بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة /مشاعر ووجوم - الجزء الثاني
بعد ان رضعت ماڨي وجبتها، حملتها حزن وخرجوا جميعاً نحو المطعم في الطابق الاول حيث تناولوا وجبة الغداء هناك ثم غادروا الفندق واستقلوا سيارة اجرة فطلب مراد من السائق "ارجو منك الذهاب الى هذا العنوان". وبعد نصف ساعة اوصلهم السائق الى العنوان المطلوب فهبطت حزن من المركبة حاملة بيدها ماڨي ونظرت الى المنزل فوجدته اشبه بقصور الملوك والسلاطين. نظرت الى لوحة الاسم المعلقة على جدار المنزل كي تقرأها فتفاجأت عندما علمت ان القصر هذا للسيد عصمان كوزي الرجل المحسن الذي كان يتبرع دائماً للمأتم الذي تربت فيه. لم تستغرق حزن سوى ثوانٍ حتى ربطت ما بين مراد وعصمان بيك فقالت بسرها "يا الهي مراد هو ابن عصمان بيك! لم اكن اتخيل ذلك ابداً".لكنها لم تتمكن من ان تخبر مراد لان الوقت ما كان ليسمح بذلك. احتفظت بالمعلومة في امل ان تخبر بها مراد فيما بعد.
دخلوا المنزل فاستقبلتهم سيدة ستينية بوجه بشوش مبتسم وقالت،
ميراي : مرحباً بكم، اهلاً بك حبيبي مراد. لماذا غبت عنا بهذا القدر؟ لقد اشتقنا اليك كثيراً.
مراد : وانا كذلك يا ميراي .
نظر مراد الى حزن وقال،
مراد : هذه ميراي، انها احدى مربياتي. تولت تربيتي منذ ان توفت والدتي.
فاشارت اليها حزن بيدها بمعنى،
حزن : انا سعيدة بلقائك سيدتي.
ميراي : هل هذه زوجتك يا مراد؟
قالتها وهي تنظر الى حزن بتمعن.
مراد : انها حبيبتي وتسكن معي في الجزيرة.
ميراي : ان جمالها اخاذ يا مراد. تفضلوا بالداخل ان والدك موجود بالبيت.
مراد : حسناً، تعالي يا حزن دعينا ندخل.
ميراي : وهل هذه ابنتكما؟
مراد : كلا يا ميراي، ساشرح لك الامر فيما بعد. دعيني اقابل والدي اولاً.
دخلوا المنزل ووقفوا في الصالة ثم تسائل مراد،
مراد : اين والدي؟ لقد اشتقت اليه.
ميراي : اردت ان اخبرك شيئاً عن والدك يا مراد انه لا يستطيع ان...
هنا دخل عصمان كوزي الى الصالة ووقف بالباب ثم قال بصيغة الامر،
عصمان كوزي : ما هذا الضجيج؟ لماذا تصرخون؟ ولمن هذه الطفلة المزعجة؟
مراد : انا مراد يا ابتي، جئت اليوم لزيارتك.
عصمان كوزي : ان ابني مراد مات منذ عشرين سنة. من انت؟ ويحك يا سافل كيف تنتحل شخصية المرحوم؟
مراد : ما هذا الكلام يا والدي؟ انا ابنك مراد. الم تتذكرني؟
ميراي : بعض الاحيان لا يتذكر الاشياء يا مراد. لقد اصيب والدك بمرض الزهايمر. اردت ان اخبرك بذلك منذ البداية.
عصمان كوزي : اتصلوا بالشرطة فوراً لان هذا الوغد يريد ان ينتحل شخصية ابني ويسرق اموالي.
ميراي : لا تزعل منه يا مراد. هو دائماً على هذا الحال. نحمد الله انك عدت الى البيت كي تتمكن من اتخاذ القرارات في رعاية والدك.
مراد : ولكن كيف تتصرفون هنا؟ ومن الذي يأخذ القرارات بهذا المنزل؟ وكيف تصرفون المال؟
هنا دخلت سيدة ستينية اخرى الى الصالة وبصوت يدل على حزم وثقة بالنفس قالت،
گلستان : انا ادير هذا المنزل كما كان يديره عصمان بيك قبل ان يمرض.
بصوت عال قال مراد
مراد : انّه گولستان!
وبنفس اللحظة اشارت حزن
حزن : انّه گولستان!
نظر مراد الى حزن وسألها،
مراد : اتعرفين گولستان؟
فاشارت حزن بيديها،
حزن : اجل انها معلمتي وقد اعتنت بي في المأتم طوال حياتي انا اعتبرها بمنزلة امي لذلك اناديها انّه.
گلستان : هذا صحيح، انا اعتنيت بك بالمأتم يا حزن طوال هذه السنين وكذلك انا مربية مراد، قمت بتربيته منذ ان توفت والدته بعد الولادة بفترة وجيزة.
عصمان كوزي : هؤلاء لصوص حقراء، ارموهم جميعاً خارج المنزل. بل اتصلوا بالشرطة كي تقبض عليهم.
گلستان : ارجوكم اجلسوا جميعاً ودعونا نتحدث بهدوء. اما انتِ يا ميراي فارجوك خذي عصمان بيك الى غرفته واسقه دوائه.
خرجت ميراي آخذة معها عصمان بيك وبقت گلستان مع مراد وعائلته الصغيرة. بعد ان جلسوا وبداوا بشرب الشاي سألت گلستان حزن قائلة،
گلستان : لم اكن اعلم بانكِ ما زلتِ على قيد الحياة. لقد فقدنا الامل بعد ان فتش الناس عنك بكامل الجزيرة اثر الزلزال الذي وقع بذلك اليوم المشؤوم. لقد بكيت عليك كثيراً يا ابنتي وتصورت انك مُتِ. اين كنت؟ وكيف تعرفت على مراد؟ وكيف اصبح لديكما طفل بهذه السرعة؟
حزن : ساخبرك بكل شيء فيما بعد ولكننا في مأزق كبير يا انّه. نحتاج الى الاوراق المهمة لمراد.
گلستان : حسناً ولكن اعتقد ان عصمان بيك يحتفظ بها جميعاً بالخزنة الحديدية. وهو وحده يمتلك الرقم السري وانا لست متأكدة من انه سيتذكر الرقم. يجب ان نسأله ربما يستطيع ان يفتح لنا الخزنة. دعونا نذهب ونسأله.
ذهب الجميع الى غرفة عصمان بيك فسألته گولستان،
گلستان : يا عصمان بيك اريد ان اطلب منك شيئاً مهماً. اريدك ان تفتح لنا الخزنة الحديدة لان فيها بعض الاوراق تخص مراد بيك وهو في حاجة كبيرة اليها. ارجوك اعطنا الرقم السري.
عصمان بيك : ما هذا الذي تقولينه يا گولستان؟ اتريدين ان تفتحي الخزنة للصوص؟ ولماذا لم تتصلي بالشرطة لحد الآن؟
گلستان : هذا ابنك يا عصمان بيك انه مراد، ارجوك افتح له الخزنة.
رفع عصمان بيك من حدة صوته وصار يزمجر كالاسد قائلاً،
عصمان بيك : اخرجي ايتها الحقيرة، لقد اصبحتِ مثلهم تريدين سرقة اموالي؟ سوف لن ادعك تسرقيني، ساتصل بالشرطة بنفسي. اعطني الهاتف.
هنا تدخل مراد قائلاً،
مراد : ارجو من الجميع ان يتركني مع والدي.
خرجت گلستان وحزن حاملة معها ماڨي واغلقوا الباب على مراد ووالده.
بقوا خارج الباب وهم يسمعون عصمان بيك يكيل الشتائم لمراد، ومراد يحاول جاهداً اقناع والده كي يعطيه الرقم السري للخزنة الحديدية دون جدوى. وبعد ان وصل مراد الى باب مؤصد خرج الى النساء خارج الغرفة وهز برأسه قائلاً،
مراد : حاولت كثيراً دون جدوى. اعتقد اني ساواجه مشكلة كبيرة مع الشرطة.
لكن حزن اشارت اليه بمعنى،
حزن : دعني ادخل عليه واحاول اقناعه يا مراد.
مراد : لا يا حبيبتي، ان والدي يكرهك بل يكرهنا جميعاً وسوف يكيل لك الكلام البذيء وربما حتى يعتدي عليك بالضرب. كلا، سوف لن اسمح بذلك.
لكن گلستان تدخلت وقالت لمراد،
گلستان : دعها يا مراد. ان حزن ذكية ولديها اسلوب اقناع جيد. دعها تحاول معه.
مراد : حسناً ادخلي يا حزن ولكن كوني على حذر.
دخلت حزن الى غرفة عصمان بيك واغلقت الباب ورائها. بقي مراد في قلق كبير وهو يذرع الارض ذهاباً واياباً. وكلما نظر بوجه گلستان ابتسمت واومأت برأسها كي يصبر وينتظر. وبعد ساعة من الهدوء القاتل انفتحت الباب ثانية وخرجت حزن وبيدها حزمة من الاوراق واعطتها لمراد. بقي مراد مشدوهاً لا يعرف ماذا يقول. كيف استطاعت حزن ان تفعل ما لم يستطع ان يفعله هو او مربيته گولستان؟ تفحص الاوراق فوجدها كاملة تماماً ما كان يريده فقال،
مراد : يجب ان نتحرك الآن فوراً الى المركز. اتركي ماڨي مع گلستان وتعالي انت معي كي ناخذ الاوراق للشرطة.
خرج الاثنان الى الشارع واستقلوا سيارة اجرة نقلتهم الى مركز الشرطة. هناك دخلا على الضابط المسؤول فاستدعاهم للجلوس وقال،
الضابط : هل استطعتم احضار الاوراق والشهادات؟
مراد : اجل يا حضرة الضابط. ها هي جميع الاوراق والشهادات.
الضابط : حسناً اتركوها معي، بامكانكما الرجوع الى بيت عصمان بيك الآن وعندما ننتهي منها ساعيدها اليكم سالمة، لا تقلقوا.
مراد : شكراً لك حضرة الضابط.
خرج مراد وحزن وصارا يسيران على قارعة الطريق حتى سأل مراد،
مراد : هل انت جائعة؟
حزن : اجل يا مراد، بامكاني ان اءكل فيلاً.
مراد : فيلاً كاملاً؟ ابتدأت اخاف منك يا حزن ولكن اخبريني يا شيطانة، كيف استطعت ان تقنعي والدي كي يفتح لك الخزنة الحديدية.
حزن : هذه جزء من مؤهلاتي يا مراد. فانا شاطرة بالاقناع. استطعت ان اقنعك كي تتخلى عن قلبك لي، اليس كذلك؟
مراد : هذا صحيح، ولكن كيف استطعت ان تتفاهمي معه وماذا قلت له؟
حزن : هذا سر من اسراري يا مراد.
مراد : حسناً لكنك كبرت بنظري اكثر يا فتات.
بعد ان عثرا على المطعم المناسب تناولا وجبة دسمة من كباب اسكندر ولبن العيران واصبحا لا يقويان على الحركة. قالت حزن،
حزن : يجب علينا الرجوع الآن فوراً.
مراد : لماذا يا حزن، دعينا نستمتع بوقتنا قليلاً.
حزن : لقد اشتقت لماڨي، فانا لم افارقها بهذا القدر منذ ان ولدت.
مراد : ولكن دعيني اسألك سؤالاً فرضياً، ماذا لو اننا تزوجنا؟ اقصد انا اتزوجك يا حزن، فهل تريدين ان تبقى ماڨي معنا ام تريدين ان تودعيها في مأتم؟
نظرت حزن الى حبيبها نظرة غضب كبيرة وقالت،
حزن : اولاً، ما هذه الطريقة الغير رومانسية في طلب يدي؟ وثانياً، ساتبناها بالتأكيد وستصبح اختاً لاطفالنا.
مراد : وكم طفل تريدينا ان ننجب يا حزن؟
حزن : خمسة اطفال والسادسة ماڨي.
مراد : حسناً وهل تريدينا ان نعود الى الكوخ؟
حزن : كلا، ان كنت ستتزوجني فانا افضل ان ابقى بجانب والدك كي اعتني به، فهو يحتاج الى واحدة مثلي كي تهتم به.
مراد : وكيف ستتفاهمين معه؟
حزن : لقد اكتشفت انه يفهم لغة الاشارة هو الآخر. انتم عائلة خمسة نجوم.
مراد : لكنه يعاني من امراض كثيرة ومشاكل نفسية والخرف والزهايمر.
حزن : انه بمنزلة والدي، ساحبه واعتني به حتى آخر رمق من عمري. فقد اعتنى بنا بالمأتم كثيراً وآن الاوان ان نرد له الجميل.
ابتسم مراد بوجهها وقبلها قبلة ساخنة كادت تفقدها الوعي.
غادر الحبيبان المطعم ورجعا الى الدار وحالما فتح الباب استقبلتهما گلستان وقالت وهي في غاية القلق،
گلستان : اسرع يا مراد، لقد اصيب والدك بجلطة في الدماغ. استدعيت له الطبيب وهو عنده في الغرفة الآن.
مراد : وهل وقعت له جلطة من هذا النوع سابقاً؟
گلستان : اجل قبل ستة اشهر اصيبت يده اليمنى بالشلل فجأة وسقط على الارض لانه حاول ان يستند عليها لكنه لم يستطع. وفقد النطق السليم وصار يتكلم وكأنه سكران.
مراد : وماذا فعلتم؟
گلستان : اتصلنا بالاسعاف فنقلوه الى المشفى فوراً وهناك حقنوه بابرة قوية سببت له النزيف من انفه لكنها ازالت عنه الجلطة ولحسن الحظ لم يبقى الشلل في يده سوى ساعة واحدة.
مراد : وهل وصفوا له اي دواء؟
گلستان : اجل دواء لاذابة الكولسترول ودواء لتخفيف كثافة الدم. عليه ان يتناولهما كل يوم ومدى الحياة. والا فان احتمالية الجلطة ستعود ثانية.
مراد : هذا صحيح ولكن لماذا عادت له الجلطة اذاً؟
گلستان : ان والدك لا يعي ما يفعل. فهو يتصرف كالاطفال ويحاول ان يتجنب تناول الدواء. فقد وجدنا مخزوناً كبيراً من حبات الدواء كان قد خبأها في الحديقة. انا قلقة عليه كثيراً. كان يتضاهر بانه ابتلع الحبات لكنه كان يخرجها من فمه ويرميها بالحديقة.
وبتلك اللحظة خرج الطبيب من الغرفة فهرع مراد اليه وسأله،
مراد : ارجوك طمني يا دكتور، هل ابي بخير؟
الطبيب : كلا يا استاذ مراد. ان ابوك في حالة خطيرة جداً وعلينا نقله للمشفى فوراً. يبدو انه فقد البصر هذه المرة
مراد : يا الهي، ما هذا الفال السيء؟ لماذا حصل ذلك؟
الطبيب : لقد نصحت الجميع كي يراقبوه عندما يتناول علاجه كي لا يحاول ان يخدعهم ويتخلص من الدواء. فهو يعاني من الزهايمر ويتصرف كالاطفال.
مراد : اجل لقد اخبروني بحالته.
الطبيب : دعنا ناخذه الآن الى المشفى وسنرى ما سيقول الطبيب المختص هناك.
اخرج السائق علي سيارة الرولز رويس وركب مراد والطبيب ساندين معهم عصمان بيك وانطلقوا به الى مشفى مديكال بارك التعليمية بينما بقيت حزن بجانب ماڨي تطعمها وترعاها. وبعد اربع ساعات عاد مراد مع السائق الى بيت والده فاستقبلته حزن بشغف كي تقف على حالة عصمان بيك فقال لها "ان الاطباء قالوا ان حالته غير مستقرة وانه اذا استقرت حالته في الصباح فسيكون له فرصة كبيرة في الشفاء وقد يرجع له بصره. بعد ان عالجوه هناك ادخلوه قسم العناية المركزة كي تستمر رعايته على مدار الساعة. سوف اعود وازوره غداً صباحاً. والآن هل انت مستعدة كي نعود للفندق؟"
گلستان : اي فندق هذا يا مراد؟ لماذا لا تبيتوا هنا هذه الليلة. انه بيت اباك، اي انه بيتك.
نظر مراد بوجه حزن فاومأت له بالموافقة وهي تبتسم فسأل،
مراد : واين سننام يا گولستان؟
گلستان : ساهيء لكم الغرفة الرئيسة، فهي الاكبر بالقصر وهي تطل على الحديقة الخلفية للمنزل.
ذهبت گلستان ونادت على ميراي كي يقوما باعداد الغرفة الرئيسية لمراد وحزن.
في تلك الليلة لم يستطع مراد النوم لانه كان يفكر في حالة والده وماذا سيحصل لو ان والده توفى؟ كان يكره ان يأخذ ذلك الاحتمال لكنه وارد من شدة فداحة التقرير الذي اعطاه الطبيب. نظرت حزن بوجه مراد وسألت،
حزن : هل انت بخير؟ اتفكر بوالدك يا حبيبي؟
مراد : اجل يا حزن. لقد اهملته كثيراً حتى وصل الى هذه الحالة. لقد كنت انانياً لاني ابتعدت عنه وسكنت تلك الجزيرة وحدي بدلاً من ان ابقى معه واعتني به. ليتني لم افعل ذلك.
حزن : لا تلم نفسك يا مراد. فوالدك كبير في السن وهو معرض لان يتلقى الازمات الصحية لانه في الثمانينات من عمره اليس كذلك؟
مراد : بل هو 90.
حزن : وهذا يؤكد كلامي. كل ما عليك فعله الآن هو ان تبقى الى جانبه وتحاول ان تسعده في ايامه الاخيرة.
مراد : وماذا عن حلمنا كي نتزوج ونعود للجزيرة؟
حزن : والدك اهم من كل احلامنا. بامكاننا ان نتزوج باي وقت نشاء ونبقى الى جانب عصمان بيك. ساقوم انا برعايته شخصياً، ساكون كابنته التي لم ينجبها.
مراد : انت انسانة عظيمة يا حزن. ومتى سنتزوج إذاً؟
حزن : دعنا نطمئن على والدك اولاً. اتمنى ان تمر الازمة ويتعافى منها.
مراد : وانا كذلك. والآن اريد منك ان تضميني فانا بامس الحاجة لحضنك الدافئ ياحبيبتي.
احتضنته حزن وناما كذلك حتى الصباح.
بفجر اليوم التالي رن هاتف مراد الخلوي فالتقطه مراد بخوف وتوتر لانه علم انه من المشفى، "يا ساتر يا ربي"،
مراد : الو تفضلوا.
الطبيب : انا الدكتور جنكيز يا مراد.
مراد : اجل اجل تفضل يا دكتور، كيف حال والدي؟
الطبيب : لقد استقرت حالة والدك اليوم بشكل جيد جداً وعاد له بصره وسوف ننقله الى غرفة اعتيادية بعد الظهر لذلك انصحك بعدم المجيء الا الى ما بعد الساعة الواحدة ظهراً.
مراد : حسناً حسناً دكتور. اشكر لك اهتمامك بوالدي. ساكون عنده الساعة الواحدة تماماً. ارجو ان القاك هناك وقتها.
الطبيب : قد لا اكون هناك ولكن سيكون هناك الطبيب المسؤول واسمه نشأت. بامكانك التحدث اليه.
مراد : اكرر شكري يا دكتور. وداعاً.
اغلق مراد الهاتف ونظر الى حزن وقال،
مراد : ان ابي يتعافى. انا سعيد يا حزن. انا احبك كثيراً.
حزن : دعنا نزوره الآن فوراً. فانا متشوقة لرؤياه.
مراد : كلا هذا لا يمكن. انهم سوف يأذنون لنا بزيارته بعد الظهر.
حزن : لذا يجب ان نفعل شيئاً قبل الزيارة.
مراد : ماذا ببالك يا حزن؟ ماذا تريدين فعله؟
حزن : نذهب الى المحكمة كي نأخذ موعداً للزواج. فذلك يتطلب اسبوعين على الاقل، اليس كذلك؟
مراد : اجل، اجل بالتأكيد. سنتناول وجبة الافطار ثم نخرج فوراً الى المحكمة.
هبط مراد وحزن الى الطابق السفلي فوجدا گلستان قد اعدت افطاراً رائعاً من بيض ومعجنات وزيتون وشاي وخبز واجبان بثلاثة انواع وخيار وطماطم.
مراد : يا سلام يا گولستان، ما هذه المائدة الرائعة؟ لقد اشتقت الى موائدك الدسمة.
گلستان : بالهناء والشفاء يا اولادي الاحباء. تفضلا وكلا هنيئاً مريئاً، كلا جيداً كي تذهبا لزيارة الوالد.
مراد : كلا يا گولستان، لقد اتصلوا بي من المشفى هذا الصباح واخبروني ان والدي في تحسن الآن وانه سينقل الى غرفة اعتيادية بعد الظهر، لذا فنحن لا نستطيع زيارته حتى ذلك الوقت. لكننا سنذهب الآن الى المحكمة.
گلستان : المحكمة؟ يا الهي، لاتقل لي انكما... هل قررتما ان.. ان تتزوجا؟
مراد : اجل يا گولستان. فلم يبقى اي داعي لان نؤجل الامر اكثر من ذلك.
گلستان : لكني كنت اتمنى ان نقيم لكما عرساً يليق بمقامكما.
مراد : العرس ليس مهماً يا امي. يجب ان ننتهي من هذا الامر ثم نبقى بجانب والدي بعد ذلك. قررنا ان لا نعود الى الجزيرة.
گلستان : يا الهي انا سعيدة بذلك القرار. سوف تملأون البيت باولادكما وساكون سعيدة جداً وانا اربيهم.
مراد : اننا نحبك يا گولستان.
حزن : اريد التحدث معك بموضوع شخصي فيما بعد. هل هذا ممكن يا انّه؟
گلستان : اجل اجل بالطبع يا حبيبتي.
مراد : ساترككما تتحدثان بامور شخصية بينما اقوم بحلاقة ذقني استعداداً للخروج مع حزن.
صعد مراد الى الطابق العلوي بينما بقيت حزن و گلستان يتحدثان فسألتها حزن،
حزن : الم تعثري على والديّ الاصليين يا گولستان؟ لقد سبق وان سألتك ذلك من قبل، لكنك وعدتيني ان تبحثي بالامر.
گلستان : كلا يا حزن لم اعثر على اي شيء بعد. انا اسفة يا حبيبتي انه ليس بالامر الهين.
حزن : حسناً ولكن ارجو ان لا تهملي الامر فانه مهم بالنسبة لي.
گلستان : كما تشائين يا حبيبتي. اعدك اني ساحاول اكثر فيما بعد.
وما هي الا دقائق وهبط مراد وقد فرغ من حلاقة ذقنه. نظر الى حزن وقال،
مراد : هيا يا حزن.
مسك مراد يد حزن وغادرا المنزل متجهين الى سيارة عصمان بيك. ركبا الى الخلف بينما قاد علي السيارة وسأل،
علي : اين العزم يا سيدي؟
مراد : المحكمة الشرعية
علي : حقاً؟ هل ستتزوجا سيدي؟
مراد : اجل يا علي سوف نأخذ موعداً للزواج اليوم، لقد قررنا البقاء معكم هنا باسطنبول.
علي : مرحباً بكم (خوش گالدنيز). سنكون جميعنا سعداء بوجودكما معنا سيدي.
مراد : شكراً لك يا علي.
حالما وصلا الى المحكمة ادخلهم الساعي الى مكتب القاضي وهناك وقف رجل سبعيني يحمل ملفاً ازرق يتحدث مع السكرتيرة.
نظرت السكرتيرة الى مراد وقالت،
السكرتيرة : تفضل سيدي، كيف استطيع خدمتك؟
مراد : صباح الخير سيدتي، نحن جئنا اليوم كي نحجز موعداً للزواج.
السكرتيرة : حسناً، ومتى تريدون الموعد؟
مراد : باسرع وقت ممكن يا سيدتي.
السكرتيرة : حسناً.
نظرت الى الحاسوب قليلاً ثم قالت،
السكرتيرة : اقرب وقت لدي هو يوم الخميس 26 من ابريل 2012.
مراد : لكن هذا الموعد بعد ثلاثة اسابيع. الا يمكننا الزواج قبل ذلك؟
السكرتيرة : انا اسفة سيدي.
هنا التفت الرجل المسن الى مراد وسأله،
القاضي : ما اسمك يا ولدي؟
مراد : اسمي مراد كوزي سيدي.
القاضي : هل انت ابن عصمان كوزي يا مراد؟
مراد : اجل سيدي.
القاضي : وكيف حال والدك الآن؟ لقد سمعت انه بالمشفى.
مراد : انه يتحسن سيدي، سازوره اليوم بعد الظهر. يبدو انهم سيخرجوه من العناية المركزة وقد استعاد بصره.
وجه القاضي كلامه الى سكرتيرته وقال،
القاضي : اسمعي يا ليلى. إذا كان مراد على عجل فاعطيه موعداً في الاسبوع القادم.
السكرتيرة : حسناً يا حضرة القاضي، كما تأمر. الموعد سيكون يوم الاربعاء الحادي عشر من ابريل 2012.
مراد : هذا عظيم، اشكرك سيدي القاضي واشكركِ حضرة السكرتيرة.
القاضي : ساتي الى منزل عصمان بيك عندما يتعافى لزيارته.
مراد : على الرحب والسعة.
القاضي : مبروك ايتها العروسة.
فاشارت حزن بيدها،
حزن : شكراً لك سيدي.
غادر مراد وحزن المحكمة وهما في اتم السعادة وطلبا من السائق علي ان يأخذهما الى المشفى كي يزورا عصمان بيك لان الساعة قاربت من الواحدة ظهراً. وعند وصولهما هبطا من السيارة بينما ذهب علي كي يوقفها في مراب السيارات بالمشفى.
مراد : اتمنى ان يكون والدي بخير يا حزن.
حزن : اطمئن حبيبي، ان الله معنا.
دخل الاثنان الى الغرفة التي اخبرتهم عنها موظفة الاستعلامات فشاهدا عصمان بيك نائماً في سريره. قبله مراد ثم قبلته حزن ففتح عينيه وقال،
عصمان : لماذا تأخرتما في المجيء؟ لماذا لم تزوراني بالامس؟
مراد : لقد كنت في العناية المشددة يا والدي ولم يسمحوا لنا بزيارتك هناك. اما الآن فانت بخير لذلك نحن هنا.
حزن : انظر يا عمي، لقد احضرت لك الورد، ارجو ان يعجبك. فهو ورد الگاردينيا اشتريته هذا الصباح من العم جلال الذي يبيع الورد قرب المشفى.
عصمان : هذا افضل ورد احبه لان رائحته زكية جداً ولكن اين گولستان، ولماذا لم تأتي معكما؟
مراد : لقد بقيت بالبيت مع الطفلة ماڨي.
حزن : ونحن لم نرغب بان نزعجك بالكثير من الزوار. لكن گلستان ستزورك باقرب فرصة.
عصمان : حسناً والآن اخبروهم انني جائع جداً واريد ان اكل وجبة دسمة.
مراد : ذلك لا يصلح يا والدي، فانت لديك مشاكل في الكولسترول وهم يسيطرون على نوع غذائك يا حبيبي.
حزن : انظر يا عصمان بيك، لقد احضرت لك عصيراً من الفواكه اعددته بنفسي. انا متأكدة انه سيعجبك.
عصمان : انه لا يعجبني.
حزن : لكنك لم تتذوقه بعد، لماذا تقول انه لا يعجبك؟
عصمان : لانك تناديني عصمان بيك. اريدك ان تناديني يا ابي، مفهوم؟
حزن : حسناً يا ابي، يا احسن اب في الوجود انا احبك كثيراً.
مراد : هل تعلم يا والدي ان التي تناديك ابي ستصبح كنتك عن قريب؟
عصمان : حقاً؟ هل ستتزوجان قريباً؟
مراد : اجل، اليوم حصلنا على موعد من المحكمة. ارجو ان تكون قد تعافيت تماماً كي تحضر عرسنا.
عصمان : ساكون هناك حتى لو انهم منعوني. فانت ابن عمي وانا احبك كثيراً.
نظر مراد الى حزن واومأ لها بان لا تبالي بما قاله والده.
مراد : الآن يجب علينا العودة للمنزل، هل تريد مني شيء آخر يا ابي؟
عصمان : كلا، اخرجا، الآن اريد ان اتابع الرسوم المتحركة على التلفاز.
حزن : وداعاً يا ابي.
قبلاه الاثنان وخرجا من الغرفة والمشفى عائدين الى المنزل.
حالما وصلا الى المنزل وجدا الصالة خالية. فاستغربت حزن وسألت مراد،
حزن : اين ذهب الجميع؟
مراد : لا اعلم ربما صعدوا الى الطابق العلوي كي يضعوا ماڨي في سريرها.
حزن : ساصعد إذاً كي اتأكد بنفسي فقد قلقت على ماڨي.
دخلت حزن غرفة نومها لكنها لم تجد ماڨي في سريرها فخرجت من الغرفة ودخلت غرفة گلستان لكنها عندما دخلت الغرفة لم تجد اي احد هناك ايضاً وقررت ان تبحث ربما تجد رسالة او ورقة تكون قد تركتها گلستان كي تخبرهم اين اخذت ماڨي. وبينما هي تبحث في الغرفة، وقعت عينها على صورة كانت سبق وان شاهدتها في المأتم منذ عدة سنين مضت. الصورة لگلستان وهي تحمل حزن عندما كانت طفلة رضيعة. ابتسمت حزن وقالت كنتِ دائماً تهتمين بي يا انّه واليوم انت تعتنين بابنتي ماڨي كم انا احبك.
قلبت حزن الصورة وشاهدت شيئاً هزها واثار فضولها انها الكتابة التي على ظهر الصورة. يا الهي لا اصدق، كل هذه السنين يا انّه وانت تعلمين الحقيقة! لماذا لم تخبريني؟ ما الذي يجري يا انّه؟ لماذا اخفيتِ عني هذا السر؟ اين گلستان؟ يجب علي ان اعاتبها.
خرجت من غرفة گلستان وهي في غاية التوتر فشاهدت مراد في الممر، قالت له "انظر يا مراد" اعطته الصورة مقلوبة على ظهرها لكنه عندما استلمها قلبها على وجهها كي يرى الصورة، فسحبتها من يده ثانية وقلبتها واشارت له باصبعها على ظهر الصورة كي يقرأ العبارة. قرأ مراد العبارة وانصدم.
مراد : ايعقل ذلك؟ هذا شيء خطير. ولماذا لم تخبرنا بذلك؟
حزن : انا لا اصدق، كيف استطاعت ان تخفي عنا هذه الحقيقة؟ لماذا لم تخبركِ طوال هذه السنين؟
وبتلك اللحظة صعدت گلستان حاملة معها ماڨي فشاهدت حزن ومراد يقفان في الممر وعلامات القلق والاستغراب واضحة على وجهيهما فسألت،
گلستان : ما الامر يا اولاد؟ ماذا بكما؟ لماذا انتما واقفان هنا؟ هل انتما بخير؟ هل عصمان بيك بخير؟
حزن : ما هذا يا انّه؟ اخبريني فوراً؟ تكلمي من دون مراوغة ارجوكِ.
گلستان : إذاً عثرتم على الصورة وعرفتم السر إذاً. اجل يا حزن انت ابنة اختي ليلى رحمها الله. لقد كتبت على ظهر الصورة "انا احمل حزن ابنة اختي ليلى بعد شهرين من وفاتها" اجل يا حزن انت ابنة اختي ليلى وهذا ما خبأته عنك طوال تلك السنين.
حزن : ومن هو والدي؟
گلستان : والدك توفي هو الآخر. وبعد ذلك حملتك واخذتك الى المأتم كي تتربين هناك.
مراد : ولماذا المأتم يا گلستان؟ لماذا لم تربيها ببيتك؟
گلستان : لم اتمكن من هول الفضيحة يا مراد.
مراد : اي فضيحة هذه؟ ارجوك اخبرينا، تكلمي.
حزن : تكلمي يا انّه ارجوكِ.
گلستان : حسناً، حسناً ساخبركما وامري الى الله. قبل 19 عاماً كنت اعيش مع اختي ليلى في منطقة كاديكوي باسطنبول. كنت اعمل لدى والدك عصمان بيك كمدبرة للمنزل. اما اختي ليلى فقد كانت تدرس المحاماة في جامعة اسطنبول وكانت حالتنا المادية ضعيفة جداً. كانت اختي ليلى تستقل المواصلات العامة في ذهابها وايابها الى الجامعة وكان هناك رجل شرير يدعى عبد الصمد يتربص لاختي ويتبعها اينما ذهبت. وعندما اخبرتني بذلك طلبت منها ان تأتي معي كي نقدم شكوى ضده لدى الشرطة. وفعلاً قدمنا الشكوى فاحضروه وهددوه إن هو تعرض لاختي ليلى ثانية فانهم سوف يزجوه بالسجن. كانت تلك الحادثة قد اغضبته كثيراً لذلك قرر ان ينتقم منها ويفعل فعلة شنيعة. باحدى المرات وبينما كنت انا خارج المنزل. دخل على اختي واغتصبها بغرفة نومها. حاولت كثيراً ان تقاومه الا انه تمكن منها واستطاع ان ياخذ ما يريده منها. وعند رجوعي للمنزل وجدتها جالسة على الارض بحالة بائسة يائسة محطمة تبكي بكاءاً مراً. لم تشأ ان تخبرني من شدة خجلها. لكني بقيت اسألها بالحاح حتى اخبرتني بما حصل. ذهبنا على اثرها الى مركز الشرطة واخبرناهم بالاعتداء فاكدوا لنا بانهم سيلقون القبض عليه وسيودعونه السجن لكنهم لم يفعلوا ذلك. وكلما سألناهم عن الرجل الشرير كانوا يقولون بانهم مازالوا يبحثون عنه. وما هي الا اشهر حتى اكتشفنا ان اختي ليلي حامل من جراء ذلك الاعتداء وانها ستلد طفلاً غير شرعي. لذا قررت اختي ان تسقط الجنين الا ان الطبيب اخبرها بان اسقاط الجنين سيشكل خطراً على حياتها لانها تأخرت كثيراً. لذلك يجب عليها ان تبقي الجنين ببطنها. وبهذه الاثناء اخبرتنا الشرطة انهم القوا القبض على عبد الصمد وستجري محاكمته خلال شهور. وعندما بدأت جلسات المحكمة، ترافع احد المحامين البارعين دفاعاً عن عبد الصمد وكانت النتيجة ان المحكمة برّأته لعدم كفاية الادلة. وبنفس الجلسة الاخيرة قامت اختي ليلى باطلاق النار من مسدس بيدها في قاعة المحكمة على عبد الصمد فاردته قتيلاً امام الجميع. القي القبض عليها وحكمت فيما بعد بالاعدام ولكن بعد ان تلد جنينها. وبعد ان ولدتكِ يا حزن اخذتك انا لكنني لم اتمكن من ان ابرر للناس سبب وجودك معي وذلك بحكم العادات والتقاليد، لذا اودعتك في مأتم (الحياة الحرة) وعندما اخبرت عصمان بيك بكل ما حصل لاختي ليلى وعدني ان يساعدني كي يعمل اتصالته ويستغل نفوذه حتى ويوظفني كمدرسة هناك كي ارعاكِ وتبقى عيني عليكِ. لم يتوقف عصمان بيك من دعم هذا المأتم بالمال يوماً واحداً وكله من اجلك انتِ يا حزن.
مراد : يا الهي، قصة اغرب من الخيال. لم اتوقع ان يكون والدي بمثل هذه الطيبة وهذا الكرم. لقد اخطأت بحقه كثيراً يا گلستان. ولكن لماذا تبكين يا حزن؟ الم تتشوقي لمعرفة اهلك وذويك؟ وها انت الآن قد عرفت خالتكِ گلستان التي طالما احببتيها وناديتيها انّه.
حزن : هذا صحيح لكني ابكي على والدتي ليلى رحمها الله وكيف ظُلِمَت من قبل ذلك الوغد عبد الصمد والمجتمع والقضاء. رحمكِ الله يا امي واسكنك فسيح جناته.
گلستان : امسحي عنك الدموع يابنتي فامك كانت انسانة عظيمة وانت ستصبحين مثلها. ان الله كتب لك حياة جميلة مع مراد وعصمان بيك كي تصبحي جزءاً من هذه العائلة العريقة. ابتسمي يا حبيبتي ودعينا ننظر الى الامام كي يكون لك ولاولادك مستقبل باهر.
بعد ثلاثة ايام ذهب مراد الى المشفى واحضر والده عصمان بيك بعد ان اتصلوا به واخبروه انه تعافى بشكل تام. وعندما دخلوا البيت استقبلتهم گلستان في الصالة وقالت،
گلستان : اهلاً بك يا عصمان بيك.
عصمان بيك : اين ابنتي حزن يا گلستان؟
گلستان : لقد اخذت ماڨي وذهبت الى المقبرة كي تزور قبر والدتها ليلى.
عصمان بيك : حسناً اريد ان ارتاح بغرفتي قليلاً، خذني يا مراد.
امسك مراد بالكرسي المتحرك لوالده واخذه الى غرفته ثم عاد بعد ان اودعه بسريره. ولما عاد الى الصالة رأى حزن تدخل من الباب الرئيسي حاملة ماڨي بيدها.
مراد : اهلاً بك حبيبتي
حزن : هل عاد معك عصمان بيك؟
وقبل ان يرد على سؤالها سمع الجميع صوت عصمان بيك وهو يقول،
عصمان بيك : اين انتم ايها الاوغاد، ايها الحشرات البشرية. اريد احداً يأخذني الى الحمام فقد ابتل سريري.
ضحك الجميع على كلماته فقالت حزن،
حزن : ساخذه الى الحمام. خذو مني ماڨي.
بعد مرور 7 سنوات
وقف مراد اسفل السلم ونادى باعلى صوته،
مراد : هيا يا احمد هيا يا ماڨي دعونا نخرج فوراً، سوف تتأخرون على المدرسة وانا ساتأخر على العيادة.
احمد: انا جاهز يا ابتي، لكن ماڨي اللئيمة اخذت حقيبتي واخفتها نكاية بي.
ماڨي : هذا كذب يا ابي انا لم اخفي حقيبته. فاخي احمد مهمل ولا يعلم اين اضاع الحقيبة لانه لم يكمل واجباته اليومية.
ضحك عصمان بيك بخبث وهو جالس بغرفته يسمع شجار احمد وماڨي وقال بسريرته، "لقد تمكنت من خلق فتنة في صفوف الاعداء الاشرار. سيتقاتلون من جديد وسانتصر انا بالنهاية"
وبعد قليل دخلت حزن الى الصالة حاملة معها ابنتها الرضيعة بَيْزا وباليد الثانية مسكت حقيبة احمد وقالت وهي تبتسم،
حزن : لقد سمعتكما تتشاجران فعرفت ان هناك شخصاً لطيفاً قام باخفائها كي يمازحكما.
مراد : وكيف سمعت ذلك؟ الم تقولي ان البطارية بجهاز السمع قد نفذت وطلبت مني شراء بطارية جديدة؟
حزن : لقد وجدت بطارية باحدى الجرارات بغرفة نومنا فقمت باستبدالها، والآن الجهاز يعمل بشكل طبيعي. انا الآن اسمع دبيب النمل يا حبيبي.
مراد : مع ذلك، اليوم ساقوم بشراء عدة بطاريات كي تحتفضي بها للمستقبل.
حزن : فكرة صائبة يا حبيبي. اخرجوا الآن ولا تتاخروا. ساعد لكم الدولمة للغداء هيا يا انّه ساعديني بالطبخ.
للراغبين الأطلاع على الجزء الأول:
https://algardenia.com/maqalat/44133-2020-04-27-14-59-00.html
4776 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع