ياسين الحديدي
ذكريات معلم في العيث
اود ان يطلع علي الصور التاريخية اهلنا في العيث من خلال المشاركة في المنشور للتوثيق تاريخ مهم في حياة قرية ورجالها ومدارسها من شيوخ الصديدو الحسان واحفادهم والاخرين المحترمين واحسدك علي معابشتك مع كرام القوم واعزتها وعاشرت الكرم والفصاحة والتقاليد العربية الاصيلة والنقاوة علي الطبيعة القاسية في حينها وتكيفت معها ومعهم بزمن قصير واصبحت جزء منهم وانت منبت الطيب وها انت وحدك مدرسة نتعلم منك تعلمت وتطبعت بكل جميل هنيئا لك علي هذه التجربة الفريده التي حظيت بها ومن ثم جاءت تجربة والتلاقح مع الادباء والمثقفين والزهاد والصعاليك اغنيت نفسك بكل نقي من خلال مزارتك للصحراء والبداوة والحضر
طبعا بلا مجاملة واحسدك بقلب ابيض نظيف يكن لك الاحترام من اجمل ماقرات في السيرة والذكريات في منطقة اسمع بها ولم اراها الا قبل خمسة وعشرون سنة بعزاء ولازالت بعيدة رغم الطرق المعبدة العيث والناعمة والمبدد منازل تاريخ فعلا ومن خلال هذاالسرد ملحمي بانوارما العيث هكذا كان المعلم لايختار مايريد بل الاختيار مركزي بلا وساطة وبلا تملق وبلا رشا يوزع
علي ربوع العراق معلم الشمال في الفهود والمدينة والقرنة والفاو ورأس البيشة والبطحاء والحمزة الشرقي والغربي والدراجي والكحلاء والمدحتية وابن الجنوب في سيد صادق وخليفان وبيارة وطويلة وجم جمال وعين كاوة وبيخال والكلي وسرسنك ودهوك وبرطله وتلكيف وربيعة هكذا يقتبس ويتعلم من الدنيا يتعلم الصبر والكفاح والفراق والتعب والجهد ولايمل ولايكل هدفه ايصال رسالته الي التلاميذ عبدالكريم خليفة المحمدواي من كركوك في العيث والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في المتوسطة الغربية بكركوك من العمارة وحسن طه السنجاري من سنجار في الحكمة وعبود من الناصرية في تطبيقات دار المعلمين في كركوك والدهي والكبر ان يكونوا متفانين ومخلصين والان قرب داره ويتمطي ومتعاجز ويتهرب وعاجز عن التعليم والتدريس لهذا كنا والان اصبحنا ولاقياس بالمطلق بين معلم اليوم الامي المتعاجز والكسول وبين معلم الماضي وموظف اليوم الفاسد والمرتشي وبين موظف الامس خذ الدليل من الاناقة البسيطة والهندام المرتب والرسمي وبيت تي شيرت والجينز والقديفة العاجز حتي في مظهره شكرا دكتور وسوف انشرها في صفحتيمعتزا بها فخورا بك وبالمعلومات التي لاتقدر بثمن هذا هو النص المقتبس من مذكرات الدكتور علد الكريم خليفة عندما تعينه معلم مباشرة في العيث التابعة لتكريت ويسكنها من عشيرة شمر ال صديد والبوحسان الكرام
بعد ثلاث اشهر من تخرجنا من دار المعلمين بغداد عام ١٩٧٩ نشرت جريدة الثورة بشكل عام وليس بالأسماء تعين دفعتنا في محافظة صلاح الدين وقبلها كانت دورة الفنان كاظم الساهر تم تعينهم في محافظة نينوى هكذا كان التعين سافرت لتكريت يوم ١٤/ ٩ /٧٩ وذهبت إلى ديوان تربية صلاح الدين وعرفت تعيني في مدرسة نجد الابتدائية فسألت مسؤول الذاتية عن موقع المدرسة قال لي تذهب إلى سامراء أو الدور وهناك ستعرف مكان المدرسة فذهبت إلى سامراء وسألت سيد شهاب السامرائي وكان بائع خضروات فقال لي استريح وجلب لي وجبة غذاء وشعرت أنه يعطف علية لكون عمري ٢٠ عام ونحيف وابدو كأني طفل وقال المدرسة بعيدة جدا لكن ناسها طيبين جدا وقال ستذهب إلى العطار إبراهيم العباسي فذهبت إليه ورحب كثيرا وقال لي بعد غدا ستأتي سيارة العيث فتعجبت لأن هذا يعني أن المسافة بعيدة ولاتوجد وسائط نقل فقلت له إذن سأذهب لابحث عن فندق قال ( افه شلون تقبلها) فذهب بي لمضيفه القريب من مرقد الإمام علي الهادي عليه السلام ووجدت كثير من الأشخاص هناك وعرفت أن البدو يتسوقون وأيضا مكان لمبيتهم وفي الساعة الرابعة بعد مبيتي بيومين دخل شخص إلى المضيف يضع فوق رأسه كوفيه ويلبس دشداشة وقيل لي انه الحاج رشيد الجنعان فتعرفت عليه والذي اصبح أقرب الناس لي وقال إن شاء الله غدا في الصباح نسافر فأستغربت إذن سفر ومبيت المدرسة يمكن في قارة بعيدة وعند الصباح تفاجئت بالسيارة ١٨ راكب لونها جوزي متغير إلى زنجاري لاتوجد مقاعد فيها عدا السائق ونفرين بجانبه والزجاجات الخلفية غير موجودة وبدلا عنها مغطات بصفائح فصعدت جنب السائق وصعدت براميل النفط والحيوانات ونساء وبعض الرجال اللذين تعرفت عليهم في مبيتنا منهم معاون طبي في الحدادية ومعلم عند الوهب واخر يشتري الصوف فإنطلقت سفينة الصحراء التي سميتها وكنت اعتقد ان نصل ساعة ساعتين لكن انطلقت السيارة ومرت بقرى ومناطق نائية وطعوس وو ديان لتنزيل العبرية اللذين صعدوا معنا وفي الساعة الرابعة وصلنا إلى بيوت شعر متناثرة ومن بعيد شاهدت غرفتين طينيتين بائستين قال لي الحاج انها مدرستك وقال لي اليوم (تعزب عندي) ويعني تنام وتتعشى ونمت في بيت شعر لأول مرة في حياتي وكنت خائف من أصوات الكلاب والذئاب وابن أوى وقلق وحزين لأن المنطقة موحشة جدا لا ماء لا كهرباء لا طرق لا زراعة المنطقة بعيدة عن الدور ساعة وعن سامراء ساعة وعن العظيم ساعتين وعن الدوز ساعة ونصف وفي الصباح ذهبنا إلى المدرسة وكان عدد الطلاب ١٣ لجميع الصفوف والدوام درسين لأنه المعلم في نفس الدرس والصف يدرس الأول إلى السادس ووجدت استاذ لفتة حمود وكان على أحر من الجمر ليعمل لي مباشرة وهي ١٩٧٩/٩/١٥ وعمل له انفكاك باسمي وقال سأذهب إلى تربية صلاح الدين لإصدار أمر بتكليفك مدير ومعلم مدرسة منفردة وأيضا مدير مركز ومعلم مدرسة نجد لمحو الأمية للبنين والبنات وهكذا بقيت وحدي انا وفراش المدرسة غباش ابو جمال وكنت بالايام الأولى أشعر بالحزن والبكاء وبقيت أشهر لا أستطيع النزول بحيث ان والدتي رحمها الله هي وشقيقي الحاج ابو ميثم زاروني بالعيث وهكذا استمريت وتعايشت مع البدو وخصوصا الوجهاء والشيوخ وهم عايد وهليل ومنيف السطام ونوري السطام وغباش وصكب وعيادة وحجي رشيد وعلى الجنعان والحاج حمود نهير وخليل والمرحوم عيادة والمرحوم عنيد الجنعان وعيد ومسرهد وظاهر وحسن وسطم الرديني وبيت عبار وكان قريب مني الشيخ على الحسان ولشيخ منيف ابو سعد بسيارته الكراون والتي كان يقودها طلال وهو يمكن أصغر طفل يقود السيارة بعمر ٨ سنوات وتواصل معي الشيخ وكان يأتي لكركوك لحين مرضه الله يرحمه
والشيخ علي الحسان كان ينقلني بسيارته الشوفر الحمراء واكيد كان للحاج رشيد الجنعان وعايد وغباش وهليل دور في تعايشي في منطقة العيث ومارست طقوسهم وعاداتهم وفي يوم من الايام زارنا محافظ صلاح الدين الأستاذ عيادة صديد ويرتبط بقرابة مع البدو ووجدني عند المدرسة البس بجامة فوقف بسيارته وهو اسمر قصير ويتسم بالطيب ويضع نضارته على أنفه وصوته به خنه وقال بابتسامة (يوول انت شنو) فقلت له معلم فقال ليه تلبس بجامة فقلت له انا حضري ففتح صندوق السيارة وأخرج دشداشتين ويشماغ احمر وقال سيكون هذا ملبوسك وشكرته وأيضا قال لي تأتي لديوان المحافظة لتستلم ماطور امزد ( دراجة بخارية) تخصيص لمحو الأمية لتسافر به لاهلك وكنت اداوم حتى يوم الجمعة وخصصته للفنية والرياضة لاقضي على الفراغ الممل وكانت منطقة صيد لطائر الحباري يأتي إليها أمراء قطر والسعودية وغيرها وأيضا المسؤولين البارزين وغالبية مسؤولي الدولة زاروا منطقة العيث
والتقيت بهم عدا رئيس الجمهورية وكنت دليلهم لمعرفتي التامة بالمنطقة وبعد ذلك زرت مستشفى سامراء وجلبت مجموعة من الأدوية وضعتها في صيدلية المدرسة وذلك لعدم وجود مستشفى أو مستوصف قريب وفي إحدى الجمع جاء مدير عام تربية صلاح الدين ووجد المدرسة مفتوحة والطلاب موجودين فأستغرب وزار المدرسة وكتب لي شكر ومكافأة ٢٥ دينار والعيث عبارة عن أربع مدارس هي مدرسة محمد بن القاسم وهي لشيوخ البدو (الحسان) وهم مطشر ابو ذياب الله يرحمه ونواف ومنيف وذياب ومحمد وعلى الله يرحمهم جميعا وصورة طفل هي للشيخ صباح مطشر الذي هو الآن رئيس الحشد العشائر في صلاح الدين ونجد لعشيرة (أجذلة) وعمر بن الخطاب لعشيرة ( البعير) والقبس لعشيرة (الصلابخة) معلم القبس مسه شيء من الجنون ومعلم عمر بن الخطاب اسمه على حسين موسى من أهل الشعلة سافر خارج العراق وبأمر مدير التربية والمحافظ كلفت بالدوام بثلاث مدارس هي القبس ونجد وعمر بن الخطاب وبعدها مدرسة محمد القاسم التي هي مدرسة ذياب وصباح اولاد العلم الشيخ مطشر بعدها رغبت صديق عمري الأستاذ عبد السلام ميزر بندر المسعودي والأستاذ حكم جاسم كماش بالنقل وفعلا تم نقلهم وأصبحت دليل الطريق ومركز تواجد غالبية معلمي العيث والحدادية والبو سعيد وكنت اسافر إلى كركوك بالدراجة البخارية وإلى كربلاء مع الاستاذ عبد السلام وإلى الدوز والدور وتكريت وسامراء وأصبحت العيث جنة لنا وتعلمت ( الدحة وهي رقصة البدو وجز الصوف والصيد مثل حنت البيله وفطني حننيلها وتشغيل ماطور سحب الماء المر من الابار وغيرها من الأمور) وفي زيارة احد المسؤولين الكبار طلبت ببناء مدرسة نموذجية وبالفعل تم التخطيط لبناء مدرسة وكلفت بالإشراف على المدرسة واستلامها ونشرت صور لمراحل بناء المدرسة بقيت ٨ سنوات بالعيث ثم التحقت بالخدمة العسكرية عام ١٩٨٦ وهي الطريقة الوحيدة التي تم انفكاكي من المدرسة تحياتي لكل أهلنا في العيث اللذين يتميزون بكثير من الصفات مثل الصبر والتحمل والصدق والإيمان بالله إيمان مطلق والكرم والوفاء والذي احمل لهم ذكريات عديدة وكثيرة وهي طرشي بيت عايد وجز صوف أغنام حمود نهير وكهوة هليل ولازمة غباش وحادثة الشاعر كاظم النزفان ودحة المعلم على حسين في عرس مشعل وزواج غالب المحمود وهيجان الإبل وسباقي مع سيارة نوري السطام البكب الزرقاء وأيضا ضياع الغنم وذهابي بالدراجة مع عايد للبحث عنها ووصلنا لقرية المعيبدي ثم رجعنا لقرية أحمد السمرمد ووجدناها قريبة من حمرين وغيرها من الحوادث.
639 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع