بيلسان قيصر
عنتريات ايرانية جوفاء
رد مستشار قائد الحرس الثوري الايراني (اللواء مرتضى قرباني) على وزير الدفاع الاسرائيلي في 13/1/2020 بالقول (( اذا ارتكبت اسرائيل اصغر خطأ تجاه ايران، سنسوي تل أبيب بالتراب انطلاقا من لبنان، فقلوب وارواح شعوب اليمن وسوريا والعراق ولبنان مع ايران)).
ربما يسأل المرء نفسه ما وراء مثل هذا التصريح الخبيث؟
ـ لماذا يهدد الايرانيون اسرائيل عبر لبنان وليس من داخل ايران كما يفترض، طالما ان لايران صواريخ بالستية بعيدة المدى وتطال اسرائيل بسهولة؟
ـ لماذا ليس عبر سوريا يكون الرد مثلا، حيت توجد الميليشيات العراقية والايرانية وحزب الله على مقربة من الجولان المحتل، ويكون فيلق القدس قد أدى عملا يتناسب وفق تسميته (القدس) وهدفه تحرير القدس كما يزعم.
ـ السبب ان الرد يكون من لبنان يرجع الى أن ردة الفعل الاسرائيلية ستكون على لبنان المبتلى بحزب الله وليس ايران، لأن ايران تتبع سياسة الحرب بالنيابة عبر اذرعها في المنطقة، وهي تحفاظ على دماء ابنائها الفرس، ولكنها تكرم بسخاء دماء اتباعها من الذيول العرب.
ـ ولا يكون الرد من من سوريا، لأن الروس سيلقمون النظام الايراني حذاءا بأكبر قياس ان فعل ذلك من الجولان، فالإتفاق الأمني الروسي الاسرائيلي مستمر، وامن اسرائيل من أولويات القوات الروسية بما فيها الموجودة في سوريا.
ـ لن يكون الرد من العراق، لأن العراق وان كان الأضعف في المنطقة، لكن الدولة العميقة التي تديره، لا تجد في اسرائيل ماردا مرعبا تخشاه، ولا توجد حدود مشتركة بين البلدين، علاوة على وجود القوات الامريكية التي لن تسمح بأي عدوان عراقي على اسرائيل، يمكن ان تتسامح مع عدوان ايراني عبر الميليشيات العراقية التابعة للولي السفيه، لكن أمن اسرائيل خط أحمر، وهذا ما فهمته الدولة العميقة في العراق، لكن لا بأس بالشعارات المدوية الجوفاء ضد اسرائيل.
مأساة الطائرة الاوكرانية
بعد مسلسل الكذب والرياء والتهرب الايراني خلال ثلاثة ايام من إسقاط الطائرة الأوكرانية، اضطرت ايران رغم أنفها بالقول ان الطائرة اسقطت من قبل الحرس الثوري بصاروخ، وان الصاروخ أطلق من قبل جندي عن طريق الخطأ، لاحظ هذا التصريح ايضا فيه كذب لأنه تبين ان الحرس الثوري أطلق صاروخين وليس واحدا على الطائرة المدنية، والإطلاق كان عبر فريق عمل متكامل وليس جندي كما زعم النظام.
لقد تجاهل النظام عبر غباء لا مثيل له، وروعنية تدل على تخبط وفوضى عارمة إن صور الاقمار الصناعية، والصندوق الاسود، والتحقيقات الدولية سوف تتوصل الى الحقيقة بسرعة.
صحيح ان اصابة الطائرات المدنية عبر الخطأ حصل في التأريخ القريب ومنها في الثمانينيات من القرن الماضي، لكن هذا حصل قيل ثلاثين عاما، ولم تكن الرادارات والتقنية العلمية والرصد الجوي بهذا المستوى المتقدم العالي كما هو عليه الآن. كما ان بعض الطائرات سيما الحربية منها اسقطت بسبب أختراق المجال الجوي لبلد آخر عن طريق الخطأ، في حين الطائرة الاوكرانية اقلعت من مطار الخميني، اي ضمن المجال الجوي الايراني، ولا يوجد خرق مطلقا.
كما ان الطيران المدني الايراني الغى رحلتين في ذلك التوقيت، احداهما تعود لشرطة طيران اطلس متجهة الى اسطنبول، والثانية طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية القطرية متوجهة الى هونغ كونغ. فلماذا تجاهلوا الطائرة الاوكرانية ونبهوا بقية الطائرات؟ ألا يعني هذا سوء إدارة وتخبط واستهتار بحياة الناس؟
من جهة أخرى هل يمكن الثقة بايران بعد هذه المسرحية السخيفة والكذب والفوضى، والأهم منه وهل يمكن السماح لمثل هذه الدولة المعممة المتخلفة والنظام البائس امتلاك السلاح النووي؟ ان كان صاروخا بالستيا قصير المدى لم يسيطروا عليه فما بالكم بقنبلة نووية بيد نظام مجنون؟
لاحظوا كيف تغيرت لهجة الغطرسة عند الخامنئي بقوله ان الحل الوحيد لحل المشاكل يكون عبر اتصالات اوثق بين دول المنطقة، وقول زعيم الحرس الثوري حسين سلامي ((ان طبول الحرب قد صمتت)) واستطرد (( نتحرك الآن نحو السلام)). لقد صدق وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو عندما صرح بأن الهدف من مواجهة ايران الأخيرة كان منع الحرب وليس الدعوة اليها.
بيلسان قيصر
البرازيل
كانون الثاني 2020
1095 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع