نور عبدالله
ماذا صدرت كورونا في المجتمعات؟
تجار الازمات :البيع العشوائي للكمامات دون وعي وتوجيه.. واللقاح والأدوية المزيفة
!التعاون الطبيعي بين دول قريبة جغرافيا وبعيدة سياسيا
ان ازمة كورونا كشفت الوقائع الرهيبة في راهن أحوال الاجتماع والسياسة العالمية واحدثت متغيرات جذرية في كافة المجتمعات باختلاف أديانها وأجناسها ولهجاتها وعاداتها وتقاليدها حيث قلبت الدنيا رأسا على عقب وكشفت نقاط الضعف الاقتصادية والسياسية والصحية وحتى الأيديولوجية للدول، فظهر إلى العيان ما كان مضمرا وما كان خفيا .نتفرج يوميا على مسرح الأحداث ونشاهد كيف تواجه الشعوب ذلك للتأقلم مع كل هذه المتغيرات التي منها الإيجابي ومنها السلبي.. وباتت كورونا محاكمة قاسية .للذات البشرية، وكاشف جريء للكثير من الاشكالات على المجتمع والسياسة والاقتصاد والكيان العالمي
صحيح أنه لا شيء في الأفق يوضح ما يمكن أن تحدثه من تحولات وتأثيرات مستقبلية، بالذات في اتجاه المزيد من التعاون بين الاجوار والمحاسبة والردع المشترك الا انه لازلت تراودنا آمالا للتعاون بين كل الدول لاصلاح ما يمكن اصلاحه والوقوف صفا واحدا .للخروج باخف الاضرار
..لنسلط الضوء على مجتمعنا العربي أو بالأحرى منطقتنا وكيف استطاعت مجتمعاتها التأقلم أو التصرف في ظل هذه الظروف؟
ككل الأزمات التي حصلت سواء على مستوى العالم من حروب وأزمات اقتصادية وحتى وبائية المؤثرة عالمي كذلك على الصعيد ا معيشي جديد..وتاريخيا ً المحلي الصراعات السياسية والثورات الأخيرة التي احدثت انقلابات داخل جميع المجتمعات خلقت نمط نجد دائما تجار الأزمات او ما يسمون بالمرتزقة الذين يستثمرون الظروف اسوء استثمار ليخلقوا بذلك أزمات جديدة ..هذه المرة الأزمة كانت فريدة من نوعها لم تقتصر على فئة معينة ولا بلد ولا قطر ولا حتى قارة بل تعدت الحدود وعبرت كل القارات وطالت الكل! واجبرت سكان العالم الجلوس في البيت في انتظار مستقبل مجهول وفرج يعلمه غير الله..وجدت كذلك في هذه الظروف ظواهر جديدة مواكبة للحدث وهو البيع العشوائي للأقنعة الواقية وأصبح التجار المتجولون يجوبون الشوارع حاملين ألوان مختلفة واشكال !مزركشة حسب الطلب حتى الصور الكرتونية تجدها؟
مهلا لنقف قليلا هنا هل يعلم هؤلاء ماذا يعني قناع واقي من فيروس معدي؟ هل الجهات المختصة فسرت ذلك لكل الناس باختلاف ثقافتهم ومستوياتهم التعليمية؟ هل هو مجرد قماشة تخاط لا يعلم ماذا كانت قبل ذلك وتضع على الوجه او على الجهاز التنفسي للانسان يستنشقها طيلة اليوم؟ الم يعلم هؤلاء بان القناع الواقي من الفيروس يجب ان يكون خاص وطبي ومعقم؟ الم تصل هذه المعلومة الى الناس؟ انها كارثة بما للمعنى من كلمة كيف يسمح بتفاقم هذه الظاهرة؟ اين المسؤولين والمحافظين على الصحة في هذه الفترة الحرجة مع فيروس خطير سريع الانتشار في لحظات وحتى اقل من اللحظة؟ موضوع يحتاج لوقفة كغيره من المواضيع منها الاكتظاظ لشراء المواد الغذائية وكذلك ركوب المواصلات هل هكذا تدار الازمات؟ يا اخواننا ارجوكم الوعي ثم الوعي واي غفلة ممكن تدمر شعبا كاملا..ولكن المرتزقة لم يكتفوا بذلك بل تجاوزت افكارهم الى ابعد من ذلك حيث قاموا ببيع مواد التعقيم مغشوشة ليتطوروا بعد ذلك والادعاء بان هناك أدوية ولقاحات مضادة للفيروس وزادت تجارتهم وتطورت وسط صمت حكومي؟ !وجهل الناس ما يحصل في العالم وتهافتوا على شرائها ولكن للاسف ما زادت الا سوءا لان هذا الوباء لا يقبل نوعا من الادوية المضادة..ولكن لاجل الكسب يمكن المتاجرة بارواح الناس..ولا ننسى كذلك الوصفات التي يقع ارسالها عن طريق الواتس اب او عن طريق وسائل ..التواصل الاجتماعي التي سببت الكوارث
ومن جهة اخرى او من جانب اخر فان كورونا صدرت لنا شيء ايجابيا وهو التعاون بين الدول لمكافحة هذا الوباء والاتحاد والعمل سوية لمحاربته كما الحرب العالمية الثانية، ولكن هنا محاربة عدو واحد دون سلاح أو دبابات انه عدو قوي غير مرئي.. الى ان تنفرج الازمة فمنذ الآن وحتى تلك الأوقات، سيتجرع البشر آلاما كثيرة، ليدركوا أن تعاونا عالميا أكبر صار من الضرورات الملحة، دون حسابات مسبقة .ان تداخلا مجتمعيا وجغرافيا مثل الذي بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو أكبر من أية خطابات وأيديولوجيات سياسية وصراعات قديمة، وأن الأنظمة السياسية الشمولية والمروعة بقسوتها على مجتمعاتها الداخلية، مثل إيران وسوريا، إنما يتجاوز تأثير فداحتها أية حدود وطنية وهمية ومتخيلة، وأن شكل الاقتصاد السياسي الليبرالي أضعف بكثير مما يتصور نفسه، .وأكثر هشاشة من أن يتمكن من حماية نفسه لوحده.
1084 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع