عدنان شيخموس
ذاكرةٌ نائمةٌ على كتفِ الرّيحِ
جداولُ ثكلى تغنّي لشجرةِ توتٍ في شمالِ أبجديةِ التّاريخِ
لنورسٍِ مهيضِ الجناحِ بينَ خاصرةٍ مائلةٍ خرساءَ
تنبضُ غصناً وسراباً بينَ ثنايا الصّفصافِ ولا تدركُ أنَّ القلبَ في غرفةِ الإنعاشِ
تغفو الأعوامُ وتنهضُ ذاكرةُ الموتى على سياجِ ليلٍ من نبيذٍ…
ذاكرةٌ نائمةٌ على كتفِ الرّيحِ
غيمةٌ ترقبُ مواسمَ الأعراسِ في حقولِ المآسي
ترقبُ زغرودةً مرتجفةً تحتَ قبرٍ مهجورٍ
لاتبتسمُ داليةٌ لمقصلة ِالتّاريخِ و عنبُ الحوشِ رخيمٌ في رحمِ الناياتِ
اللّيلُ دمعةٌ في ثنايا وسادةٍ لم يكتملْ مدارُ حلمِه لايعزفُ لمجراه لحنَ الجذورِ
ما الّذي تبقّى من سنبلةٍ وقلبُها مفتاحُ بيادرٍ تنشدُ تراتيلَ شمسٍ تحتَ تجاعيدِ سيلِ الطّوفانِ
ساقيةُ الحياةِ تزدهرُ في تربةٍ غيرِ ذليلةٍ لا أحدَ يستطيعُ دفنَ فانوسٍ تحتَ شامةِ العمرِ
ليسَ العبورُ هوَ نفسُهُ
إنّما تبحثُ داليةٌ عن ضفّةٍ بينَ ضفيرتينِ تائهتينِ في محرابِ نهرٍ طويلٍ
نهرٌ نبتَ في السّماءِ ولا ينبتُ على أطرافِهِ جداولٌ
لا تجيدُ إلّا العويل
نهرٌ يبحثُ عن فانوسٍ وسطَ المدينةِ و النّهارُ جاثمٌ في معصَمِهِ
سِجِلُّهُ محفورٌ في عنقِ خريطةٍ ؛ حدودُها أنينٌ بينَ نهرَينِ
لا يزالُ النهرُ وحدُهُ يقاومُ العواصفَ في جسدهِ النحيفِ
لا يتأمّلُ صفحةَ وجهِهِ ، إنّما يضيءُ مجراهُ ظلُّ فراشةٍ ماتَتْ في دفترٍ أبيضَ
ويحدثُ أن يبكيَ ولايجهشَ سريرُهُ بدموعِ رمالهِ
ثمّةَ محطّةٌ ناعسةٌ على مقعدٍ مائلٍ
ترسمُ مرآةً على عكازةٍ وترحلُ نحوَ المدى
ثمةَ مدينةٌ من بهاراتٍ ونعناعٍ تحتفلُ للنّوارسِ في قاعِ البئرِ
لا ظلَّ لسنديانةٍ على حافةِ طريقٍ يتيمٍ
تطلُّ شاحبةً و لايرقصُ الخلخالُ
والجداولُ وافياتٌ تُعجَنُ الكلمات ُ بينَ أصابِعِها في ومضةِ الحياةِ.
عدنان شيخموس
1468 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع