بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة - الجريمة الكاملة الموسم الثاني (الجزء الثاني)
باليوم التالي وبعد وجبة الافطار سألت سندا بطرس عن برنامجهما لذلك اليوم فقال،
بطرس - يجب ان نعود الى مطار قرطاج الدولي اليوم كي نعرف مواعيدمغادرة ووصول الخطوط اللبنانية. وكذلك اريد ان اعرف اسماء الطيارين والقباطنة الذين يقودوها والفنادق التي ينزلون بها.
سندا - هذا امر بسيط ولكن، لماذا لا نتصل بالهاتف ونحصل على كل هذه المعلومات؟ اليس ذلك اسهل؟
بطرس - نحن لا نظمن ان يكون الشخص الذي يتحدث معنا بالهاتف اميناً على سرية المعلومات ومدى صحتها. لذا يجب ان نذهب مباشرة الى الشخص الذي وكلته الينا وزارة الداخلية.
سندا - كلام سليم. دعنا نذهب إذاً.
خرج الشرطيان الى مطار قرطاج والتقيا بالشخص الموكل من قبل وزارة الداخلية وسألاه عن المعلومات التي يريدانها فاعطاهما جداول تحتوي على مواعيد وصول ومغادرة شركة الخطوط اللبنانية. نظر بطرس اليها وقال لسندا،
بطرس - غداً ستصل طائرة MEA يقودها الكابتن وليم سعد وستكون المضيفة سيلين من ضمن الطاقم. سينزلون بفندق المشتل. اتعرفينه؟
سندا - بالطبع اعرفه، فهو من الفنادق الفاخرة عندنا وهو قريب على الفندق الذي تسكن به انت. وماذا تريد ان تعمل اليوم؟
بطرس - ليس هناك الكثير نستطيع فعله، اعطني اقتراحاً!
سندا - ما رأيك أن نذهب الى سيدي بو سعيد ونحتسي الشاي في القهوة العالية؟
بطرس - اهي بعيدة من هنا؟
سندا - كلا، مجرد نصف ساعة على اكثر تقدير. بامكاننا ان نجد مطعماً بالقرب من هذه القهوة ونتناول وجبة الغداء هناك.
بطرس - فكرة رائعة فانا اشعر انني اتضور جوعاً.
دعست سندا على مكبس الوقود فانطلقت سيارتها وغادرت الموقف الرئيسي بمطار قرطاج الدولي متجهة نحو مدينة سيدي بو سعيد المدينة السياحية الجميلة والقريبة من منطقة المرسى ذات القوارب الفارهة ومنطقة قرطاج حيث القصر الرئاسي.
سندا - حبيبي انا اعرف مطعماً رائعاً يدعى (سونبريرو) في المرسى ما رأيك؟
بطرس - انت التي تتخذين القرار هنا. انا موافق على كل ما تقترحين.
ذهبا الى المطعم واختارت سندا طاولة قريبة من الشباك. جلس بطرس امامها وتفحص قائمة الطعام ثم فاجأته عندما قالت،
سندا - حدثني قليلاً عن زوجتك سلوى. كم من الزمان مضى على وفاتها؟ اكنت تحبها وتحبك؟
بطرس - نعم كنت احبها كثيراً فإننا تزوجنا بعد قصة حب طويلة وقد عادت اهلها جميعاً كي تتزوج مني. والدها رفضني لانه كان غنياً جداً وانا كنت مجرد تلميذ في كلية الشرطة ولم يكن لي دخل جيد. وبعد ان تزوجنا، اصبحنا مثال الزوجين بلبنان. لكن الذي حصل هو ان الله ابتلاها بمرض السرطان، ولم تمر سوى ستة أشهر حتى دفنتها بالارض ودفنت معها كل مشاعري. وانت يا سندا، ماهي قصتك؟
سندا - ولدت في تونس العتيقة قبل 30 سنة. كان والدي من مؤيدي الحبيب بورقيبة وقد ناضل معه ايام الثورة التونسية وجرح برصاص الفرنسيين عندما هب الشعب ضدهم. لقد ربانا والدي على الاستقامة واحترام الغير ومساعدة الآخرين وحب الوطن. توفي والدي قبل سبع سنوات ولحقته والدتي بعد سنتين من وفاته. والآن انا اسكن وحدي بشقة في منطقة المنزه الثاني. بعد ان اصبحت وحيدة. كان قراري واضحاً وجلياً إذ التحقت بسلك الشرطة وقررت ان اخدم بلدي من خلال عملي بالداخلية. لقد مررت بعدة تجارب رومانسية فاشلة كان ابطالها بل دعني اقول كان جبنائها من اشباه الرجال، ارادوا ان يستغلوني فقط ولم يوفوا بوعودهم. لذلك بقيت اموري معلقة بلا استقرار.
بطرس - يبدو ان كلانا يعاني في هذه الحياة بطريقته الخاصة فأنا كما اخبرتك...
هنا قاطع كلام بطرس رنين هاتفه الخلوي فاعتذر من جليسته ورد على المتصل قائلاً،
بطرس - اهلاً روبير، كيف الحال؟
روبير - انا بخير.
بطرس - هل استجوبت جهاد جريديني بعد؟
روبير - اجل، لقد اعترف من اول صفعة على خده الايسر. يبدو انه متورط بالجريمة هو الآخر، فقد قبض 1000 دولار كي يرطم رأسه بالكرسي الذي امامه يوم الحادث.
بطرس - عظيم جداً. يبدو اننا في الاتجاه الصحيح.
روبير - وانت يا بطرس، ماذا فعلت؟
بطرس - غداً سيصل الكابتن وليم سعد الى تونس. ساقوم بتتبعه عن كثب كي احاول جمع المعلومات عنه.
روبير - اعتقد انك كنت محقاً عندما بدأت تراودك الشكوك بخصوص القضية يا بطرس. انا ارفع لك القبعة.
بطرس - ساوافيك بما سيحدث معي. تحياتي للجميع ببيروت.
روبير - اعتني بنفسك يا بطرس واستمتع بوقتك مع العريف.
وضع بطرس هاتفه على الطاولة ونظر الى سندا فوجدها تبتسم له إذ قالت،
سندا - يبدو ان صاحبك قد اعطاك اخباراً طيبة.
بطرس - نعم، لقد عزز من شكوكي بخصوص احد الاشخاص كونه متورط بقضية الجريمة.
سندا - انت الآن معي وانا اعدك باني ساساعدك يا بطرس بكل طاقاتي. دعنا نكمل وجبة الغداء ونصعد الى القهوة العالية كي نشرب الشاي هناك.
بعد ان اكمل الشرطيان وجبتيهما. ركبا السيارة التي تسلقت بهما التل متوجهة نحو القهوة العالية بسيدي بو سعيد. وعندما دخلا القهوة، انبهر بطرس بالمنظر الخلاب فقد اختار موقعاً يطل على المرسى. حضر النادل فطلبا شاياً تونسياً وجلسا يتحاوران.
القهوة العالية المطلة على المرسى
بطرس - غداً ساقوم بملازمة الكابتن وليم سعد ومراقبته عن كثب. لدي شكوك كثيرة حول هذه الشخصية الغامضة. فهو على علاقة رومانسية مع المضيفة سيلين. وسيلين هذه تأكدنا مما لا يقبل الشك وبالادلة الجنائية ان اخاها فادي هو نفسه عشيق زوجة الكابتن وليم سعد الذي تآمر معها كي يستأجر القاتل المحترف جاد. وإذا كان الكابتن وليم سعد لا يعرف بعلاقة اخو عشيقته بزوجته فإن ذلك يشكل صدفة من الصعب استيعابها او تصديقها. ولكن كيف تشابكت هذه الامور؟ ومن الذي خطط لكل تلك الاحجية؟ وكيف نفذت بحيث خرج الكابتن وليم دون ان يتورط بالمؤامرة؟ هذه كلها تسائلات لا استطيع الاجابة عنها بعد. أامل أن تتضح الامور قريباً من خلال تحرياتنا هذه.
سندا - هل تريدني ان أاتي معك غداً الى فندق المشتل؟
بطرس - بالتأكيد، اريدك ان تلبسي ملابس مدنية لا تثير الشك. وساحاول ان اتنكر واخفي وجهي لان الكابتن وليم يعرفني معرفة جيدة حيث كنت انا الذي حققت معه عدة مرات قبل عام. لذا ساحاول ان اتخفى بزي مختلف.
سندا - لدي فكرة رائعة. ستلبس الجبة التونسية والشاشية. هذا لباسنا التقليدي وهو سيخفي مظهرك تماماً. وستحمل بيدك نوّارة.
بطرس - الجبة التونسية اعرفها تماماً ولكن ما هي الشاشية؟ وما هي النوّارة؟
سندا - الشاشية هي غطاء الرأس والتي تشبه الطربوش الاحمر الذي عندكم بلبنان. والنوارة هي وردة الياسمين يا وردتي انت.
بطرس - حسناً وسارتدي نظارة شمسية غامقة واضع شنباً اسطناعياً.
سندا - وانا سارتدي زي نسائي ريفي تقليدي وساكون بصحبتك.
قضى الشرطيان وقتاً ممتعاً في القهوة العالية إذ بقيا يتحدثان هناك حتى وقت متأخر من مساء ذلك اليوم ثم عادا الى الفندق كي يستعدا لليوم الموالي حيث سيكون واحداً من اهم الايام في مهمتهما.
دخل بطرس مرتدياً زيه التنكري الذي احضرته له سندا ودخلت بصحبته سندا وقد لبست هي الاخرى زياً ريفياً يخفي ملامحها ويجعلها ملائمة كي تكون بصحبة ذلك الرجل الريفي. مرا على مكتب الاستعلامات وسألاه عن فتحي بن مسعود وهو الموظف الامني بالفندق (هو يعمل بشكل مباشر مع وزارة الداخلية) عن موعد وصول طاقم شركة خطوط الشرق الاوسط اللبنانية فاخبرهم ان الطاقم سيصل في غضون ساعة، لذا قررا الدخول الى احدى المقاهي المنتشرة بالفندق والتي تدعى صالة الياسمين. جلسا هناك وطلبا قهوة وهم ينظران حولهما فوجداً الكثير من الزبائن في المقهى.
بطرس - تبدين جميلة جداً بهذا الزي حبيبتي.
سندا - اما انت فتبدو وكأنك تاجر علالش.
بطرس - وما هي العلالش؟
سندا - العلالش جمع علوش والعلوش هو الخروف يا حبيبي هاهاها.
بطرس - طيب سندا. شكراً جزيلاً على هذا الاطراء.
وبهذه الاثناء سمعا الزوجين الذين يجلسان على الطاولة المجاورة وهما يتغازلان إذ سمعا الرجل يقول،
الرجل - لاموني اللي غارو مني وقالولي ايش عجبك فيها. قلتلهم للي جهلوا فني، خذو عيني وشوفوا بيها.
المرأة - انت رومانسي جداً وتحب الاغاني القديمة وصوتك هبال.
الرجل - هذا شيء طبيعي عندما يشاهد المرئ امرأة بجمالك وخفة دمك وطيبتك وحنانك وذكائك.
المرأة - انت كذلك حبيبي. انت الشخص المناسب لي.
نظر بطرس الى سندا وقال،
بطرس - يبدو ان صاحبنا سيعرض عليها الزواج عن قريب.
سندا - لا اعتقد ذلك، هذا فقط كلام يستهلكه كي يوقع بها. ولكن يبدو انها اذكى منه.
بهذه الاثناء حضر النادل وعرض عليهما خدماته، فطلب بطرس قهوة اكسبريس بينما طلبت سندا (كابوسان). فسألها،
بطرس - ما هي الكابوسان؟
سندا - انها طريقة خاصة للقهوة تعد في المقاهي بتونس. لماذا لا تجربها؟
بطرس - حسناً غير طلبي من اكسبريس الى كابوسان.
عاد النادل بعد عشر دقائق بالقهوة. تذوق بطرس القهوة فوجدها لذيذة جداً فقرر ان يطلبها دائماً بالمستقبل. وبينما هما يترشفان الكابوسان ويتحدثان بالقضية سمعا ضوضاء عالياً تأتي من جهة الاستعلامات. وقف بطرس من على كرسيه ونظر باتجاه مدخل الفندق وإذا بمجموعة كبيرة من طاقم شركة الخطوط اللبنانية قد وصل للتو. تفحصهم عن بعد وإذا به يلمح القبطان وليم سعد يقف بآخر المجموعة ومعه مضيفة شقراء جميلة جداً، توقعها ان تكون سيلين. اراد ان يتفحص ملامحها جيداً لكنه لم يتمكن من ذلك لبعد المسافة بينهما. لذا تأكد من لباسه التنكري وتوجه نحو منطقة الاستعلامات، وعندما اصبح على مسمع من حديثهما نظر في وجه المضيفة فتأكد انها سيلين دون ادنى شك. كانت منهمكة في الحديث مع القبطان وكان القبطان ممسكاً بذراعها وكأنه يخشى عليها من ان تهرب منه. دنا بطرس منهما وصار يتسرق السمع،
وليم - كنا سنتأخر على الـ ETA. لكني قمت بزيادة سرعة الطائرة كي اعوض عن التأخير، لذلك تأخرنا 10 دقائق فقط.
سيلين - انت اكفأ قبطان ركبت معه يا حبيبي.
وليم - وانت اجمل مضيفة طارت وستطير معي. اسمعيني سيلين، اريد ان اخبرك بخبر سيفرحك فرحاً كبيراً. اليوم استلمت رسالة من الكنيسة تخبرني بانهم وافقوا اخيراً على طلاقي من جويل لانها ستقضي وقتاً طويلاً بالسجن ولدى الكنيسة الحق ان تطلقنا. هذا يعني اننا نستطيع ان نتزوج فوراً بعد ان يتم الطلاق.
سيلين - انا جداً سعيدة بهذا الخبر، كم انتظرناه ولم نكن نأمل ان يتحقق حبيبي.
وليم - دعينا نضع حقائبنا في الغرفة اريد ان انام ساعة او ساعتين، فانا متعب جداً.
سيلين - وانا ساخرج بمشوار واعود فيما بعد هل عندك مانع؟
وليم - ابداً يا روحي. اذهبي انت وانا سانام حتى فترة الغداء.
عندما سمع بطرس ذلك، عاد مسرعاً الى سندا التي كانت تنتضره بالمقهى واخبرها بتفاصيل ما سمع. فسألته،
سندا - وماذا تقترح؟
بطرس - انا سابقى مرابطاً هنا كي اراقب الكابتن وليم. إذا قرر الخروج فسأتبعه.
سندا - وانا ساتبع المضيفة سيلين كي ارصد تحركاتها.
بطرس - إذاً استعدي تماماً لانها ستنزل من الغرفة باي لحظة فتتبعينها.
جلس الاثنان في المقهى بموقع جديد يخولهما مشاهدة باحة الاستعلامات بشكل افضل كي يستطيعا مراقبة الموقف من هناك. وعندما شاهدت العريف سندا المضيفة سيلين وهي تخرج من المصعد فتبعتها بعد ان قبلت بطرس. بقيت تسير ورائها حتى خرجت الى الشارع واستقلت سيارة اجرة. فاستقلت بعدها سندا سيارة اجرة وطلبت من السائق ان يتبع سيارة الاجرة التي ركبتها سيلين. وبعد سير دام نصف ساعة في زحمة الطرقات بتونس العاصمة وقفت سيارة الاجرة امام فندق كبير يدعى افريقيا في شارع بورقيبة. فتوقفت معها سيارة الاجرة التي تستقلها سندا ونزلت كي تتبعها. دخلت سيلين الى بهو الفندق ثم توجهت الى البار الرئيسي وجلست باحدى الطاولات الخالية هناك. اختارت سندا طاولة قريبة من طاولة سيلين واعطت ظهرها لسيلين كي لا تثير عندها الشكوك. وبعد بضع دقائق دخل البار رجل وسيم طويل القامة وتوجه مباشرة نحو سيلين. ودون اي سابق انذار اخذ سيلين بالاحضان وصار يقبلها بحرارة. ثم دفع فاتورتها واخذها باتجاه المصعد الكهربائي حيث دخلاه وانغلقت ابوابه. تبسمت سندا وقالت بداخلها، "يا سلام يا سيلين، لديك عشاق بكل مكان. قبل قليل كنت مع الكابتن وليم وانت تمطرينه حباً وحناناً. والآن مع هذا الفرس الاشقر الاصيل. هل تعملين منهم مجموعة كي تستمتعين بهم حيثما ووقتما تشائين؟ سوف يفرح بطرس بهذا الخبر. يبدو ان سيلين لديها مخططها الخاص بها لانها تبقي جميع خياراتها مفتوحة."
لم تتمكن من الاستفسار عن عشيق سيلين الجديد لان موظف الامن في الفندق كان غائباً. لذا اكتفت بالمرابطة امام الباب الرئيسي كي تتابعها إذا ما خرجت بمشوار ثاني ربما كي تقابل عشيقاً ثالثاُ او رابعاً. اما بطرس فقد شرب ثمانية فناجين من القهوة وهو يراقب المصعد بالفندق الذي ينزل به القبطان وليم سعد لكنه لم يلاحظ اي حركة منه، يبدو انه كان صادقاً عندما اخبر المضيفة سيلين بانه سيخلد الى النوم. بعد مرور ثلاث ساعات دخلت سيلين وحدها متجهة الى المصعد الكهربائي وهي بطريقها الى غرفة القبطان وليم فلمحها المفتش بطرس فهب واقفاً وشاهد حبيبته العريف سندا وهي تتبعها تاركة مسافة قصيرة بينهما. توقف ينتظر وصولها اليه كي تعطيه ملخص ما شاهدته. ابتسمت سندا وقالت،
سندا - لدي خبر بمليون دولار. اتعلم اين ذهبت المودموزيل سيلين؟
- للسوق كي تشتري الملابس ربما؟
سندا - كلا، خرجت كي تقابل عشيقها (رقم 2). إنه رجل وسيم طويل القامة اشقر الشعر يبلغ طوله 185 سم ووزنه 75 كغم. يشبه الممثل المصري حسين فهمي يبلغ من العمر ما يقرب من اربعين عاماً. حالما قابلته سيلين اخذته بالاحضان وقبلته ثم صعدت معه الى غرفته بالفندق ولم تخرج منها الى بعد ساعات طوال. خرجت وحدها وبقي هو بالغرفة. يبدو انه استنفذ كامل طاقاته معها هاهاها.
بطرس - هذا شيء مثير. لقد حصلنا على معلومة جديدة ومهمة جداً. ولكن كيف سنعرف اسمه الكامل؟
سندا - سننتظر حتى الغد عندما يعود الموظف الامني في فندق افريقيا فيزودنا باسمه الكامل وصورة من جواز سفره ومن اي بلد جاء والى اي بلد سيغادر.
بطرس - يا سندا، لقد افرحتيني بهذه المعلومات وسهلت علي امور كثيرة. بقي الكابتن وليم. يجب ان نستمر برصد تحركاته حتى تتكون لدينا ادلة كافية نستطيع من خلالها التقدم بالقضية.
سندا - انا رهن اشارتك يا عرفي.
بطرس - ماذا تقصدين بكلمة (عرفي)؟
سندا - تعني مديري يا مدير قلبي انتَ.
جلس الاثنان في المقهى وطلبا شطائر وشاي وبسكويت وحلويات وكيك. صارا يتناولان الطعام مبقين اعينهم على البهو الرئيسي كي يراقبا المنظر من هناك. لكن احداً من الاثنان لم يخرج بتلك الليلة فبقيا جالسان حتى منتصف الليل. بهذه الحالة.
بطرس - هل بالامكان ان نستعين بشرطة من الداخلية تستطيع مراقبة وليم وسيلين بينما نخلد نحن لبعض من النوم؟
سندا - بالتأكيد، ان عرفي الكوماندان منجي بن مسعود اعطانا كارت بلانش لذا، فبمجرد ان اعمل مكالمة هاتفية واحدة، سيحضر اثنان من رجال الامن يقومان بنفس العمل الذي نقوم به انا وانت.
نظر بطرس بوجهها وهو يبتسم ثم سأل،
بطرس - يقومان بنفس العمل الذي نقوم به انا وانت؟
سندا - نعم كله ماعدى اللي بالي بالك. هاهاها
بعد نصف ساعة دخل رجلان ملتحيان يبدوان وكأنهما من الرجال المتطرفين فالقيا التحية على بطرس وسندا ثم طلبا منهما الذهاب الى الفندق للراحة. قال بطرس انهما سيعودان فيما بعد تمام الساعة الثامنة صباحاً كي يحلا محلهما.
رجع الحبيبان الى غرفتهما وهما متعبان جداً وخلدا لنوم عميق يدفنان فيه تعب ذلك اليوم المضني.
باليوم التالي استيقظ بطرس وسندا على رنة هاتف سندا، فقالت،
سندا - العريف سندا الكافي، من معي؟
- انا فتحي بن مسعود موظف في فندق افريقيا حصلت على المعلومات التي طلبتيها يا عريف.
مسكت سندا بورقة وقلم ثم قالت،
سندا - تكلم يا فتحي، ماذا لديك؟
- اسم الزائر اسكندر سامي مجدلون، الجنسية استرالية، تأريخ الميلاد 5/5/1960 ، الحالة الاجتماعية اعزب، المهنة رجل اعمال، فترة الاقامة بالفندق مفتوحة. يقطن حالياً بغرفة رقم 633.
سندا - شكراً فتحي ساتصل بك لاحقاً إذا احتجتك ثانية.
اغلقت الخط مع الشرطي ثم قالت لبطرس،
سندا - ابشر حبيبي لقد حصلت على معلومات عشيق سيلين الذي شاهدته بالامس. اسمه اسكندر سامي مجدلون، الجنسية استرالية، تأريخ الميلاد 5/5/1960 ، الحالة الاجتماعية اعزب، المهنة رجل اعمال، فترة الاقامة بالفندق مفتوحة.
بطرس - ولكنك حبيبتي عندما عدت من مراقبتهما بالمس، قلتِ لي ان الرجل في الاربعينات من العمر. والآن تقولين ان تاريخ ميلاده هو 5/5/1960 مما يجعل من عمره 59 سنة. وهذا لا ينطبق مع الواقع. هذا يدل على ان جواز سفره مزور وان باقي معلوماته مزورة ايضاً.
سندا - يجب ان نركز عليه اليوم كي نعرف هويته الحقيقية. ونتأكد من معلوماته بشكل ادق.
بطرس - بل يجب ان نذهب الى فندق كابتن وليم حالاً ونواصل المراقبة هناك، يبدو ان الامور بدأت تتعقد. ارتدي ملابسك بسرعة يا سندا.
خرج الاثنان من الفندق الذي يقطن به المحقق بطرس وتوجها بسيارة سندا الى الفندق الذي يسكن به القبطان وليم سعد. دخلا بلباسهما التنكري وجلسا بمقهى صالة الياسمين ثم طلبا قدحين من الكابوسان، ولكن حالما ذهب النادل كي يجلب لهما القهوة شاهدا اسكندر عشيق سيلين يدخل الفندق فقالت سندا،
سندا - اللعنة، اللعنة، انه اسكندر عشيق سيلين هنا.
نظر بطرس اليه بتمعن وقال،
بطرس - كلا.
سندا - ماذا تقصد بكلا. انه العشيق الذي رأيته بالامس وهو يقبلها. انا متأكدة من ذلك فقد رأيتهم بام عيني.
بطرس - قلت لك كلا لانه ليس عشيقها بل هو اخاها فادي. يبدو انه غير اسمه الى اسكندر واستخرج جوازاً مزوراً. بالرغم من انه قام بتغيير لون شعره الا اني تعرفت عليه تماماً ولدي صورة له اخذتها من والده. لكني لا اعرف ما علاقته بالكابتن وليم! فإذا كانت له علاقة وطيدة فإن ذلك يعني ان الكابتن وليم هو الذي دبر كل شيء. دعنا نتابع الفلم الدرامي الذي امامنا وسوف نرى العجب يا سندا. واو كم انا متحمس.
وبهذه الاثناء انفتح باب المصعد الكهربائي وخرج منه القبطان وليم سعد ومعه المضيفة سيلين فتوجها مباشرة نحو صالة الاستعلامات حيث رحبا بزائرهما فادي بحرارة ثم سارا نحو مقهى صالة الياسمين وجلسا على طاولة قريبة من طاولة بطرس وسندا. قال القبطان وليم لضيفه فادي،
وليم - كيف كانت رحلتك يا فادي؟
فادي - الرحلة كانت قصيرة. فالطائرة ما ان اقلعت من مطار لارناكا الا وهبطت بمطار تونس بعد ثلاث ساعات. لكني وصلت ولم اجلب خطيبتي الّي معي لانها الآن تعتني بالمطعم اللبناني الذي افتتحته قبل خمسة اشهر في لارناكا كما اخبرتك بالرسالة.
وليم - هل هي يونانية الجنسية؟
فادي - نعم، خطيبتي الّي يونانية قبرصية وهي جميلة جداً ولطيفة جداً، انوي الزواج منها خلال ستة اشهر. ساعرض عليك صورها بالهاتف. انظر كم هي جميلة؟ اليس كذلك؟
وليم - اجل اجل انها حقاً فائقة الجمال، لديها تقاطيع مختلطة ما بين الاوروبية وبين الشرقية.
سيلين - لقد عرفت كيف تختار اخي فادي. ساخبر والدي بذلك عندما اعود.
فادي - ساقوم بارسال تذكرة لبابا كي يحضر عرسي. اطمأني انا رتبت كل شيء. والآن ما هي مخططاتكما؟
وليم - اردنا ان نستدعيك لوجبة عشاء الليلة معنا لاننا سنعود الى بيروت غداً صباحاً وربما سوف لن تسنح لنا الفرصة كي نراك ثانية خصوصاً وانك لا تستطيع العودة الى بيروت.
فادي - ومن قال لك ذلك؟ عزيزي وليم، انا الآن اسكندر سامي مجدلون ولست فادي. تذكر ذلك جيداً والجواز الذي بحوزتي الآن كلفني مبلغاً كبيراً. لذا سوف لن يشك احد بي. انا سأتي بالطائرة معكم الى بيروت غداً فقد اشتقت اليها والى والدي والى الجميع.
سيلين - هل انت متأكد مما تقوله؟ حبيبي انا لا اريدك ان تتورط بمشكلة جديدة. لماذا لا تذهب الى قبرص وسوف نزورك هناك. سوف احضر عرسك انا الآخرى. بالحقيقة نستطيع ان نعمل عرس جماعي ما رأيك؟
فادي - اتقصدين عرسكما انتِ ووليم؟
سيلين - اجل، اجل، بامكاننا ان نعمل عرسنا بقبرص.
فادي - سيكون ذلك اجمل شيء بالدنيا. إذاً سنتحدث عن التفاصيل اثناء الرحلة بالطائرة الى بيروت غداً. اما اليوم فاريد ان اذهب للسوق كي اشتري بعض الهدايا لخطيبتي الّي. وساقابلكما بالمطعم بالليل. اين تريدان ان تستدعياني؟
وليم - هناك مطعم فرنسي رائع بوسط العاصمة يدعى Le Petit Caillou الحصاة الصغيرة اطلب من اي سائق سيارة اجرة كي يأخذك اليه، فهو مشهور جداً والكل يعرفه.
سيلين - وهل ستعود الى تونس بعد زيارتك للبنان؟
فادي - كلا، ساطير مباشرة من بيروت الى قبرص. فالّي لا تحتمل فراقي طويلاً.
وليم - إذاً اتفقنا يا فادي. يجب ان نودعك الآن لان لدينا بعض الخطط نحن ايضاً.
فادي - إذاً ساراكما في المساء بمطعم الحصاة الصغيرة.
خرج فادي من الفندق بينما عاد القبطان وليم وسيلين الى غرفتهما، اما بطرس فنظر الى سندا بعد ان سمع كل هذا الحديث وقال لها، يبدو ان مهمتي قد اوشكت على الانتهاء بتونس دون ان ادري. اليوم عرفنا كل شيء وقد انحلت كل الالغاز ولم يبقى في بالي اي تسائلات. فسوف يذهب القبطان والمضيفة سيلين واخاها فادي او (اسكندر) الى بيروت كي ينتظرهم زميلي المحقق روبير هناك بمطار بيروت ومعه قوة صغيرة كي تعتقلهم وتعرضهم على النيابة.
سندا - وهل ستتركني وحدي وتتخلى عني ؟
قالتها وهي حزينة والقلق باديِ على وجهها.
بطرس - حبيبتي سندا، انا اتخلى عن عمري كله ولا اتخلى عنك يا اعز شيء بحياتي. اريدك ان تأتي معي الى بيروت. هل لديك جواز جاهز؟
سندا - الامر يتطلب بضعة ايام كي استخرج جواز سفر ثم اتبعكم الى بيروت، ما رأيك؟
بطرس - ساكون اسعد انسان بالدنيا لاني تمكنت من حل الغاز القضية اولاً وعثرت على توأم روحي يا تونسية يا جميلة يا گاتو عمري.
سندا - وهل سنبقى عشيقين الى الابد؟
بطرس - بل سنتزوج ببيروت وسنعمل عرس جميل يليق بجمالك يا حبيبتي.
سندا - انا سعيدة، سعيدة جداً يا حبيبي.
بالمساء قرر بطرس وسندا تغيير لباسهما التنكري كي لا يحس بهم وليم وسيلين واخاها. فارتديا لباساً اعتياديا لكن بطرس وضع لحية كثيفة على ذقنه ولبس نظارة سوداء داكنة. اما سندا فلبست حجاباً وارتدت نظارة داكنة هي الاخرى، وجلسا بالقرب من طاولة القبطان. بقيا يتسرقان السمع طوال الليل لكنهما لم يسمعا شيء يؤثر على مخطط العودة الذي تقرر من قبل القبطان وحبيبته واخاها سوى سؤال سأله فادي للقبطان إذ قال،
فادي - هل ستقود الطائرة التي ستقلنا الى بيروت غداً بنفسك؟
وليم - كلا، فانا باجازة مع اختك سيلين لذلك ساكون واحداً من الركاب، وسنجلس معك بالدرجة الاولى.
بعد ان اكمل الجميع تناول وجبة العشاء توجه كل الى وجهته. وليم وسيلين ركبا سيارة اجرة وتوجها الى فندق المشتل، فادي ركب سيارة اجرة واخبر السائق كي يأخذه الى فندق افريقيا، بينما ركب بطرس وسندا سيارة سندا وتوجها نحو فندق عفيف.
باليوم التالي استيقظ بطرس مبكراً وصار يلملم اوراقه وحاسبه الشخصي ثم دخل الحمام فحلق ذقنه واغتسل ثم خرج الى الغرفة فوجد سندا تعدل ملابسه وتضعها في حقيبته نظر الى وجهها فرأى دموعها تسيل من عينيها،
بطرس - لماذا تبكين يا حبيبتي؟ انت منحتيني اجمل الاوقات التي قضيتها بحياتي باجمل بلد بالعالم وقد ساعدتيني كي أضع هذه المجموعة من المجرمين وراء القضبان. فهم الآن يستعدون لرحلة الى بيروت ويعتقدون انهم اذكى من رجال القانون. لكن الامور انكشفت وهم في طريقهم الى السجن المؤبد. اما نحن فسوف نعيش بسعادة مدى الحياة وسنتزوج وسيصبح لنا عائلة مثالية تتربى على المحبة والصدق والأمانة. فلماذا تبكين يا روحي؟
سندا - انه الم الفراق حبيبي. لقد تعلق قلبي فيك كثيراً واجد من الصعب ان افارقك ولو ليوم واحد فما بالي انتظر على ما يزيد من اسبوع قبل ان اتمكن من اعداد جواز سفري واللحاق بك ببيروت. احبك يا بطرس، احبك كثيراً.
التقت الصدور والتفت الاذرع ومالت الرؤوس على الاكتاف. اتصل بطرس بزميله روبير هاتفياً واخبره بكل شيء فطمأنه روبير انه سيكون بانتظار المجرمين في مطار بيروت حال وصولهم. طلبت سندا من بطرس رقم هاتف زميله روبير كي تستطيع الاطمئنان عليه اثناء رحلة العودة الى ببروت فاعطاها رقمه.
خرج بطرس وسندا الى خارج الفندق، استقل هو سيارة اجرة لتقله الى مطار قرطاج الدولي بينما ركبت هي سيارتها وتوجهت بها نحو مبنى الداخلية كي تباشر باجرائات استخراج جواز السفر.
من مطار قرطاج الدولي اقلعت طائرة الخطوط الفرنسية متجهة من تونس الى لارنكا وعلى متنها الثلاثي الشرير (فادي ووليم وسيلين) حيث جلسوا على خط واحد بالدرجة الاولى. نظر فادي الى القبطان وليم وسأل،
فادي - كيف استطعت ان تكشف مخططهم يا وليم؟
القبطان وليم - عندما شاهدت اللباس التنكري الذي كان يرتديه المحقق بطرس بالفندق علمت وقتها انه لا يملك خيالاً جامحاً فاخبرت اختك كي تلعب الدور معي حتى نتدارك الامر ونحجز لنا تذكرتين بالوقت المناسب كي نسافر معك الى قبرص، اخبرناك وقتها بالخطة كي نقنع ثنائي المهرجين بطرس وسندا باننا سنسافر الى بيروت. ثم قمت باهداء احد موظفي الطيران بمطار قرطاج هدية مالية كانت كبيرة ومجزية. وعد على اثرها بتخريب النظام الهايدروليكي بالطائرة اللبنانية وبعض نظم التحكم الرئيسية بحيث تعطل وتتهتك بعد مرور بضع دقائق من الاقلاع فتسقط الطائرة بالبحر الابيض المتوسط. وبذلك نتخلص من المحقق بطرس ونسلم نحن بارواحنا.
فادي - لكنك يا وليم ستقتل اكثر من 200 مسافر معه بالحادث. الا يزعجك ذلك؟
القبطان وليم - انها ما تسمى عالميا بـ (الخسائر المقبولة) وانا سوف لن ازاول مهنة الطيران بحياتي بعد اليوم يا فادي. اليس ذلك مؤلماً بالنسبة لي؟ انها عملية تستحق التضحية. وما رأيك إذاً؟ ان نذهب معه كي يعتقلنا ببيروت؟
سيلين - لقد اضَحَكَتْني كثيراً تلك الشرطية الغبية، فقد لبست ملابس بدت فيها كالمهرجين. كم كنت اريد ان ابصق بوجهها واخبرها باني كشفتها.
فادي - على العموم، سوف تكون خطيبتي الّي باستقبالنا عندما نصل الى لارنكا. وسوف تسكنون ببيتنا في البداية حتى نجد لكم ڤيلّا تستطيعون العيش فيها بشكل دائم.
القبطان وليم - انا جداً سعيد لاني ساتقاعد بقبرص وسنعيش بسلام هناك.
بعد بضع ساعات هبطت الطائرة الفرنسية في مطار لارناكا ونزل الركاب منها باتجاه صالة المغادرة. قال فادي،
فادي - انظر يا وليم الى ذلك التلفزيون المعلق على الجدار، تعرض فيه محطة فوكس نيوز ويذاع بها الاخبار. دعنا نستمع ربما يخبرونا عن سقوط الطائرة اللبنانية.
فسمعوا صوتاً من ورائهم يقول،
- بل ستسمعون خبر القاء القبض على اخطر عصابة لبنانية مجرمة كادت ان تقوم بجريمة قتل جماعي لـ 232 راكباً مقابل التخلص من شرطي واحد.
التفت الثلاثة خلفهم نحو الصوت مذهولين وإذا به المحقق بطرس زاهي يتحدث معهم وهو يبتسم.
القبطان وليم - بـ... بـ... بطرس؟ ما هذا؟ من اين اتيت؟ انا لا افهم!
بطرس - بل ستفهمون جيداً عندما يُلَفّ الحبل حول اعناقكم جميعاً يا مجرمين.
القبطان وليم - نحن في قبرص، وانت لا تملك أي سلطة علينا هنا، ولا يمكنك اخذنا الى لبنان. سنطلب اللجوء هنا.
بطرس - ربما انا لا املك اي نفوذ هنا كشرطي لبناني لكن هؤلاء الشباب الاربعة الذين امامكم وهم في طريقهم الينا سوف يشحنوكم باول طائرة ذاهبة الى بيروت هاهاها.
اشار بطرس الى اربعة رجال من عناصر الشرطة الدولية (الانتربول) يسيرون نحو الثلاثي الشرير.
القبطان وليم - لكنك لا تملك اي دليل ضدنا يا بطرس.
بطرس - إذاً اسمعوا هذا التسجيل واستمتعوا به.
كبس على جهاز التسجيل الذي بحوزته فسمع صوت القبطان وليم يخرج من الجهاز بشكل واضح جداً وهو يقول، "قمت باهداء احد موظفي الطيران بمطار قرطاج هدية مالية كانت كبيرة ومجزية. قام على اثرها بتخريب النظام الهايدروليكي بالطائرة اللبنانية وبعض نظم التحكم الرئيسية بحيث تعطل وتتهتك بعد مرور بضع دقائق من الاقلاع فتسقط الطائرة بالبحر الابيض المتوسط. وبذلك نتخلص من بطرس ونسلم نحن بارواحنا"
بطرس - لقد كنت جالساً ورائكم تماماً وقد سجلت لكم كل شيء. أهذا دليل كافي برأيكم؟
سيلين - انا لست معنية بالامر. فانا لم اشارك باي شيء. والخطة كلها كانت من اعداد الكابتن وليم.
بطرس - تخليت عن عشيقك بهذه السرعة يا سيلين؟ سنرى كيف سيعاملك القضاء اللبناني بعد ان يتأكدوا من تورطك بالجريمة. هيا سيروا يا مجرمين يا قتلة. لقد انتهت لعبتكم.
حالما وصل عناصر الشرطة الدولية (الانتربول). وضعوا الاصفاد على معاصم المثلث الشرير واقتادوهم الى التوقيف. نظر المجرمون الثلاثة بعين بطرس الا انه تفادى النظر الى وجوههم ووجه ابتسامة عرفان بالجميل باعين رجال الانتربول ثم سار كالطاووس المتغطرس وهو يشعر بالسعادة لانه زج بهؤلاء القتلة بين احضان العدالة
بعد اسبوع من تلك الحادثة
في مطار بيروت الدولي هبطت طائرة تابعة لشركة الخطوط اللبنانية قادمة من تونس، ثم خرج المسافرون منها تباعاً حتى نظر المحقق بطرس الذي كان ينتظر على احر من الجمر فشاهد سندا وهي تجر ورائها حقيبة وردية. وعندما التقت الاعين ركض نحوها وهو يبتسم. لف ذراعيه حولها ورفعها الى الاعلى بينما كان يقبلها ويقول،
بطرس - مرحباً بك ببيروت يا حبيبتي. كم انا سعيد بمجيئك.
سندا - سوف لن ادعك تفارقني ابداً بالمستقبل. خبرني يا بطرس، هل سارت الامور على ما يرام؟
بطرس - اجل بالتأكيد، الثلاثة الآن في السجن هنا ببيروت. ستتم محاكمتهم قريباً وسينالون جزائهم العادل على ما ارتكبوه من جرائم.
سندا - لكني لحد الآن في حيرة من امري. كيف عرفت انهم سيذهبون الى قبرص بدلاً من بيروت؟
بطرس - عندما ركبت سيارة الاجرة وانا في طريقي الى مطار قرطاج بتونس كنت انوي الذهاب الى بيروت كما خططت اساساً. اتصل بي الملازم انيس جيلاني من شرطة مطار قرطاج واخبرني انهم يشكون باحد الموظفين هناك فقمت باستجوابه عندما وصلت المطار ثم القينا القبض عليه قبل ان يحاول تخريب انظمة التحكم بالطائرة اللبنانية. وعرفت وقتها ان القبطان وليم وجماعته وراء ذلك وانهم قاموا بالتخطيط لجريمة مروعة جديدة كادت تؤدي الى كارثة كبيرة يدفع ثمنها 232 راكباً بحياتهم. فتتبعت الحجوزات بالمطار عن طريق شرطة المطار وعلمت انهم سيركبون الطائرة الفرنسية المتجهة الى لارنكا بدلاً من اللبنانية العائدة الى بيروت. فحجزت فوراً لنفسي مقعداُ فيها بمساعدة شرطة المطار وجلست خلفهم تماماً.
سندا - انت اذكى شرطي بالعالم يا حبيبي. والآن خذني الى بيتك حالاً يا بطرس. فانا متعبة وجائعة ومشتاقة اليك كثيراً، اتفهم ما اقول؟
كانت الغمزة بعين سندا تحمل معاني عميقة لا يفهمه سوى بطرس. فامسك بحقيبتها بيده اليسرى ولف يده اليمنى حول كتفها وسارا نحو المخرج.
للراغبين الأطلاع على الجزء الأول:
https://algardenia.com/maqalat/41273-2019-08-20-06-46-48.html
1094 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع