هناء الداغستاني
استيقظت صباحا وهي تشعر انها ليست بخير ولكنها تماسكت وذهبت الى المطبخ لاعداد الفطور ثم اخذت حماما دافئا وتوجهت بسرعة لايقاظ زوجها الذي تعشقه بقبلة مملؤة حبا ومودة ..
ثم ايقظت اولادها ليتناولوا الفطور وليغادر بعدها كل الى مدرسته او عمله ولكنها ما ان دخلت غرفة عملها حتى جلست على الكرسي واخبرت زميلتها انها متوعكة قليلا ولا تعرف لماذا فقالت لها زميلتها اكيد هو التعب وان شاء الله يزول بعد قليل ولكنها شعرت انها تتعب اكثر مما جعلها تطلب اجازة من مديرها مع سيارة ليوصلها الى بيتها وفي اثناء العودة دخل السائق في شارع فرعي ليختصر المسافة فرأت سيارة زوجها وهي مركونة فيه فتعجبت من ذلك وحاولت الاتصال به ولكن جواله كان مغلقا وقالت مع نفسها كالعادة جواله مغلق ويبدو انه في مناطق تفتقر الى الشبكة كونه مهندس ويتطلب منه متابعة اعماله في مناطق بعيدة تفتقر للشبكة كما اخبرها هو بذلك مرارا عندما كانت تتصل به ولاتستطيع..ووشوشت نفسها ربما عطلت السيارة ولم يستطع ان يوصلها للبيت ولكن لماذا رجع الى البيت ولماذا لم يتصل ويخبرني وزاد القلق من تعبها ووصلت البيت والف سؤال وسؤال يدور في ذهنها ولا تعرف اجابته وفتحت الباب واتجهت الى غرفة نومها وهي تحاول الاتصال بصديقه عله يعرف شيئا ولكنها بهتت وفغرت فاها حتى انها لم تستطع ان تنطق من هول مارأته..زوجها مع امرأة اخرى وعلى فراشها ومن شدة صدمتها ترنحت وسقطت على الارض ولم تنتبه الا وهي في المستشفى مع زوجها الذي ما ان رأته حتى انتابتها حالة هستيرية من الصراخ والبكاء فما كان منه الا ان ركض بسرعة لجلب الطبيب الذي عالجها بحقنة مهدئة لتخاطبه وهي بين العاصفة والتهدئة بكلام يتصارع بين العقل والقلب تلفه دموع غزيرة لتردد..لقد احببتك بعشق وتحملت كل شيء من اجلك ولم اقصر في يوم من الايام ولو على حساب نفسي وصحتي فلماذا..لماذا قتلتني ولاجل م.. وراحت في نوم عميق قبل ان تكمل كلامها وزوجها يخاف حتى ان يقترب منها ليمسح دموعها التي يبدو انها كانت سعيدة بهلولها لانها حررتها من كبت قاتل كاد ان يقتلها لتستيقظ في صباح اليوم التالي وتجد امامها كل احبتها الذين جاوءا لزيارتها والاطمئنان عليها وجالت بنظرها بينهم وهي لاتلوي على شيء سوى الالم الذي يعتصر قلبها وارتاح الطبيب لحالتها واوصى بخروجها بعد يومين واللذين انقضيا وهي هادئة ومرتاحة للقرار الذي اتخذته وصممت على تنفيذه بعد الخروج من المستشفى وكانت لاتتكلم مع زوجها الذي حاول جهد امكانه ان يبين لها انه يحبها من خلال بقائه معها وخدمتها وانه يتمنى ان ترضى عنه وتغفر له وخرجت من المستشفى الى البيت وحضنت اولادها الذين كانوا باستقبالها بقوة وكتمت دموعها ليشعروا انها مازالت قوية ولم ولن تضعف لمجرد انها مرضت وتجنبت غرفة نومها بقدر مااستطاعت وطلبت ان ترتاح في غرفة المعيشة كل هذا وزوجها لايستطيع ان يرفع عيناه بعينيها ويحاول ان يتفاداها بكل السبل ولكنها وبعد ان اصبحا لوحدهما نظرت اليه نظرة ثاقبة وقالت..انا اريد الطلاق..لاتناقش ولااريد ان اعرف لماذا فعلت هذا ومن هي هذة المرأة ولماذا فضلتها عليٌ ولماذا خذلتني لان جميع اجوبتك لن تقنعني ولن تردم الهوه التي اصبحت بيني وبينك بل انها ستفتح جروحي التي احاول ان اداويها ولا تحاول ان تبرر فرد عليها..ارجوك ارجوك انا احبك فلا تتركيني ولقد غيرت لك غرفة النوم وسافعل اي شيء يرضيك فقاطعته لاتحاول ان تذل نفسك من اجل ان اغفر لك خطأك الجسيم بل جريمتك البشعة لاني اكره ان اراك هكذا بالرغم من كل مافعلته بي هذا وكان عليك ان تصون العشرة لكي تبقى امامي ذلك الرجل الذي عشقت رجولته..هههه غيرت غرفة النوم لماذا؟هل العيب فيها ام فيك؟لااريد كلاما ولا تبريرا ولا حبا مزيفا لاني وببساطة شديدة فقدت الامان الذي كنت احسه بوجودك و هذا قراري ولن اتنازل عنه ومهما حاولت فلن اتراجع عنه فخرج من البيت واستعان بكل الاهل والاصدقاء ولكن الجواب كان واحدا..الطلاق..واستسلم للامر الواقع وكان ابغض الحلال وعندما خرجا من المحكمة طلب منها ان يوصلها الى البيت فاجابته وبكل ثقة..طريقك ليس طريقي واخذت تسير بهدوء مع دموعها التي هلت حارة منتعشة لتغسل كل الاحزان والماضي الأليم وتطوعت يدها لتمسحها بحب ورقة ليتألق الصفاء ويتوهج في عينيها اللتين اصبحتا اكثر اشراقا وبهاء وليهرب التشويش الذي كان يسبب لها اللوعة والعناء.
1416 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع