منى سالم الجبوري
العقلية الميليشياوية التي لاترى بأعينها
منذ أن إستشرى نفوذ وهيمنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق وماقد تداعى عن ذلك من نتائچ وآثار سلبية وفي مقدمتها تأسيس أو وجود الاحزاب والميليشيات المسلحة التابعة لها، والتي لم يعد سرا على أحد من إنها تمثل ليس طابورا خامسا بل وبنادق جاهزة تحت الطلب لهذا النظام يقوم بإستخدامه وقتما تتطلب حاجته وتستدعي ظروفه الى ذلك، ولاسيما وإن إجراء عملية مراجعة للأحداث والتطورات الجارية في العراق خلال العقدين المنصرمين، يجسد حقيقة الدور السلبي المشبوه لهذه الاحزاب والميليشيات ومن إنها لم تقدم للعراق والشعب العراقي سوى المصائب والمشاکل وأنواع البلاء وکانت على الدوام مجرد بيادق يتم تحريکها من قبل نظام ولاية الفقيه.
الاحزاب والميليشيات التابعة للنظام الايراني في العراق تعتبر کنظيراتها في لبنان واليمن وسوريا، مجرد أذرع لهذا النظام، وقد حرص النظام أشد الحرص على إذکاء روح العمالة والتبعية له من خلال إستخدام العامل الديني ببعده الطائفي، وإن المسألة التي حرص هذا النظام على غرسها وغرزها في عقول ونفوس هذه الميليشيات والاحزاب عموما وقادتها خصوصا، هو أن يکون التفکير بأوطانهم وشعوبهم آخر همهم ومنح الاولوية دائما لکونهم بنادق وبيادق جاهزة للتحريك من جانب المرشد الاعلى للنظام الايراني، ولذلك فقد کانت العقلية الميليشياوية التحريضية المعادية لکل شئ والموالية فقط لخامنئي ونظامه هي التي تتحکم بهم وتوجههم.
عندما يقول قيس الخزعلي الامين العام لميليشيا عصائب أهل الحق:" أنا أعلم يقينا شخصيا؛ أن ترامب من الآن يفكر كيف سيحافظ على حياته، بعدما سيخرج من سدة البيت الأسود"، مضيفا في كلمة له بمناسبة ماقد تم وصفه بالذكرى السنوية الأولى لاغتيال قادة النصر، بأن:" كل ما أرادوا تحقيقه من أهداف، باغتيال الحاج سليماني ورفيقه الحاج المهندس، لم يتحقق"، بخصوص قوله عن کيفية محافظة ترامب على حياته بعد خروجه من البيت الابيض، لايزال هذا الذي نصبته الايام السوداء التي مرت على العراق کقائد لميليشيا عميلة لايعلم لحد الان بأن الرٶساء السابقون للولايات المتحدة الامريکية کلهم محميون ومحصنون وهم أبعد مايکونون عن عمليات إغتيال وتصفية ويعيشون بأمن وليس کما يجري في ظل نظام ولي نعمته ونود أن نذکره بالتصفية المشبوهة لرفسنجاني کمثال، أما بخصوص قوله بأن ماأرادوه من أهداف من وراء إغتيال الارهابيين سليماني وأبو مهدي المهندس لم تتحقق، وکأنه لايرى حالة التخبط والقلق والتوجس الجارية في طهران وفي الأوساط الميليشياوية في العراق ولبنان واليمن، وکيف إن حالة الانغلاق والانطواء والتقوقع على النفس باتت تحکم طهران وذيولها، وفي کل الاحوال فإنه يبدو واضحا جدا بأن هکذا فهم وتفسير ورٶية للأمور هي حاصل تحصيل العمالة والتبعية المفرطة وحقيقة أن العقلية الميليشياوية التي لاترى بأعينها وإنما بعيون ولي نعمتها!
704 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع