المحققون السويديون يعلنون الحقيقة المنتظرة، ويحلّون لغز جريمة اغتيال بالمه.

                                              

                      بدري نوئيل يوسف

   

المحققون السويديون يعلنون الحقيقة المنتظرة، ويحلّون لغز جريمة اغتيال بالمه.

بعد أكثر من 34 عاماً على الحادث، أعلن المحققون السويديون اليوم الأربعاء 10/ 06/ 2020 من قتل رئيس الوزراء السويدي أولوف بالمه. 

قبل أربعة وثلاثين سنة خرج رئيس وزراء السويد أولف بالمه، مع زوجته في ليلة الجمعة لحضور فيلم سينمائي لكنه لم يعد أبداً.
كان بالمه شخصية مثيرة للجدل وصريحاً بطرح آرائه داخل السويد وخارجها، أثناء ولايته الثانية لإدارة بلاده. ومع ذلك كان يصر على العيش حياة طبيعية قدر المستطاع. ويبدو أنه في تلك الليلة المشؤومة طلب من مسؤولي حمايته كما جرت العادة أغلب الأحيان الانصراف.
أولوف بالمه مواليد (30 كانون الثاني 1927 واغتيل في 28 شباط 1986) سياسي سويدي، زعيم حزب العمل الاجتماعي الديمقراطي منذ سنة 1969، رئيس وزراء السويد بين 1969 و1976، أعيد انتخابه سنة 1982 اشتهر دولياً بمواقفه الجريئة وصراحته الشديدة، فيما يخص كثير من القضايا الدولية مثل قضايا السلام، والديموقراطية، والتفاهم الدولي، والأمن المشترك، وفي 28 شباط 1986، لا يزال يشغل منصب رئيس الوزراء، فهو شخصية محورية ومستقطبة في الداخل، وكذلك في السياسة الدولية منذ الستينيات من القرن العشرين، تمسك بسياسة عدم الانحياز تجاه القوى العظمى، ورافقه دعم للعديد من حركات تحرير العالم الثالث بعد إنهاء الاستعمار بما في ذلك الدعم، الاقتصادي والصريح لعدد من حكومات العالم الثالث.
كان أول رئيس حكومة غربي يزور كوبا بعد الثورة التي حدثت فيها، وألقى كلمة في سانتياغو مدح فيها الثوريين الكوبيين والكمبوديين المعاصرين.
انتقد بالمه السياسة الأمريكية الخارجية والسوفيتية في كثير من الأحيان، ولجأ إلى الانتقاد الشديد والمستقطب في كثير من الأحيان في تحديد مقاومته للطموحات الإمبريالية والأنظمة السلطوية، بما في ذلك تلك التي وضعها فرانشيسكو فرانكو من إسبانيا، وليونيد بريجنيف من الاتحاد السوفيتي، وأنطونيو دي أوليفيرا سالازار من البرتغال وغوستاف هوساك من تشيكوسلوفاكيا، وذلك بالإضافة إلى جون فورستر وبيتر ويليم بوتا من جنوب إفريقيا. تسببت إدانته في تفجيرات هانوي في عام 1972، ولا سيما مقارنة التكتيك بمعسكر تريبلينكا للإبادة، إلى تجميد مؤقت.
واستلم رئاسة وزراء السويد مرتين منذ عام 1969 حتى عام 1976 وحكومة مجلس الوزراء منذ عام 1982 حتى وفاته. شارك في المصالح المحلية والدولية بينما كان زعيمًا للمعارضة، وعمل وسيطًا خاصًا للأمم المتحدة في الحرب العراقية الإيرانية، وكان رئيسًا للمجلس الشمالي في عام 1979. عاد رئيسًا للوزراء بعد الانتصارات
الانتخابية في عامي 1982 و1985.
في ليلة 28 شباط 1986 وعندما عاد إلى المنزل اقترحت زوجته أن يحضرا فيلماً سينمائياً بشكل مفاجئ، وتحدثت مع ابنهما مارتن، الذي كان قد اشترى تذكرتين له ولصديقته لحضور فيلم كوميدي.
غادر بالمه وزوجته منزلهما بدون أي مرافقة، واستقلوا قطار مترو الأنفاق من البلدة القديمة التي يسكنوها إلى مركز المدينة، والتقيا بابنهما وصديقته خارج السينما الرئيسية في حوالي الساعة التاسعة مساءً. ثم افترقوا بعد حضور الفيلم، وتوجه بالمه وزوجته نحو الشارع الأكثر ازدحاماً في السويد.
وعند زاوية الشارع، في تمام الساعة (11:20)، ظهر رجل طويل القامة خلف بالمه وأطلق رصاصتين، واحدة مباشرة على ظهره من مسافة قريبة، والأخرى على لزوجته. ثم جرى القاتل هارباً عبر الشارع وصعد الدرج إلى شارع مجاور واختفى.
ولم يتم العثور على القاتل أبداً، رغم أن عملية الاغتيال وقعت في أكثر شوارع السويد ازدحاماً، كما أن الجريمة شوهدت من قبل أكثر من 12 شخصاً، حيث وصفوا القاتل بأنه رجل طويل القامة، فرَّ هارباً من مكان الحادث بعد إطلاقه للرصاص.
ومن غير المعروف ما إذا كان سيتم توجيه الاتهام لأي شخص، أو سيتم تسمية مشتبه جديد به. ولكن ثمة
يبدو أن رجال الشرطة أيضاً كانوا في حالة صدمة. فلم يطوقوا مسرح الجريمة بشكل صحيح، بل أغلقوا منطقة صغيرة جداً في وسط المدينة في الساعات التي تلت هروب القاتل.
وذهب المشيعون بعد رفع الطوق إلى مكان الحادث الذي كان لا يزال ملطخاً بدماء بالمه. وغادر الشهود مكان الحادث حتى قبل أن يتم استجوابهم. ولم يُعثر على إحدى الطلقات النارية إلا بعد أيام من قبل أحد المارة.
على الرغم من العدد الكبير من الشهود، إلا أن الشرطة لم تمتلك سوى خيوط قليلة للجريمة. والرصاصات التي عُثر عليها، تشير إلى أن القاتل استخدم مسدس قوي جداً
وأثار كبير المحققين في القضية بوقته بأن فكرة تورط حزب العمال الكردستاني الذي كان يخوض حرب ضد الحكومة في تركيا، بالجريمة لأن حكومة بالمه أعلنتها في ذلك الوقت جماعة إرهابية، ولم يعثر على أي دليل على تورط الحزب في الجريمة.
وفي عام 1988 ألقت الشرطة القبض على المجرم كريستر بيترسون، الذي قتل رجلاً في أحد شوارع ستوكهولم طعناً بحربة عسكرية، في عام 1970 دون سبب، وكانت صفاته تتطابق مع شخص شوهد وهو يتصرف بشكل مريب بالقرب من السينما في الليلة التي قُتل فيها بالمه.
وخلال عرض الوجوه المشتبه بهم في مركز الشرطة، ميّزت زوجته وجه وقالت إنه القاتل. فأدين وحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 1989.
لكن محاميه استأنف الحكم مباشرة، وصدرت براءته، فأفرجت عنه المحكمة بعد ثلاثة أشهر فقط من حكمه بالسجن مدى الحياة، ومنحته حوالي 50 ألف يورو كتعويض. وتوفي بيترسون في عام 2004
وادعى ضابط شرطة سابق من جنوب أفريقيا في عام 1996، أنه ربما قتل بالمه بسبب موقفه ضد الفصل العنصري وتمويله لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، فسافر المحققون السويديون إلى هناك في ذلك العام لكنهم لم يتمكنوا من الحصول على أدلة لدعم هذا الادعاء، رغم أن البعض يعتقد أن نظام الفصل العنصري القديم لا يزال من أحد المشتبهين بهم.
واعتقد أن الجريمة كانت مرتبطة بصفقات أسلحة مع الهند، فقد عقدت شركة الأسلحة السويدية بوفورس صفقة مع الهند لتزويدها بالمدفعية في الثمانينيات والتسعينيات، ولكن اكتشف لاحقاً أن الشركة قامت برشوة العديد من الوسطاء في الهند من أجل الصفقة، وكانت فضيحة تورط فيها رئيس الوزراء راجيف غاندي.
واحتمال آخر يعرف بما يسمى “سكانديا مان”. فقد كان ستيج إنغستروم، وهو موظف في شركة سكانديا للتأمين، ومقرها بالقرب من مسرح الجريمة، واحداً من أصل حوالي 20 شخصاً شاهدوا الاغتيال ولكنه انتحر عام 2000.
وبحسب ما ورد، بدأت الشرطة تحقيقاتها في قضية انغستروم في عام 2018. وكشف تحقيق قام به الصحفي السويدي توماس بيترسون، استغرق لمدة 12 عاماً لأول مرة انغستروم كمشتبه به، مدعياً أنه تلقى تدريبات على الأسلحة وكان صديقا لرجل يمتلك مجموعة أسلحة وكان مفتوناً بمسدسات ماغنوم.
لكن تبين أنه كذب بشأن ما قام به في مسرح الجريمة حيث ادعى أنه حاول إجراء تنفس اصطناعي لبالمه ولم يكن صادقاً بذلك.
اتهم المحققون السويديون اليوم ستيغ انغستروم المعروف إعلامياً رجل سكانديا بقتل رئيس الوزراء السويدي أولوف بالمه قبل 34 عاماً. ولد ستيغ في الهند، في عام 1934 بسبب عمل والده هناك، عاشت أسرته هناك في فيلا مع الخدم والمربية والطاهي، حسب ما جاء في كتاب عدو الأمة عن مقتل أولوف بالمة، الذي كتبه لاش لارشون. فعندما كان طفلا كان يرتدي زياً عسكرياً إنجليزياً أخضر ويلعب ألعاب الحرب. في الوقت نفسه، كان خجولاً للغاية بحيث يتوتر لدرجة بالكاد يستطيع التنفس عندما كان يقرأ في المدرسة.
وكانت محاولته لدعوة الفتيات للرقص كابوساً خلال المراهقة. هذا ما جاء في مقال نشر في سفينسكا داغبلادت العام 1982 كتبه عن نفسه ضمن موضوع طرحته الجريدة عن المراهقين. وفق ما نقلت TT.
عندما كان ستيغ في الحادية عشرة من عمره، جاء إلى السويد وتم وضعه في مدرسة داخلية، ولم ينجح في الامتحان النهائي، في الجيش تم تدريبه كقائد فصيل ووصل إلى درجة رقيب. وبقي في الجيش بضعة سنوات، في وقت لاحق تدرب على الرسم وحصل على وظيفة في هيئة الإذاعة السويدية، ثم عمل لبعض الوقت في التلفزيون السويدي قبل الحصول على وظيفة مستشار إعلاني في شركة Skandia، الواقعة في شارع سفيا، المكان الذي قُتل فيه بالمه. هذا ما جاء بكتاب “القاتل المحتمل” للصحفي توماس بيترشون.
في أوائل الثمانينات، انخرط ستيغ انغستروم في السياسة مع حزب المحافظين. وفقًا لكثير من الأشخاص الذين تحدث معهم توماس بيترشون ، فإنه كان يحب أولوف بالمه بشدة، وتوفي ستيغ انغستروم في العام 2000 عن عمر 66 عاماً.
المصدر
News BBC
Who killed Olof Palme? History Extra:
الكومبيس
الجريدة الإلكترونية The local .se

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

679 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع