علي الزاغيني
الرئيس في زمن الكورونا
ان مهمة الرئيس المكلف ليست بالمستحيلة ولكنها صعبة اكثر مما نتصور اذا ما تم التصويت على حكومته ومنحها البرلمان الثقة ، ذلك لاسباب كثيرة منها سياسية واقتصادية وصحية ، وهذه الاسباب ليست بالعائق اذا ما تم اختياره لوزراء اكفاء من ذوي الخبرة والكفاءة قادرين على تحمل المسؤولية دون تعرضهم لضغوط سياسية وتدخلات الاحزاب ، مع الاخذ بنظر الاعتبار المرحلة الحرجة من تأريخ العراق بسبب تدهور الاوضاع السياسية والصراع السياسي والاقتصادي والعسكري في المنطقة .
مما لاشك فيه ان المرحلة الراهنة مرحلة صعبة ليس في العراق فقط وانما في جميع انحاء العالم نتيجة تفشي فيروس كورونا والذي تم تصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمية ( وباء عالمي جانحة) ، ان من اولويات الحكومات الاهتمام بالصحة وهذا اول ما يواجه الرئيس وحكومته اذا ما استمر الفيروس بالانتشار وعدم السيطرة عليه نتيجة عدم توفر الادوية والمسلتزمات الطبية وعدم التزام المواطنين بتعلميات وزارة الصحة والعمل بجدية على تطبيقها ، والاستخفاف والاستهزاء بالفيروس .
من اولى الصعوبات التي تواجه رئيس الوزراء المكلف ارضاء الكتل السياسية ولاسيما الكتل الشيعية التي لم تتفق لحد اللحظة على شخصية السيد عدنان الزرفي ، رغم الاجتماعات المتواصلة لترشيح شخصية بديلة عنه ، وهذا ربما ما يعرقل نيل الاصوات والثقة في البرلمان من اجل تمرير حكومته ، كذلك ارضاء وكسب ود المعتصمين في ساحات الاعتصام ومحاولة اشراكهم في اختيار وزراء الحكومة الجديدة التي تعمل على تحقيق مطالبهم التي خرجوا من اجلها , كذلك التحقيق في مقتل المتظاهرين وتقديم للقضاء من اصدر الاوامر بذلك وعمل على تفريق التظاهرات باستخدام القوة المفرطة .
لايخفى على الجميع ان الوضع السياسي في بشكل عام والعراق بشكل خاص صعب جدا نتيجة التقلبات السياسية وكذلك التدهور الواضح في اسعار النفط الذي يشكل الدخل الرئيسي لاغلب دول العالم ومنها العراق الذي يعتمد على موارده بشكل كبير , وبسبب انتشار فيروس كورونا اصبح الوضع اكثر صعوبة ويتطلب جهود اضافية و هذا ما يجعل المهمة صعبة امام رئيس الحكومة في المرحلة القادمة .
ان تكليف شخصية ما لرئاسة الوزراء هي مسؤولية تاريخية ولاسيما هذا التكليف لفترة محددة قد لايتجاوز سنة واحدة ولاتحتاج كل هذه الخلافات والتأخير من اجل اختيارها ، الا اذا كانت هناك اسباب مخفية لا نعلمها ، لهذا يجب ترك الخلافات السياسية على الاقل في الوقت الحاضر وخصوصاً في هذه المرحلة من اجل العراق وشعبه ، والعمل بجد واخلاص من اجل عبور هذه المرحلة الحرجة .
اجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة بالتعاون مع هيئة الامم المتحدة خلال مدة اقصاها سنة واحدة من تشكيل حكومته ، كذلك تحقيق اهداف المتظاهرين والناشطين وحمايتهم وعدم التعرض لهم ، حصر السلاح بيد الدولة وانهاء المظاهر المسلحة وفرض سلطة الدولة ، واعتماد سياسة خارجية تبعد العراق عن الصراعات الاقليمية والدولية ، هذه وعود رئيس الحكومة المكلف السيد عدنان الزرفي هل سوف يتمكن من تحقيقها في حالة التصويت على حكومته ونيلها الثقة في البرلمان ، هل يعمل على تحقيقها فعلاً ، او سيواجه العقبات من بعض الكتل والاحزاب ، ام ستبقى وعوده حبر على ورق .
723 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع