بيلسان قيصر
انتصارات ايران الوهمية مسلسل لا ينتهي
تهافتت وسائل الاعلام الايرانية وذيولها الرخيصة في المنطقة من الفضائيات المأجورة مشيدة بالإنتصار الايراني الجديد الذي غير قواعد اللعبة مع الشيطان الأكبر، والذي تزامن مع حلول شهر رمضان الفائت. تحت مسيمات هزيلة مثل (نصر ايراني جديد في البحر) و(كسر الحصار الامريكي على فنزويلا) و(شجاعة ايرانية وتحدِ للهيمنة الامريكية) و(طلائع اسطول ناقلا النفط الايرانية يصل فنزويلا) و( ملامح نظام عالمي جديد) و( تعاظم الدور الايراني من المستوى الاقليمي الى المستوى العالمي) و(جرعة جرأة زائدة، ايران تقدم نموذجا جديدا في عصر الأحادية الامريكية) و(تحول مفصلي وتأريخي واستراتيجي في العلاقة بين الولايات المتحدة وايران) وانتهاءا بأكبر مهزلة في التأريخ عبر ارسال مذكرة الى الانتبريول حول القاء قبض على الرئيس الامريكي ترامب لقتله الجنرال سليماني، وغيرها من العناوين الفارغة من المحتوى والحقيقة. وخرج الببغاء الفلسطيني عبد الباري عطوان وعدد من الإعلاميين المأجورين ليشيدوا بهذه الخطوة الجبارة على حد تعبيرهم، مع ان اوراقهم صارت مكشوفة للجميع، فهم رهن الإشارة الايرانية، وعلى إستعداد لتضخيم اي اجراء تقوم به ايران مهما كان سطحيا، كل شيء بثمنه.
فقد عبئت السفن الايرانية ما حمولته (1.5) مليون برميل من الوقود الى فنزويلا المحاصرة من الولايات المتحدة الامريكية، وهو ما يكفي فنزويلا للإستهلاك لمدة لا تزيد عن نصف شهر فقط. لكن ربما ما لا يعرفه البعض ان فنزويلا صاحبة اكبر احتياطي نفطي مثبت علميا في العالم. ولكنها غير قادرة على الإنتاج بفعل العقوبات الامريكية، وتعاني من أزمة وقود حادة.
الأمر الآخر يخص الدولة المصدرة ايران، فقد زادت اسعار الوقود في ايران بشكل غير طبيعي مما أدى الى زيادة ضغط الشارع الايراني ضد الحكومة. وتظاهر الايرانيون في عدة محافظات منها عبادان ومشهد وديزفول وبيرجنت وعبادان وشيراز وبندر عباس وغيرها، وسقط عدد من القتلى والجرحى جرائها. وقال المرشد الاعلى الخامنئي في خطاب حول هذه المسألة (لا تراجع عند الحكومة عن زيادة أسعار البنزين، وتقنين توزيعه). وشدد على تنفيذ القرار وبأقصى سرعة ممكنة.
اليس من الغرائب ان تعاني طهران تعاني من أزمة خانقة في انتاج البنزين، وفي نفس الوقت تصدره الى فنزويلا صاحبة أكبر إحتياطي نفطي في العالم؟
كالعادة استغل الدين وطوع لخدمة هذه القضية من قبل الجانبين الايراني والفنزويلي، في خطاب الرئيس الفنزويلي، القى تحية الاسلام (السلام عليكم) بالعربية على الشعب الايراني، مؤكدا ان بلاده (التي كانت اغنى دولة في امريكا اللاتينية) وايران لن تخضعا للإبتزاز الامريكي، علما ان اسعار البضائع في فنزويلا تضاعفت آلاف المرات، فأنت تحتاج الى كيس مملوء بالعملات لتشتري كيلو من اللحم مثلا. وايران تقصدت ارسال الباخرة في شهر رمضان لاضفاء نوع من المظاهر الدينية على ارسالها النفط. لفنزويلا.
ان انتصارات ايران الوهمية تعبر عن ضعف وهزيمة، وليس قوة او تحدي، مثلا فك احتجاز السفينة الايرانية (غريس1) في جبل طارق اعتبرته انتصارا، وتحرش زوارق ايرانية صغيرة ببارجة امريكية مدمرة في الخليج العربي اعتبرته انتصارا، واطلاق قمر صناعي اعتبرته انتصارا، وتحوير طائرات وصواريخ امريكية وروسية قديمة اعتبرته انتصارا، والاحتفال بيوم القدس إنتصارا، انتصارات ايران لا تنتهي، ولابد في يوم من الأيام ان تستفيق من احلام الإنتصار، لتعرف ما هو معنى الإنتصار الحقيقي، أما ذيولها في العراق ولبنان وسوريا واليمن ومنظمة حماس، فهؤلاء كالبغايا يذهبن مع من يدفع، وسيجدون بديلا عن ايران عندما ينهار نظام الملالي، وتداس العمائم بالأحذية، ولا يجرأ رجل دين ان يخرج الى الشارع لابسا عمامته؟
لكن لماذا لا تكسر ايران الحصار على غزة مثلا بدلا من فنزويلا؟ سيما ان الباخرة الايرانية وصلت فنزويلا مع احتفال ايران وذيولها بيوم القدس؟ هذا سؤال الى الذيل الكبير عبد الباري عطوان وذيول قادة حماس.
طلقة طائشة
قال (حسين سلامي) قائد الحرس الثوري الإيراني إن الحرس الثوري تمكن من صنع جهاز ذكي هو الأول من نوعه في العالم الذي يمكنه اكتشاف فيروس كورونا المستجد على بعد 100 مترا، وأنه يجري تكييف الجهاز المسمى (مستعان) من أجل الكشف عن جميع أنواع الفيروسات في نهاية المطاف.علما أن التأكد من الإصابة بفيروس كورونا وغيره لا تتم إلا عبر عينات من جسم المصاب، مما قد يجعل الإعلان عن الجهاز في إيران فضيحة مدوية لا تتوافق مع السياقات العلمية المتبعة في دول العالم. اللهم نستعين بك ونستعيذ من شر (جهاز المستعان). وقالت صحيفة (الإندبندنت البريطانية) إن جهاز المستعان" يشبه جهاز الكشف عن القنابل والعبوات التي باعها المحتال البريطاني (جيمس ماكورميك) للعراق والسعودية وتايلاند. وتمكن ماكورميك من تحقيق أرباح قدرت بنحو 50 مليون جنيه إسترليني من بيع الأجهزة المزيفة التي أثبتت التحقيقات أنها تستخدم للكشف عن كرات الغولف". الأحمق هو من يحول احلامه الى انتصارات، ويظنها حقيقية.
بيلسان قيصر
البرازيل
تموز 2020
1121 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع