علي المسعود
حضورالفنان التشكيلي (محمود عبود فهمي) في الحراك الشعبي و في ثورة اكتوبر
(محمود عبود فهمي ) فنان عراقي تنقل بين مرافيء المنافي والاغتراب حاملا جذوره الرافدينية الاصيلة ، تتلمذ على يد اساتذة الفن الروسي وعلى أصول المدرسة السوفيتية المعروفة بأصولها الفنية الصارمة.وعمل تدريسيا في النرويج عام 1999 الى عام 2002 وبعدها باشر العمل في الامارات بتدريسه لمادة الرسم في معهد الفن الخاص، ومراكز الاطفال والفتيات في الشارقة يتعامل مع المطبوعات في رسم القصص للأطفال من خلال الأسلوب والطريقة ليخرج بانطباعاته الجديدة في التجربة المعروضة، ويحقق الهدف من نشر الفن وتداوله بين الجميع للارتقاء بالحس والذوق لدى الإنسان في كل مكان حيث ترقى الأمم برقي فنونها. كان مهتما بالفن التشكيلي منذ الطفولة، وأعجب كثيراً بالفن الأوروبي خصوصاً المدرستين الايطالية والهولندية، وفي مراحل متقدمة تأثر بالفن الفلامنكي والانطباعية الفرنسية، وكان شغوفاً بمعرفة سيرة حياة هؤلاء الفنانين وحلم بأن يكون مثلهم، كما كان لأخيه الأكبر،
الفنان محمد فهمي الأثر الكبير في زرع هذا الولع، عبر مكتبته المليئة بالكتب المصورة للوحات الفنانين، ومرسمه المتواضع في بيتهم في مدينة الحلة، حاز في المرحلة الابتدائية على الجائزة الاولى على مستوى محافظة بابل وكان ذلك عام 1975، فرضت مراحل تجربته الفنية في كل فترة فناناً معيناً تاثيرا على أسلوبه، وحالما يتغير هذا الفنان يظهر فنان آخر حسب النضج الفني، فعند سفره الى أوكرانيا تأثر بعدد من الفنانين امثال “اليا ريبن” و”سيروف كروفن” و”مليافن”، وكذلك “نيكولاي فيشن” والسويدي “اندرياس زورن” والنرويجي مونخ والكثير من الفنانين الكبار المعروفين، المراة لها مساحة كبيرة في منجزه الابداعي وقضيتها كانت تشغله، ولان المراة بحد ذاتها قوة من الجمال والدفئ، وقوة من معاني الامومة والعاطفة، ومن الرحمة وبناء الانسان وهي الجميلة والساحرة التي تسحره وتجعله يتشبث بالحياة ويعتبرها وطنه الذي اغترب عنه وما فارقه وهوالنبع لجميع اعماله الفنية! كان كل مايرسمه هو عشق فاضح للوطن، لانه يحب العراق، يقول الفنان محمود فهمي في حواره مع وفاء نعمان احمد "احب العراق وهو يشغله كثيرا ، ارسمه كمرأة جميلة وكأم احياناً، هو عندي حفلة ولمة اكل بطيخ احمر في بيت ، هي زقاق وسماء وشمس شتائية جميلة ، كل شيء يذكرني ببغداد والعراق و بكل ناسه واهله ، اعشقه كحضارة وكل يوم يزداد عشقي له ، واعمالي هي تتحدث عن العراق وضحكات اطفاله ، وحقوله واسواقه ، اقول سيرجع العراق كما كان ومطمئن من ذلك"، وفي انتفاضة الشعب العراقي وبالرغم من أن حالته الصحية و تحتاج الى الراحة ، لكنه كان يراقب هذا الحراك النبيل بعين الفنان وهو يستدعي من رفيف الذاكرة تجارب فنية مهمة كان لها دورها في رسم الخط البياني لتجربته الفنية ، وساهم في تقديم التحية للشباب في عمل فني رائع ومبهر وهو لوحة ( زيت على الكنفاس) وتحمل عنوان" ثورة جسر تشرين" وهي تحية لشباب ساحة التحرير وجسر الجمهورية الابطال، تحية لمن في هذه الساحة لأنهم تجاوزوا الطائفية في هذه الثورة، ومارسوا حقهم في التغيير ومحاسبة الفاسدين والحرامية ، ومن خلال اللوحة، أراد الفنان " محمود فهمي"رسم مشاعره وتوثيق موقفه تجاه انتفاضة الشعب العرقي صوب الكرامة و الحياة الافضل. ولـ ( محمود فهمي ) حضوره في التعبير عن الحراك الشعبي والانتفاضة الشعبية في لوحات اخرى.
المملكة المتحدة
4774 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع