طارق رؤوف محمود
الانتفاضة تبتكر أساليب نضالية جديدة لمسارها
أصرار الكتل السياسية على التمسك بالسلطة وعدم ترشيح رئيس وزراء مقبول من المتظاهرين السلمين رغم مرور اكثر من ثلاث شهور على الاعتصام الامر الذي دعا الشباب التفكير بتغير مسار الانتفاضة لتحقيق اهدافها التي سببت انطلاقتها. .
ان مسار التاريخ وحركة الحياة لايسيران وفق وصفات محددة مغلقة، وغالبا مايبتكر الفاعلون في المسار السياسي والاجتماعي وسائلا واساليبا جديدة تمليها عليهم ظروفهم ومستوى وعيهم. لهذا قد تبتكر انتفاضة الشباب مسارا جديدا لنجاحها يختلف عمن سبقها ، مثل فكرة المسيرة الجماهيرية، التي تنطلق من مدن الجنوب وتتوجه الى العاصمة حيث مركز الحكم، بعد ان حقق العصيان المدني والاضراب غرضهما .
وفكرة المسيرة هي فكرة مبتكرة ومناسبة لسياق الانتفاضة العراقية لاسيما اذا انضمت اليها العشائر وابنائهم العاملين في المؤ سسات الأمنية المؤمنين بالعراق والمخلصين للشعب لا لغيره الامر الذي سوف يمنحها زخما وفاعلية تساعد على أنصياع النظام الى تنفيذ جميع مطالب الثوار.
ان الطبقة السياسية لم تقرا التاريخ ولا تدرك تداعياته فهي تعيش في أوهام القوة ، وان أي محاولة للقضاء على الانتفاضة اجراء فاشل ، لانها مسألة حياة او موت حسبما اعلنه المعتصمون لما عانوه طوال السنين من ظلم واضطهاد وتشرد وجوع وبطالة وانتهاك حقوق الانسان وكرامته ، ان الشعب العراقي بكل اطيافه يؤيد المنتفضين ومطليبهم المشرروعة من اجل وطن كريم يعيش فيه الانسان بكرامة وشرف، يجب على السلطة ان تستجيب لمطاليب الشباب فالوطن بخطر وتجربة الحل الأمني حماقة وجريمة تخضع لمقاضاة فاعلها امام المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جريمة إبادة ضد الإنسانية ، وليعلم الجميع ان مثل هذه الجريمة تدفع الناس الى العنف الذي يصعب إيقافه. .
هناك خطرا ماثلا ، هو التجاذبات الاقليمية والدولية حول النفوذ في العراق، وابرز قوى التجاذب هما ايران وامريكا، وبما أن إيران وامريكا تعرضتا لنقد وإدانة متواصلة طوال مسار الأحداث،ونجاح الانتفاضة ووقوفها بالمرصاد لاي نشاط مريب فان حظوظهما في التاثير المباشر وفرض افكارهما على مؤسسات الحكم سواء عبر القوى السياسية العراقية الموالية لهما، او الميليشيات الخارجة عن القانون نعتقد بات غير ممكن، ولكن ستبق ايران وامريكا تؤثران في الساحة العراقية طالما بقي التاثير الخارجي على هذه الساحة ممكنا.
كفانا مماطلة وتسويف كفانا دم مراق كفانا تشرذم وساحة مفتوحة للمخابرات الأجنبية تؤجج الخلاف بين أبناء شعب واحد ، شعب نال كثيرا من المآسي والظلم والجوع والتشرد والقتل وهدر المال والكرامة ، التعنت والتعصب سيؤدي بنا الى الهاوية وسيفرح كل المتربصين للعراق والذين لايقبلون ان يستقر العراق ابدا، عودوا جميعا الى رشدكم والى عراقيتكم والله لا ينفعكم احد غير أبناء شعبكم احرصوا عليهم.
1213 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع