بقلم : جابر رسول الجابري
الكاريزما الشخصية للمناسب في المكان المناسب
قبل الخوض في متاهات نشوء وتطور وظهور الكاريزما الشخصية عند الفرد وتأثيرها في المجتمع لابد ان ننحى أولا لندرك كنه هذا المصطلح ومفهومه ،
أصل المصطلح كلمة يونانية قديمة وتعني الجاذبية المغناطيسية ثم استخدمت كمصطلح في علم النفس للإستدلال على تألق شخصية الفرد وقبولها ، لكننا نود هنا أن نعرفها بوضوح أكثر فنقول أن الكاريزما الشخصية هي قابلية الفرد وإمكانياته على إدارة شخصيته.
يتجسد إنعكاس قابلية الفرد على إدارة شخصيته بشكل واضح في الأعضاء الحسية لدى الآخرين (الرؤية ..بواسطة لغة الجسد ، والسمع ..بواسطة الكلام والخطابة ، واللمس المعنوي ..بالقياس العقلي ) ليتولد بعدها شعور روحي إيجابي لدى الآخرين إتجاه ذلك الفرد أطلق عليه جاذبية الشخصية أو الكاريزما ،
تلك الجاذبية مثلها مثل مرور التيار الكهربائي على سطح معدن فيؤدي الصراع بين ذرات المعدن والتيار الى هيجان طاقة التيار مسببة نضوحها عن طريق توهج ذرات المعدن فينعكس ذلك التوهج ضوءا يُرى في أعين الناظرين أي ان سلوك التيار هو من صنع الضوء والمعدن ليس الا وسيلة،
قابلية إدارة الشخصية او الكاريزما تتكون في ثلاث مراحل عند الإنسان
١- مرحلة التكوين
تتكون في جين الحيمن عند الخلق أي انها وراثية لكن تخطها وتحدد معالمها الظروف البيئية والمؤثرات
٢- المرحلة الثانية
التطور الكاريزمي لشخصية الجنين تتم في فترة حضانة الرحم وبتأثير الظروف البيئية والمؤثرات ( القابلية الجينية عند الحاضنة في إظهار ابعاد وشكل الكاريزما الشخصية للجنين )
٣- المرحلة الثالثة
مرحلةالنمو والصقل ورسم مسار الكاريزما الشخصية
تبدأ في عالم الطفولة فتنمو مع منحنيات ومسيرة حياة الطفل ثم تظهر بوضوح الحاجة لصقل تلك الكاريزما الشخصية بواسطة التعليم وممارسة الخبرة لكي تكون شخصية الفرد مطابقة للدور الذي سيلعبه في كتابة تاريخه وهذا يكون عند مرحلة البلوغ
كل تلك العوامل سواء النشأة أو منحنيات ومسار تشكيل الكاريزما الشخصية هي التي ستصنع تاريخ الفرد الواحد وتوجهه حيث تشاء وبالتالي فإن ذلك التاريخ الفردي سيلقي بانعكاساته على مسار التاريخ الانساني فيرسم أحداثه ، أي أن تاريخ الشعوب يصنعه سلوك الكاريزما الشخصية للفرد وليس المجتمع لأن السيرة هي سلوك ردة فعل المجتمع التي حصلت نتيجة تاثير الفرد فيه ،
هناك انواع متعددة من الكاريزما الشخصية فمنها ما يناسب مثلا شخصية القائد العسكري أو الحاكم حيث نجدها تختلف عن الكاريزما الشخصية التي تناسب شخصية الفنان ومثال آخر تختلف عن ما يناسب شخصية الإعلامي أو شخصية الطبيب والأمثلة كثيرة ،
لكل منصب او سلوك مناسب يحتاج الى كاريزما مناسبة ليطنب النجاح فيه أي نعني وجود ملائمة في الكاريزما الشخصية لتصبح متطابقة مع المكان المناسب لها ، لذلك لابد من التدقيق في إيجاد الكاريزما الشخصية المناسبة عند الإختيار أملا في إنشاء تفوق إجتماعي وحضاري .
الخامس عشر من أيار عام 2020
المملكة المتحدة
805 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع