نوال الرشيدي
أحلام تُعانق الريح
أُحاول العبث بكل شئ .. تماماً كما يعبث الهواء الذي يُطاير الأوراق والقصاصات .. تماماً كما يعبثُ بي ويُطاير خُصلات شعري ...
أبحث عن تلك الأشياء المُتحركة أُرادف الفراشات فأتمنى لو أني فراشة...تبحث عن وطن آخر .. ترادف أجنحتها الطيران إلى أبعد الحدود ... يُزاحمني الحديث تُبعثرني الذكرى وتبقيني الحيرة بالمنتصف ... فأكتب حتى تمل أوراقي ... أُعاود البحث والعبث حتى أهدأ أهرب إلى شواطئِ أطلق العنان لأفكاري .... أتأمل النهايات البعيدة .. أجري لاهثة أغمسني وأقدامي رمال باردة .. أعود طفلة تحمل ذاكرة نقية لاتسع عدا أكوام من الدمى الوردية والألوان وكراريس طبعت بنعومة تشبه نعومة أنامل تلك الطفلة ... كما تلك التي تبني بيتاً من الطين قرب الشاطئ تنسج بخيالاتها النور ... تعلق فساتينها قرب الحائط
تقتطع الشوكولاته حتى تمتلأ شفتاها باللون الداكن ... تبتسم لا تعبأ بأي شئ عدا أن ترسم أعلى ملامح هذا الكون ألوان الفرح ...
أُغمض عيناي فأحلم بطائر نورس يعشق الحرية يطلق أجنحته باتجاه الريح لا يلبث البقاء لا يهدأ إلا ويعاود الرحيل .. طائر يُشبهني ... يُشبه توقفي المؤقت ساحات الإنتظار ... إلى أن أعاود التحليق
أنثر عبراتي وحروفي أعلى الغيم ..
طائر يحلق بي لحقول اللافندر يبقيني هناك .. لأجري حتى يُداهمني التعب ... حتى تغفو عيناي
وأحلم بأني سأصحو بلا ذاكرة ... أو أن أكون بذاكرة تلك الطفلة التي تسكنني .... هل لي أن أرادف الأشياء المُتطايرة !؟
هل لي أن أرادف الريح !؟
تتعالى بي الأحلام تتمرجح بي فتنساب عبر وجناتي دموع حارقة ... تحتضن عبراتي غيمة فأحلم بأني سأصحو وقد مسحت دموعي قطرات مطر
أغفو ويعاودني السكون ... فأحلم مرة أُخرى بذلك الذي يتطاير بي ... وتتطاير معه أمتعتي ... أوراقي ..
1191 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع