بقلم أحمد فخري
الحمامة البيضاء - الحلقة الثانية
https://www.algardenia.com/maqalat/41786-2019-10-05-11-59-39.html
لمن لم يتسنى له قراءة الجزء الاول، بامكانه المتابعة على الرابط اعلاه:
تالا - عليك الذهاب الآن يا حبيبي، فالليل آن ان ينجلي والشمس شارفت ان تبزغ.
حسام الدين - اريد ان ابقى بجانبكِ طوال عمري يا حبيبتي. لماذا لا تأتين الي في المنام الليلة؟
تالا - سوف نرى. لاني يجب ان اعد الشمعات الباقية.
حسام الدين - أي شمعات هذه؟
تالا - ساخبرك عن الشمعات فيما بعد، والآن عليك ان ترحل لان الحرس سيشاهدونك وسيلقون القبض عليك. أيرضيك ذلك؟
حسام الدين - كلا يا حبيبتي. ساذهب الآن ولكن اريد ان اراك باقرب وقت ممكن افهمتِ؟
تالا - اجل يا حبيبي انا لك الى الابد. تعال غداً هنا بنفس المكان وبمثل هذا الوقت.
حسام الدين - ساكون هنا بالتأكيد.
ودع حسام الدين حبيبته الاميرة بقبلة ساخنة حملت معها كل معاني الحب والهيام ثم قبل يديها وافترقا. رجع الى القرية بينما توجهت الاميرة تالا نحو القصر الملكي وعندما بلغ حسام الدين منزله دخل وصار يهيء عدته كي يخرج ثانية للصيد. بعد ساعة كاملة من رجوعه انطلق نحو الغابة الكبيرة وبدأ يترصد الحيوانات التي يريد اصطيادها فصارت تسقط امام طلقاته وبراعته في التصويب. بعد ان فرغ من الصيد حمل ما جناه وتوجه نحو القرية قاصداً متجر العم حسن كي يقايض الصيد بالمال. وعندما وصل الى المتجر خرجت اليه روضة وقالت،
روضة - اهلاً وسهلاً بالعاشق الولهان.
حسام الدين - ماذا تقصدين يا روضة؟
روضة - اقصد الصياد المتيم بالاميرة الجميلة.
حسام الدين - كفاك ثرثرة وتوقفي عن الكلام فقد تسببين لي مشاكل انا في غنى عنها. انت لا تعي ما تقولين.
روضة - بل اعي جيداً ايها العاشق الولهان. لقد رأيتك بالامس وانت تقابل تلك الاميرة الدلوعة. ماذا جرى لك يا حسام؟ الا تحب الفقيرة التي هي من ثوبك؟
حسام الدين - لقد قلت لك مراراً وتكراراً يا روضة. انا احبك كثيراً ولكنك بمنزلة اختي لا اكثر ولا اقل. لم ولن افكر الاقتران بك بحياتي فالمرء لا يتحكم بمشاعره بل القلب هو الذي يختار من يحب. ارجوك تفهمي ذلك فانا احبها كثيراً ولكن لا اريدك ان تفضحيني لان ذلك سيسبب الهلاك لي ولها.
روضة - وماذا عني؟ اتتركني كما لو كنت تترك حذاءاً قديماً مللت من ارتدائه؟ ترميني عندما تنتهي مني؟
حسام الدين - انا لم اعدك بشيء ولم اخبرك اني مغرم بك يا روضة، متى تفهمين ذلك؟ لقد ربينا سوية وكنا كالاخوين فلماذا تريدين ان تغيري ما بيننا الى علاقة عشق من طرف واحد؟
روضة - هيا اغرب عن وجهي الآن يا خائن فانا لا اريد ان اراك ثانية بهذا المحل.
حسام الدين - ساذهب ولكن ماذا عن الصيد؟ الا تشترينه مني؟
روضة - كلا، نحن لا نريد منك ان تأتي وتبيعنا فيرانك في المستقبل، افهمت؟
وبتلك اللحظة خرج والدها من غرفة نومه عندما سمع ما قالته روضة فصرخ باعلى صوته،
حسن - ما هذا الذي تقولينه يا روضة؟ نحن نريد كل ما يصطاده حسام الدين لانه يشكل الحجم الاكبر لمبيعاتنا. انا صاحب المتجر وانا اقرر من اين اشتري سلعتي. ساستمر في شراء صيدك يا حسام الدين ولكن من الآن فصاعداً لا اريدك ان تكلم ابنتي روضة افهمت؟
حسام الدين - اجل فهمت يا عم حسن. سوف لن اكلمها ابداً، هذا وعد مني.
سلم حسام الدين صيده واستلم المال من العم حسن ثم عاد ادراجه.
رجع حسام الى منزله وتناول القليل من الطعام ثم اوى الى فراشه كي ينام قليلاً قبل ان يأتي المغرب فيقابل حبيبته تالا . في منامه شاهد تالا وقد جائته وقالت له،
تالا - اردت ان اخبرك بان لا تاتي هذا المساء لاني علمت ان ابي يريد اقامة حفل عشاء خارج القصر على شرف كمال باشا وزير الملك. لذلك لا اريدك ان تأتي لان ذلك سيشكل خطراً عليك، افهمت؟
حسام الدين - اجل يا حبيبتي لكني حزين لاني سوف لن اراك الليلة.
تالا - انها فقط ليلة واحدة وستراني في الليالي المقبلة. افهمت يا حبيبي؟
حسام الدين - اجل فهمت. سانام حتى الصباح إذاً، وداعاً يا حبيبتي.
بعد مرور بضع ساعات نهظ حسام الدين من السرير لانه لم يتمكن من النوم طوال الليل بعد ان شاهد حبيبته بالمنام. ومهما حاول ان ينام ثانية الا ان النوم قد فارق جفونه فقرر ان يستفيق ويغسل وجهه. بعد تناول بعض الطعام صار يفكر بالحفل الذي اخبرته عنه تالا. وبعد قليل قرر ان يذهب الى قصر الملك علّه يشاهد تالا ولو من بعيد فهو مشتاق لرؤيتها وقلبه يتوق اليها. ارتدى ملابسه وخرج قاصداً القصر. وحينما بلغ السور الذي بمحاذات الحديقة الملكية شاهد الكثير من الحراس يجولون بكل الاتجاهات، لذلك توقف عند السور وصار يترقب. ولما مر الحراس من جانبه وراحوا بعيداً قفز من على السور وسار ببطئ شديد تاركاً مسافة كبيرة بينه وبين المدعوين الذين تجمعوا بالقرب من مبنى القصر. وبينما هو يسير في المنطقة المظلمة ويسمع الموسيقى والصخب آتيةً من بعيد. صار يتوارى خلف الاشجار حتى اقترب كثيراَ من المدعوين إذ اصبحوا على مرمى حجر منه. ظل يحدق بعينيه يتفحص الحاضرين باحثاً عن حبيبته حتى وجدها واقفة بالقرب من رجل يرتدي تاجاً ذهبياً. فعلم ان ذلك هو والدها لان والدتها ماتت قبل ثلاث سنوات لذلك لزاماً عليها أن تقف بجانب الملك. بقي يتابعها بعينيه وهي تارة تضحك مع والدها وتارة تضحك مع بعض الاميرات اللواتي وقفن بجانبها. كان ينظر الى تالا وهي تدور رأسها بكل الاتجاهات. وفي لحظة من اللحظات رمته بنظرة فالتقت عينيهما لكنها لم تبدي اي رد فعل على وجهها. فكيف تراه وهو يقف في مكان مظلم تحت شجرة اوراقها كثيفة. وبينما هو يتابعها بعينيه سمع صوت خطى رجلين يقربان منه فتوارى خلف الشجرة التي بجانبه. بقي الرجلان يقتربان منه حتى وقفا تحت نفس الشجرة التي يقف خلفها فسمعهما يتكلمان،
الاول - كيف ساتمكن من الدخول الى القصر إذاً؟
الثاني - سادع باب الخدم مفتوحاً فتتمكن من الدخول من هناك. سيكون احد الحراس في انتضارك. الحارس أسمه سيف وهو من افضل الرجال عندي. سيقودك مباشرة الى السجن. وعندما تصل هناك سوف يقوم بتقييدك بشكل كذب فتمسك خنجرك خلف ساعدك وتنتظر الملك كي يأتي اليك. حالما يدنو الملك منك تهجم عليه وتقتله. تأكد من انك ستطعنه بقلبه اكثر من مرة. افهمت ما اقوله لك؟
الاول - اجل فهمت ولكن ماذا سيحصل لي؟
الثاني - سيلقون القبض عليك ويضعوك بالسجن لكني سابعث اليك بسيف بن جلال كي يطلق سراحك وتهرب فيما بعد.
الاول - وماذا عن المكافأة؟ لقد وعدتني بعشرين الف ذهبية.
الثاني - اجل سوف تستلمها خارج سور القصر يا شيبوب.
الاول - لحظة واحدة لو سمحت يا كمال باشا. ماذا لو انكرت علي مكافأتي؟
الثاني - هل تعتقد انك تتعامل مع احد الرعاع من امثالك؟ انا وزير الملك وسوف اغدق عليك المال والذهب اكثر مما وعدتك به. فقط نفذ ما امرتك.
الاول - حسناً سيدي، اليوم سيموت ملكنا المفدى ها ها ها.
سار الاثنان وعادا باتجاه القصر ثانية. كان ذلك امراً اثار قلق حسام فاراد ان ينقذ حياة الملك ولكن كيف؟ انه وحيد ولا يملك أي سلاح معه. ومن الذي سيصدقه؟ فكلمته ستكون موزونة امام كلمة كمال باشا وزير الملك، هل سيستطيع اقناعهم بذلك؟ فكر ملياً ووصل الى القرار الاخير هو ان يركض باقصى سرعته نحو تالا ثم يقوم باخبارها بالامر قبل ان يلقوا القبض عليه لانها ستصدقه وسوف تقنع والدها كي يحتاط من ذلك الوغد الخائن. اجل يجب ان ينفذ خطته هذه ولكن يجب ان يختار اللحظة المناسبة عندما تكون تالا اقرب اليه ويكون الحراس بعيدون نوعاً ما كي يتمكن من ابلاغها بكل ما سمع. وقف يتابعها وهي واقفة مكانها ولا تتحرك. فالبروتوكول الملكي يقضي ان تبقى ابنة المك بجانب والدها طوال الوقت ولا تبرح مكانها، وكذلك يبقى الحراس بجانبها حتى نهاية الاحتفال. بقي الامر كذلك لعدة ساعات وهو يراقبها حتى قرر بالآخر ان ينفذ ما عاهد نفسه عليه وليحصل ما يحصل. سار حسام ببطئ نحو المحتفلين حتى انتهت الاشجار ووصل الى المنطقة المفتوحة فبدأ الجري نحو الاميرة. لكن الحراس انتبهوا اليه وهو يركض مسرعاً نحو الاميرة فتوجهوا صوبه وامسكوا به ثم طرحوه ارضاً. وعندما رأته الاميرة تالا قالت لهم، "مهلاً يا رجال، انا اعرف هذا الرجل، لا تؤذوه".
لكن والدها صرخ بالحراس وقال لهم،
الملك - خذوا هذا الرجل الى الداخل وسالحق بكم فوراً.
وعندما ادخلوه الى داخل القصر، امر الجميع بالخروج ما عدى الحارسين الذين امسكوا بحسام فسأل الملك،
الملك - من انت ولماذا اردت ان تؤذي الاميرة؟ تكلم والا قطعت رأسك الآن.
حسام - اسمي حسام الدين سيدي، جئت لاخبر الاميرة ان هناك مؤامرة تحاك ضدك سيدي.
الملك - مؤامرة ضدي؟ وانت تريد ان تنقذني يا احمق؟ انظر حولك، المكان يعج بالحراس وكلهم مستعدون ان يفدوا حياتهم من اجل حمايتي. وانت ايها الوغد الحقير تدعي انك تريد حمايتي؟ وكيف اصدقك وانت كنت متجهاً الى ابنتي بدلاً مني؟ كم انت ساذج لانك جئت بمثل هذه الحجة الواهية.
حسام - سيدي دعني احدثك قليلاً. أنا كنت واقفاً...
قاطعه الملك وقال،
الملك - خذوه الى السجن فوراً ساتولى امره بعد ان تنتهي الاحتفالات.
جرجر الحرس حسام واخذوه بعيداً. عاد الملك الى الاحتفال فوجد ابنته بانتظاره إذ قالت له،
تالا - ابي انا اعرف هذا الشاب. لقد انقذ حياتي قبل فترة من الزمن إذ اخذني الى بيته وضمد جراحي ثم صاحبني حتى بلغت سور القصر. لو كان يرغب بايذائي لقام بذلك عندما كنت ببيته. انه مواطن مخلص وصادق.
الملك - لو فرضنا انه كما تقولين مواطن مخلص، فلماذا تهجم عليك اثناء الاحتفال وجاء يجري. كلا يا ابنتي ابداً، انه جاء يريد بك سوء.
تالا - وهل عثر الحرس على سلاح بحوزته يا ابي؟
الملك - كلا ولكن من المحتمل انه كان ينوي خنقك بيده.
تالا - وهل كان الحرس سيتفرجون عليه بينما يقوم بخنقي يا ابي؟
الملك - كلا ولكن...
تالا - اسمع مني يا ابي، دعنا نذهب الآن الى زنزانته ونتحدث معه بينما يكون المدعوين منشغلون بالطعام، هيا يا والدي ارجوك.
الملك - حسنا كما تشائين. ولكن ساذهب واتحدث اليه وحدي. عليك ان تبقي مع المدعوين، افهمتِ؟
تالا - اجل يا والدي.
بعد ان وضعت الاطعمة الشهية على المناضد بدأ المدعوين بالتقرب من المأدبة وصاروا ينتقون الاطعمة بصحونهم. تسلل الملك وذهب الى داخل القصر بصحبة احد اكثر الحراس اخلاصاً له. نزلوا الى سجن القصر وامر بفتح الباب، وعندما دخلوا هناك نظر حسام الى الملك وقال،
حسام - ارجوك سيدي يجب ان تستمع الي جيداً. فهناك خطة للتخلص منك.
الملك - وكيف عرفت بذلك يا رجل؟ الديك علم الغيب؟
حسام - لقد كنت خلف احدى الاشجار بداخل قصرك سيدي فقد تسللت من فوق السور كي اتفرج على مراسيم الاحتفال.
الملك - ومن هما المتآمران على حياتي؟ اتعرف اسميهما؟
حسام - اجل سيدي انه كمال باشا وزير الملك ومعه رجل آخر يدعى شيبوب.
الملك - لكن شيبوب واحد من اخلص الرجال عندي. وهل سمعت شيئاً آخر يا فتى؟
حسام - اجل سيدي. لقد اخبر الوزير ان شخصاً يدعى سيف بن جلال هو من سيقوم باطلاق سراح شيبوب بعد ان يلقونه في السجن وسوف يساعده في الهروب الى خارج القصر.
الملك - يا الهي، سيف بن جلال هذا ابن اخي جلال رحمه الله. لقد ربيته ببيتي كما لو كان ولدي. ايعقل هذا؟
وبتلك اللحظة جاء احد الحراس مسرعاً وقال للملك،
الحارس - سيدي لقد وقعت كارثة. قام الوزير كمال باشا باختطاف الاميرة ثم هرب بها مع ستة من خيرة فرسانه وخرجوا خارج القصر على جيادهم.
الملك - يا الهي، ان ما تقوله صحيح إذاً يا حسام. ولماذا خطفوا ابنتي إذا كانوا يريدون قتلي؟
حسام - انهم سيستعملونها كاداة لكي يساوموك بها سيدي. انصحك ان تفك وثاقي وان تعطيني حصاناً كي الحق بهم.
الملك - حسناً ولكن ارجوك رد لي ابنتي يا حسام. ارجوك فانا مستعد ان اتخلى عن عرشي كله مقابل سلامتها. لا ترجع حتى تأتي بها. هي كل ما بقي لي من هذه الدنيا.
حسام - سافعل ذلك، اريد بندقية وحصان فقط سيدي.
الملك - اعطوا هذا الرجل افضل بندقية بالقصر والكثير من العتاد واعطوه المهرة البيضاء (نازلي).
فكوا السلاسل من يدي حسام واخذوه الى الاسطبل الملكي حيث كانت نازلي جاهزة للانطلاق وبداخل سرجها ترسانة اسلحة كبيرة. قام حسام بازالة الاسلحة جميعاً ورماها على الارض ما عدى بندقية آلية جديدة وبها ناظور متطور وابقى على الرصاص. ركب المهرة وانطلق الى بوابة القصر. بقي يتقفى اثر الخيل التي خرجت قبل قليل وصار يتابعها حتى وصل الى الوادي الصغير. فوجد ان خيول الخاطفين قد ربطت خارج الكوخ القديم الذي بالوادي. ربط مهرته البيضاء على احدى الاشجار ثم زحف نحو الكوخ ببطئ شديد وبحذر كبير كي لا يراه الحارس الذي وقف خارج الكوخ. وعندما صار الكوخ ومن فيه على مرمى بندقيته وضع رصاصة في البندقية ووجهها نحو الحارس ثم اطلق رصاصة واحدة دوى صداها الوادي الصغير واستقرت بجبين الحارس فاردته قتيلاً على الفور. بعد ان سمع باقي الحراس ممن كانوا بالداخل صوت رصاصة حسام خرجوا مسرعين يطلقون النار بكل الاتجاهات لكنهم صاروا يسقطون كاذباب امام طلقات حسام التي لا تخطئ ابداً. وبعد أن مات جميع الحرس، علم حسام ان الكوخ لم يبقى فيه الآن سوى كمال باشا وحبيبته تالا. تقرب من الكوخ ببطئ شديد حتى نظر من الباب فوجد تالا مكبلة اليدين وجالسة على كرسي بداخل الكوخ. فتح الباب ودخل مسرعاً فشاهد كمال باشا يهرب من الباب الخلفي. فك حسام وثاق تالا فوقفت واحتضنته قائلةً،
تالا - انا كنت على يقين انك ستأتي لنجدتي يا حبيبي ولكن لا اريد هذا الوغد ان يهرب. ارجوك امسك به واحضره هنا كي نأخذه معنا الى القصر حتى ينال جزائه.
سحب حسام بندقيته وتوجه نحو الباب الخلفي للكوخ لكنه فور خرجه من الباب اطلق عليه كمال باشا رصاصة خدشت كتفه الايسر. الا ان حسام لم يأبه بذلك بل رفع بندقيته واطلق رصاصة استقرت بكتف كمال باشا الايمن مما اسقط سلاحه على الارض. وقف حسام فوق رأسه وقال،
حسام - هذه نهاية الخط يا كمال. سلم نفسك وسوف لن تقتل.
كمال باشا - ولماذا لا تصبح ذكياً يا رجل؟ لدي عرض سيغنيك ويجعل منك ذا شأن كبير. إذا تعاونت معي فسوف نقوم بالسيطرة على الحكم وساصبح ملكاً واعينك حينها وزيراً.
حسام - ومن قال لك اني ساخون الملك. ولو فرضنا جدلاً اني طاوعتك الآن فمن الذي يضمن لي انك لن تخونني بعد ان تصبح ملكاً؟ إن الذي يخون مرة يخون مراراً.
كمال باشا - هذه فرصة ذهبية لا تدعها تفوتك يا رجل. انت الآن مجرد واحد من الرعاع.
حسام - اغلق فمك وتعال معي بهدوء والا اطعمتك رصاصة تأتي باجلك الآن.
ادخله حسام الكوخ وربطه بالحبال التي فكها من تالا حيث كانت حبيبته تنتظره. خرج الجميع الى الخارج وركب حسام وتالا الخيل بينما جروا كمال باشا ورائهم وعادوا به الى القصر. كان الملك بانتظارهم، وحالما رآهم صرخ باعلى صوته "امسكوا بخيولهم واتوني بذلك الفتى حسام الدين" فاتوا له بحسام الدين ممسكين بكتفه من الجانبين لكن الملك قال لهم اتركوه يا حراس فهو من النبلاء من الآن وصاعداً وسوف اعطيه اي شيء يريده حتى لو كان عرشي. اخبرني يا حسام ماذا تريد؟
حسام - اريدك ان تبقى ملكنا المفدى وان اخدمك بحياتي لكني اطلب منك يد الاميرة تالا.
الملك - هذا امر يجب ان استشير به الاميرة يا حسام فالامر امرها وهي صاحبة الشأن.
نظر الى ابنته وسألها،
الملك - الرجل الذي انقذك وخلصنا من الخائن كمال باشا يريد الاقتران بك يا ابنتي، فما قولك؟
تالا - انا موافقة يا ابي، فهو انسان شهم ومخلص لك وللوطن. سوف لن تجد رجلاً مثله بكل المملكة.
الملك - على بركة الله إذاً. العرس سيكون بعد سبعة ايام من الآن.
امر الملك بالقاء القبض على ابن اخوه سيف بن جلال الدين ووضعه بالسجن ثم امر بقطع رأس كمال باشا وباقي الحرس الذين تعاونوا معه.
بعد سبعة ايام
اقيم عرس كبير في قصر الملك لتزويج حسان الدين الذي حصل على لقب باشا ورئيس الحرس الملكي من الاميرة تالا ابنة جلالة الملك. جلس العريسين على منصة عالية وحضر عرسهما الكثير من الامراء والنبلاء ونصبت المآدب في المدينة احتفالاً بزواج الاميرة.
وبينما كانت الموسيقى تعزف على مسامع الجميع نظر حسام الى عروسه وسأل،
حسام - لازلت اجهل كيف كنت تأتين الي باحلامي وكيف كنت تصبحين تارة حمامة وتارة انسانة؟
تالا - لقد كانت خادمة امي المخلصة زليخة تمارس السحر وقد اهدتني بضع شمعات سحرية. إذا ما وضعت خاتمي على احداها واشعلتها فانا انقلب الى طير وبامكاني دخول احلام اي من اشاء ولكن فقط طالما تكون الشمعة موقدة. وهكذا كنت اتي اليك يا حبيبي باحلامك.
4214 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع