله ..
بدأت الحكايه عندما بدأ الطفل يتحدث عن قصص حدثت في حياته الامر الذي جعل والداه يعتقدون ان ابنهم يختلق قصصا وهو في هذا العمر الصغير ولكن كثرة القصص ومنها ماهو اكثر من قابلية الطفل في هذا العمر استدعوا طبيب العائله الذي اهتم بالموضوع واجلس الطفل بجانبه وأخذ يستنطقه وتبين ان ان اسمه هو ( بانشو سيسو ) وان والدته كانت تعمل في حياكة القبعات وانه تمرض واستدعت امه سيارة الاسعاف ويتذكر كيف كانت امه تبكي بحرقه وانه كان يرى مصابيح الشارع وهي تختفي ببطىء الى ان اختفت ولم يكن خائفا او حزينا ولكني كنت متعبا ثم في تلك اللحظات توفيت في سيارة الاسعاف ..
سأله الطبيب عن عنوان بيته السابق فقال انه في ( شارع كامباناريو في مدينة نيو فيتاس ) وكان هذا اول خيط للتاكد من حقيقة الموضوع ...
في احدى عطل نهاية الاسبوع قرر الوالدان ان يزوروا هذه المدينه ( نيو فيتاس ) وعند احدى المنحنيات صاح الطفل ( هذا هو مخزن الادويه الذي كنت اشتري منه الدواء ) واندفع من بين يدي والديه راكضا نحو المنحنى الاخر للطريق حتى وصل الى شارع ( كامباناريو ) والى المنزل رقم 69 بالتحديد وهو يصيح هذا هو منزلي .... طرق الاب الباب ولكن لم يكن هناك احد فعادت العائله الى بيتها وقررت الاتصال بهيئه روحيه للاستفسار عن هذه الحاله واحتمال تناسخ الروح مع جسد آخر وقامت الهيئه بالاتصال بالبيت رقم 69 واجابت المرأه في الدار وعند سؤالها عن طفلها الذي توفي قالت نعم واسمه ( بانشو ) ومنذ اربعة سنوات ..
عرض على المرأه المساعده في هذا الموضوع وقد وافقت على مساعدة الهيئه وقد عادت الهيئه الى مدينة ( نيو فيتاس ) ومعهم اضباره كامله عن اسم الام والاب وعمل الاب وشقيقي الصبي وتفاصيل مع وصف مفصل للمنطقه واسم الكلب والمناطق التي سافرت العائله اليها مع وصف كامل لهذه المناطق ..
قامت الهيئه بتجارب على الصبي منها ان يكون تلاقي الصبي مع المرأه عن طريق الصدفه في الشارع عنها هرع الصبي اليها راكضا وهو يصيح هذه امي الاخرى ولكن الام الاخرى هربت لانها لم تتحمل الموقف .. وجربوا ايجاد بعض الاطفال الذين تحدث عنهم الصبي وبثوهم في الشارع بين المارة وتعرف عليهم وناداهم باسماء الكنيه التي لايعرفها الا هو ..
وظل الى اليوم وهو يقص عليهم قصصا من شخصية الطفل الاخر ,, عندها تأكد الوالدان ان ابنهم قد تقمصته روح اخرى من طفل متوفي ...
الظاهرة الثانيه
كان جون لي شاب تجاوز عمره العشرين بقليل وهويعمل بستانيا لدى عجوز غنيه وبخيله مقابل 4 شلنات في الاسبوع وعليه ان ينظف البستان والاسطبل ويقضي بعض اعمال البيت واطعام الحيوانات واستمر على هذه الحال ثلاثة سنوات ..
في مساء يوم 14 نوفمبر عام 1884 وجدت العجوز ( ايما ان كيز) مقتوله في غرفه مجاوره لغرفة جون كانت تستخدم كمخزن وبجانب الجثه وجدوا سكين جون البستاني وتم القبض عليه ووجهت له تهمة القتل وفي 4\ 1 \ 1885 انعقدت المحكمه في اكستر واصدرت حكم الاعدام بحق جون لي وقد ظهر من خلال المحاكمه وشهادات الشهود ان العجوز كانت بخيله وقاسيه على مخدوميها وتفرض عليهم اعمال شاقه ولساعات طويله ولاتقدم لهم مايكفي من الطعام وراتب قليل يخضع للخصم بين الحين والاخر لاتفه الاسباب وكانت قبل موتها بيوم واحد قد قررت خصم شلن واحد اسبوعيا من راتب جون واعتبرت المحكمه هذا دافعا للقتل ..ولم تأخذ المحكمه بطلب الرأفه واصدرت حكمها وكان جون رابط الجأش وهادىء بشكل ملفت للنظر وقد لفت ذلك نظر القاضي الذي استفسر منه عن ذلك فأجاب جون ( ان السبب في هدوئي ياسيادة القاضي هو انني لن اشنق ... لان الله يعلم اني برىء ) .
واثناء نومه في الزنزانه وكان رجال السجن يختبرون عمل المسنقه في الليله التي تسبق التنفيذ وكانت المشنقه تتالف من ارضيه من قطعتين على شكل باب مغلقه يترباس يفلت منها اثناء تحريك عتله لتنفتح الباب ويتدلى منها المشنوق وقد تم تجربة الترباس خمسة مرات وكانت تعمل بشكل طبيعي جدا ...
وفي صبيحة يوم 23 شباط 1885 وفي تمام الساعه السابعه تم اقتياد جون من زنزانته الى مكان التنفيذ واثناء المسير قص جون قصة الحلم الذي رآه الى الحارس المرافق له ( صمؤيل بينيت ) قائلا :
( رأيت في منامي اني اقاد الى حديقه صغيره فيها مشنقه ثم ادفع لصعود درجات المشنقه ثم وضع كيس في رأسي وأدخل الحبل في عنقي وسمعت منفذ حكم الاعدام يدفع الرافعه واحسست بالترباس يتحرك تحت قدمي لكن الباب لم ينفتح .. لذلك لااعتقد انهم سينجحون في اعدامي ) ...
جيء بجون الى الحديقه ولم يكن يسمح لااحد ان يراها من المساجين وكانت بالفعل كما وصفها في حلمه واجريت كافة الترتيبات التي ذكرها جون ووضع الحبل حول رقبته وامر منفذ الاعدام بالتنفيذ وسمع الجميع حركة الترباس والعتله ولكن لم تنفتح الباب وظل جون واقفا امام الجميع اللذين ذهلوا من الحادث ..اعيد جون الى زنزانته واجري الفحص على المشنقه وكانت تعمل بشكل كفوء وجىء به مرة ثانيه وتكررت الحاله وعقدت السن الجميع وذهولهم واعيد الى الزنزانه وتم اجراء فحص آخر للمشنقه وترباسها وعتلتها وكانت تعمل بكفاءه وجىء بجون مرة ثالثه ونفذ الحكم ولكن البوابه لم تفتح كما في الحالتين السابقتين وسط ذهول الجميع حتى ان القس قد ادمعت عيناه عندما تكلم جون من وراء الغطاء قائلا ( لن تتمكنوا من اعدامي ... لان الله يعلم اني برىء ) صاح القس راجيا ان لاتكرروا التنفيذ انها ارادة الله ...
رفع مسؤول السجن تقريرا مفصلا حول الموضوع حيث قامت المحكمه بتخفيض الحكم الى المؤبد قضى جون عشرين سنه منها واطلق سراحه وعاش خمسة عشر سنه بعدها وتوفي في عام 1920 موتا طبيعيا دون ان يجد احد تفسيرا لما حدث ؟؟
الظاهره الثالثه
كان فردريك يورنجسون يكاد ان ان يكون مشهورا كمصور ورسام وكان ينوي اقامة معرضه في الاسبوع الثاني من نيسان 1960 في استوكهولم عندما وصل الى معرض الاجهزه الكهربائيه في الرابع من نيسان 1960 وهو يحمل جهاز التسجيل الذي اشتراه من المحل وطلب مقابلة المسؤول الذي سأله عن المشكله في الجهاز وما هو الخلل الذي فيه فقال ان الجهاز يعمل بكفاءه عاليه وليس فيه أي خلل ولكنه طلب فحص الجهاز بشكل كامل قطعه قطعه وسلك سلك وانه مستعد لدفع مصاريف الفحص وسأحضر الاسبوع القادم لاستلام الجهاز وقد تستغرب طلبي هذا وقد تظن اني مجنون او غريب الاطوار اذا ما كشفت لك الاسباب التي دعتني الى اجراء هذا الفحص وبعد الفحص الذي اجرته الشركه وجدت ان الجهاز لايشكو من أي عطل وعنها اسر الفنان يورجنسون صاحب المحل على السر وهو ان هذا الجهاز يستطيع تسجيل اصوات الموتى ..
نشرت الصحف مباشرة هذه القصه وبدأت الانتقادات تتوالى على الفنان يورجنسون واتهامه بالتريج لمعرضه عن طريق الكذب والغش واختلاق القصص ولكنه ظل صامتا وكل مافعله ان عرض الموضوع على مجموعه علميه لاختبار الجهاز وبيان الرأي ..
وتبدأ القصه في بداية عام 1960 عندما اشترى يورجنسون جهاز تسجيل لغرض تسجيل خواطره عن لوحاته وصوره ولكنه عند اعادة التسجيل اكتشف اصوات اخرى متداخله مع الصوت تظهر واضحه ومنها شخصيات معروفه ولكنه بدل الشريط خوفا من تلفه بشريط جديد ولكن هذه المره ظهرت الاصوات بشكا اوضح من المره السابقه وهناك اغنيه تتردد ( اننا احياء .... اننا لم نمت ) وهذا الامر دفع الفنان يورجنسون الى اخذ الجهاز الى الشركه لغرض الفحص ..
بعد ان شاع الخبر تواردت على بيت الفنان يورجنسون لغرض التأكد من عدم وجود مايكروفونات او اجهزه مزروعه تبث اصوات وتم التاكد من عدم وجودها وتم فحص الاسلاك وكل مرافق البيت ولم تجد اللجان أي شيء يذكر بهذا الصدد ثم راقبوا عملية التسجيل فلم يلاحظوا أي عملية خداع بالموضوع ...
وفي آب من عام 1960 وبحضور مجموعه من الشهود عددهم عشره سجل الجهاز اصوات عنيفه وبلغه اجنبيه وفجأة صاح احد الخبراء الالمان من الحاضرين (( هذا هو هتلر )) وعلى اثر ذلك تمت عمليه مطابقه للصوت مع صوت هتلر من التسجيلات الموجوده فظهر انه هو بشكل مؤكد وكان في الشريك كلاما من هتلر موجها الى شخص في احدى معسكرات الاعتقال وكان هتلر يعتذر فيها عن بعض الفظائع التي حدثت خلال الحرب العالميه الثانيه ..
تكاثر الصحفيين والمراسلين حول بيت الفنان يورجنسون الذي تمكن من جمع اكثر من ثمانين شريطا لاصوات 140 شخصا منهم مشاهير مثل ,, بسمارك ,, هتلر ,, نابليون ,, لويد جورج ,, ايفا براون عشيقة هتلر وهي تعلن عن زواجها من هتلر قبل الانتحار ..
لم يجد احد تفسيرا لهذه الحاله وقد اعتمد الجهاز كوسيط بين الاموات والاحياء ...
والى اللقاء مع الجزء الثاني عبد الكريم الحسيني
4787 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع