بفقد احمد راضي ...لم يعد للبكاء دموعاً!

                                                        

                                  رنا خالد

    

بفقد احمد راضي ...لم يعد للبكاء دموعاً!

خاصمني النوم الليلة الماضية، وفقدتُ القدرة على البكاء، بعد ان انهمرت دموعي مدرارا نهار أمس وكأنها نضبت، فأخذت الدموع تبكي الى الداخل، باتجاه الوجدان.. كنتُ أفكر كيف توسد النورس احمد راضي التراب في ليلته الاولى.. كيف سجى الجسد المكابر في قبره.. كيف غمضت عيناه، وهما اللتان تعودتا الاضواء.. وكيف.. وكيف؟ يا لبأس الموت.. يا لبأس الـ (كورونا).. جئتما مسرعان الى حبيب العراق، وساحر الكرة، بهذه القساوة.. لماذا؟ مع ايماني الشديد بان (لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره).. ادركُ أن للحزن هوية واحدة، وللفقد بصمات تكاد تكون واحدة أيضا.

سمعتُ للكبير محمود درويش، شعرا وهو يهزم الموت مجازا بقصيدته "هزمتك يا موت"… محاولا الانتصار لفكرة الروح التي تتجاوز فجيعة الفقد الفيزيائي.. وها هو احمد راضي، الانسان الودود، واللاعب الخلوق، والاب الحنون، برحيله يكسر جدران الصمت الذي حجز كرة القدم بعيدا عن الجماهير بسبب " كورونا " التي حكمت بغلق الملاعب في كل مكان، حين بكاه الجميع.. ومنحته كلمات الرثاء المثخنة بالحزن شهادة حب كبيرة لهذا الانسان الكبير.. ونعاه إعلامنا العربي كأيقونة لاعب لا يتكرر، ولأول مرة يتربع اسم لاعب دولي سابق على الصفحات الأولى للجرائد ويتصدّر نشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية.. ما اعظمك ابا هيا..
كان يوم أمس الاحد (21/6/2020) يوماً، كالح السواد، ففي صباحه تلقينا وفاة نجم كرة القدم الدولي الكابتن احمد راضي ... نجم الملاعب العراقية أيام الثمانينات والتسعينات.. حيث خطفه وباء كورونا العالمي، الذي حل علينا منذ ستة شهور تقريبا، كورونا معها غاب المستقبل والحاضر أصبح ثقيل نعيش فيه بترقب وقلق ووحدة، الحديث عن الماضي أصبح سلوى البشر، فكان من ضحايا الوباء الخطير النجم الكبير احمد راضي.
لقد حظي النجم احمد راضي بشعبية كبيرة لدى الأوساط الكروية في العراق والعالم العربي بعدما عرف كيف يشق طريق نجوميته منذ عقود عدة عبر مسيرة كروية كانت زاخرة بالإنجازات والألقاب المحلية والقارية، حتى أصبح واحدا من ألمع نجوم المنتخب العراقي وفريق الزوراء صاحب الجماهيرية الكبيرة، فقد اختير عام 1988 أفضل لاعب في آسيا، وفي العام ذاته نال لقب هداف دورة كأس الخليج في السعودية، كما حصل على لقب هداف كأس العرب في الأردن.
وحصل راضي على لقب لاعب القرن في العراق مع النجم الآخر حسين سعيد. وشارك الراحل في دورتين أولمبيتين، الأولى عام 1984 في لوس أنجلوس، والثانية في سول عام 1988، كما شارك في كأس العالم لكرة القدم في المكسيك عام 1986 وأحرز هدف منتخب العراق الوحيد في البطولة وكان ضد بلجيكا.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

758 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع