أ.د.عبدالسلام الطائي
استاذ علم الاجتماع
الصداع الايراني الامريكي للعراق!
المتلازمة الجداية للحالة المازقية، للعراق وايران وامريكا، تستند على متغيرين وعدة مؤشرات، منها:
• ماذا يريد العراقيون من امريكا؟
• ماذا تريد امريكا من العراقين وايران؟
ولكي لا يقال، عني باني اغرد خارج السرب، فالواقع والوقائع توجب علينا ان نميز بين ما يفكير به العقل العراقي والعقل الأمريكي، لتحقيق ما نصبوا اليه.
العقل العراقي يريد اسقاط العملية السياسية، بامريكا!
والأمريكي يريد اسقاط الخصم الاستراتيجي الصين، بايرن!!
ولولا تعاون كلب الصيد لأمريكا، ايران، باغتيال الرئيس صدام حسين- يرحمه الله- لما تسيدت اسرائيل وايران، لا على العراق ولا على السعودية ودول الخليج برا وبحرا.
ان لعبة الامم اليوم بأمتنا وحصراً بجمجمةً العرب، العراق، وما تصريح بن غوريون منذ اكثر من نصف قرن، الداع الى "تدمير ٣ دول اولها، العراق ثم سوريا ومن ثم مصر، لضمان امن اسرائيل، وقد حصل ذلك،
وبناءا عليه،
فان ستراتيجية ترامب وايران تجاه العراق والخليج والصين كما يلي:
ان امام ترامب ٣ ملفات في سياسته الخارجية هي:
1️⃣ مواجهة ايران
2️⃣ حرب البحار التجارية مع الصين
3️⃣ وصفقة القرن .
ان ستراتيجية ترامب التشغيلية لتلك الملفات تقوم على قاعدة : زعزعت استقرار دولة محددة سيؤدي الى سلسلة اضطرابات في دول اخرى ممن تعتبرهم لامريكا، خصما لها، فتهديد وزعزعت استقرار ايران مثلا يعد من زعزعت استقرار العراق وسوريا والخليج خاصة، السعودية، قبالة الحوثي في البحر الأحمر ومضيق هرمز، وهو تهديد سيوؤدي اوتوماتيكيا الى تهديد مصالح روسيا وايران في بحر قزوين، الطريق الحيوي لامريكا تجاه الصين لضرب جميع هذه الدول بطلقة واحدة .
امريكا مستعدة لتهديد الصين، لاي سبب ومن دون سبب، مثلما فعل الرئيس بوش في العراق فسياسة بوش الصغير الديمقراطية والجمهورية الترامبفونية يهمها ثروات الارض ولا يعنيهما بشيء شكل وطبيعة النظام، جمهوريا او ملكيا، عرقيا او طائفيا
ان الضغط على ايران هدفه أضعاف الصين وتهديد الى روسيا لوقف مشرعهما بمنطقة أوراسيا، طالما نفط وغاز جورجيا وبحر قزوين هما المجال الحيوي لامريكا تجاه الصين، واشنطن تتطلع اليوم للتفاوض مع طلبان لقطع علاقتهم بايران التي تزودهم بالسلاح، هنا ينبغي على القوى الوطنية المضادة لايران في العراق ان تبين ما تمتلكه من فاعلية على الارض لنصرة انتفاضة الشباب، على غرار طلبان، كي لا تعتمد ادارة ترامب على الأكراد فقط ،تاجر البندقية الماهر، والمستثمر الشاطر الذي يرحب بالوجود الامريكي الذي ترفضة حكومة بغداد الموالية لايران.
السياسة الترامبفونية لترامب
هدفها الى حد الان، وقف التهديدات الايرانية لا القضاء عليها كليا لتتمكن من ادارتها وهي سياسة تذكرنا بافلام "شارلي شابلن" الصامتة، حيث كنا نفهم مراده من حركاته!!
هذا يقودنا للقول ان الاستحضارات الامريكية العسكرية وقائية، للردع كي لا تقع الحرب، معها مباشرة وهي ايضا للحلب لا الحرب لتجعل من دول الخليج "صراف الي" "خزنه دار "لها في حربها المحتملة مع الصين !
ستراتيجية الخروج
في ظل هذا الواقع والوقائع المريرة والمعقدة نستنبط وبالاستدلال الاستقرائي الاستنتاجي، بان: لا العراق ولا ايران يشكلان عمليا خطرا على الامن القومي الامريكي بل الصين واليابان وروسيا هم من يهددون امريكا سيما بعد تشكيلهم قيادة عسكرية للفضاء، استعدادا لحرب الفضاء فضلا عن التهديد الصيني الياباني بحرب العملات الالكترونية لاسقاط الدولار الامريكي، لتتمكن الصين وروسيا بعد ذلك اعادة توزيع النفوذ الصيني الروسي الامريكي لترسيم الحدود في مناطق الذهب الاسود والذهب الازرق، البحار، في العراق والسعودية وايران ودول الخليج، خلال الربع الاول من هذا القرن 2025، حسب التخمينات والتقديرات الاستراتيجية، سيما بعد ان انتهت الذكرى المئوية الاولى لسايكس بيكو، وسنتهي الذكرى المئوية ايضا لقايم المملكة العربية السعودية والمملكة العراقية للمرحوم فيصل الاول عام 2021، كما ستمر الذكرى المئوية الاولى ايضا، 2023 لمعاهدة (سيفر) التركية وتداعياتها في الجغرافية البشرية والسياسية على دول الجوار وعلى مشروع السيل التركي وطريق الحرير الصيني وخط ميريديان العالمي الذي سيربط اسيا باوربا.
من المفيد التذكير به، لإزال هدف ايران بعد تدمير المرجعية القومية، العراق، هو تدمير المرجعية الإسلامية، السعودية. ومثلما امريكا تخشا أي تقارب صيني روسي فان ايران تخشا أي تقارب للقوى الوطنية العراقية بما فيها، ان لم يكن في طليعتها حزب البعث وكوادره المتنوعة مع السعودية ودول الخليج، لان ذلك يشكل خطرا كبيرا عليها.
العراقيون وبفضل شباب تشرين المنتفض ، بدون سلاح، برهنوا، بان قدراتهم وفاعليتهم تفوق قدرات طالبان المسلحة، فعلى امريكا، تقع مسؤولية مسائلة وتجريد من اتت بهم الى السلطة من السلطة، لتلطخ ايديهم بالدماء ولارتكابهم جرائم ابادت جماعية وتطهير عرقي، خلاف ذلك حق القول، بان "المدثر بامريكا وايران فهو عريان"، وحينا وجب على شعبنا الاخذ بقوله تعالى:{وعلى الله فليتوكل الممؤمنون}، الذي " صدق وعده ونصرعبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده"
العراقيون برهنوا على قوتهم وقدرتهم على مسك الارض، ودول عرب الجوار وصلتهم نار المجوس، فادركوا خطر انهيار المرجعية القومية، العراق، عليهم، والمجتمع الدولي اخذ يتضامن مع الشعب لا مع حكومة العراق، لان القرار اصبح الان قرار شعب لا قرار سلطة، فكل هذه العوامل باتت تبشر بانتصار الانتفاضة، وعلى قوانا الوطنية، صيد الفوائد، لاقتراب انهيار دولة الباطل، فالنصر بات صبر ساعة، باذن الله. {وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله }
1247 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع