د. فيصل القاسم
القصة الكاملة لإفلاس بشار البهرزي الأسد سابقاً
تصفر الرياح، اليوم، في أربع جهات البنك المركزي بسوريا، وتكاد تخلو ردهاته من أي دولار واحد، وتبدو الخزينة السورية مقفرة، خاوية على عروشها، بعدما كنستها عصابة خانقين «الكردية» الكاكائية المعروفة، تمويهاً وتزويراً، باسم (آل الأسد) وذلك على مدى خمسة عقود متتالية من حكم هذه العصابة والمافيا الموتورة الحاقدة ومن عمليات النهب المنظم والمدروس إذ تهريب الأموال بالتريليونات للخارج عن طريق عائلة آل مخلوف الواجهة المالية لعصابة خانقين، واستقرت بدبي وبنما وسويسرا، حيث تم تجميده والاستيلاء والحجز والسطو عليه بموجب العقوبات الدولية التي طالت مجرمي الحرب الكيماويين قتلة الشعب السوري الطيب الأعزل البريء الذي يئن تحت غوائل الفاقة والجوع والفقر والبؤس والحرمان والظلم والجور والقهر.
ويتندر سوريون، اليوم، همساً ولمزاً، بأن زعيم عصابة خانقين، بشار البهرزي (وهو الاسم الحقيقي للعصابة الكاكائية ومؤسسها قبل أن تستلحف برداءات العروبة وعباءات العلوية وتصبح بقدرة قادرة من عشيرة وقبيلة بني كليب العرب «الكلبية» حسب زعمهم للتغطية على أصولهم الوضيعة مجهولة الحسب والنسب وسنفرد لهذا تغطية خاصة في قادمات الليالي) بات لا يملك ثمن عشاء، لولا المخصصات الرسمية للقصر الجمهوري التي تحول بينه وبين المجاعة، حيث كان قد أكد في خطبته الشهيرة أمام مجلس الطنطات والإمعات، مؤخراً، بأنه يعاني من انخفاض بالضغط لأنه لم يتناول الطعام منذ يوم أمس، حسب زعمه، وكانت تلك رسالة استجداء وتسول مبطنة وواضحة لابن خالته اللص الشهير رامي الحرامي قبل أن ينفجر الخلاف بينهما إثر مطالباته العبثية المتكررة للشيخ الجليل العابد الزاهد رامي لتأمين «دولارات» لزوم مصاريف عصابة خانقين، الذي كان قد تغذى ببشار قبل أن يتعشى هذا الأخير به، وأعطاه «صواب ماكن» فهربها وعين بشار غافلة عنه ووقتما كان قلب «ابن البهرزي» يلهو ويعبث مع عشيقاته اللواتي تعج بهن ردهات القصر الجمهوري، وأودعها في دبي وروسيا وأوكرانيا وصارت بتصرف أبناء رامي وأشقائه الذين ورثوا أيضاً تريليونات المقبور محمد مخلوف التي كان قد راكمها، بدوره، بعد خمسة عقود من استباحة مطلقة للاقتصاد السوري.
ولا يوجد اليوم دولة بالعالم تثق بهذا النظام المجرم ورئيسه المراوغ الكذاب، ولن يدخل دولار واحد لسوريا بوجوده، وليس بقدرة روسيا أو إيران المفلستين أن تقدما له سوى زيارات رضائي وقاني وبيسكون وفوشكوف وتقديم عبارات المجاملة الطنانة الإنشائية الفارغة عن الدعم والخندق الواحد التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأما إعادة الإعمار فمؤجلة وغير واردة وبإجماع دولي ما لم تواكبها عملية سياسية جدية تنزع أنياب هذا الفك الذي يفترس السوريين، دون رحمة ولا رأفة كما تفترس الضواري ضحاياها بالبراري، هو والعصابات والسلالات الكردية والتركمانية وسواها. فتـّشوا عن أثرى وأغنى العائلات وعن أية سلالة متنفذة ومتمكنة داخل النظام فستكون أصولها، بالقطع، إما كردية أو تركمانية وإيرانية، ولا علاقة لها لا بالعرب ولا بالمسلمين أو بالعلويين، ولقد كان الفشل الذريع والمريع لمؤتمر إعادة اللاجئين صفعة حقيقة ومهينة لبشار ومعلمه بوتين من المجتمع الدولة ورسالة لا تخطئ عن موقف واحد موحد من هذا النظام المارق الفاجر المجرم الكيماوي القاتل الدموي الفاشي.
ولقد فهم المعتوه والأبله بشار هذه الرسالة وبات يتصرف على أساسها وأنه لم يعد لديه مورد رزق وباباً للتكسب والجباية والارتزاق سوى لقمة عيش وجيوب فقراء السوريين الذين يرزحون تحت نير احتلال عصابة خانقين الكاكائية. فبالرغم من أن سوريا شعباً ووطناً تعيش أسوأ لحظاتها، إلا أن الهم الأول والأخير للعصابة الحاكمة في دمشق بات ابتزاز وتشليح السوريين أرزاقهم وقوت يومهم وما تبقى لديهم من ليرات في ثنايا جيوبهم المثقوبة التي لم تترك فيها العصابة «يرن». وجاءت اعترافات رأس النظام المجرم قبل أيام بأن أكثر من أربعين مليار دولار للنظام تبخرت في البنوك اللبنانية لتؤكد حدة وفداحة الأزمة المالية التي تعصف بالعصابة الحاكمة. واعتبر الأسد أن الحال المزري الذي تمر به سوريا والسوريون الآن يعود بشكل جزئي إلى اختفاء تلك المليارات. وهذه المبالغ على ما يبدو أموال حكومية سورية، لأن ما يملكه آل الأسد في البنوك الأجنبية يقارب الترليون دولار.
وأي سوري بسيط بإمكانه أن يتأكد من هذا الرقم من خلال حسبة بسيطة لأموال النفط وغيره من الثروات السورية المسروقة التي لا تدخل الخزينة السورية منذ الحركة التخريبية التدميرية التي قام بها مؤسس عصابة خانقين الكاكائية حافظ (البهرزي) الأسد في العام 1970م. ومنذ ذلك التاريخ وآل البهرزي (الأسد) ينهبون الثروات الخرافية الطائلة بلا حساب ويضعون خراجها في حساباتهم الخاصة والتي جاوزت الترليون دولار بأبسط التوقعات.
وبعد سرقاتهم التاريخية لم يعد هناك، حقيقة، من مصدر دخل لتمويل جيوب الحكومة السورية ومافياتها إلا من خلال الجباية. وكما يقول ابن خلدون إن كثرة «الجباية تعني اقتراب النهاية». أي أن الشعب صار مصدر الدخل الوحيد لهذا النظام البائس الذي لم يكتف بتدمير سوريا وتهجير السواد الأعظم من شعبها، بل يريد أيضاً التنكيل بمن بقوا داخل سوريا ومعظمهم من مؤيديه. بعبارة أخرى، فإن لا شيء يهم الأسد في سوريا غير قتل شعبها عسكرياً ومادياً.
ومن المعلوم مثلاً أن جيش الأسد خسر السواد الأعظم من جنوده على مدى السنوات الماضية بعد أن خاض أكبر وأطول حرب في تاريخه ضد الشعب السوري حصراً، ناهيك عن أن مئات الألوف من الشباب السوريين تخلفوا عن الالتحاق بالجيش كي لا يشاركوا في ذبح أهلهم. وهذا يعني أن الجيش بحاجة لمئات الألوف من الجنود كي يرمم نفسه، لكن على العكس من ذلك أطلق بشار الأسد قبل أيام مرسوماً جمهورياً يسمح للشباب السوريين داخل سوريا بدفع بدل نقدي مقابل عدم الخدمة في الجيش. وهذا يعني أن آخر ما يهم العصابة الأسدية حماية سوريا، وكل ما يهم بشار تجميع آخر ما تبقى في أيدي السوريين من ليرات. والغريب العجيب أنه أصدر أوامر بتعديل أسعار صرف الدولار للسوريين الذين سيدفعون البدل النقدي، فبعد أن كان سعر الدولار حسب البنك المركزي 1250 ليرة رفعه النظام قبل أيام ليصبح 2250 ليرة للدولار، وهذا يعني أن أي سوري يريد أن يدفع البدل النقدي عليه تصريف الدولار من المركزي ب2250 ليرة. بعبارة أخرى، بدل أن يدفع ما قيمته عشرة ملايين ليرة سورية، صار عليه أن يدفع الآن عشرين مليون ليرة سوريا للنظام. واضح انها لعبة تشليح ونهب وسلب في وطن مدمر وعلى شعب على حافة الجوع والموت.
وللعلم فإن لعبة الدولار في سوريا لا تعتمد على أي معايير اقتصادية ومالية، بل هي لعبة بيد العصابة يرفعون الدولار وينزلونه حسب مصالحهم بهدف النهب والتشليح حصراً. وكل الارتفاعات التي حصلت للدولار في السنوات الماضية لم تكن وراءها أسباب اقتصادية لأن الاقتصاد السوري خارج العجلة الاقتصادية لارتفاعات الدولية ولا يتأثر بها، بل إن التلاعب بالليرة والدولار مؤامرة نظامية هدفها سرقة الشعب والوطن تحديداً.
ويقول الخبير المالي السوري أندرو شاهينك في هذا السياق: «لا يخفى على أحد ما يقوم به البنك المركزي السوري وبشكل مستمر من رفع لأسعار صرف الدولار عند اقتراب الانتهاء من جني المحاصيل الزراعية في سوريا، وذلك لاستلامها من المزارعين المساكين بأبخس الأثمان ومعاودة تصديرها بأضعاف ما استلمها منهم، ومن ثم يعيد سعر الصرف إلى الهبوط من جديد وبذلك يكون قد سلب من المزارعين السوريين ما يقارب 60في المئةمن قيمة محصولهم الحقيقية».
لاحظوا كيف أن الدول التي تحترم نفسها تضع سياسات دعم هائل لمزارعيها وتشتري منهم المحصول أحياناً بأكثر من ثمنه بكثير لتشجيع الفلاحين، بينما يعمل نظام الأسد بشكل مفضوح لسرقة المزارعين والفلاحين. ومن المعلوم أن الفلاح السوري أيام الإقطاع والبورجوازية كان يأخذ ربع المحصول ولذلك سمي بالمرابع أما في عهد البعث صاحب شعار «الأرض لمن يعمل بها ولكل حسب مجهوده» لم يترك الأغوات البعثيون الجدد أي شيء للفلاح، وتحول المزارع السوري من مرابع إلى مصافر».آفي مشكلي والخلود لرسالتكين».
شكر خاص للضباط العلويين الذين ساهموا في مادة هذا المقال.
607 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع