عجائب صندوق العجائب

                                                  

                               نبيه البرجي

عجائب صندوق العجائب

لبنان كصندوق للعجائب ...

كيف تم العثور (فجأة) على مصطفى أديب ؟ اسألوا السحرة. ألا تشبه وجوههم وجوه السحرة ؟

رئيس مركب للحكومة. رئيس ظل. شيء من سعد الحريري، وشيء من فؤاد السنيورة (أعوذ بالله)، وشيء من نجيب ميقاتي، وشيء من أشرف ريفي، وشيء من سالم زهران. والله أعلم !!

في الحالة اللبنانية، السفير لا يعّين لكفاءته الديبلوماسية، ان وجدت. يفترض أن يكون تابعاً لمرجعية ما (لا المرجعية السياسية فقط). الرجل، استاذ للقانون الدولي. كان مديراً لمكتب ميقاتي وسماه الحريري. كيف ؟ الصورة لا تزال ضبابية. أين المسيو ايمانويل ماكرون من ذلك الاختيار؟

كيف نزل الوحي الالهي على فرسان العصر الحجري ؟ معلوماتنا تقول أن الصحف الفرنسية كانت ستباشر بنشر الوثائق التي تظهر ودائع الساسة في البنوك الأجنبية، وكيفية الحصول عليها، اذا ظلوا يدورون في الحلقة الجهنمية، وتبقى البلاد تدور في الحلقة الجهنمية، الى أن يكون السقوط الأخير في جهنم ...

دولة لبنان الكبير صناعة فرنسية، ان سقطت سقطت فرنسا، وسقطت اللغة الفرنسية، في المنطقة. هي نهاية المسيحيين في الشرق. ألم يصف الملك لويس التاسع (القديس) الموارنة بـ «فرنسيي الشرق» ؟

كيف قبل الثنائي الشيعي، والتيار الوطني الحر، بمصطفى أديب الذي نأمل أن يكون قد قرأ عن كونراد اديناور الذي بدأ بصناعة المعجزة الألمانية بعدما تحولت بلاده الى ركام. قال «كفكفوا دموعكم، ودماءكم، ليحلق النسر الألماني من جديد». هل يمكننا أن نراهن على ... الفينيق ؟

لا رجل هنا من طراز شارل ديغول، ولا من طراز كونراد اديناور، ولا من طراز ونستون تشرشل، ولا حتى من طراز مهاتير محمد. ألا يشبه بعض أولياء أمرنا توت عنخ آمون في قبره الزجاجي ؟

لا شك أن فرنسا وجهت ضربة قاسية الى دونالد ترامب حين أقنعت بريطانيا وألمانيا بالامتناع عن التصويت، في مجلس الأمن، على مشروع القرار الأميركي بتمديد فرض حظر الأسلحة على ايران. باريس رأت أن التماهي مع سياسات الرئيس الأميركي في ذروة الحملة الانتخابية قد يفضي الى تفجير الشرق الأوسط.

هذا كان له وقعه في طهران. بطبيعة الحال لدى «حزب الله» الذي يواجه الحالة الهيستيرية للرئيس الأميركي بأعصاب باردة. هكذا النصيحة الروسية الى آيات الله الذين يدركون كيف يستنزفون البيت الأبيض. أحاديث حول تطور العلاقات على نحو لافت بين ايران والقارة العجوز.

لا نتصور أن ثمة عقبات كبرى أمام تشكيل الحكومة. مثلما أتي بدولة الرئيس من صندوق العجائب، يؤتى بأصحاب المعالي. بدل الانقلاب العسكري ... انقلاب تكنوقراطي !

ولكن من يختار الوزراء أيضاً. اذا اختارتهم جماعة اللوياجيرغا، بقيت المراوحة اياها. لا بأس أن يختارهم الاليزيه من أصحاب الأدمغة. لا تنظروا الى جان ـ ايف لودريان. دستور الجمهورية الخامسة يولي رئيس الجمهورية صناعة السياسات الخارجية، وان كانت فرنسا قد عرفت وزراء للخارجية لا يقلون شأناً عن شارل تاليران، الشيطان الأعرج ونجم مؤتمر فيينا (1815).

نعلم أن أركان المنظومة السياسية لا يستطيعون معالجة الأزمات التي من صنع ايديهم. ولقد لاحظنا مظاهر هائلة للشعوذة وللامبالاة بأوجاع اناس. التدخل الفرنسي جعلهم يتنفسون الصعداء. ثة رجل يفكر عنهم، ويحاول أن يشق الطريق الى خلاص ما.

الهبوط الدراماتيكي في سعر العملة الوطنية جعل الاصلاح المالي أقل تعقيدا. أقل وقعاً على البطون الفارغة. الدولار لن يبقى هكذا يحلق كما ... الثور المجنح.

بلد ينتج فيروز، وهي ترتدي ثوب القمر، كيف له أن ينتج كل تلك الغربان ؟ زيارة ايمانويل ماكرون لها ليقول «اننا نتعامل معكم بلغة القلب لا بلغة المصلحة». توقعوا أن يذهب الفراعنة، شيئاً فشيئاً، الى قبورهم الزجاجية ...

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1090 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع