بيلسان قيصر
العراق في طريقه الى أحواز ثانية
زعماء العراق تعلموا لعبة المنضدة السياسية من اسيادهم في ولاية الفقيه، والمنضدة السياسية تعني ان طرفا من اللاعبين يرفع الكرة (القضية) واللاعب الآخر يكبسها. في قضية الحوار الايراني مع امريكا نلاحظ ان كل زعيم ايراني يصرح كما يحلوا له دون الرجوع الى رئيس الحكومة، ورئيس الحكومه نفسه ووزير خارجيته لهما تصريحات متعارضة، فروحاني ساعة يصرح بأنه سيذهب لأي مكان للتحاور مع الشيطان الأكبرفي سبيل مصلحة شعبه، وتارة يصرح لا حوار مع الولايات المتحدة، فقد رفضنا الوساطات الالمانية واليابانية وآخرها الفرنسية، ويستمر الحال على هذا المنوال مع بقية المسؤولين الايرانيين..
في العراق غاليا ما تستنسخ قذرات ولاية الفقية طبق الأصل، قبل فترة وجيزة اتهم ابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الولايات المتحدة بأنها هي التي أدخلت الطائرات المسيرة التي ضربت مخازن الاسلحة الايرانية في العراق والتي يحرسها عناصر من الميليشيات العراقية والحرس الثوري الايراني، وانبرى على الفور صالح الفياض رئيس هيئة الحشد بالتصريح ان ما جاء في بيان المهندس لا يعبر عن لسان الحشد وهو تصريح شخصي لا علاقة لهيئة الحشد به. وإستدعت ايران كلا الشخصين لتوجيه التعليمات اليهما، فكلاهما من أقزام الولي الفقيه، وأغلق الموضوع دون أن نعرف الحق من الباطل.
وفي خطوة لاحقة توجه ابومهدي المهندس وزعيم ميليشيا عصائب أعل الحق قيس الخزعلي الى ايران للتباحث حول استهداف مخازن الاسلحة الايرانية في العراق وبناء دفاع جوي يمكنه ان يؤمن السيطرة على أجواء العراق، وعاد الخائبان وأصدر المهندس بيانا حول تشكيل مديرية للدفاع الجوي داخل هيئة الحشد، وكلف الميليشياوي ( صلاح مهدي حنتوش) برئاسة المديرية، ونقل عن المهندس ان المديرية الجديدة باركها رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي. وعلى الفور أطلق رئيس هيئة الحشد صالح الفياض بيانا ذكر فيه انه لا صحة لتشكيل مديرية للدفاع الجوي في الحشد الشيعي.
من يصدق ومن يكذب؟ واين رئيس الوزراء من هذه المناكفات الحشدوية؟ واين موقف رئيس البرلمان ووزير الدفاع من هذه التصريحات. ان صار للحشد الشيعي قوة بحرية وجوية وبرية وتصنيع عسكري، فما الغرض من بقاء زارة الدفاع العراقية أصلا؟ هل فقط التهام الجزء الأكبر من الميزانية العراقية؟
التحق الصدر ايضا بإيران لأخذ التوجيهات من الولي الفقيه بشأن مصير حكومة عبد المهدي، وتوسع صلاحيات الحشد الشعبي. الكل يأخذ الأوامر من الولي الفقيه، ومع هذا يخرج علينا بعض الزعماء الشيعة والسنة مدعين ان العراق مستقل في قراراته، ولا صحة للتدخل الايراني في شؤون العراق؟ لا نعرف هل يضحكون علينا أم يضحكون على أنفسهم السفلة؟
مع كل هذه المصائب يستفيق وزير الدفاع العراقي من سباته العميق ليبشر الشعب العراقي بأن العراق وايران جسدا واحدا، الا لعنة الله على المنافقين السفلة والمتزلفين، هذه النائم المنوم محسوب على أهل السنة، ولحد الآن لا أحد يعرف حقيقة مذهبة، ولكن الذي نعرفه انه تم تعيينه بموافقة الولي الفقيه، اي هو محسوب على ايران، وتلخصت نشاطاته في مجالين فقط، اولهما: إستقباله لوزير الدفاع الايراني في العراق وعقد اتفاقيات أمنية لا نعرف شيئا عنها، وثانيهما: زيارته الى ايران ولقائه بوزير دفاعها واعلانه ان العراق وايران جسد واحد. هذه هي كل نشاطات وزير الدفاع العراقي خلال العام الحالي.
طبعا الوزير لا علاقه له بإستهداف المعسكرات الايرانية في العراق، ولا علاقة له بحماية حدود العراق البرية والجوية والبحرية، مع هذا فهو وزير الدفاع العراقي، وتحت سلطته المئات من الرتب العالية من فريق ولواء ركن لا نعرف ماذا يفعلون طالما ايران وميليشياتها تخطط لكل شيء.
ربما تسأل: إذن يدافع الوزير عن ماذا؟
الجواب: يدافع عن مصالح ايران أولا، وعن مصالحة الشخصية ثانيا.
هنيئا لأهل السنة على رئيس البرلمان الحلبوسي والنواب والوزراء الذي أسبغ الولي السفيه بركاته عليهم، هم يعملون بجد منتاهي ودأب لا حدود له، ويبذلون الغالي والرخيص لإرضائه، وتحقيق مشروعه في جعل العراق احواز ثانية.
هل نلوم شاعر اللافتات أحمد مطر عندما قال:
تف على هذا الوطن
وألف تف مرة أخرى
على هذا الوطن
من بعدنا يبقى التراب والعفن
نحن الوطن
إن لم يكن بنا كريما آمنا
ولم يكن محترما
ولم يكن حرا
فلا عشنا ولا عاش الوطن
رصاصة طائشة
عندما شاهدت المعمم الايراني في فلم على (اليوتيوب) وهو يسرق من احدى المتجرات ويضع السلع في جيب عبائته، وعقله السخيف الذي يئن من ثقل العمامة لم يدرك بعد ان كامرات المتجر تترصده وتراقب تحركاته وهو وغيره، تناهي الى فكري على الفور بأن الفرق بين المعمم الايراني ونظيره العراقي، ان المعمم الايراني يسرق بالخفية أما المعمم العراقي فهو يسرق علنا وجهارا على قول اخواننا المصريين (عيني عينك) غير آبه لإحتقار الناس لعمامته. أنا أتصور اليوم ان النسبة الغالبة من العراقيين يمقتون العمامة، وربما نحن نشهد نهاية عصر العمامة في العراق، والأقلية وهم حصريا الجهلة والمستحمرين ما زالوا متمسكين بتقليد العمامة، على الرغم من ان المعمم يستبيح أموالهم واحيانا شرفهم، فكل أجزاء المعمم عند اتباعه مقدسة، والأمر ليس لغزا، فالكل بات يعرفه، والمستباح شرفهم فرحون بدخول السيد على نسائهم، لأن جزء من نور محمد قد تسرب الى أجسادهن، أي حلت البركة في ...، وفق نظرة مجوسية قولبوها بقالب حسيني. بربكم هل يحق لهذا القطيع الضال ان يرفع شعار (هيهات منا الذلة)؟
بلسان قيصر
البرازيل
سبتمبر 2019
964 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع