سعاد عزيز
العراق بحاجة لأکثر من ذلك
مهما طال الحديث عن الاوضاع السلبية التي يعاني منها العراق منذ الاحتلال الامريکي للعراق فإن مربط الفرس وأساس المشکلة فيما قد آلت إليه الاوضاع من سوء ووخامة يتعلق بصورة وأخرى بالدور المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولاسيما بعد أن قام ببسط نفوذه وفرض هيمنته على العراق بطرق واساليب مختلفة رغم إن عماده ورکيزته الاساسية يقوم على أساس الاحزاب والميليشيات التابعة لهذا النظام والدائرة في فلکه، ذلك إن هذه الاحزاب والميليشيات هي من تٶدي الدور الاخطر فإن عناصرها مهما کانوا غير کفوئين وغير مناسبين وليسوا في مستوى المسٶوليات الرسمية المناطة بهم وحتى غير حريصين، فإن ذلك لايهم النظام الايراني بقدر مايهمه ضمان إستمرار نفوذه وهيمنته وتنفيذ مخططاته.
سلبية دور هذه الاحزاب والميليشيات ومن يدور في فلکها المشبوه، قد تعدت وتجاوزت کل الحدود ولاسيما بعد أن طفقت تواجه الشعب العراقي نفسه وتقوم ليس بقمع وإنما حتى تصفية کل من يرفض دور ونفوذ النظام الايراني ويواجهه، وإن عمليات إغتيال وتصفية الناشطين السياسيين من الرافضين للدور والنفوذ الخبيث للنظام الايراني في العراق، قد أثبتت حقيقة إن ولاء وتبعية هذه الاحزاب والميليشيات ليس للعراق والشعب العراقي وإنما للنظام الايراني.
فرض وزارة الخزانة الامريکية يوم الجمعة الماضي، عقوبات على فالح الفياض هيئة الحشد الشعبي بالعراق وذلك وبحسب ماجاء في المبررات التي إستدعت لذلك بحسب ماجاء في بيان الخزانة الخاص بذلك، أن الفياض كان جزءا من خلية أزمة تتألف من قادة ميليشيات الحشد الشعبي التي تشكلت في أواخر عام 2019 لقمع الاحتجاجات العراقية بدعم من الحرس الثوري الإيراني. وأکد البيان أن عناصر قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران تواصل شن حملة اغتيال ضد النشطاء السياسيين في العراق الذين يدعون إلى انتخابات حرة ونزيهة واحترام حقوق الإنسان وحكومة نظيفة. هذه الخطوة الامريکية مع الاخذ بنظر الاعتبار أهميتها المعنوية لأنها تفضح العملاء التابعية للنظام الايراني وتعريهم، فإنها غير کافية إذ أن العراق بحاجة لما هو أبعد وأکثر من ذلك، خصوصا بعد أن تمادت هذه الاحزاب والميليشيات وليست على إستعداد للتخلي عن دورها المشبوه المعادي للعراق وشعبه.
فالح الفياض الذي قام بالامس ومن خلال التنسيق مع الحرس الثوري ومع الارهابي المقبور قاسم سليماني بالتنسيق والترتيب لشن هجمات دموية على المعارضين الايرانيين من أعضاء مجاهدي خلق أيام کانوا يتواجدون في العراق وساهم بقتل أعداد کبيرة منهم وفرض حصار غير إنساني عليهم، هاهو نفسه يعود ليقوم بنفس الدور ضد الشعب العراقي نفسه عندما ينتفض بوجه دور ونفوذ هذا النظام، وإن ماقد ذکره وزير الخزانة الامريکي ستيفن منوتشين بهذا الصدد يٶکد هذه الحقيقة ويثبت عمالة الفياض للنظام الايراني حينما قال: "من خلال التوجيه والإشراف على قتل المتظاهرين العراقيين المسالمين، يشن المسلحون والسياسيون المتحالفون مع إيران مثل فالح الفياض حملة عنيفة ضد الديمقراطية العراقية والمجتمع المدني" كما أكد أن الولايات المتحدة ستواصل محاسبة منتهكي حقوق الإنسان في العراق الذين يهدفون إلى حرمان الشعب العراقي من جهودهم للاحتجاج السلمي والسعي لتحقيق العدالة واجتثاث الفساد في بلادهم. وهذا مايوضح سبب التصريح الذي أدلى به الفياض لقناة ميليشيا النجباء التابعة للنظام الايراني والذي قال فيه بأن:" خروج القوات الأميركية من البلاد يعطي العراق حقيقة استقلاله من سيطرة المحتلين"!!
706 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع