ا.د. عبدالسلام الطائي
شجاعة وكفاءة لضابط الدروع العراقي رياض عبداللطيف الشهابي شهيد الجولان
لمحات من تاريخ الشهيد
الشهيد العراقي البطل الملازم الأول درع رياض بن عبد اللطيف بن أحمد بن قدوري الشهابي النزاري الحسني الهاشمي
*ولد عام 1947 في محلة الشيوخ بالاعظمية في بغداد
تخرج من اعدادية الاعظمية 1965
*خريج الكلية العسكرية في بغداد عام 1965 عام 1968 ، وكان من المتميزين.
شارك في العديد من المناورات الحربية بتفوق ونال أوسمة وجوائز عدة من قبل وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش .
*أشترك في حرب رمضان (حرب تشرين) بهجوم (تل عنتر) في الجولان ضد الاحتلال الاسرائيلي عام 1973 ،عندما كان حينها آمر السرية الثانية /كتيبة دبابات خالد بن الوليد ضمن اللواء المدرع السادس الفرقة الثالثة.
يجيد اللغات الانكليزية والروسية والعبرية
* ترجم كتاب (فالقة الألغام عن اللغة الإنكليزية )
تولى مسؤولية التفاوض مع الخبراء الروس لتطوير سلاح الدروع العراقي
الشهيد مع الخبراء الروس
* قام بتصميم وتطوير عربة مصفحة تتصل بالدبابة وتزويدها بالوقود والذخيرة
*اختراع كاسحة الغام ملصقة بالدبابة.
انجز العديد من الدراسات والكراسات في المجال العسكري.
قصة استشهاده بلسان ضابط الدروع رفيق سلاحه بتل عنتر
كتب الملازم الأول صالح الشمري امر رعيل الدبابات الذي كان يقاتل بدباته جنب الشهيد م.ا. رياض الشهابي قائلا:
"عند صدور الامر الانذاري للحركة الى سوريا عام ١٩٧٣ لأنقاذ دمشق الحبيبة من الاجتياح الاسرائيلي الوشيك..
وحال وصول طلائع الجيش العراقي الى الجبهة السورية في الجولان 1973 ، تقدمت سرية ورعيل دبابات الملازم الاول رياض الشهابي الى الجولان، بعد ان صدرت الاوامر من القيادة العسكرية العراقية بالهجوم على تل عنتر لطرد المحتل المتواجد فيه
وقد باشر م.ا. درع الشهابي بالهجوم على تل عنتر لطرد المحتل، بتشكيل المعركة المكون من سريتين، احداهما في الامام وسرية في الخلف فضلا عن بقية الرعائل بنفس التشكيل ، وكان الشهيد البطل حينها آمر السرية الثانية /كتيبة دبابات خالد، ضمن اللواء المدرع السادس في الفرقة الثالثة، حيث قام شهيد فلسطين العراقي بتدمير العديد من صواريخ الجيش الاإسرائيلي مع قواعدها، وتمكن من تحرير تل عنتر ، وهو يعتبر اول من رفع العلم العراقي فوق التل بيده الكريمة.
لقد كان بطل الدروع العراقي م.ا. رياض الشهابي كلما دمرت دبابة معادية من قبل نيران سريته يترجل من دبابته هو وكامرته ليلتقط صور تذكارية ليعودبسرعة الى دبابته ويتسلقها ليستمر بالتقدم . وفي الصولة الثانية من تقدمه بعد رفعه العلم العراقي بتل عنتر تقدم الشهيد بعمق فلسطين فكان موعده مع القدر حين رجع ليتسلق دبابتهن التي اصيبت خلال تسلقه بصاروخ معادي موجه أثناء الاشتباك العنيف مع المحتل.
كان الشهيد رياض ابا محمود حريصا على اتمام جميع نواقص الدبابات والتجهيزات الحربية لملاقات الجيش الاسرائيلي الذي وصف ب(الجيش الذي لاقهر) وقد كان فرحا ومستبشرا ، حالما تلقيه ايعاز التقدم بسريته مع الضباط والمراتب من جيش العراق الجسور للتوجه الى تحرير فلسطين
(الشاباك) يعترف بكفائته وشجاعته
لقد اعترف العدو قبل الصديق عن بطولاته وكفائته، بما فيهم اجهزة الشاباك الصهيونيه، حتى وصفوه بإسطورة الوجه الجميل والعقل المدبر .. مهما كتبنا و مهما تحدثنا عن هذا المقاتل العراقي الأسطور من اساطير جيش العراق فلن نعطيه حقه، لانه واحدا من ابطال جيش العراق اللذين حطموا اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي قيل عنه انه، الجيش الذي لا يقهر!، الذي قهره هذا الضابط العراقي رافعا العلم العراقي في أعلى جبل تل عنتر .
لقد كان الملازم الاول الدرع البطل رياض الشهابي عاشقا للشهادة التي تمناها وجاهد في سبيلها. يقول احد رفاقه في كتيبته: أن لسان البطل لم يتوقف عن الحديث عن الشهادة والدعاء لله تعالى ان يرزقه اياها لمنزلتها العظيمة عند الله وعند جميع العراقين، فكان كلما سقط احد رفاقه شهيدا يردد مع نفسه قائلا، هنئيا له اللهم ارزقنا الشهادة في مقاومة المحتلين الصهاينة
سيان ما بين مواقف الرئيس العراقي الاصيل و السوري حافظ أسد العميل
لقد بقيت اشلاء الشهيد م.ا. رياض الشهابي في ارض المعركة لتروي دماءه الطاهرة ارض سوريا الحبيبة، اثر اصابة دبابته بصاروخ موجه اثناء الاشتباك، حيث تم دفن جثمانه الطاهر مع جثامين الشهداء الرمزية في مقبرة السيدة زينب ،
مع اطلاق احدى وعشرون اطلاقة تحيةً للشهداء....رحم الله الشهيد رياض ورحم الله شهداء الجيش العراقي الباسل ومثواهم الجنة ان شاء الله...مع فائق الاحترام والتقدير" عن الملازم الاول درع صالح الشمري
في الوقت الذي كان من الواجب القومي والشرف العسكري ان يقوم الرئيس السوري حافظ الاسد بتكريم من دافع واستشهد عن سوريا الحبيبة ، نراه يامر بنقل وابعاد رفاة جميع الشهداء العراقين الذين ذادوا بارواحهم من اجل حماية دمشق من السقوط بيد المحتل الاسرائيلي إلى بغداد عام 1974م لينفي ويمحوا من الذاكرة كما يخيل له تاريخ مشاركة الجيش العراقي البطل بحرب تشرين 1973 .
تشييع مهيب للشهيد في بغداد بالاعظمية
بعد ان نال شرف الشهادة الملازم اول درع رياض الشهابي في حرب تشرين في 20 رمضان 1393هـ/16 أكتوبر 1973م، الذي دفن في مقبرة السيدة زينب بسوريا. وبناءا على قرار ناكر الجميل الرئيس السوري حافظ الاسد بنقل رفاة الشهداء العراقين المشاركين بحرب رمضان 1973 ، شيع العراقيون هذا البطل بموكب عسكري عراقي مهيب حضره الفريق الأول المرحوم عبد الجبار شنشل والمرحوم أبو الشهيد العميد الركن اسماعيل تايه النعيمي قائد الفرقة المدرعة الثالثة وصلى عليهِ الشيخ معتوق الأعظمي في جامع الإمام الأعظم ودفن في مقبرة الخيزران ، كما شارك في تشييع جثمانه اعمامه من شيوخ ووجهات عشيرة البو شهاب من سامراء ، واكثر من عشرة الاف مواطن، حتى ان ازقة وشوراع الاعظمية غصت بجموع المشيعيين ممن عرفوا الشهيد او سمعوا عن بطولاته فاحبوه واصروا على تكريمه في لحظات الوداع الاخيرة.
الرئيس العراقي احمد حسن البكر يقلد والد الشهيد نوط الشجاعة
القياد العراقية كعادتها قبل الاحتل الامريكي الايراني عام 2003 كانت تقوم بتكريم كافة القطعات القتالية المشاركة الحاصلة على الاستبسال في حرب فلسطين وفي مقدمتهم عوائل الشهداء الابطال ، بموجب ذلككلفت القيادة العراقية العميد طالب الربيعي امر كتيبة دبابات خالد بن الوليد في حينيها ليبلغ والد واسرة الشهيد م.ا. الدررع رياض عباللطيف للحضور الى قاعة الخلد للتكريم من قبل القيادة ، حين توجه والد ووالدة ونجل الشهيد، ومحمود الذي كان عمره (3 سنوت) وشقيق الشهيد الاستاذ احمد الشهابي الى قاعة الخلد، كان في أستقبالهم مجموعة من كبار ضباط الجيش العراقي الاصيل حينها، الذين رافقوهم الى مكان الجلوس المحدد لهم، بعد ذلك دخل القاعة الرئيس أحمد حسن البكر ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة صدام حسن والسيد عزة الدوري وطه ياسين رمضان وعبد الجبار شنشل وقادة الفرق المشاركة في الحرب وبعض من الوزراء والمسؤلين في الحزب والدولة ، وبعد ان تمت قرأت أيات من الذكر الحكيم وسورة الفاتحة على أرواح الشهداء ، ألقى بعدها الرئيس أحمد حسن البكر يرحمه الله كلمة بحق الابطال المشاركين في حرب فلسطين الحبيبة لتثمين دور شهداء العراق البطولي. *
وبعد الانتهاء من كلمة الرئيس البكر تم تكريم الشهداء العشرة الذين افنوا حياتهم من اجل الامة وكان من بينهم الشهيد الملازم الاول الدرع رياض الشهابي وثلاث طيارين لدورهم البطولي،
بعدها نودي على الشاعر والاديب عبداللطيف الشهابي والد ووالدة الشهيد ، الذين رافقهم الطفل نجل الشهيد ، حيث قام بمرافقتهم كبار ضباط جيش العراق الى المنصة التي كان يقف عليها الرئيس احمد حسن البكر الذي قام بتعليق نوط الشجاعة على صدر والد الشهيد الشاعر عبداللطيف الشهابي، منحنيا السيد الرئيس البكر لتقبيل نجل الشهيد محمود رياض عبداللطيف الشهابي ..
رثاء والد الشهيد الشاعرعبداللطيف الشهابي
رثا الشاعر والاديب عبد اللطيف بن أحمد بن قدوري الشهابي نجله الملازم أول رياض في ديوان شعره (زهرة الجولان) خصص للشهيد رياض والذي طبع ببيروت.جاء فيه : (إلى ولدي البطل: رياض.. رياض.. ياترنيمة الثائرين.. ويامنار الدرب للسائرين.. يازهرة الجولان فوق الربى.. تنشر عطر النصر للفاتحين.. اليك ديواني .. قدمته.. خذه .. ففيه عزة للخالدين) كما كتب له ابياتا شعرية اطلق عليها: (ولدي)).
• المصادر: الملازم الاول الدرع صالح الشمري واشقاء الشهيد :الاستاذ احمد الشهابي ود. انعام الشهابي.
من البوم الشهيد
4847 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع