بقلم احمد فخري
العراقي بالمهجر وثورة تشرين
الكل يعرف ان عراقنا الحبيب يمر بايام عصيبة يتقرر من خلالها مصير الامة بكامله. وبالرغم من خروج مظاهرت واعتصامات في السابق لكنها لم تكن بهذا الحجم والزخم والاصرار. الغالبية العظمى ممن يشاركون بالمظاهرات الحالية والتي سميت بثورة تشرين هم من الشباب الذين خرجوا باصرار وعناد شديد على ان لا يرجعوا بيوتهم الا وقد نظفوا البلاد من الزمرة السياسية الفاسدة التي جثمت على صدورهم طوال 16 عاماً سرقت فيها كل ما يمكن سرقته وحولت العراق الى بركان يغلي من الطائفية والعنصرية المقيتة مغرقة الوطن في ديون ليس من بعدها ديون. ولم تقدم للبلد اي شيء ايجابي فحولت العراق الى مستعمرة ايرانية بكل المعايير.
اما الآن وقد بدأت ثورة اكتوبر التي دامت شهرين الى الآن نود ان نتناول دور العراقي المغترب من هذه المظاهرات. ماذا يصنع وكيف يستطيع ان يشارك فيها بطاقاته وامكانياته بغض النظر عن كينونته وموقعه الجغرافي؟ طبعاً، اعلن جميع المنظمين للمظاهرت ان المتظاهرين بكل المحافظات المنتفظة ومن ضمنها العاصمة بغداد يتمتعون باكتفاء ذاتي من كل النواحي. فالتبرعات تأتي اليهم من كل حدب وصوب من داخل العراق، والجهات التي تتبرع يتحتم عليها ان تقف في الصف كي تساهم بتقديم التبرعات المادية والعينية.
لذلك، إذا كان المغترب يفكر في ارسال المال فهو مخطئ جداً، لانهم ليسوا بحاجة لماله. واذا كان لديه مهارات معينة فإن الشباب قد اثبتوا انهم قادرون على الابداع بكل المجالات من شعر وادب وغناء وفنون وتقنيات...الخ
المغتربون الذين وضعوا انفسهم بطائرات وعادو للعراق كي يشاركوا فعلياً بالمظاهرات قليلون جداً ولا يكاد عددهم يفوق عدد اصابع اليد. لذلك فان المغترب يفضل ان يجلس بمكانه (الآمن) ويتفرج من بعيد ثم يذرف الدموع على مقاطع الفيديو التي ترسل اليه بهاتفه النقال ظناً منه انه يشع وطنية. يا ايها العراقي المغترب، لا تقلق على الثورة. فهؤلاء الشباب هم من جيل آخر يختلف عن جيلك الذي تربيت عليه عندما كانت الانظمة العسكرية تقمعك وتقنعك بان حتى السب لحاكمك بالمنام يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. هؤلاء جيل جديد صلب جلد عنيد له قلب من فولاذ لا تخيفه الترهيبات والترويعات ولا حتى الموت. فاتركوه بحاله. هؤلاء الشباب صدوا الرصاص وقنابل الغاز والصوتيات بصدورهم كي يعترضوا على الفساد. ماذا عملت انت؟ اعترضت عندما تستقطع بلدية باريس منك مبلاغاً من المال لسبب تافه؟ او لان الدواء في الدنمارك قد ازداد ثمنه؟ او لان عناية اوباما الطبية قد ازالها ترامب؟
إذاً كيف يمكن للمغترب ان يشارك؟ وهو جالس على بعد آلاف الكيلومترات ويقول "لا يزايد احد علي بالوطنية"
هناك طريقة فعالة جداً بامكان المغترب ان يفعلها كي يعين اخوانه المتظاهرين بالداخل. والآن ساشرح الطريقة:
مقدمة : تصلنا جميعاً الكثير من الصور ومقاطع الفيديو والتي لها صلة بالمظاهرات او فضائح الحكومة و فضائح السياسيين. فنقوم بلا كلل ولا ملل باعادة نشرها لكل الذين نعرفهم في الواتساب او مواقع التواصل الاجتماعي وما شابه. ولكن... ولكن... ولكن... حذاري... ليست كل هذه المقاطع جيدة. فالبعض منها هي ضد الثورة ومعدّة بطريقة ذكية ومبطنة بحيث انك تعتقد بانك تنشر مادة جيدة لصالح الثورة.
انتم تعرفون ان الحكومة والكتل السياسية والاحزاب الفاسدة قامت بتجنيد جيوش الكترونية مخصصة لهذا الغرض، هدفها بث الرعب في قلوب المتظاهرين واحباط عزيمتهم وترويعهم بطرق استفزازية كبيرة يأملون من خلالها ترك المتظاهرين ساحات الاعتصام والعودة الى منازلهم كي يعودوا هم الى سلب العراق وترويعه ثانية. واعادة نشر فديوهاتهم ومقاطعهم من قبلك ايها المغترب يعني انك تنصرهم على الثوار وتؤذي الثوار، اهذا ما تريد؟
لذلك يجب عليك ان تفعل التالي:
1 - عدم القيام باعادة نشر اي مقطع فديو او نداء يكون موضوعه (التحذير). كمن يحذر من ان هجوماً بمدافع الهاون سيقع على جبل احد في اليوم الفلاني. او ان قوات السوات قد هيأت فريقاً كبيراً سيقوم بمهاجمة المتظاهرين من كل الجسور يوم غد. او ان قوات الشرطة تسلمت امراُ باستعمال الرصاص الحي على المتظاهرين من الآن فصاعداً. تخيلوا وصلني ساعة كتابة هذا المقال البيان التالي:
فنادق ساحة الفردوس مليانه افغان وإيرانيين وباكستانيين من جماعه الحشد الشيعي حاليا جابتهم منشات والنَّاس الي قريبه عن هذا المكان تكول انترست الفنادق منشات تجيب وتنزل والمتظاهرين بالتحرير يستنجدون لان راح يذبحوهم. سليماني في بغداد يدير العملية الوضع خطر جدا. حتى القوة الماسكة للأرض ماتكدر توصل لمكان الفنادق حاليا أرسل لي هذه المعلومات ضابط في المنطقه عمم انشر ليعلن الجميع. ...الخ
هذه الاعلان الاخير حقيقة مهزلة واي انسان لديه ذرة من العقل يستطيع ان يقرأ ما بين السطور. أنه حتماً مكتوب من قبل شخص قليل الثقافة وناقص العقل مثل قادة المليشات الساقطة كالسيد حامد اجزائري ومن لف لفهم.
2 - عدم القيام باعادة نشر اي فديو او نداء او مقالة دون التأكد من صحتها. هناك طرق عديدة تمكنك من التأكد من صحة الخبر الذي تقوم بنشره. وان لم تستطع ان تتأكد من صحته، فعدم نشره هو افضل من ان تنشره. يا اخي ليست الشجاعة ان تنشر لغرض النشر اكرر (ليست الشجاعة ان تنشر لغرض النشر) فيقال عنك انك ناشر وطني، ولكن الشجاعة ان تنشر المواد الصحيحة فقط. فتفرز الجيد من السيء. وكما قال الباري عز وجل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴿٦﴾ الحجرات
صدق الله العظيم
نحن ننظر الى قتلة سفلة مجرمين يقتلون العراقيين بدم بارد. فلماذا ننصرهم بغبائنا. صدقني ايها العراقي المغترب العزيز، نشر موادهم هو نصرهم. والامتناع عنها هو نصر للثورة.
عاشت ثورة تشرين. عاش اصرار الشعب. المجد والخلود لشهدائنا الابرار. الشفاء العاجل لجرحى ثورتنا المجيدة. والخزي والعار للسراق السفلة اللصوص.
4859 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع