لبلاوي و مصائب العراق المركبة أساطير رهيبة ستدخل كتب التاريخ وفق أساس ومفهوم البلد الذي يدمر نفسه وحضارته وثقافته على يد حكومته ( القانونية ) حتى الثمالة ! ، ولعل مصيبة التعليم العالي في العراق مضاعفة وخطيرة بل أنها ستراتيجية إستنادا للحرب الحضارية الكونية القائمة و المنافسات الشرسة بين الأمم الحية على كسب رهانات التقدم الحضاري ، وغني عن الذكر إن للعراق سجلا حافلا في محطات الحضارة البشرية عبر مختلف الحقب و العهود القديم منها و الحديث ،ففي أرضه وعلى جوانب دجلة و الفرات بزغ فجر الحضارة الإنسانية ، ومنه إنطلقت دعوة التوحيد الإبراهيمية وفي أراضيه كتب اليهود توراتهم و تلمودهم ..
ومن العراق إنطلقت بعد الجزيرة العربية حملات الفتح و التحرير الفكري و الحضاري الإسلامي للشرق البعيد ، وفي العراق قامت الفلسفات و المذاهب و النظريات و أبدعت الحضارة العباسية خلال عصري الرشيد و المأمون في إفراز خلاصة الإنتاج العقلي الإنساني في العصور الوسطى ، وفي العصر الحديث كان لعلماء و شعراء و أدباء و كتاب العراق القدح المعلى في النهضة العربية الحديثة ، فعمالقة من أمثال الجواهري و الزهاوي و الرصافي و مصطفى جواد وطه باقر وعلي الوردي وعبد الجبار عبد الله وغيرهم الآلاف من المفكرين و العلماء و الباحثين كانوا هم الهوية الحقيقية للعراق قبل أن تدمره رياح الفاشية الجاهلة ثم تكتم على أنفاسه و تحيله لهشيم متبدد موجات المغول الجدد من أهل التخلف و أحزاب اللطم و الندب الإيرانية ، لن نستطيع أبدا إيفاء حق العالم العراقي عبر مقال عابر ، ولكن ثمة حقيقة تقول إن أردت السيطرة على مستقبل أمة وشعب فعليك السيطرة على التعليم و مناهجه ، ومن هذا المنطلق الستراتيجي و الأمني البحت هيمن حزب الدعوة الإيراني ( العميل ) بعد الإحتلال الأمريكي الذي تحول لمقاولة إحتلال إيراني من الباطن على عقلية النشيء العراقي الصاعد عبر السيطرة على وزارة التعليم العالي و البحث العلمي التي خضعت لسطوة ذلك الحزب المتخلف وبقيادة الوزير علي الأديب و الذي لسخرية الأقدار لم يحصل على الدكتوراه من جامعة معترف بها طبعا سوى الجامعات الإيرانية ( النصف كم )! ، إضافة لكون الأديب لايتقن أو يجيد التحدث أو الكتابة او البحث بأي لغة حية مثل الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية ولا حتى التايلندية.. بل أنه يتقن اللغة الفارسية وهي لغته الأم بطبيعة الحال ، وطبعا لن نتحدث عن إنهيار مستوى التعليم الجامعي في العراق ولا عن عدم حصول أي جامعة عراقية على إعتراف دولي بشهاداتها ، فذلك من عزم الأمور ، فالإنهيار الشامل في العراق قد إنصب أساسا على المؤسسات التعليمية التي تحولت لمواكب لطم وفرق مؤللة لضرب الطبول وشق الصدور وإستعمال السلاسل و السيوف في مناظر مثيرة للسخرية و البلاهة ، فكل التراث العلمي لأهل حزب الدعوة هو ( مواكب الجامعات )! و ( ركضة طويريج )!! وبقية المسائل المعروفة التي أصبحت منهجا دراسيا في عراق تمتد عطلاته الدينية و المذهبية لأكثر من 150 يوما من أيام العام ؟ فماذا بقي إذن للتعليم و التطوير وللأمور الحياتية الأخرى ، لذلك لم نفاجأ أبدا بمستوى الجهل و الضحالة الفكرية التي ظهر عليها وزير التعليم العالي وقائد الفرع الطهراني لحزب الدعوة الرفيق المناضل الحاج آغا ( علي الأديب ) قدس سره ودام ظله في ذلك البرنامج التلفزيوني في رمضان الماضي حينما عرض عليه المذيع صورة العالم العربي المصري العالمي الحائز على جائزة نوبل للعلوم الدكتور أحمد زويل صاحب كتاب ( عصر العلم ) و أحد المستشارين العلميين للبيت الأبيض الأمريكي ، فلم يتعرف عليه علي الأديب بل أعلن أنه لم يسمع بإسمه مطلقا!! وكانت فضيحة بجلاجل وأجراس ثقيلة مرت على العالمين كما مرت أشياء كثيرة جعلت العراق في طليعة الدول الفاشلة في العالم و بنفس مستوى رفاقنا في دولة الصومال و أشقائنا في أفغانستان... وهلهولة لحزب الدعوة الصامد الذي لم يجد وزيرا للتعليم العالي سوى ذلك الجاهل بعلماء الأمة و المهتم أصلا بالفلسفة الإيرانية و بفلسفة ضرب الزنجيل و التطبير وغيرها من الأشياء التي نعرف و تعرفون ؟ طبعا لم نسمع أو نقرأ في دولة الديمقراطية العراقية ( أم النعلجة ) عن أي إنتقاد لجهل الوزير الخطير من أي طرف عراقي ؟ ولم يعلق أحد ولو بكلمة أو جبر خاطر ، ويبدو أن مستوى التعليم العراقي العالي في ظل علي الأديب و أضرابه سيرتفع للذرى في ظل سياسة وزير جاهل ومع ذلك فهو الوزير الخطير الذي لايشق له غبار في جمهورية اللطم السعيدة.... فما أسعد القوم بجهلهم...
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
727 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع