د.منير الحبوبي
فقدان الذاكره وكيفية الحفاظ عليها
من العادات الغير صحيحه الحكم على الأشياء من بعيد دون معرفة جوهرها ودون معرفة حقائق الأمور وهذا يذكرني قبل خروجي على التقاعد من الوظيفه الجامعيه حيث كنت وقتها عند خروجي من الدوام مساءا فأرى رجالا ونساءا اعمارهم قد تعدت الستين والسبعين عاما فيأتون لحضور محاضره جامعيه كل خميس من الأسبوع بعد الساعه الخامسه مساءا وحين استفسرت عنهم ولماذا يأتون للجامعه فقالوا لي بأنهم طلاب الجيل الثالث او العمر الثالث حيث يحضرون محاضرات قيمه تتعلق بآخر اخبار العلم والأدب والتكنلوجيا وكل ما هو حديث ولم يعيشوه هم في حياتهم سابقا فهنا استغربت وقلت في نفسي ماذا يعمل هؤلاء الناس ؟ !!!!وسدگ الدنيا انگلبت !! ولم هذه المضيعه من الوقت فبدلا من ان يذهبوا ويتونسوا ويرتاحوا يأتون من مدن مختلفه لحضور محاضره علميه واليوم فهمت ذلك وتغير رأيي حيث قبل ايام الدائره التي تشرف على تقاعد المسنين بمنطقة سكني تعمل محاضره سنويه تخص الصحه للمتقاعدين حيث انا محسوب على المتقاعدين الآن والمحاضر بهذا المؤتمر كان استاذ في كلية الطب من جامعه باريسيه وطبيب اخصائي في علم النفس وعلم الاعصاب وبكل ما يتعلق بالذاكره وكيف يمكن الحفاظ عليها عند تقدم العمر
من مستلزمات تعلم لغة ما جديده هو التركيز على تكرار مفرداتها وتجنب التكلم بلغة الأم وهذا لا يعني التخلي عن لغة الأم بل هو فقط لفتره معينه من الزمن تستوجب التضحيه والمعاناة من اجل تعلم مفردات هذه اللغه الجديده وهنا اروي لكم هذه القصه المؤلمه التي رواها لي صديق فيتنامي طبعا هو تجاوز الثمانين عاما الآن ولكنه يتذكر حينما كان طفلا لم يتجاوز عمره العشر سنوات وكانت فيتنام محتلا قسم منها من قبل الفرنسيين وحيث هو كان في معسكر مغلق تابع للقوات الفرنسيه ولكن ليس الفرنسيون هم من يديره ويقوم به بالتدريس باللغه الفرنسيه بل هم فيتناميين يعرفون اللغه الفرنسيه وكان هؤلاء المعلمين قاسين جدا فأخبرني ان نطق احد التلاميذ بهذا المعسكر كلمه واحده بالفيتنامي لأنه لا يعرف قولها بالفرنسي فالمعلم سيعاقبه اشد عقاب وعلى الأقل ان وصفته فهو عقاب غير انساني ولكن هكذا كان التعليم
اذن اذا احد الطلاب او التلاميذ نطق بكلمه غير فرنسيه فيستحق العقاب ومن هذه العقوبات هو ان يسأله المعلم او الشخص المكلف بعقابهم بأي كف يفضل ان يضربه باليد اليمنه ام اليسره ؟ فأن ظن هذا الطفل ان من يعاقبه يستخدم اليد اليمنى في كل حياته اي ان يده اليمنى قويه ( يمناوي) فيطلب منه ان يضربه باليد اليسرى متصورا انها اضعف او اقل قوة من الكف الايمن وما هي الا لحظه مفاجأه كالبرق فيضرب بالكف الأيسر على وجهه فيسقط ارضا على بعد امتار لأنه اخطأ حيث الشخص الذي ضربه يطلع هو من يستعمل يده اليسرى اكثر من اليمنى
وهكذا عقاب آخر فبعض الأحيان يطلب من الطفل المعاقب بتكلمه بالفيتنامي دون الفرنسي ان يأمره المعلم بالنزول من مكان المعسكر الموجود بموقع شبه عالي وجبلي فيطلب منه النزول الى الساقيه الموجوده اسفل المعسكر بحوالي 600 متر ويأتي بالماء بين كفيه فأن صعد ووصل دون الماء بيديه فيطلب منه النزول مره ثانيه وهكذا فتخيلوا التعب والألم ويقول لي صاحبي انه احتال في احدى المرات على معلمه فوضع قسما من الماء في فمه ورفع ايضا الماء بين كفيه وقبل الوصول الى المعسكر دائما الماء يتساقط من اليدين فهو عمل على افراغ الماء الذي بفمه بين كفيه وهكذا نجى من التكرار والنزول مره اخرى للبحث عن الماء ولكنه اخبرني ان المعلمين اكتشفوا بعد ذلك هذه الخديعه فبدأوا يطلبون من التلميذ المعاقب خلال صعوده وقبل وصوله للمعسكر بمائة متر ان يبدأ يغني او يكرر كلمه معينه بصوت عالي وبالتالي يكونون على علم بأنه لم يأتي بالماء داخل فمه
طبعا هذه الطريقه تذكرتها مع استاذ عادل وهو مدرس اللغه الأنگليزيه رحمه الله ان كان متوفيا وانا بالصف الاول المتوسط وكنت في ثانوية الرشيد قرب ساحة الأمين التي بها تمثال الشاعر العظيم معروف الرصافي من ستينيات القرن الماضي فهذا الأستاذ كان لا يسمح لأي طالب بالصف ان يتكلم بالعربيه وكان يشرح كل شيء لنا باللغه الأنگليزيه اي يشرح لنا مثلا قواعد اللغه الأنگليزيه بالأنگليزي وليس بالعربي فكان من الصعوبة بمكان ان نفهم ونعرف الشرح وكان هذا الأستاذ يعاقبنا عقابا شديدا وقاسيا وكان ابدا لا يستخدم العصا بل فقط كان يمسك اذن الطالب بيده ويقرص حلمة الأذن بقوه شديده وكانت اظافره طويله فتحس ان اظافره تلامست خلال قرصها لحلمة الأذن وكانت مؤلمه جدا ويظل يضغط ويقرص كثيرا وبأستمرار لأكثر من عشرين ثانيه على ما اظن غفر الله له ولكن هكذا كان التعليم عندنا بالعراق اواسط الستينيات وهكذا الحال كان مع مدرس اللغه الأنكليزيه بالصف الثالث المتوسط وأسمه الأستاذ عبد الواحد دنو رحمة الله عليه ان كان متوفيا وكانت درجاتي خلال العام معه لا تتجاوز الخمسين بالميه ولكني بالبكلوريا حصلت على 89 بالميه وقتها
ما حثني على كتابة هذا الموضوع اذن هو حضوري كما ذكرته سابقا لمؤتمر عملته لنا الدائره المسؤوله عن الضمان الصحي للمتقاعدين وحيث عندي وقت كافي وانا بالتقاعد صارلي سنتين وبعمر 67 عام قلت من الأحسن المشاركه والتعرف على الموضوع للمؤتمر والذي يتعلق بالذاكره بعمر الشيخوخه وكيف نحافظ على الذاكره وطبعا بوصولي للقاعه وكان بها اكثر من 150 متقاعد وكنت الشاب الوحيد بينهم حيث كان العمر المتوسط حسب تقديري 80 عاما وكلهم او معظمهم بنشاط وحيويه وكان الأستاذ المحاضر بروفيسور متخصص بعلم الأعصاب وعلم النفس ويشرف على مركز بحوث بأحدى الجامعات الباريسيه ودام المؤتمر لساعتين,
بالبدايه وبشكل مبسط شرح كيف ان المعلومات بصوره عامه تخزن بالدماغ بالخلايا العصبيه المسماة النيرون وكل نيرون له انتينات اي اشبه بالأريل او الباعث والمستلم للمعلومات وهذه النيرونات مرتبطه فيما بعضها بألياف دقيقه تسمى بال سيناپس تمر خلالها الايعازات العصبيه
وحسب المحاضر فالدماغ يحتوي على تقريبا مائة مليار نيرون والأنسان يوميا يفقد حوالي 20 الف خليه عصبيه باليوم اي ان الخلايا تموت وخاصة بعمر الشيخوخه وشرح لنا ما هو مرض الزهايمر الذي يحمل اسم الطبيب الذي تعرف على اعراض هذا المرض بالقرن التاسع عشر وهو الماني والمرض يحمل اسمه وركز المحاضر على الغلط المشهور بين الناس وهو ان الزهايمر هو نفسه مرض الپاركنسن والحقيقه هو انه لا يوجد اي علاقة بينهما
كذلك شرح لنا بأنه هناك خطأ شائع بين العامه وهو ان دماغ انشتاين اكبر من دماغ بقية البشر اي ان هذا ليس له اي معيار من الصحه ولكن الفرق بين الناس الاذكياء والآخرين هو طرق التفكير والتعلم وخزن المعلومات الضروريه والمفيده للأنسان والتخلص من المعلومات التي لا فائده منها وكذلك اخبرنا بأن الأنسان يستطيع ان يقوم بعملان بنفس الوقت اي أنيا وهنا هو يتكلم عن الأنسان العادي وليس الناس المسنين فهم يمكنهم القيام بعملين بآن واحد ولكن تركيزه سيكون فقط على احدهما وليس على الأثنين اي مثلا انسان يسوق سياره فهو يركز على سياقته بشكل جيد ولكن حديثه بالموبايل وهو يسوق او حديثه مع الجالس معه بالسياره لن يكون بنفس التركيز اي العملان دائما سيكون احدهما مركز عليه والآخر اوتوماتيكي لا تركيز عليه ولهذا حينما هذا السائق يدخل بسيارته في مدينه او عاصمه كبيره جدا لأول مره وهو لا يعرف المكان بشكل جيد عندها لكي لا يفقد الطريق المبتغى الوصول اليه فستراه يتأسف ويطلب من الجالس معه ان يتوقف عن الكلام لحد ما يصل للطريق الصحيح والبروفيسور قد صور ذلك بحال شخص يفتش عن حاجه ليلا والمكان معتم حيث لا يوجد ضوء وكهرباء فستراه للبحث عن هذه الحاجه سيأتي بمصباح او تورچ وسيحاول ان يركز تفكيره ودماغه ونظره كليا على الحاجه التي يبحث عنها وهي مركز تفكيره ولكنه بنفس الوقت يستطيع ان يتكلم مع مرافقيه وهكذا الحال الأنسان وهو يمشي بالسوق او بطريق مكتظ فهو يستطيع ان يتكلم بشكل مركز مع صديقه او المتحدث معه وبنفس الوقت يسمع ضوضاء الطريق حيث يوجد العشرات او المئات من الناس
ومن المعلومات التي تشير الى بدء فقدان الذاكره وخاصة الذاكره الحديثه وليس القديمه هو فقدان حاسة الشم اي ان الانسان يبدأ لا يستطيع التمييز بين العطور او لا يشتمها وهكذا بعض الاحيان صعوبة او بدء عدم القدره على الكلام او صعوبة الأغتسال بالحمام وعدم التمييز بين الأصوات ويفقد شويه شويه حاسة اللمس والنظر بعض الأحيان وكذلك الصعوبه بالكتابه ويبدأ الأنسان مثلا يفقد الرقم السري للبطاقه الألكترونيه المتكونه من اربعة ارقام وكذلك يبدأ ينسى اسماء اقرباءه واصدقائه ومحبيه ولأداء عمل بسيط كان يؤديه سابقا بشكل معتاد وسريع تراه يبدأ يمضي وقت طويل لأنجازه وكذلك يجد صعوبه بلبسه للملابس ويبدأ ينفعل لأبسط الأشياء ويتشاجر ويصبح يعتمد كليا على الآخرين
بالمقابل لمقاومة هذا المرض نصح الأستاذ الحضور بعمل امور كثيره من اهمها تجنب العزله وهذا شيء مهم جدا وعدم فقد الأصدقاء بل الأتصال بهم دائما والخروج من البيت وتجنب الأعتكاف بالبيت دائما والقراءه واعادة القراءه وتكرار الحديث بمواضيع مختلفه تتعلق بالحياة اليوميه وكذلك زيادة ساعات النوم وبالذات النوم العميق وعمل الرياضه وعلى الأقل المشي يوميا اقل شيء نصف او ثلاثة ارباع الساعه فهذا كفيل بأن تتحرر ماده كيمياويه بالدماغ تقلل وتمنع البروتينات نوع تاو المترسبه حول الروابط بين النيرونات اي تمنع تكون طبقه بروتينات تحوي على الكثير من الفسفور فتمنع الأتصالات الكهربائيه بين الخلايا او النيرونات العصبيه وللعلم تقريبا كل نيرون به اتصالات تربطه بحوالي عشرة الاف نيرون آخر
كذلك المحاضر ركز على التقليل من الشد العصبي وضرورة الأبتعاد عن كل ما هو مزعج فقلت بنفسي كل ما قال لحد الآن ممكن ان يتحقق ولكن بالنسبه للعراقي فهذا مستحيل حيث المشاكل والستريس اي الشد العصبي تحيط بنا من كل حدب وصوب
المحاضر ركز ايضا على الأهتمام بالتغذيه الصحيه وشرب القهوه وفضل تناول الأفوگادو والشونذر والخضروات الورقيه مثل اللهانه والبروكلي والشكولاته السوداء وزيت الزيتون الاصلي وزيت جوز الهند والجوز وعلى ضرورة تناول الفواكه والخضروات التي تحتوي على الفيتامينات مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم وكذلك تناول الفيتامينات بي 6 وبي 12 وعلى ضرورة تناول وجبة الصباح والتركيز على الغذاء المتوازن والأغذيه التي تحتوي على مضادات الأكسده وضد الألتهابات
ومن دراسات احصائيه تبين ان الناس التي تصاب بمرض فقدان الذاكره فهذا يكون مؤشر تحذيري يسبق حصول الجلطات الدماغيه او السكته القلبيه وذكر لنا عموما ان الأنسان بعمر الشيخوخه يبدأ ينسى اولا كل ما هو متعلق بالذاكره الحديثه اي كل ما هو قريب منا من فترات زمنيه قصيره ولكنه يقاوم كثيرا في نسيان المعلومات القديمه وأضحكنا بأنه كان يعالج امرأه عمرها 85 عاما فهي قد تعرضت لحادث مروري بأصطدام سيارتها ففقدت ذاكرتها ولكنها ظلت تحتفض بذاكرتها القديمه فكلما يسألها الاستاذ المحاضر عن عمرها تقول له ان عمرها 35 عاما وهنا المحاضر يقول لا ادري بماذا يجب علي التصرف معها فهل اخبرها بالطرق العلميه ان هذا ليس عمرها الحقيقي ولكنه قال أنني فضلت عدم اخبارها بذلك لأنها على الأقل تحس انها شابه ولا ضرر في ذلك,
كذلك المتخصصين بعلم الذاكره وكيفية الحفاظ عليها شجعوا على عمل او حل الكلمات المتقاطعه ويوجد هنا بأوروبا لعبات اخرى لا اعرفها كلها تنشط وتعطي حيويه للذاكره الدماغيه كذلك شجع على تعلم لغه ثانيه مثلا ونحن بهذا العمر الكبير وهنا يجب ان لا انسى على تركيزه بأستحداث طرق تسهل حفظ الذاكره فمثلا اي رقم تلفون مكون من عشرة ارقام فهو يجزأه الى خمس مزدوجات مثلا الرقم التالي 29 20 58 18 06 فهو يعطي وعلى سبيل المثال للرقم 06 يربطه بسته كانون الثاني عيد الجيش مثلا و18 مثلا نهاية الحرب العالميه الأولى و 58 عام تحرر العراق من النظام الملكي و الرقم 20 هو لباص مصلحة نقل الركاب للمأمون من باب المعظم او الميدان و29 هو رقم باص ابو غريب من الصالحيه او بعيد ميلاد او برقم 14 تموز وهكذا اي يستعين بأرقام موجوده بذاكرته ولها دلالات معينه في حياته
من اهم اسباب فقدان الذاكره هو ايضا ما تأكد للعاملين بهذه الأختصاصات من خلال بحوثهم ان اكثر المنعزلين عن الناس يصابون بهذا المرض حيث الكثير من المصابين بعضهم لا يتكلم اكثر من دقيقتين باليوم ومن هنا اهمية ان يبقى الأجداد مع احفادهم ببيوت ابنائهم لأنه بدور العجزه قد لا يساعد هذا على التكلم بكثره مع الآخرين كذلك شجع على اقتناء الكبار على كلب معهم وعلى كل انسان ان يتحضر للتقاعد ولا يتفاجىء واذا به متقاعد ولا عنده صديق ولا قريب ولا يوجد عنده هوايات او معارف الخ الخ
كذلك من الطرق المهمه لحفظ الذاكره هو انه كل مساء على الأنسان خلال خمسة دقائق قبل النوم ان يعمل ترشيح وفلتره لكل ما قام به خلال النهار فيتخلص من كل معلومات وتسميات لا فائده منها ويركز على اهم شيء حصل معه ويحاول تثبيته في دماغه اي يؤكد عليه وكذلك كل صباح عليه ان يعمل برنامج في دماغه لما سيقوم به هذا اليوم فهو عليه ان يقول بقرارة نفسه مثلا ان يستحم ويلبس افضل ما عنده ومثلا يضع العطر الفلاني ويذهب للسوق وعليه أطفاء الأضويه والأجهزه الكهربائيه في بيته قبل الخروج من البيت ولا ينسى مفتاح البيت وسيذهب للسوبرماركيت وسيشتري تمن وبيذنجان وكذا وكذا اي يفكر بكل ما سيشتريه من مسواگ ويتصوره امامه بالعربه او بالكيس اي لا يتسوق عن دون درايه ودون تفكير وأكد ايضا على عدم تفضيله تسجيل كل ما نريد على الورق بل يجب علينا تشغيل الذاكره وتحفيزها او على الأقل كتابة قائمه بالمشتريات ولكن مراجعتها بعد الأنتهاء كليا من المسواگ
ايضا لا بأس من الشخص ان يكرر ما يعيشه وما يعرفه ويتعلم كل ما هو جديد وهنا الأستاذ المحاضر ذكر لنا بأنه بالصين العام الماضي عملوا مسابقه عالميه حول الذاكره وفاز بها احدهم حيث خلال المؤتمر طلب من كل واحد من الحضور ان يقول كلمه واحده هو يختارها وهم بالمئات وعلى المتسابق ان يتذكر هذه الكلمات وفعلا فأن أحد المتسابقين استطاع ان يتذكر خمس مائة كلمه قالها الحاضرين بالمؤتمر وبالترتيب والأستاذ المحاضر لنا بالقاعه اراد ان يظهر مهاراته لنا بهذا المجال فهو بنفسه طلب من الحضور الموجودين بالصاله التي نحن بها بالمؤتمر ان يقول كل واحد من الجالسين بالصف الاول منهم كلمه واحده وكان عدد الحضور بالصف الأول حوالي 20 متقاعدا فأستطاع هذا الاستاذ تكرار هذه الكلمات وبالترتيب ومؤلفا قصه ولو ركيكه بهذه الكلمات ولم ينسى كلمة واحده من الكلمات التي ذكرها هؤلاء الحضور
هنا احب ان اسمي الأمور بمسمياتها فالتسميه لفقدان الذاكره هي الرديف او ما يقابلها بلغتنا العامه الخرف وهذا له علاقه بما نراه بعض الأحيان من ان كبار السن تراهم يتشاجرون مع اطفال البيت اي يخلي عقله من عقلهم وبالتالي فهو يتصرف وكأنه طفل عمره عدة سنوات وبالحقيقه هو يتصرف بتصرفات ذاكره بهذا العمر او ذاكره قديمه هي ذاكرة الطفوله ومما يؤلم بهذا المرض بأنه بالحاله القصوى منه فالمريض يبدأ لا يعرف حتى ابنائه ويتسائل منهم من انتم اي ليس يفقد اسمائهم بل لا يعرف حتى رابطته بهم وهذا شيء مؤلم وخاصة للأبناء حيث عيش هذه الظروف الصعبه وعزيزهم ومربيهم ومن ضحى من اجلهم طيلة حياته او الأم طيلة حياتها يصل بهم الحال الى هذا الوضع المرثي والمزري والأصعب من ذلك ايضا هو فقدانه حتى القدره على القيام بالواجبات الأساسيه كالتحمم والتغوط فتنفقد الآدميه للأنسان بهذه المرحله ولا اريد ان اروي الأساءه من قبل بعض العاملين بدور العجزه في تعاملاتهم مع هكذا مرضى حتى بالبلدان المتقدمه صحيا واقتصاديا وانسانيا وخلقيا وهذا ما شاهدته بأم عيني اي هي ليست معلومات منقوله فيا ربي ابعد عنا هذا المرض ولنتذكر ضعف انسانيتنا
ولأعطاء بسمه وترويح للنفسيه ذكر البروفيسور المحاضر ان الباحثين بهذا الأختصاص قد وجدوا طريقه لمعالجة المرض فتنفس كل الحاضرين الصعداء وارتاحوا وتأملوا خيرا بما سيقول وقال عندها تمكنا حاليا بواسطة سرنجه من سحب الخلايا المسؤوله عن هذا المرض من الدماغ وسيتم استعمال هذه الطريقه لانها نجحت عندهم مع الفئران وهنا هب الجميع لمعرفة اسم المستشفى والمتخصصين بهذا الموضوع ولكنه مع الأسف قال هذا فقط للدعابه وينرادلنه عشرات السنين لأيجاد حل ولو بسيط لمعالجة هذا المرض اللعين ولكنه قال مع ذلك الأمر بأيدينا فيكفي ان نعمل بنصائحه هذه وسيكون مردودها جيد جدا او على الأقل تأثير المرض يكون اقل حدة
اكرر على ما اكده المحاضر بضرورة تجنب الاوتوماتيكيه بتصرفاتنا بالحياة وتأكيده على كون ان لم نكرر التسميات او الأسماء او الكلمات التي تعلمناها خلال النهار فعدم تكرارها بعد 12 ساعه سنفقد الكثير منها ومن المحتم بعد 48 ساعه سنفقد معظمها ولا نتذكر اي كلمه من الكلمات التي سمعناها وهنا هو يتكلم عن اشخاص تجاوزت اعمارهم الستين وهذا قد يكون صحيحا ايضا حتى مع اعمار اقل من خمسين عاما
هنا ايضا اذهب بعيدا وكخلاصه الى ضرورة ان يقوم من يريد ان لا يتكالب عليه هذا المرض ان يتبع طرق اثبتت صحتها وسلامتها وهي ىأنك تبدأ بالتأمل كثيرا وتحاول فهم امور حولنا كنت طيلة حياتك غافلا عنها فعلى سبيل المثال قراءة القرآن الكريم بتمعن وفهمه بشكل نابع من القلب مع كل القنوت او تجويده وحفظه وهكذا يعمل اكثر الصينيون وكثير من الغربيين الذين بدأوا يرون بالتأمل الذي يدعوا اليه البوذيين وهو التفكر والتأمل العميق والتفكير بالحياة بعد الموت والتفكير بالخلق والسماء والحياة السعيده وكيف يحب ان يكون وكيف بأستطاعته مساعدة الضعفاء والفقراء والتضحيه والتسامي والأنقطاع ولو زمنيا عن عالمنا الدنيوي المليء بالمساوئ والآلام والجرائم وكذلك التركيز على التفائل وعدم الخوف من الموت والتفكير بالطبيعه وممارسة رياضات كاليوگا وحتى رياضات اخرى كالجودو والكاراتيه والآيكيدو وغيرها الكثير وكذلك الأيمان او التعرف على الفلسفه الزين وأخذ الأمور على بساطتها وعدم التعصب وقراءة مثلا افكار فلاسفة البوذيه وهنا الكلام ليس دعوه لتطبيق ما يؤمنون به بل هي للتفكير والتمحيص وتفضيل حب الأخر على حب الذات والأنانيه وبالتفكير بكل ما هو حسن وبه منفعه للآخرين والابتعاد عن التفكير الضيق المحصور بنا فقط
أحب ان اعتذر من العاملين بمجال الطب ان اخطأت بنقل بعض المعلومات او التسميات الطبيه ويا حبذا ابداء الرأي او تصليحها ان وجدت ولكن هدفي هو الأطلاع العام والفائده للجميع علما اني لست بطبيب لا من قريب ولا من بعيد.
وعلى هذا الهامش ختم المحاضر بقوله ان احد المختصين بهذا المجال طلب من فريقين من الحضور في امريكا وكانوا يشاهدون فيديو لفلم عن مباراة بكرة السله في امريكا وهي رياضه شبه مقدسه عندهم والفلم يتعلق بمباراة بكرة السله لمدة خمس دقائق فطلب منهم ان يصفوا كل شيء تمت رؤيته بالفلم وبكل التفاصيل الممكنه وفعلا بعد رؤية الفلم من قبل كلا الفريقين بدؤوا يشرحون للبروفيسور كل ما شاهدوه بالفيديو فذكروا له كل التفاصيل المتعلقه بلون ملابس الرياضيين وعدد النقاط ومن هو احسن لاعب وحفظوا الارقام والأسماء لكل اللاعبين بالمباراة وكانت كلها صح ولكن البروفيسور تعجب من انه ولا واحد منهم انتبه لمرور حيوان الغوريلا بصالة الرياضه دون ان يذكر ذلك اي واحد من الفريقين الذين شاهدوا ولاحظوا وراقبوا الفيديو لعدة مرات والسبب حسب تفكير البروفيسور هو انهم كانوا فقط يؤثرون رؤيا معينه تخص الرياضه ولم ينتبهوا على الأطلاق لمرور هذه الغوريلا بالفلم اي ان ذاكرتهم كانت من نوع اختياري اي هم يريدون رؤية شيء معين محصور في اذهانهم فقط
اختم لأقول ان المحاضره كانت شيقه ولأول مره في حياتي وانا جالس في محاضره اتمنى لو استمر المحاضر ان ينورنا بمعلومات اكثر بخصوص هذا الموضوع الذي يتعلق بحياة كل واحد منا متمنيا من العلي القدير ان يكون هذا الشرح المتواضع اسعد الكثيرين وبه نصائح كثيره تجعلنا نفكر من اليوم بهذا المرض اللعين وتجنبه قدر المستطاع ويا ربي الصحه والعافيه للجميع
3792 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع