سعاد عزيز
المخرج الوحيد للأزمة الايرانية
مع عودة کافة عقوبات الامم المتحدة على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتطبيق آلية "سناباك"، حيث شهد الريال الايراني هبوطا حادا غير مسبوقا بحيث تم تداول الدولار يوم الاربعاء الماضي بعتبة ألف ريال (28 ألف تومان) في سوق طهران للصير. وهذا يجري في وقت يغرق فيه الاقتصاد الايراني في مشاکل وأزمات حادة وعويصة، فإن الاوضاع تتجه للمزيد من التأزم في إيران وحتى إن إرتفاع أصوات من داخل النظام تطالب بارفع درجة المواجهة والاستعداد لما هو أسوأ، إنما يدل على إن إيران باتت تسير في سياق غير عادي ولم يعد بوسع النظام أن يلعب دورا مٶثرا لصالحه حيث ليس أمامه سوى الانصياع للمطالب الدولية والتي تعني نهايته أو الاستعداد للمواجهة والتي هي أيضا عبارة عن عملية إنتحار للنظام!
والذي يعقد أوضاع النظام الايراني الاقتصادية والمالية أکثر من اللازم، إن إعادة فرض هذه العقوبات مجددا يأتي هذا في ظل حظر جزء كبير من احتياطيات النقد الأجنبي الإيرانية في الخارج، ويمكن لإيران استخدامها فقط لاستيراد السلع المصرح بها كالغذاء والدواء. وبموجب مايراه المراقبون والمختصون بالشأن الايراني فإن هذه السنة ولأول مرة، تحول ميزان التجارة الخارجية الإيراني إلى مؤشر سلبي، ويبدو أنه لا يوجد أمل في تحسين احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي.
وکل هذه الاحداث والتطورات تأتي في خضم حدوث حوادث غامضة في داخل إيران نظيڕ الحراقئ والانفجارات الغامضة وخصوصا الانفجار الذي حدث في موقع نطنز والذي يقول النظام بأن هناك عناصر داخلية متورطة فيه، کما يأتي أيضا في ظل تعاظم الاحتجاجات الداخلية وتزايد مشاعر کراهية النظام في سائر أرجاء إيران الى جانب أمر آخر يقلق النظام ويخيفه أکثر من أي شئ آخر، وهو تزايد دور وحضور وتأثير المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على الصعيدين الداخلي والخارجي وتمکنها من أن تحقق تقدما نوعيا في عملية الصراع والمواجهة الجارية بينه وبين النظام من خلال الاعترافات الرسمية الدولية بجرائم ومجازر إرتکبها النظام بحقه وبشکل خاص مجزرة عام 1988 وجريمة إغتيال المعارض الايراني البارز، الدکتور کاظم رجوي في سويسرا عام 1990، وحتى إن مطالبة السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية المجتمع الدولي خلال خطاب أخير لها أمام مٶتمر دولي برفع الحصانة عن المرشد الاعلى للنظام تمهيدا لمحاکمته على ماإرتکبه النظام في ظله من جرائم ومجازر وإبنتهاکات، فإن هذه المطالبة تدل على إن المقاومة الايرانية صارت تدرك جيدا بأن النظام قد وصل الى نقطة لايمکنه العودة منها الى سابق عهده وإنه في طريقه لمواجهة مصيرية لايمکن أن يخرج منها وفي ظل کل التقديرات سالما، ولذلك فإنه من الواضح والمسلم به إن المخرج الوحيد للأزمة الايرانية يتجلى في تغيير النظام لأنه أساس وسبب کل مايعانيه الشعب الايراني من مشاکل وأزمات وويلات، وهذا التغيير لايمکن أبدا أن يتم إلا عن طريق الشعب والمقاومة الايرانية ومن خلال تإييدم ودعم دولي واضح.
1117 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع