إعداد: بدري نوئيل يوسف
لمصوغات الذهبية والجواهر في العراق- الجزء الأول
يمتد تاريخ الحلي والزينة عبر التاريخ إلى عصور غابرة، تصل إلى ما قبل التاريخ حيث اهتم الإنسان منذ القديم بزينته الشخصية عبر وسائل وأدوات عدة، للزينة دلالات ومعان شتى لدى بعض الجماعات في العصور القديمة، وقيمة هذه الأدوات تأتي من صعوبة الحصول عليها.
المجوهرات والحلي هي عالم واسع من الخيال، يتميز بالجمال والإبداع والثراء، وعرفت منذ عصور قديمة، وهناك قطع تعود إلى حضارات اندثرت منذ آلاف السنين، كمجوهرات حضارات ما بين النهرين والتي تعود إلى العصور الفرعونية وغيرها من الحضارات الرومانية والإغريقية.
الحلي والمجوهرات هي شكل من أشكال الزينة الشخصية، مثل القلادة، الخاتم، البروش، الأقراط والسوار. يمكن أن تصنع من أية مادة، ولكنها غالباً ما تصنع من الأحجار الكريمة، والمعادن الثمينة أو أصداف البحر، وقد يتم تنسيق مجموعة متكاملة من هذه العناصر الثمينة ويطلق عليها طقم مجوهرات أو مصوغات ذهبية. والمرأة تعشق منذ قديم الزمان الذهب فهو يحقق لها العديد من المزايا والضمانات، فبريق الذهب يزيدها جمالاً وكثرته يعطيها الأمان، ومنذ القدم أجمل ما تتزين به النساء هو الذهب، وتعتني المرأة العراقية مثل نساء العالم بزينتها قدر استطاعتها، لتظهر بهيجة فاتنة لتختال بجمالها شكلا ومضمونا.
وتهوى المرأة العراقية المصوغات الذهبية لاعتقادها أن الذهب زينة وخزينة، أي زينة للتجمل وخزينة لأنه ادخار للزمن وأمان للمستقبل، فعند الحاجة يتم بيع الذهب والاستفادة من ثمنه فالذهب تبقى قيمته ولا تزول، ولذلك نرى جميع النساء آيا كان مستواهن المعاشي يقتنين بعض القطع الذهبية والفضية.
المصوغات الذهبية تدخل في جميع مراحل الزواج (الخطوبة والزواج والصباحية) وكذلك الولادة ومراسيم الختان والاحتفالات الكنسية عند التناول الأول، وتتباها المرأة العراقية قريناتها بما لديها من مصوغات ذهبية وحلي، ا ذا وصفت أحداهن بالسعادة والراحة في بيت الزوجية قيل (ست المسعدات خشلها طبك) أي أنها تملك ذهبا يملأ طبقا وتتفاخر في الثراء.
وإذا ساءت العلاقات الزوجية اضطرت الزوجة الى ترك المنزل، حتى إذا تدخل الأقرباء والأصدقاء بالصلح بينهما فان الزوج كثيرا ما يعطى زوجته (رضوة)، وهذه قد تكون قطعة ذهب أو نقودا، وفي صباح اليوم التالي تذهب بها الى الصائغ لصياغة قطعة من الحلي تتباهى بها أمام أولادها وصديقاتها.
أنواع الحلي والمصوغات العراقية
الأقراط (التراجي): وتكون على أشكال مختلفة عرفت العراقيات منها تراجي أم الساعة وأم الدرع وأم
الحلقات، أو الوردة أو تراجي ليلو (لؤلؤ) طويلة، أو شذر أو عقيق وهناك تراجي الماس ويتناسب وزن الأقراط مع نوع صياغتها وحجمها.
المحابس: منها ذات الفص الكبير (قبة دار)، وأبو الحية وهو عبارة عن شكل حية مصوغة من الذهب ملفوف حول الأصبع، ويظهر رأسها وذنبها في ظاهر اليد، وتتألف عينا الحية من فصين صغيرين من الشذر أو من القيراط الأحمر. أما الزردة فهي حلقة أما مضلعة أو مطرشة (مخططة) تلبس بالخنصر مزدوجة، ويلبس بين الزردتين محبس عقيق (كزيز) للزينه. وعرفت أسواق العراق أنواعا مختلفة من محابس النساء مطعمة بالماس واللؤلؤ والعقيق والشذر وغير ذلك من الأحجار الكريمة، وسادت اليوم عادة وافدة تمثلت في وضع حلقة الخطوبة في بنصر المرأة والرجل، وبعد الزواج تنقل الى البنصر الأيسر، وهذه الأخرى تطورت من حلقة ذهب سادة الى مضلعة أو مطرشة وأخيرا أصبحت تصاغ من الماس أو البلاتين.
الخزامة: مصوغة ذهبية مطعمة غالبا بفصوص الشذر الناعم، تعلق بأحد المنخرين بكلاب رفيع في جهته العليا، يتحرك الى فوق والى تحت بنرمادة (مفصل) مثبتة في احدى جهتيها، وبعد إدخال القسم العلوي في ثقب الأنف يتدلى القسم الأخر خارج الأنف.
وردة الخشم: مصوغة ذهب على في منتصفها فص شذر أو عقيق وهي تثبت في جهة الأنف بكلاب صغير يدخل في ثقب، اعد لهذه الغاية منذ الطفولة يشبه ثقب الأقراط في شحمة الأذن
اللامية: وهي من مصوغات الأنف، توضع حيث توضع وردة الخشم، ويتراوح وزن كل قطعة من حلي الأنف بين ربع مثقال ومثقال واحد:
أبو الگصب (أبو القصب) :سلسلة ذهب فيها ثلاث قصبات جوفاء، كل واحدة تشبه اصبع اليد، طولها ثمانية سنتمترات تحشى بالشمع حفظا لقوامها، وفي أعلاها عروتان لكي تعلق بسلسلة ذهب، وتصاغ القصبات أما لف (السكارة) أو ثلاث كوشات، وتلف بالقرب من نهايتي القصبة ثلاثة خطوط من الذهب المبروم تسمى (مفتول )، تخطط نهايات القصبة بخطوط متوازية، كما يوضع بالقرب من نهاية كل جهة من الزنجير طلسم دائري الشكل، ذو حاشية مقرنصة وقد يعلق بين القصبات الثلاث قطعتان من سنكي ستاره، أو عدد من الخضرم أو بعض القطع من فئة خمس ليرات، ويلبس أبو الكصب (سلاح لغ ) أي قطريا ويتدلى على الجانب وتصل القصبة الوسطى الى تحت الخصر .
أبو الليرات: زنجير (سلسلة) طويل من الذهب في منتصفه قطعة نقود تركية ذات خمس ليرات، وعلى جانبها ثلاثون ليرة تركية رتبت كل خمس عشرة ليرة على جهة، وبمسافات متساوية، ويلبس أبو الليرات قطريا كما يلبس أبو الكصب .
الكردانة، (كردان ذهب). ثلاثة خطوط ذهب حول بعضها مربوطة من جهتيها بسلسلة تنتهي بكلاب نثية
وفحل وفي وسطها دكة عليها فصوص صغيرة من الشذر، أو العقيق أو اللؤلؤ وربما غيرها من الأحجار الكريمة. وتسمى الكردانة باسم الفصوص التي تحملها مثل كردانة ليلو، كما تطعم الخيوط الذهب بتلك الأحجار الكريمة، وهناك كردانة أم الخمس ليرات وهي زنجير يحمل خمس ليرات تركية، بينها مسافات متساوية وقد علقت من أعلاها بحلقات صغيرة على الزنجير، وتعلق الكردانة حول الرقبة بواسطة كلاب عند ذلك تتدلى الليرات على الصدر.
گلب (قلب): زنجير رفيع في منتصفه قطعة ذهب على شكل قلب، منقوش بالميناء الملون، وبعض هذه القلوب يفتح كالكتاب في كل جبهة صورة فإذا صاحبته غير متزوجة فأنها تحمل صورتي أمها وأبيها أو إخوانها، وإذا كانت متزوجة فتحمل صورتها وصوره زوجها.
كلادة أم الباون ،(قلادة أم الباون): سلسلة ذهب في منتصفها عملة بريطانية من فئة باون ذهب، أو من فئة (خمسة باونات)، لحمت في أعلاه عروة تمر خلالها السلسلة، التي تعلق حول الرقبة بكلاب تكميلا لدائرة السلسلة حتى يبقى الباون متدليا على الصدر. ) يطلق عليه اسم الباوند (بالإنجليزية: Pound) للتسهيل، هي العملة المتداولة في المملكة المتحدة.
البغمه (بوغمه): وهي شده لؤلؤ تتألف من 10-20 خيطا وفيها ثلاث ضبات ذهب (دجات) وهي على قدر محيط الرقبة، يتحكم الذوق في تحديد حبات اللؤلؤ وعلى الأغلب تكون الحبات المتوسطة هي المرغوبة.
عاشق بند: من حلي الرقبة أيضا يتألف غالبا من أربع سلاسل مصاغة على شكل ورود متلاحمة مع بعضها وقد تصاغ بثماني سلاسل رفيعة، في منتصفها تماما دكة محزمة بنقوش جميلة، تتدلى في أسفلها ثلاث سلاسل رفيعة في نهاية كل سلسلة ليرة واحدة أو باون إنكليزي، وفي نهايتيه نجمة وقمر وهذه النجمة ذات خمسة رؤوس في منتصفها فص يحمل الهلال، من منتصفه على فص بلون النجمتين. وتتدلى من جهتي الهلالين السفلى (باون) في كل جهة.
قردون الساعة: خيط ذهب طوله حوالي متر واحد، يصاغ على شكل قطع صغيرة حجم الواحدة بمقدار حجم حبة الرقي أو نصفها، تبعا لرغبة صاحبته ومهارة الصائغ إذ أنها تخرم أو تقص على أشكال لطيفة منسقة مترابطة، وبعد أن تعلق عروة الساعة الذهب (أم الجيب) في احدى نهايتي القردون توضع في جيبها الخاص في الصاية أو الفستان ثم يلف القردون حول الرقبة لفتين أو أكثر، على أن يبقى الطرف الثاني سائبا ومتدليا أمام الصدر أما وزنه فيتناسب مع طوله وصياغته.
حزام الذهب (القايش): يصاغ أما قطعة واحدة ويكون سادة باستثناء خطين موازيين لحافتيه، أو مركبا من عدة قطع متصلة مع بعضها، حلقة منقوشة وتكون في مقدمته (قوبجه)وتحتها جنكال (كلاب) لتثبيته على البطن. وعرض القايش إصبعان تقريبا ووزنه تعتمد تبعا لحجم البطن.
المعاضد: وتسمى أيضا (ابتوت)وهي تلبس في المعاصم اليمنى غالبا وعلى شكل مجموعات لا تقل كل مجموعة عن ثلاثة أزواج وتخضع صياغتها ل (مودة الوقت) ولذوق المرأة ولمهارة الصائغ، أما ابتوت أم الدجه فهي مضلعة رفيعة وقد تلبس بعض النساء بين مجموعة البتوت الي تصل بعضها الى عشرة أزواج معاضد زجاج ملونة (كزيز) وهذه وان كانت رخيصة الثمن جميلة المنظر إلا أنها خطرة لان كسرها وهي في اليد لا يخلو من سوء.
المنتشة: حلية تلبس في اليد فوق الرسغ بحوالي أربعة أصابع مضغوطة على الساعد بلطف، وللمنتشة قفل على شكل مسمار مثبت بأحد جهتيها يسحب الى فوق في حالة فتح المنتشة ويدفع الى تحت في حالة غلقها، حيث يدخل المسمار في داخل حلقات صغيرة مثبتة بالطرف الثاني وفي منتصف المنتشة تماما توضع (نرمادة) أي مفصل تسهيلا للخلع واللبس ولصياغة المنتشة أشكال وتسميات كثيرة منها سف الحصير وكصيفة وأم الليلو. ومنتشة شذر أو عقيق. أما المنتشة الماس فيتوقف وزنها وثمنها على صياغتها وما تحمله من أحجار كريمة.
سوار أبو الليرات: حلية تحيط بالمعصم وتتدلى منه خمس ليرات (كمعدل) وهذا السوار يغلق حول اليد بقفل كما هو الحال في (المنتشة) ويتدلى زنجير من حلقة مثبتة فوق مسمار القفل، يحمل في نهايته نصف ليرة أو ربعها ومن الجائز زيادة عدد الليرات في السوار إذا كانت صاحبته غنية وكانت يدها متروسة.
الملوي: من حلي الذراع وتستعمله غالبا النساء فوق الأربعين وهو عبارة عن ثلاث تيول متينة نسبيا ومبرومة على بعضها وله مفتاح كمفتاح المنتشة ويكون راس المفتاح في نهايتي الملوي على شكل دجه (دكة) ومنه نوع يسمى (مربوج)وهو عبارة عن تيل غليظ نسبيا يلف حوله تيل ملفوف بدون برم ويغطى قفله قطعة صغيرة تسمى لوزة لان شكلها يشبه اللوزة.
الزنادي: حلية تلبس في الذراع فوق المرفق ويكون على شكل حية رأسها وذنبها ظاهران فوق الجهة الخارجية من الذراع. وتصاغ عينا الحية من الشذر الناعم أو المرجان وقد يزين جسم الحية بفصوص ناعمة من الشذر وعيونها من العقيق الأحمر. ويتناغم الزنادي المرصع بالشذر مع الذراع (البيضة المتروسة).
المصدر
بغداديات عزيز الحجية
جريدة المدى
1147 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع